كنت و ما زالت أردد يجب أن نعمل على تحرير المرأة من قيود و ظلم العادات والتقاليد المورثه والمفاهيم الخاطئه، التي راح ضحاياها الكثيرون و الباقين ما زالوا يعيشون في ظلام و ظلم سجونها، ضحايا هذه المفاهيم الخاطئة لا تحصى ولا تعد، و ما زالت نسبة الوعي و الإدراك بالمخاطر و النتائج السالبة الناتجة عن هذه المفاهيم ضئيلة جدا، كانت و ما زالت هنالك قصة عالقة في خيالي لفتاة تنتمي إلى قبيلة أمي بالتحديد اي قبائل الجعليين بمنطقة نهر النيل و يقال أن هذه الفتاة الصغيرة في العمر إعتادت أن تخرج مع صديقاتها البنات من وقت لآخر للتنزه، و في يوم من الأيام خرجت و عندما تأخرت في الرجوع إلى البيت خافت من أهل بيتها فامضت الليلة في بيت أهل صديقتها، و بعد أن بحث عنها أهلها و وجودوها مختبيئه في بيت أهل صديقاتها، فقاموا بإحضارها إلى المنزل بعد أن أشبعوها ضربا و هي تصرخ و تبكي و تعالت صيحات بكاءها حتي جعلت الجميع يجتمعون لمعرفة الموضوع، ثم قام بعد ذلك أعمامها بحلق شعرها حتى لم تتبق سبيبة واحده في راسها، و بعد ذلك تم تكتيفها وربطها كالبهيمة، و بعد مرور شهور أو سنة اي بعد نبوت الشعر قامت بالذهاب إلى مركز الشرطة و سردت لهم القصه بأكملها و قالت لهم أنها لم تعد تريد العيش مع أهلها بعد كل الذي فعلوه بها مع العلم أنها لم تأت بأي فاحشة تسئ لهم ولها وأنها لطالما حافظت على نفسها و شرفها ولم تفرض فيه ولكن ما فعلوه معها جريمة لا تغفر في حق الإنسانية، و بعد ذلك غادرت منطقتهم إلى بورتسودان و مكثت هنالك دون أن تعرف عنهم شيء أو يعرفوا عنها شيئا، حتى مات أعمامها المسؤلين عن هذه العملية اللا إنسانية، و ماتت أمها التي لا حول لها ولا قوة بحسرتها على بنتها وهي تتقطع من ألام فراق إبنتها فلزة كبدها التي لم تراها حتى آخر يوم في عمرها، و ظلت هذه الفتاة طائرة مهاجرة لا يدرون أين أستقر بها المطاف بعد بورتسودان، فإن كانت هذه الفتاة ما زالت حيه قد تكون تخطت السبعين سنه ، و هذا مثال لماضي سودانى الأصل ذكرني به مثال آخر لحاضر مرير و هي صديقة لي من أصول باكستانيه سمعت قبل يومين بخبر موتها و هي تعاني من مرض السرطان و هي في ريعان شبابها في السادسه و العشرين من عمرها ولها بنت صغيرة لم تتجاوز الرابعه من عمرها، و لكن المحزن في الامر إني كنت قريبة جداً منها بحكم الصداقه التي تربطنا، وكانت طالما تحكي لي عن مشاكلها الخاصة و العائليه و ما يتعرضن له هي و أختها من أذي وخيم من أخوانهن و أبناء عمهن بتسلطهم الذكوري و الإسلامي المتطرف وعندما سمعت بخبر وفاتها بعد معاناة شديدة مع السرطان زاد غضبي و إحتراقي للعقلية الذكورية الباكستانية الإسلامية المتطرفة وعاداتهم وتقاليدهم ومفاهيمهم المتخلفه الظالمة للحقوق الإنسانية، و بكل صراحه المرأة في البلاد العربية والإسلامية تعيش معاناة كبيرة أنا لا أقول أن المرأة ضحية تعاليم الإسلام بل بالعكس ضحية مفاهيم و تعاليم هذه البلاد الخاطئة حتى وإن كان السودان إلى حد ما أفضل بكثير من باكستان المتشددة و المتطرفة كلياً فيما يخص حقوق المرأة إلا أن معاناتها ما زالت قائمة وأنا أناشد الشعب السوداني رجالاً و نساءا والشباب بصفة خاصة يجب أن نعمل على توعية المجتمع و نعمل بتعاون كامل و جاد على محاربة هذه المفاهيم الخاطئة يجب تحرير المرأة من هذا السجن حتى تحلق بجناحيها عالياً و تستنشق الهواء النقي، و تستطعم ذوق الحرية المفقوده والعدالة و المساواة الإجتماعية والإنسانية وإذا الموؤدة سئلت بأى ذنب قتلت . .