قلنا فى مقالنا السابق إن أهداف ومرامى الدول الثلاث ـ المملكه العربيه السعوديه ـ الولايات المتحده الأمريكيه ومصر أنور السادات قد إلتقت وإنصهرت فى بوتقه واحده تهدف الى الإستفاده من تنظيم الأخوان المسلمين والتنظيمات الإسلاميه الأخرى وذلك لتحقيق مبتغى كل دوله من الدول الثلاث بما يخدم أغراضها الداخليه وأطماعها التوسعيه بالنسبه للولايات المتحده الأمريكيه بالذات وأبنا على نحو تفصيلى أهداف كل دوله منفرده فيما ترمى إليه من توظيف قدرات الأخوان المسلمين و إستغلالهم وإستخدامهم كمخلب قط وإدارة حروبات بالوكاله إنابةً عنهم والسعى الى الخلاص منهم فى نفس الوقت . ما يعضد زعمنا هذا فى الوقت الراهن هو الإعتراف المُذهل الذى تبرعت به شخصيه سعوديه رفيعه كما كتب السفير الأمريكى السابق فى العراق زلماى خليل زاده وإن كانت المملكه العربيه وبحسب ذات المصدر السعودى رفيع المستوى كانت تهدف من خلال إستخدام الجماعات الإسلاميه لوقف المد الناصرى الذى كان يهدد أمنها وبنية الحكم فيها للدرجه التى إضطرتها لخوض حرب علنيه مع الجيش المصرى فى اليمن فهاهو التاريخ يعيد نفسه الأن وبعد نصف قرن كامل من الزمان هاهى المملكه العربيه السعوديه تجد نفسها متورطه من قمة رأسها الى أخمص قدميها فى حرب مريره فى اليمن ذاتها إنتقلت من العمق اليمنى وباتت تهدد الداخل السعودى نفسه وإذا ما كان الخطر السابق ناصرى ، قومى عروبى ذو صبغه ماركسيه حمراء فإن الخطر الذى يتهددها الأن خطر إسلامى شيعى متطرف ( الحوثيون ) وشقه الأخر سُنى معتدل يمثله الرئيس المخلوع ( على عبدالله صالح ) ! ومابين مطرقة الحوثيون وعلى عبدالله صالح وسندان الجمهوريه الإسلاميه إيران تعانى المملكه العربيه السعوديه الأمرين وهى تقود تحالفاً فضفاضاً من عشر دول كل دوله أتعس من الأخرى والسعوديه التى يتباهى أحد نافذيها بحسب ما كتبه زلماى خليل زاده بقوله ( لقد ظللناكم ) !! هاهى الأن تحصد نتائج ( تضليلها ) لا للأمريكان شركاءها الأصليين فى تشييد أركان التطرف بل تضليلها للجماعات الإسلاميه والأخوان المسلمين وهى الأن وبجردة حساب إتضح إنها لم تضلل إلا نفسها ودونك الوضع المربك والمفتوح على كافة الإحتمالات هذا الذى وجدت فيه الدوله الشقيقه نفسها .... من دفع الثمن باهظاً ومايزال يدفع فاتورة إستعباط لأخرين ليس المملكه العربيه السعوديه لوحدها بل كافة شركاءها المتذاكين الضالعين فى المخطط ، مخطط توظيف وحش راديكالى إنبثقت منه تنظيمات ليس أخرها داعش ولا أولها جماعة الجهاد والتكفير والهجره ( شكرى مصطفى ) وجماعة ( سيدنا محمد ) والناجون من النار فضلاً عن تنظيم القاعده الجماعات الإسلاميه وتنظيم الأخوان المسلمين ليسوا مغفلين لهذه الدرجه ، ودائماً البدايه من مصر ، فالتجارب المريره التى خاضوها علمتهم أن لا يركنوا لأى حكومه أو نظام وعلى الرغم من كونهم قد دعموا الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى بدايات حكمه وكان المرشد العام للأخوان المسلمين وقتها الشيخ ( عمر التلسمانى ) قريباً منه وهو الذى تولى الإشراف على تصدير الافواج الأولى إلى أفغانستان كان البعض من قيادات التنظيم المتشددين يؤسسون قواعدهم فى الأوساط الشعبيه وطلبة الجامعات ويتغلغلون بسريه تامه فى محافظات الصعيد كافه وفى المنيا وأسيوط على وجه الخصوص فنشأ على ضوء هذا تيار أصولى متطرف إندمج لاحقاً مع أخطر تنظيم إسلامى فى مصر وهو تنظيم الجهاد الذى يقوده الدكتور أيمن الظواهرى خليفة أسامه بن لادن فى زعامة تنظيم القاعده . وفيما تعانى المملكه العربيه السعوديه الأن أشد المعاناه فى حربها الداخليه الداميه مع المتطرفين من الإسلاميين فضلاً عن خوضها رحى حرب لا تبدو لها نهاية قريبه فى الأفق ولا تلوح وتهددها الولايات المتحده الأمريكيه شريكها فى كل شئ فإن ثالثة الأثافى مصر السادات قد دفعت الثمن مبكراً وهو ثمن باهظ كان بمثابة صدمه للعالم فقد إغتال الإسلاميين المتطرفين الرئيس محمد أنور السادات نفسه !! وهم أولئك الذين أخرجهم السادات بنفسه من الزنازين والمعتقلات وقربهم منه بشده ، هكذا رد الإسلاميين الدين وكذلك يفعلون . ففى يوم 6 إكتوبر سنة 1981م وفى ذكرى يوم العبور وبينما كان الرئيس ( المؤمن ) محمد أنور السادات يشاهد العرض العسكرى لمختلف تشكيلات القوات المسلحه المصريه وبجانبه على المنصه كبار القاده العسكريين ورجال الدوله من بينهم المخلوع حسنى مبارك وعدد من الضيوف الأجانب والدبلوماسيين توقفت بصوره مفاجئه واحده من حاملات الجنود أمام المنصه الرئيسيه ليهبط منها بسرعة البرق أربعه من أفراد القوات المسلحه المصريه هم خالد الإسلامبولى وحسين عباس وعطا طايل وعبد الحميد عبد السلام ليمطروا المنصه الرئاسيه بوابل من الرصاص والقنابل اليدويه مسقطين الرئيس المؤمن الراحل أنور السادات مضرجاً فى دماءه والأربعه من تنظيم الجهاد ، أُعدموا لاحقاً وأُعدم معهم أميرهم وعقل التنظيم المدبر محمد عبد السلام فرج بينما حُكم على القيادى المتشدد فى تنظيم الجهاد محمد عصام درباله بالسجن المؤبد ـ وفى السجن على خلفية إغتيال السادات إلتقى الثلاثه ، عصام درباله وأيمن الظواهرى وعبود الزمر وبخروج أيمن الظواهرى من السجن لم يتوانى مطلقاً ويمم وجهه شطر أرض الجهاد أفغانستان وبوصوله لقاعدة المجاهدين فى بيشاور إلتقى الظواهرى بالشيخ عبدالله عزام ولاحقاً بأسامه بن لادن ومن هنا بدأت هنا أخطر مرحله من مراحل التطرف الدينى وكما إلتقت مصالح الدول الثلاث ، المملكه العربيه السعوديه ـ الولايات المتحده الأمريكيه ومصر فى توظيف الجماعات الدينيه المتطرفه لخدمة أجنداتها إلتقت كذلك فى أرض الجهاد فى بيشاور أجندة كل الراديكاليين العرب فإلتقى الظواهرى ببن لادن ولحق بهم من بعد الشيخ عمر عبدالرحمن ومن هناك بدأت رحلة م ( الأفغان العرب ) ,,,, ونواصل .