كيف نحافظ على قيم هذه البلاد؟ بقلم الطيب مصطفى

كيف نحافظ على قيم هذه البلاد؟ بقلم الطيب مصطفى


04-24-2016, 02:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1461505886&rn=0


Post: #1
Title: كيف نحافظ على قيم هذه البلاد؟ بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 04-24-2016, 02:51 PM

01:51 PM April, 24 2016

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


وهل من شاغل يقض مضجعنا أكبر من أن نحمي هذه البلاد ونحصنها من السوس الذي نراه ينخر في مجتمعات أخرى تردت إلى أسفل سافلين في ميادين القيم وانحطت إلى درك سحيق في عالم الأخلاق؟
عندما أنظر إلى ما تحمله تقنيات الاتصالات ووسائط التواصل الاجتماعي من أفلام إباحية تنسرب بدون إذن منّا إلى هواتفنا ومما يعرض في بعض مقاهي الانترنت التي انتشرت في كل مكان مع رقابة ضعيفة من الجهات المختصة، ثم ما يدخل علينا دورنا وشوارعنا من هجرات أجنبية تفد إلينا بالملايين من تلقاء حدودنا الشرقية والغربية والجنوبية المفتوحة على عدد من الدول بثقافاتها وعاداتها وقيمها المختلفة عن شعبنا المحافظ، أشعر بالخوف الشديد على مستقبل هذه البلاد ليس فقط على أمننا القومي ولا على الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات المياه والكهرباء الشحيحة أصلا ولا على الاقتصاد المتردي فحسب، إنما كذلك على أخلاق هذا الشعب وعلى عاداته وتقاليده الحميدة والتي تشكل هويته المتميزة الضاربة في أعماق التاريخ.
إنه غزو ثقافي وحضاري متعدد الرؤوس ما انفك شياطين الإنس والجن في الداخل والخارج يشنونه علينا أحياناً بقصد إدراجنا في أطرهم الثقافية والحضارية مثلما تفعل امريكا واوروبا من خلال المنظمات الدولية التي يسيطرون عليها والتي تعمل على فرض نمط حياتهم باعتباره الانموذج الذي ينبغي أن يحتذى ومن ذلك مثلا محاولة فرض الشذوذ الجنسي وزواج المثليين وإكراه الأمم الأخرى على التوقيع على اتفاقية سيداو وغير ذلك من السلوك الشائن الذي يتعارض مع كل الأديان وأحياناً من خلال ضعاف النفوس الذين ينشطون للتكسب بأية وسيلة بما في ذلك الاتجار في المخدرات وفي البشر وفي الدعارة وغير ذلك من الممارسات.
من حين لآخر نقرأ عن احصائيات مرعبة تتحدث عن انتشار المخدرات حتى بين طلاب بل وطالبات المدارس الثانوية والجامعات ولم ادهش من تصريح وزير الداخلية الذي قال إن نسبة عالية من سائقي المركبات (مخدرين) مشيراً إلى أن كثيراً من حوادث البصات السفرية في طرق المرور السريع ناتجة عن تعاطي المخدرات بين بعض السائقين.
مدير عام المواصفات الفنية والأدبية بولاية الخرطوم عباس سالم حذر مرتادي مقاهي الانترنت من الدخول على المواقع الإباحية مشيراً ألى أن حملة تفتيشية ستنطلق لكبح تلك المقاهي وأندية المشاهدة ولكن هل هذا يكفي ؟
لن أتعرض في هذه العجالة للمعالجات التي أعلم بعضها مما كنا نفعله عندما كنت في الهيئة القومية للاتصالات ومن ذلك حجب المواقع الإباحية الذي لم يعد بالكفاءة التي كان عليها سيما مع ازدياد وتوسع شبكة الهاتف والإنترنت.
القانون ووسائل إنفاذ القانون هي الكابح الأكبر، ولنا في الغرب بترديه في عالم القيم والأخلاق أسوة، فهم يضيقون على الحريات في مسألة المخدرات والإرهاب، مثلا بالرغم من أنهم اتخذوا قضية الحريات إلهاً يعبد من دون الله وبالتالي فإن علينا أن نعمل على حماية أخلاق شعبنا بسلطان القانون ولا نهتم بضجيج المستلبين ثفافياً ممن يسعون إلى إلغاء قانون النظام العام الذي يحمي أسرنا وأطفالنا وأمتنا.
العجب العجاب أن السلطات الأمنية تضيق ذرعاً بالحريات السياسية لكنها تتسامح في شأن الأخلاق والمعتقدات بالرغم من أن مهمة الحاكم المسلم الأولى أن يحمي الدين ممثلا في قيمه ومبادئه وشرائعه أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
الهجرة الاجنبية التي توشك أن تضيع هويتنا (نبحنا) حولها كثيراً حتى جفت حلوقنا أو كادت ..(كشات) الشرطة في معسكرات اللاجئين الجنوبيين في جبل أولياء وأمبدة وغيرهما من المحليات كشفت عن شرور كثيرة خاصة الخمور البلدية ولكن ماذا تجدي (كشة) كل عدة أشهر ؟
من الصعب السيطرة على الحدود الجنوبية والشرقية والغربية خاصة وأن الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق حيث لا يزال المتمردون يسيطرون على بعض المناطق الحدودية مما يصعب من كبح جماح الهجرة.
(مركزة) أمر التعاطي مع الهجرة الأجنبية بعيداً عن الولايات التي تتفاوت في امكاناتها ودرجة انفعالها يعتبر خطوة إلى الأمام بالرغم من أن الفساد والرشوة تصعب من السيطرة على تسرب اللاجئين إلى الولايات الحدودية ثم إلى الخرطوم التي ينبغي أن يحظر بصورة صارمة دخول اللاجئين إليها بل ويجب أن يهجروا إلى الولايات القريبة من دولتهم.
المسجد يعتبر من أعظم وسائل تحصين الشباب والمجتمع وثقتي فيما يمكن أن ينهض به مجلس الداعية د.عبدالجبار عويشة كبيرة خاصة إذا طبق نظام الخطب النموذجية في صلاة الجمعة والتي طبقت بنجاح تام في وقت سابق من قبل وزارة الأوقاف التي أصبحت للأسف الشديد من وزارات المحاصصات السياسية.
هذا قليل من كثير في شأن ما تنطوي عليه الهجرة الأجنبية وغيرها من المهددات والأخطار على قيم وأخلاق هذا الشعب وعلى هويته الحضارية.

