*جاءني بلسان حال (أشكي وأبكي لمين).. *قال إن صديقاً عزيزاً تنكر له فور أن (اندغم).. *وآخر رفض حتى الرد على اتصالاته بمجرد أن (وثب).. *وثالث تجاهله في مناسبة عزاء بعد أن (انخرط).. *ثم ختم شكواه بعبارة (دنيا بنت كلب).. *فكدت أمازحه بسؤال عن موقعه هو من (الإعراب).. *بمعنى: ما الذي يجعل أًصحابك يثبون ويندغمون ويتماهون وأنت لا ؟.. *ولكني تراجعت بعد تلمسي مدى ألمه.. *كان يبدو حزيناً جداً إزاء الذي (يغيَّر) الناس في زماننا هذا.. *فطفقت أعزيه من منصة (لست وحدك).. *وقلت له إن هذه مرحلة (صدمة) سيتجاوزها سريعاً.. *ثم يعتاد على أن هذا زمان (نفسي ، نفسي).. *أما الدنيا فلا ذنب لها - كي نسبها- وإنما العيب فينا نحن.. *أو ربما في (الظروف) التي جعلتنا كذلك.. *أما كيف أنه (ليس وحده) فقد رويت له جانباً من تجاربي الشخصية.. *تجاربي أنا نفسي مع نفر من أعز أصحابي.. *أو مع من كان كل منهم صديقاً لي إلى ما قبل لحظة (الاختبار).. *فأحدهم اشترطت تعيينه معي في صحيفة طلبتني بالاسم.. *فعلت ذلك بناءً على رغبته ليجيء تفاوضي مع إدارتها بلغة السوق.. *قلت لهم إما أن (تشتروني) أنا وهو أو (يفتح الله).. *ونجحت (الصفقة) ليصير أجره (3) أضعاف الذي كان يتقاضاه.. *وأول (منشور) له كان غمزاً ولمزاً في شخصي.. *بل وأتاني المدير الإداري- بعد أيام- ليقول لي (صاحبك يريد مثل مكتبك).. *بل واحتج على عدم مساواته بي في المخصصات.. *وآخر ظل يلاحقني- بشدة- ليكتب في صحيفة كنت رئيساً لتحريرها.. *ونجحت في استيعابه رغم إنه كان مجهولاً.. *ثم لاحقني في صحيفة أخرى- بعد تركي تلك- ورشحته (كاتب أخيرة).. *فُمنح- في البدء- مساحة صغيرة تناسب (اسمه).. *وكبرت مساحته بعد ذلك ، ومخصصاته ، وطموحاته ، و(توهماته).. *وكان أن طالب بمكتب خاص أسوة بي.. *ثم أخذ تعامله معي ينفذ من باب للغيرة كان موارباً طوال فترة تعارفنا.. *وثالث أتيت به لصحيفة كنت رئيساً لتحريرها أيضاً.. *ومنحته ضعف أجره السابق مع امتياز (مدير إدارة) وقد كان محرراً.. *ثم (وثب) فجأة ، واندغم ، وانخرط.. *فإذا به يُصاب- سريعاً- بداء (التغيُّر) ويقطع حتى شعرة التواصل الهاتفي.. *وتفعل (ظروف) أيامنا هذه فعلتها في ضعاف النفوس.. *أو في ذوي الاستعداد الفطري للتأثر بها حد (تبديل الجلد).. *وقد يصبح البعض (أوفياء)، ويمسون (غرباء).. *وتغدو أفعالهم (بنت ستين كلب!!!).