*قدري أن أطالع (الشرق الأوسط) كل صباح.. *فهي تأتيني- من بين ما يأتي من صحفنا- عقب طباعتها محلياً.. *ثم يقل اهتمامي بها- إلى جانب أخريات- كل صباح.. *فقدري أيضاً- وأقدار يا نور عيني- أنني لا أحتمل كثرة أخطاء اللغة.. *سيما في الذي يُعد من بديهيات النحو والصرف والإعراب.. *وإلى جانب ذلك خلو كتابات الرأي- تحديديًا- من أبسط نفحات الإبداع.. *فقط رصٌّ للكلمات كما يُرص الطوب في عمليات البناء.. *وصحيفة (العرب) ليس فيها من يكتب بفن وسلاسة وإمتاع سوى عطا الله الآن.. *فالكتابة بضاعة لا تجذب الزبون إن خلت من جاذبية العرض.. *ومن ثم يجني الكاتب على نفسه إن اهتم بالمضمون وأهمل (المظهر).. *ونجد كثيراً من الكتاب يرصُّون- بلا كلل- مذ كانوا شباباً.. *وإلى أن صاروا كهولاً لم يخلقوا (أرضية) تفاعلية مع القراء.. *ثم لا يجلسون على (الأرض) ليعرفوا موطن الخلل.. *والكهل- تصويباً لخطأ شائع-هو من بلغ الأربعين فأكثر وما زال (فتيا).. *وصحافتنا تعج بـ(البنائين)- للأسف- وما أبرئ نفسي.. *ومنهم من يهرب إلى بريق (الشاشات) بحثاً عن بريق لم يجده في (أرض الصفحات).. *المهم أن (الشرق الأوسط) قطعت (وسطي) البارحة.. *ليس لأنها أدمنت نشر صور (الحسناوات)- فقط- أعلى أخيرتها كل يوم.. *وكأنها تثبت بذلك للعالم أننا فعلاً (أمة الفياغرا).. *وليس لأنها أبرزت فضيحة (الإظلام الشامل) في بلادنا يوم الأول من أمس.. *وزادت عليها أن هذا أمر (عادي) في السودان.. *وليس لأن أخبارها ما زالت كلاسيكية تلاحق (عظم) الخبر وتترك (لحمه).. *ونعني بذلك إهمالها الحدث: ماضيه وحاضره ومستقبله.. *وإنما الذي أغضبني خطأٌ في جريدة (العرب) يفترض أن يُغضب (كل العرب).. *والمصيبة أنه في زاوية كاتب بصفحتها الأخيرة.. *إحدى زاويتين (تعتصران) عارضة أزياء ظهرت في أسبوع الموضة بميلانو.. *فجريدة (العرب) لا تنشر إلا صوراً أنثوية (تسر العاربين).. *والخطأ ورد في جملة (وتوزع الحاضرين والحاضرات على الطاولات والكراسي).. *ثم لا الكاتب انتبه، ولا المصحح، ولا رئيس التحرير.. *ولا أدري (إيش) يكون الحال لو كانت هذه جريدة (عجم العرب) لا (كل العرب).. *أغلب الظن أن شعارهم سيكون (عربيٌّ فالعب به).. *تماماً كما كان جدهم- صبي يونس النحوي- (يلعب) بلغة الضاد حتى أغضبه.. *وتفادياً لغضب يونس هذا كان يضع أمامه (خيارات).. *فيقول له على- سبيل المثال- (إن أخاك، أخوك، أخيك لدى الباب).. *يا أيها العرب: إن جريدتكم لدى (باب الله !!!). assayha