|
الحلم الكبير
|
عشقها حتى الثمالةحتى أصبح يسمع كل دقة من دقات قلبه تنادي بإسمها، وكل زفرة هواء مختلطة بأنفاسهافقد صارات جزاء منه. وهي كذلك، كانت تبادله ذات الإحساس والشعور، كانالا يفترقان إلا ليلتقياثانية بعد هنيهة فقد كانا جيراناً. كان حباً عظيما بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى حبانشأ ونم معهما يوم بيوم ، ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة حب نشأ منذ الطفولة....وكبر معهما سويا حتى أتي اليوم الذي وصارا يفكران فيه بتتويج هذا الحب النبيل بنهاية تليق بمقامه وعمقه ولكن...كانت الطريق كله عقبات وعثرات..فهو لم يكمل تعليمه ولم يدرس بالجامعة ولم يحمل شهادة تؤهله لنيل وظيفة يمكن من خلالها تحقيق هذا الحلم..فعاهد نفسه ان يفعل المستحيل حتى يحققه...وعاهدها على ذلك حتى وإن كان على حساب راحته، وغربته عن اهله وأصدقائه فكله يهون في سبيلها..هي...وحدها، وقرر هجران أرض الوطن إلى الغربة المضنية المؤلمة...لا بأس..كله يهون من أجلها..وفي اليوم اليوم الموعود...كان لقاء الوداع أليما...حزينا ...مليئا بالعبرات والدموع والزفرات الحارة...فأمسك بيديها وقال: أعاهدك ياأغلى وأعز ما أملك..أن أبزل كل ما بوسعي لكي أحقق حلمي...كما اعاهدك على ألا أكون لغيرك قط...قط ..قط وأخز يردد هذه الكلمة حتى تاهت من بين شفتيهالمرتعشتين ...فعاهديني ياحياتي وأملي الوحيد ان تنتظريني حافظة لي هذا الوعد...بأن لا تكوني لغيري...أنا سأعود حتما...لك وحدك...فانا ذاهب من أجلك...وحدك....ففرت الكلمات من عقلها...وانحبست الأحرف....وسالت الدمومع مدرارة على خديها...ومن بين شفتيها الراجفتين..تمتمت : أعاهدك ياحبي الوحيد.....فأنت تعلم ماذا أنت بالنسبة لي...سأنتظرك حتى آخر لحظة في حياتي.....وفرت من صدره آهة حرى وهو يقول لنفسه..الآن لا يهمني شئ. وسافر لشقاء الغربة وحنينها المحرق، وأخز يعمل كالآلة التي لا تعرف الملل ولا الكلل..فكلما غالبه التعب ليأخذ قسطا من الراحة كانت صورتها تطل عليه فيتزكر كلماته إليها ووعده ببزل المستحيل...فيهب واقفا ليواصل عمله المنهك. ومرت السنين وإستطاع أن يجمع يحقق له أحلامه..وطار راجعا إلى الوطن الحبيب...حيث الوطن الصغير، قلبه وروحه ...بل وحياته وأمله. فوقف يتأمل منزلهم من الخارج قبل أن يدلوفه ..أراد أن يفاجئهم بالدخول خلسة دون أن يروه كان ضجيج الغناء يملأ سكون الليل البادئ في الإنتشار ..ولكنه لم يعر صخب ذلك الغناء الصادر من خلف منزلهم إهتماماً...فقد كان لا يسمع في تلك اللحظات..كان يسمع بقلبه...وفجأة كان امامهم ...والدته..التي كم إشتاق إليها، أخوانه وإخوته...وكلهم كم إشتاقوا إليه...وحنوا له..ولكنهم كانوا يعرفون سبب غيابه عنهم...كانوا يعرفون حبه المجنون لها...حبه الذي دفعه لفراقهم رغم حبه الشديد لهم جميعا.....كانت تملأ وجه في تلك اللحظات إبتسامة عريضة..كلها شوق ، لهفة وحنين، حب وإشتياق....ولكن..مهلاً...ماهذا الوجوم على وجوههم...لماذا كل هذا الشحوب والحزن...إندهش وكاد أن يقع قلبه بين قدميه...أهناك من مات...ماذا هناك ياتري...حاول ان يسأل ولكن أبت ن تخرج الكلمات من بين شفتيه...أراد أن يسأل ولكن أبت الأحرف ان تخرج..وأخز يبحث في وجوههم الواجمة عن إجابة تزيل حيرته...وتريح قلبه الذي كاد ان يتوقف هول حيرته...فرفعت والدته عينيها في مواساة تنظر إليه...وببطيء رفعت أصبعها لتشير إلى منزل الجيران....وكان يتابعه في لحظات مرت كالدهور...وكاد ان يطير عقله من هول ذلك....فقد قرأ كل شئ في عيني والدته...لالالالالا....لا يمكن ان يحدث ذلك....رفض كل إجابة تحمل له كلمة نعم....وانطلق خارج البيت يجري...لم يقف إلى في منتصف ساحة الرقص....فرأته...واتسعت حدقتيها حتى كادت عينيها ان تخرجان من محجرهما.....ونظر إليها...إلى عينيها....يحفها ثوب الزفاف الأبيض...وقربها زوجها....الله...إنه ذلك الرجل الثري جارهما...لالالالا....لا يمكن ان تكون هي....أراد ان يتمعن مرة أخري...ففتح عينيه...لينظر إليها مرة أخري لعل هذا الكابوس أن ينزاح....ولكنه لم ير شيئا بعد ذلك....لم ير شيئا على الإطلاق.
|
|

|
|
|
|