رحيل حكيم ...!! بقلم الطاهر ساتى Taher Sati

رحيل حكيم ...!! بقلم الطاهر ساتى Taher Sati


01-10-2016, 04:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1452438221&rn=0


Post: #1
Title: رحيل حكيم ...!! بقلم الطاهر ساتى Taher Sati
Author: الطاهر ساتي
Date: 01-10-2016, 04:03 PM

03:03 PM Jan, 10 2016

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


:: إذا كان أروع الشعر أكذبه، فإن أصدق الشعر ( أحزنه)..بنعمة التعبير، لايعجز الشعراء عن تحويل أحزانهم إلى أشعار تفتح أبواب الحزن للناس جميعا، فيدخلون قلوبهم بلا إستئذان ثم يخرجون منها ببعض الحزن..وبهذه المشاطرة تخف وطأة الأحزان على قلوب الشعراء..ولصلاح أحمد إبراهيم رائعة هي الأصدق في وصف الحزن..وفيها لم يصف صلاح لون وشكل وطعم حزنه فحسب، بل تحداه أيضا بصدق المؤمنين ورحب به..يخاطب الموت متحدياً : ( يا منايا حومي حول الحمى و إستعرضينا وإصطفي)..وهناك يدرك صلاح - ويستدرك – بفطرته السليمة ان المنايا دائما ما تصطفي (أعز الناس)..!!
:: ثم يملأ صلاح أحمد إبراهيم قلبه بالصبر و الإيمان، ويواصل المخاطبة متحدياً : ( كلما إشتقت لميمون المحيا ذي البشائر..شرفي/ تجدينا مثلا في الناس سائر/ نقهر الموت، حياة ومصائر).. وقهر الموت في مقام كهذا هو الصبر على رحيل الراحلين، وهذا الصبر لا يلقاه إلا ذو حظ عظيم..وضحى الأمس، إمتحن العلي القدير صبر أهل الصحافة برحيل أستاذنا هاشم الجاز..وكان رحيل من دون وداع (زي الحرد)، كما وصف حميد رحيل مصطفى سيد أحمد، عليهما رحمة الله..قبل الرحيل بيوم، شاطرنا هاشم أحزانه في رحيل شقيقته عرفة عندما كتب راثياً من الدوحة : (فقدنا اليوم عرفة.. وعرفة قصة أقوام إختصهم الله بما لم يختص غيرهم من بني جنسهم.. ربتنا ونحن أكبر منها عُمراُ، وخدمتنا ونحن أبسط منها جسما وأقوى عودا.. تحنوا علينا كما الأم وهي شافعة ويافعة)..!!
:: وكان علينا إنتظاره بمطار الخرطوم ضحى اليوم التالي، ولكن سحب القدر تمطر حزناً على أرض الصحافة عندما يفجعنا السفير ياسر خضر بالنبأ الأليم : ( توفى إلى رحمة الله الأخ العزيز د. هاشم الجاز إثر نوبة قلبية في مطار الدوحة في طريق عودته للخرطوم لتلقي العزاء في وفاة شقيقته).. هكذا كانت الفاجعة والحمد لله على كل حال، وإنا لله و إنا إليه راجعون..وأللهم لاتلمنا فيما تملك ولا نملك، وما نحن إلا بشر يجتهد في كظم الحزن بالصبر على أقدارك، وقد نفلح بفضلك وقد نعجز ثم نتوسل إليك بأن تهبنا - من فيض فضلك - صبراً نحتمل به هذا ( الرحيل المُر)..!!
:: بروح الأستاذ جاء هاشم الجاز إلى مجلس الصحافة أميناً عاماً..ولم تفارقه تلك الروح التربوية و التعليمية رغم عظمة المسؤولية وبريق المنصب.. رحمة الله عليه، كان معلماً في هذا المجلس المهني بحيث يقرأ صحيفتك أومادتك الصحفية ثم يتصل ويناقش ويقترح - كأي قارئ حصيف - بتهذيب يُنسيك بأنه من علماء هذه المهنة، وتكون قد نهلت منه بهذا التواصل درساً أو بعض دروس التجويد في الحوار والتحقيق والرأي والخبر..رحمة الله عليه، كان حكيما وخلوقاً..!!
:: وعندما تتغول سلطة على سلطة الصحافة وتنتهك حريتها، كان هاشم الجاز - بحكمته و كريم خصاله - ملتقى الطرق الذي يهدئ الإندفاع ويمنع الصدام ثم يُنظم خطوط السير بالقول الطيب والشجاع، وتخرج الأطراف من مكتبه بعد خصام (راضية ومرضية)..اللهم اغفر لعبدك هاشم وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقّه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار..وإنا لله و إنا إليه راجعون ..!!

أحدث المقالات
  • حكايات الأنتحار – قصص واقعية بقلم هلال زاهر الساداتي
  • تذكرة عودة الي دار الزغاوة بقلم عبدالسلام كتر
  • المبادئ الثابتة لنظام الحكم وتنظيم المجتمع (5) (تابع ) بقلم عمر حيمري
  • التقرير السياسي عن المؤتمر السوداني ..إقرأ..فكر ..ناقش 4_6 بقلم منتصر ابراهيم الزين ابو ماريل
  • لحماية الشباب من الوقوع في شباك الغلو والعنف بقلم نورالدين مدني
  • ان رحلت الادبيات والنظام الاساسي عن فتح بقلم سميح خلف
  • شكراً للحرامي ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • ماذا قال الشهيد الزبير محمد صالح قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بقلم جمال السراج
  • دعوة للقيادات الجنوبية التاريخية لتعزيز التصالح والتسامح الجنوبي يوم 13 يناير 2016 في عدن
  • في فيروز، قوقعتي ! بقلم محمد رفعت الدومي
  • بلداً فيها أيلا، يااا حِليل بقلم عبد الله الشيخ
  • مصطفى سيد أحمد وكورنيل ويست: مشروعان للتنمية الثقافية بقلم صلاح شعيب
  • عبد الرحيم بقادي: وعزتنا ما شالها تحرير: عبد الله علي إبراهيم
  • فى حضرة شهداء أرتريا _ الفدائي الفَذ العم/عبد الله داؤود بقلم محمد رمضان
  • خطر سعودي – إيراني يهدد فلسطينبقلم نقولا ناصر*
  • الاستقلال و الديمقراطية تزاوج لم يكتمل بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • مهداة لروح الشاعر أحمد النعيمي بقلم الطيب الزين
  • ابني كاد يضيع من بين أيدينا !! بقلم نورالدين مدني