كشكي، كشكي، وزارتي، وزارتي بقلم عبد الله علي إبراهيم

كشكي، كشكي، وزارتي، وزارتي بقلم عبد الله علي إبراهيم


05-08-2017, 03:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1494253740&rn=0


Post: #1
Title: كشكي، كشكي، وزارتي، وزارتي بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 05-08-2017, 03:29 PM

03:29 PM May, 08 2017

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر



في عام 1963 نظمنا في جمعية التاريخ بجامعة الخرطوم رحلة الي إقليم جبال النوبة إنتهت بنا الي الأبيض. وتزامن رحلتنا مع إجراء الانتخابات القاعدية للمجلس المركزي لنظام الفريق عبود (58-64). وفكرة المجلس، التي أوصت بها لجنة برئاسة مولانا ابو رنات، رئيس القضاء آنذاك، تقوم علي دمج هياكل الحكم المحلي، وقمتها مجلس المديرية، بالمجلس التشريعي المركزي بتصعيد اعضاء الأخير من جمهرة اعضاء مجالس الحكم المحلي.
دعانا ضابط بلدية مدينة الأبيض الي فطور في يوم جمعة ما خلال إقامتنا في المدينة. وأذكر من مطايب المائدة صحن "كورن فليكس" باللبن ذقته لأول مرة وطاب لي من يومها حتي تاريخه. ودار الحديث علي المائدة عن الانتخابات القائمة علي قدم وساق في المدينة. وروي الضابط طرفة عن المرحوم علي محمد خير دلال المدينة العتيق المشهور بالشايقي وأحد المرشحين لمجلس المدينة. وما دري احد من الحضور أن الرجل عمي وأبن عم الوالد، رحمه الله، لزم. قال الضابط أنه سأل علي الشايقي:
- ما هو برنامجك يا عم علي؟
_ اول بادي ياجنابو نثبت كشكنا دا.
وكان للعم آنذاك مشكلة طويلة مع بلدية المدينة حول ترخيص وموقع كشك لبيع الجرائد أو المشروبات. وقد شيده أكثر من مرة وتسلطت عليه البلدية وقلعته من جذوره مرة بعد مرة.
وبرنامج عم علي الانتخابي هو غالب السياسة عندنا. فأكثرنا قد اكتفي من الممارسة السياسية، التي عليها مدار مصالح العباد قاطبة، بالسهر المستميت عن كشك أو آخر. وقد يكون الكشك حزباً، أو جبهة، أو ديناًُ، أو عقيدة، أو طائفة، أو طبقة أو أسرة، أو قبيلة أو مرعي، أو مصرفاً، أو مالاً، أو بنون، أو عقاراً، أو جاهاً أو صهراً أو تاريخاً، أو إنساً، أو جنساً والعياذ بالله.
الوطن ليس كشكاً لأنه مجموع كل تلك الأكشاك. فهو صهريج في قول نادرة من النوادر. فقد زار ريفي لأول مرة قريباً له تاجراً بسوق مدينة عطبرة كان يسكن بجهة صهريج المياه الذي بظهر حي الفكي مدني "البرجوازي نوعاً ما" وفي بداية امتداد المدينة الشرقي. وعاد القروي الي اهله. وفي أنس القرية كان كلما جاء ذكر موضع في مدينة عطبرة من منزل، أو متجر، أو ورشة، أو طاحونة، أو طابونة . . . أو كشك، سأل الريفي العائد سؤالاً أشتهر به:
-لكين المحل دا وين للصهريج.
لم يتوقف أكثرنا في حرب الأكشاك المقدسة ليسأل يوماً: اين كشكي هذا من الصهريج. فقد ادخر القروي الصهريج "نقطة شهيرة" وهي في لغة العسكر المعلم البارز علي الأرض الذي تنسب اليه المواقع المحيطة به. وقد اتخذت الصهريج هنا رمزاً للوطن، اي الموقع الشهير الذي لا قيام للمصلحة العامة لأهله إن لم يلجم اصحاب المعالم الأقل وجاهة، أصحاب الأكشاك، غلوائهم وزحامهم، وشفقتهم، وحسدهم، وكيدهم، وسخائمهم، وصغائرهم، وأكشاكهم لينظروا الي ما فوق مواقع اقدامهم أو أكشاكهم صوب بهاء الصهريج. وقد أصابنا البوار لأن أكشاكنا التي أنفقنا العمر سهراً عليها تنهار واحدة بعد الأخرى لخلوها من المرجعية الي نسق أكبر، وهم أكبر، ونصر اكبر، والله أكبر.
وبداهة عمي محمد خير الشايقي مما جاء في قصيدة لأخي الشاعر كمال الجزولي الذي قال عن المثقف أبو كشك ما يلي في القصيدة الجبلية (1993، دمشق):
قالوا له: الحريق في البلد
هل مس، قال: في شارعنا أحد
قالو النيران في شارعكم تلتهم الأشجار والحجارة.
أطارت، قال، منها
نحو بيتنا شرارة
قالو له: رماداً صار بيتك
هذا المساء
صاح: غرفتي (تقرأ كشكي)
وأجهش بالبكاء
والقصيدة آية في معمار وسياسات الأكشاك. حيا الله كمالاً الشاعر المجاهد.




أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 08 مايو 2017

اخبار و بيانات

  • لجنة برلمانية : أوضاع مزرية للسودانيين في مصر
  • المعدنين ينتقدون بطء تحركات الخارجية لاسترداد ممتلكاتهم
  • تأثر النشاط الاقتصادي بوادي حلفا سلباً تكدّس شاحنات مصرية بأرقين بعد فرض تأشيرة الدخول
  • السجن يهدد مزارعين بمشروع الجزيرة
  • وصل الجزائر للمشاركة في اجتماعات دول الجوارالليبي غندور: الحركات السودانية في ليبيا تُهدد الأمن ال

    اراء و مقالات

  • ماذا هُناك..؟ بقلم عبد الله الشيخ
  • إطلاق النار في الاتجاه الخطأ ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • افعلها يا عطا!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • بين قذارة السياسة ونظافتها عند يوسف لبس بقلم الطيب مصطفى
  • عندما انقلبتم ألم تكونوا بشراً؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • حكومة حوار الطرشان حلم أم اوهام بقلم الطيب محمد جاده
  • نبوءة صدقت بقلم عثمان الطاهر المجمر طه
  • إضراب الأسرى مسؤولية دولية ورقابة أممية الحرية والكرامة 16 بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • أنسنة الإجراءات! بقلم د.أنور شمبال
  • متناقضات مملكة محمد السادس !! بقلم محمد بوبكر
  • الساحة الخضراء تزدهي بالسر قدور ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل

    المنبر العام

  • سلسلة الأغبياء في حوش الخواء (الجالية بين نداءت السفهاء تترنح )
  • النظام التوافقي ... في ذات عبقريه =D :) .
  • إستيراد المصريين لللحوم البرازيلية واثارها السلبية فيديوهات
  • التراشق بين وزير الدفاع السعودي ووزير الدفاع الإيراني خطير
  • “لا توجد أزمة لاجئين تقلقني الآن أكثر من جنوب السودان.”
  • مجلة "شعراء ومسادير" ،، حياة البادية وإرثها الثقافي.
  • شاركت بورقة عن(الاثار العثمانية والتنوع الثقافي في السودان)في مؤتمر بتركيا عن (الاسلام بافريقيا)
  • شباب (الاسلاميين) يعلنون الجهاد على صلاح غريبة
  • سمعة المغتربين "تهتز" !.
  • تعالوا كدى نتخيل السودان مقسم لى خمسة دول
  • وداعاً اللواء طبيب محمد سعيد الحسن تركاي ... الطبيب الإنسان
  • السعودية ترسل وفد للتأكد سلامة الاسماك المصرية
  • الدعم السريع فخر السودان: الشردة عيب وشينة - فيديو
  • هـــل يفعلهـــا المـــريخ .... ويســـجـل موقفـــاً للتاريــخ ؟
  • عبد الواحد يعترف بان تسجيل (سورة دارفور) بصوته
  • الشباب الأماراتي يعيش البهجة ... متصوع : رقصة شعبية تنتشر بكثافة ....!!!!
  • ألا يزال السودان جسرا بين العروبة والإفريقية؟ د. الشفيع خضر سعيد
  • اعادة الاخلاق
  • كعكة الحيكومة ان قصرت يتموها زلابية . خخخخخخخخخخ !
  • أمانة صاحب رقشة... 38 مليون جنيه عبارة عن رواتب معلمات قام بتسلميها للشرطة
  • دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر منقول بشيء من التصرف من The Venus project
  • طوكر ترفض أستيعاب عشرات الطلاب بالمرحلة الثانوية لاغرب سبب
  • محمد بن زايد يزور مصابي القوات المسلحة السودانية و الإماراتية
  • روايات بوليسية
  • الأستاذ محمود محمد طه: موقع الفكرة الجمهورية في ثوب جديد: دعوة لإبداء ملاحظات
  • عريس الشجرة
  • نصيب السودان من مياة النيل قسمة ضِيزَى
  • "ليست كل القصة" ..اصدارة جديدة للصحافي والكاتب المبدع هاشم كرار **
  • صحي الدستور لا يسمح بتولي الرئاسة لمن هم دون الاربعين؟
  • "محمد ناصر" يرد علي السيسي لتدمير السودان ...!!
  • الهجرة الى الله !!!!
  • عييييييك ود الباوقة بقى هندى
  • السودان: أزمة بين وزارة العدل والنائب العام عقب إدانة وكيل نيابة بالسكر