جماعة من الأعزاء طلبت مني ألا أرد على كتابات الدكتور التعيس ( رقيع الله)، لخلوها من الأدب منذ بدأها.. قلت لهم إن قلة الأدب التي تنضح بها مقالاته هي التي أجبرتني على كتابة مقال أُبدي فيه وجهة نظري في أسلوبه غير الكريم.. و وصفه البعض بألفاظ يتخيرها بغرض الاستفزاز و الاهانة في غير مكان موضع لهما.. لكنها طبيعة الإخوان المسلمين العدائية في صراعاتهم الفكرية مع الإخوان الجمهوريين.. منذ أيام الجامعة و قد اعترف د. الزبير محمد الحسن في أحد اللقاءات التلفزيونية، بأنهم كانوا يقسُون شيئاً ما على الجمهوريين في أركان النقاش بالجامعة.. و أقول بكل الصدق أن الغلبة كانت دائماً للإخوان الجمهوريين.. حيث كانوا يستخدمون الفكر في صراعهم في مواجهة الإخوان المسلمين الذين كانوا يستخدمون الألفاظ المفضية إلى استخدام الأيدي و الأرجل.. و ( الطيب سيخة) جاهز بكميات مهولة من السيخ لزوم الدفاع عن الفكر..
و أعترف بأني لستً من الذين يبلون ( الآبري) معهم.. فأنا أعرف الناس بهم في حركاتهم و سكناتهم..
و القراء الذين يقرأون كتابات الدكتور التعيس معظمهم من الجمهوريين، الذين يحاولون الرد على مقالات ( الرقيع) السفيهة بأسلوب متزن، أو يقرأها ( إخوانه) الداعشيين الذين يرتكبون كل ما تيسر لهم ارتكابه من الموبقات ليلاً.. و يسبِّحون الله بكرة و عشية.. و يهتفون " لا لدنياً قد عملنا..".. و الحمد لله أن أفعالهم كشفت أقوالهم للجميع لدرجة أن من ينتمون إلى الاسلام يتبرأون منهم في كل محفل.. و الحمد لله أنّ كشفهم جاء بعد أن أعطاهم الله سبحانه و تعالى فرصة السلطة كاملة فتسلطوا و لا زالوا يتسلطون في السودان، إلا أن أيامهم معدودة و لن تقوم لهم قائمة في السودان بعدها إلى الأبد.. أما في مصر فقد تسلطوا و انهار سلطانهم بعد التسلط.. كما انهار سد مأرب.. و انتهت أيامهم في الدنيا.. و لهم في الآخرة حساب مع الله شديد.. و أدرك الغنوشي في تونس أن الرياح تهب على جماعته من كل اتجاه فانحنى لها,,
توقفتُ عن قراءة ما يكتب.. حتى لا أحنث بوعدي للإخوة الأعزاء.. و كم مررت على مقالات سودها بالعناوين المستفزة.. دون أن ألتفت إلى محتواها.. و اليوم، لسوء الحظ، اشتريت جريدة ( الصيحة) فإذا بي وجهاً لوجه أمام ( كلب الحر) الذي يجري في عشوائياً عز الحر بلا بوصلة.. و وجدت نفسي أقرأ قراءة عابرة ( و الله العظيم)، و ركزت على قوله عني:-" .. و لا شك أنك لم تر في وصف تابعكم قليل التربية و سيئ الأدب عثمان محمد حسن لأحد خصومه في الرأي بالكلب أي قلة أدب أو سوء خلق"
ضحكتُ، و عادتي أن أضحك على سقط المتاع و سفاسف القول.. فقد قوَلني ما لم أقُلْه.. و أرجع الموصوف إلى ( أحد خصومه).. كلا يا زول.. أنا لم أصف أي خصم آخر غيرك.. و لم يكن وصفي لك بالكلب، بل ب ( كلب الحر).. و هو الأدنى مرتبة في عالم الحيوان من الكلب..
أما عن سوء الأدب، و قلة التربية فوجهان لعملة واحدة هي أنت في ذاتك.. أما أنا، فقد تربيت على أن أتخير مقالاً لكل مقام.. فكان أن اخترت صفة ( كلب الحر) لوصفك دون تردد.. و لا شك لدي في أنك ( رقيع) يبحث في مقالاته " التي قاربت المائة مقال" عن مكان له في المكتبات الداعشية.. و مكان كتاباتك شاغر ينتظر جمع المخطوطات و تبويبها.. و طباعتها.. و إرسالها إلى إحدى تلك المكتبات بجنب رفيقاتها من الكتب الصفراء التي لم تعد تجد من القراء من يلتفت إليها سوى الداعشيين أخوان سيد قطب..
حين تتعجب في استنكار عن " أي سوء أدب و انحطاط خلق" و تقصد به " المدعو العمدة".. أجدك تنسى سيلا من سوء الأدب و الانحطاط في الأخلاق ينضح من مقالاتك..
( رمتني بدائه و انسلتِ)..!
كف عن هذا الهراء يا أيها الباحث عن المجد في سوق عكاظ، و إياك إياك أن تسعى لبيع الفحم في ( نيو كاسل).. سوف تندم كثيراً و الله العظيم ثلاث!