وطه القرشي هذا بطل قصة في منهج دراسي سوداني في ثمانيات القرن الماضي تحكي القصة عن طه الطالب النجيب الذي يشعر بالألم فيتغيب عن المدرسة بسبب ذهابه لطبيب القرية فيطلب منه والده مراسلة المدير واخباره بالقصة وبدوره يكتب الطبيب للمدير ويخبره بأعراض الاسهال والمغص الذي يتعرض لها طه والتحاليل التي أثبت إصابته بمرض الدسنتاريا المعدية ما يستوجب بقاء طه لمدة 10 أيام في الحجر الطبي. القصة بوضوح يظهر القصد منها وهي تعليم الاطفال كيفية كتابة الرسالة لأن القصة كلها عبارة عن 4 رسائل بين اطراف القصة . كنا ونحن أطفالا نسمع ان القصة كتبت بيد المربى الفاضل"الطيب قرشي" وكان الربط ساهلا فالمربى كان معدا لمناهج بخت الرضا وينتهي اسمه بالقرشي ايضا كبطل القصة ولكن لم تسمح الأعمار ان نتأكد من صدق تلك الرواية علي العموم كتبت الرواية ونقحت من معهد بخت الرضا هي وقصص مثل "حليمة بائعة اللبن" و"مريم الشجاعةو"طرشان وسمعان" قصص كثيرة كونت مخيلة جيل كامل من القصص والكتابة ،يرجع معظم من يكتب القصص اليوم فضل بدايته لها ولامثالها من القصص . لكن اين طه اليوم وقصته من مناهج المدارس فمع قدوم الإنقاذ وتخبطات تغيير السلم التعليمي غير المنهج وحذفت القصص واستبدلت بأخرى وتلك قصة أخرى فحسب تصريح وزير التعليم وقتها " عبد الباسط سبدرات" في دفاعه عن تغيراته علي المنهج قال" طهرنا المنهج من قصص طه القرشي ومريم وزينب واستبدلناها بالأنسان والكون" لم أفهم في البداية ما يقصد سبدرات ب"طهرنا" ؟؟ لكن في الحقيقة اكتشفت انه سرت رواية وقيلت في اكثر من مناسبة تحارب تلك القصص وتقول إنها أعدت من قبل الشيوعين وان اختيار الاسامي كان لازدراء الدين الإسلامي حيث ما قالوا انهم كتبوا طه وقصدوا محمد صلي الله عليه وسلم وان "حليمة بائعة اللبن" لم يتم اختيارها من فراغ وكذلك محمود الكذاب وفي النقيض الأخر يذكر اسم مريم بالصفات الحميدة كشجاعة ، كل تلك الأقوال جعلت سبدرات يصرح بكلامات مثل طهرنا . لكن التطهير الاسلاموي الانقاذي لم يتوقف عند طه وابطال قصص المنهج بل تعداها للاعمال الأدبية والشعرية فكم قصيدة منعت وكم تمثال هدم في مدن السودان المختلفة هدم طول حتى أبطال السودان التاريخين " تمثال عثمان دقنة بورتسودان" . والآن وقعد اكتشف الإسلاميون ان أفكارهم مجرد شعارات يصرح بها قي المنابر فقط ، وان أمريكا وروسيا لم يدنوا عذابها بل هم في تطور مطرد وان الآداب هي قلب الشعوب الذي إن مات صارت الشعوب ريبوتات فقط لا غير . اما ان يعتذروا عن حذفهم الجائر وهدمهم الجاهل للفنون والآداب علي مدار سنوات عجاف حورب فيها كل مربي ومثقف وأديب .