القي السيد والي البحر الأحمر الجديد أول خطاب دورة منذ تنصيبه وكان خطاباً جامعاً إلا أنه خلا من الإشارة الصريحة للتدهور الذي تعاني منه الولاية في جميع مرافقها وهذا ليس عيبه وحده بل هو ما نعاني منه جميعاً من تعتيم علي أخطائنا وتجاوزاتنا وهو عيب كبير فلن نتقدم إلا بعد إعترافنا بكل أخفاقاتنا ومعالجتها. فولاية البحر الأحمر شهدت في العقد الماضي وعلي مدي دورتين كاملتين أستغرقنا أكثر من عشر سنوات شهدت حكماً فردياً غير خاضع للنقد أو المحاسبة وتم خلاله نزع صلاحيات كل الوزراء والتنفيذيين والتشريعيين واللجان والمحليات التي تمت تصنيفها واحدة تلو الأخرى أما مجلس الولاية التشريعي فقد تم تهديد أعضائه بعد مذكرتهم الشهيرة بسحب الثقة من الوالي وتم إجبارهم علي أداء القسم فرداً فرداً علي عدم الإقدام علي أي نقد أو إعتراض فذهلنا واستغربنا ( من يحاسب من !!) وزال العجب عندما اكتشفنا ان الوالي وكرئيس للمؤتمر الوطني هو الذي يختار المرشحين من الأميين ومن يأنس انهم يلزمون الصمت المطبق. وسياسياً تلاشي وجود الأحزاب بما فيها الحزب الحاكم الذي أشبعوه فصلاً وعزلاً وتجميداً حتي أختفي وجوده بكل الأحياء والفرقان فقدخلت مؤتمراته الاخيرة تماماً من أي حضور ليتم التوجيه برفع كشف بأسماء مختارة من كل حي علي أساس أنهم أنتخبوا من القاعدة!!؟ اما الإدارة الأهلية والتي ظلت صرحاً منيعاً حتي في عهد المستعمر فقد شابها ماشاب تنظيمات المجتمع بأكمله حتي فقدت هيبة وجودها وبقائها تحت ظل الفصل وإختيار من لا صلة لهم بكيانها وأصدق مثال لذلك ما يسمي وكلاء ناظر الهدندوة بالبحر الأحمر فبينما يلزم شيخ خط الشمال فراش المرض منذ أعوام بمنزل أصهاره ببورتسودان ( آل محمد الحسن شقيرة ) وهو يستحق زيارة المسئولين والإستنارة برائيه ويعد دور هولاء الوكلاء ضئيلاً
فمشاكل الهدندوة يلجئون بها إلي شابٍ نابه من قبائل الكليت(يسمي بيرق ) فهو ينوب عن هذه القبيلة وآهله الهمدواب وهم الذين ينوبون عن بيت النظارة .حسب التسلسل الإجتماعي والقبلي لقبائل الهدندوة . كما يجب عقد لقاءات مع ناظر الأمرأر والبني عامر والبشاريين وعمودية الارتيقة لإزالة أي حساسيات تمت في الماضي والحال هذه لم يكن من الغريب أن تطفوا علي السطح شخصيات غريبة من القطط السمان والمليار ديرات النابعين من أسفل الدرك والذين تطالوا في البنيان بما فيهم مسئولو القمة فشعبنا الذكي يعلم مستوي الأسر التي ترعرعوا منها. وليس بوسعنا أن نبدد الوقت في هذه المناحة ونحن علي مشارف عهد جديد واعد فلكل مقال مجال. ومن المفارقات أن قيادتنا الجديدة لاذت بالصمت المطبق علي ما تكشف لها من تجاوزات وخيمة حسبما تشير الأحوال ولو تلميحاً دون أسهاب بينما لا يشاركها الوالي السابق نفس المشاعر فرغم حضوره هذا. في الأسبوع الماضي في زيارة خاصة جداً كان يطوف خلالها ويوقف أي مواطن بالشارع في حركة هستيرية بقوله : أية