*جدنا العمدة محمود اشتكى من بطارية سيارته.. *وربما يتوقف البعض عند هذه المقدمة ليسأل (هو جدك كان عمدة؟).. *وأقول نعم، بل وكان ناظراً يرأس عدداً من عمد المنطقة.. *وجده محمد محمود كان عمدة أيضاً.. *وجدنا الكبير هو الملك بشير الذي سُميت الخندق عليه.. * ثم قد يتفرع عن سؤالهم هذا آخر خلاصته (طيب وإنت كده ليه؟).. *فيجيء جوابي (آدي ربنا وآدي حكمته).. *وحديثي هذا ليس من باب التباهي وإنما لتثبيت حق.. *فهنالك من يسعى إلى (شفطنا)- هذه الأيام- حتى من تاريخنا هذا.. *ويسرق الخندق وقلعتها وآثارها و(بشيرها).. *ونحن لم يعد (حيلتنا) سوى هذا الماضي بعد أن فقدنا الحاضر.. *المهم أن جدنا هذا عانى بشدة مع بطارية عربته.. *فهي ما أن تُشحن اليوم حتى تفرغ غداً.. *وكان سائقه عجب ذا ساق حديد اصطناعية.. *وفي يوم انتبه أحد أصدقاء جدنا- من أعيان البلد- إلى شيء مهم.. *أو على الأقل كان مهماً في نظره هو وقتذاك.. *فصرخ كما أرشميدس (يا أومدة، كله من الهديدة ده).. *ثم شرح بفرح سر اكتشافه الخطير المتمثل في (شفط) الحديدة للكهرباء.. *وكهرباء بطاريات الناس تُشفط الآن بـ(هدايد) عدة.. *كهرباء الفرح، الصحة، السعادة، الأمل، التفاؤل وراحة البال.. *وأحد أهم أسباب ذلكم كله (شفط) المال من الجيوب.. *وقبل أيام اقترح مسؤول اقتصادي مزيداً من الشفط تحت مسمى (رفع الدعم).. *فالدولة لم يعد لها من مصدر دخل غير جيوب الناس.. *وأكثر جهة درجت على أن تشفط دونما رحمة هي هيئة الحج والعمرة.. *فـ(هديدتها) لا تتوقف عن شفط الجيوب بأية وسيلة.. *وبالأمس فرضت على الوكالات دفع قيمة (3) آلاف مع التهديد.. *يعني التي لا تدفع قد (يُشفط) منها التصديق.. *والمبلغ هذا قيل إنه خاص بمهرجان الحج والعمرة.. *ولا أدري إن كان إيلا- عاشق المهرجانات- مشاركاً فيه أم فاتته الفرصة.. *وخبرنا هذا هو على ذمة الزميلة (التيار).. *ولو كان قادة الإنقاذ يقرأون التاريخ لعلموا سبب كره السودانيين للتركية.. *فالتركية السابقة أرهقت المواطنين بـ(هدايد) الشفط.. *حتى إذا قام المهدي يدعو إلى (الثورة) انضم إليه الكثيرون كرهاً في الأتراك.. *والكثيرون يكرهون الإنقاذ الآن للسبب ذاته.. *فـ(الهديد) استنزف كل كهرباء الصبر بدواخلهم طوال (27) عاماً.. *وأصحاب الوكالات سيخرجون في مسيرة احتجاج.. *وربما يخرج بعدهم الذين لم يعد لديهم ما يُشفط سوى أرواحهم.. *وكله من (الهديد!!!). assayha