http://www.assayha.net/play.php؟catsmktba=10882http://www.assayha.net/play.php؟catsmktba=10882






أحدث المقالات

  • لماذا يسكن الطيب صالح في شارع أوماك بالايجار؟ بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف
  • الرئيس و إعلام و المسؤولية الوطنية بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • كيف وقع محمود محمد طه في مصيدة فكرته؟! (4) بقلم محمد وقيع الله
  • الارزقية والاتنهازية مفتاح لطبلة واحدة اسمها سياسة المصالحن بقلم توتو كوكو ليزو
  • قمة الخليج بدون فلسطين بقلم سميح خلف
  • مجلس حسيني - موت الأمة في مفهوم القران بقلم الشيخ عبد الحافظ البغدادي
  • معا لاستعادة منظمة التحرير وقرارها بقلم فتحي كليب
  • إعلان التشكيلة الحكومية هل تنهي المواجهات السياسية في العراق؟ بقلم حمد جاسم محمد الخزرجي
  • تعليم وتعلم حقوق الإنسان بقلم جميل عودة/مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات
  • الحزن النبيل في حضرة صاحبة الطهر والنقاء (وفاق الياس) بقلم محمد الصحابي يحي محمد
  • منتصر الهلالية وأغنيات مصطفى سيد أحمد بقلم مصعب المشـرّف
  • مصر والسعودية صفقة إستراتيجية بإمتياز.. بقلم خليل محمد سليمان
  • الربيع السعودى و بيع الجزيرتين المصريتين لمفلس بقلم جاك عطالله
  • أخي الرئيس ..ألم أقل لكم أن وزير المالية (فاشل) بقلم جمال السراج
  • عميرة هس يهودية بأهواء فلسطينية بقلم د. فايز أبو شمالة
  • اعلامي كويتي .. يشتم الوطن ..... بقلم طه أحمد أبوالقاسم ..
  • النصري والظهور الآمن بقلم محمد الننقة
  • باطن الأرض أرحم من ظاهرها : سعادة الفريق التهامي؟! زمراوي بقلم حيدر احمد خيرالله
  • كلمة بحق الشاعر الكبير عبدالإله زمراوي بقلم بدرالدين حسن علي
  • البنسلين يا تمرجي ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • العلاقة الاستراتيجية الأميركية الخليجية بخير بقلم نقولا ناصر*
  • إعتصام البرلمان العراقي.. لم يبقى في الدار إلا العار! بقلم مصطفى القرة داغي
  • الملالي والمحاكم الدولية! بقلم صافي الياسري
  • تأبين الترابى,و فخيذة ألاسلام ألسياسى أبوبكر ألقاضى بفلم بدوى تاجو
  • التربية ووسائط التواصل التقنية بقلم نورالدين مدني
  • ظُلم قواعد واجراءات محاكم الارهاب.. نظرة في قضية الجنوبيين من منسوبي حركة العدل والمساواة (دبجو)
  • جمع الاسلحة دون تحقيق هى جريمة هذا السلاح هو اداءات الجريمة التى قتل بها الرئيس البشير شعب دارفور