التدهور الحاصل بعد ما مشيت أنا الشوارع وسخانة والزبالة ملأت الأحياء فوين أنتو ووين الصحافة !! ( صحافة يا انت !؟؟) وبما أن الحكومة الجديدة تعمل بخطوات وئيدة وأتزان للإصلاح ( Slowly bui suocly) وفق متابعتنا وتعكف علي إعادة تكوين لجان الصحة وإصلاح المدارس والمساجد وتوزيع المياه ومد الكهرباء بكوادر مقتدرة وأمينة بدل الفوضي التي كانت تعم هذه المرافق فلابد من أن تصاحب مثل هذه التغيرات الكبيرة بعض الهفوات ونعترف بذلك فقد ولي عهد أن كل شي 100% كما كان يصور لنا الأعلام المأجور الكاذب والذي جندت له كل موارد الولاية . ونترك الأمر جانباً ونولج إلي خطاب السيد الوالي الجديد وإيجابياته وأخفاقاته. كانت الإشارة في خطابه الي الحكم المحلي والإدارات الشعبية ولجان المحليات مقتضبة حداً وهي التي لن يتم إصلاح إلا بإصلاحها بتفعيل الدور المناط بها كما أن الإشارة إلي الرعاية الاجتماعية رغم شمولها لم تتعرض إلي النية في مراجعتها فدعم الأسر الفقيرة أمر تعرض للفساد والإفساد ولدينا شكاوي من أهلنا سنقدمها للسيد الوالي خاصة من محلية هيا راجين النظر فيها والإنصاف. ورغم إهتمام السيد الوالي الجديد بمشروع دلتا طوكر وهذا أمر نشيد به ولقي القبول والترحيب من أهل طوكر المظلومين والمشروع رائد يستحق الأولوية إلا أن الجمود الذي عم وزارة الزراعة منذ نقل أعباء وزارتها للحركة الشعبية ثم الإتحاد الديمقراطي أخيراً بشقيه ضعف دورها في المحليات الريفية وإنقطع نشاطها بعد مغادرة السيد محمد بدوي كوزير لها فهي تستحق المراجعة لكوادرها وتحديدهم ودعم ميزاتها لإرتباطها بحياة الإنسان ونشاطها الزراعي والحيواني والسمكي . فالجمود الذي يلف هذه الوزارة لا يبشر بخير فحتي عربتي حملة العناية بالثروة الحيوانية والمجهزتين بالآليات ظلتا برئاسة الثروة الحيوانية دون أي طواف بالمحليات الريفية وهما هدية منظمات قيمة لم تتم الإستفادة منها وتخشي أن ينتهي العمر الإفتراضي لها وهما تقبعان ببورتسودان ويحدث لها ما حدث بشتول النخيل الممتازة والغالية التي ظلت طويلاً ببورتسودان رغم إعلان السيد الرئيس (لا نخله لكل مواطن بالبحر الأحمر) هذه الشتول التي ضاعت وبيعت أخيراً وبدون إيصالات مالية. فمثل هذه الأمور تحتاج لميزانيات وخطط بالتنسيق مع المحليات وبدعم مادي من الحكومة الإتحادية وصندوق دعم الشرق ويحتاج الأمر لدراسة وأفية لأحوال هذه الوزارة ودورها ولاغلك إلا الإشادة بالخطاب في عمومياته خاصة في إشارته لضرورة تحرك الوزراء للأزياف وفي هذا الصدد نشيد بالزيارات التي قام بها السيد محمد طه عثمان وزير المالية لعدة محليات عقد بها لقاءات مع المواطنين والاستماع إلي مشاكلهم. كما له نشاط مع الشباب ليسهموا كما نشيد بزيارات السيد الوالي التي شملت طوكر وسنكات ونتمنى أن تتواصل للإطلاع علي مشاكل إنسان الريف.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست