أيديولوجيا شبكات التواصل الاجتماعي وتشكيل الرأي العام كتاب جديد للدكتور معتصم بابكر مصطفى

أيديولوجيا شبكات التواصل الاجتماعي وتشكيل الرأي العام كتاب جديد للدكتور معتصم بابكر مصطفى

Author: سيف الدين حسن العوض

02:48 PM Feb, 25 2015
سودانيز أون لاين
سيف الدين حسن العوض - International Islamic University, Malaysia
مكتبتي في سودانيزاونلاين

الخرطوم: سيف الدين حسن العوض
اهداني صديقي المهاجر الدكتور معتصم بابكر مصطفي كتابه القيم: أيديولوجيا شبكات التواصل الاجتماعي وتشكيل الرأي العام وهو من اصدارات مـركز التنوير المعرفي في الخرطوم ، سلسلة كتاب التنوير رقم 12 ، وهو ايضاً من طباعة مطبعة جامعة الخرطوم 2014م، يقع الكتاب في 349 صفحة من القطع المتوسط، أحتوي الكتاب علي مقدمة من خمس صفحات شرح فيها المؤلف فكرة الكتاب والتي تدور حول التأثير المتنامي لشبكات التواصل الاجتماعي في ظل واقع يمثل التدفق الحر للمعلومات أبرز سماته، حيث تؤثر هذه الشبكات علي جوانب مهمة في المجتمع مثل : التفاعل الاجتماعي، النشاط الإقتصادي، طابع العلاقات مع السلطة السياسية ( الحكومات) والمشاركة في الحركات الاجتماعية المدنية ، الثقافة والهوية، وبذلك باتت هذه الشبكات تلعب دوراً خطيراً في صناعة الرأي العام وتوجيهه نحو قضايا محددة يتم التركيز عليها. وجاء في مقدمة الكتاب: لا يختلف اثنان في الدور الذي تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت في تشكيل الرأي العام إذ يمكن ملاحظة ذلك من التحولات والتغييرات الكبيرة التي حدثت في المجتمعات مؤخرا نتيجة للتدفق الحر للمعلومات في ظل ما بات يعرف اليوم بوسائل الإعلام الجديد والتي تعتبر شبكات التواصل الاجتماعي واحدة من أهمها، فقد تسللت هذه الشبكات إلى جميع جوانب الحياة اليومية لملايين من البشر، مؤثرة على طريقة تفاعلهم الاجتماعي، وعلى أسلوب ممارسة أنشطتهم وأعمالهم، أو تعاملهم مع الحكومات، أو المشاركة في الحركات الاجتماعية المدنية .وبات تأثير الشبكات الاجتماعية على الثقافة والمجتمع والهوية أمراً واضحاً عبر ما يتم تداوله من معلومات وأفكار و أيديولوجيات وفقاً لنتائج عدد من الدراسات والبحوث. وهي بذلك صارت لاعباً يحسب له حساب في صناعة الرأي العام وتوجيه اهتمامه صوب قضايا ومشكلات بعينها، وفرض أجندة محددة على المثقف والسياسي وجميع الناشطين في المجتمعات، غير أن ثمة أسئلة تطرح نفسها بشأن هذا الدور تتعلق بالمرجعيات الفكرية ودقة ومصداقية وموضوعية ما يتم تداوله من معلومات وأفكار عبر هذه المواقع خاصة وأن الإعلام الجديد يعد اليوم كما يري بعض الباحثين نظاما عكسيّا لنظام إعلامي كان يستند إلى جانب وفير من القواعد والضوابط والقوانين التي تحكم مجاله وتراقب توازنه وهنا لا نتحدث عن علاقة الإعلام بالسلطة والسلطان وإنما نتحدث عن مصادر المعلومات وكيفية بناء الرسالة، ذلك أن الإعلام الجديد ينطوي علي نقض للتقاليد المعرفيّة والمهنيّة المكوّنة للبيئة الإعلامية التقليديّة. فالإعلام المؤسس أصبح يقابله الإعلام بصيغة الفرد، والرّسائل المبنيّة بدأ يغمرها تدفّق فائق لرسائل متحرّرة من ضوابط التحرير والكتابة، والحرّية النسبيّة تقابلها اليوم حرّية مطلقة تسري وسط فضاء هذه الشبكات، والموضوعيّة تراجعت أمام استفحال مظاهر الذاتيّة المفرطة، والحياة الخاصّة احتلّت صدارة عرض الأحداث في الأخبار وغير الأخبار، والجمهور المتجانس بدأ يتشظّى تدريجيّا إلى طوائف وعشائر بلا حدود، والقائمة طويلة، متواصلة مع تطوّر تقاني كلّما ازداد اضطربت بازدياده الأهداف وأصابتها الفوضى التي هيّ وليدة ظاهرة كميّة، الأولى من نوعها في تاريخ التواصل البشري تتعلق بإنتاج المعلومات ونشرها واستقبالها، ونتج عن هذه الفوضى الكثير من السلبيات ، فنحن كما يقول الدكتور مصطفي محمود في كتابه أكذوبة اليسار الإسلامي نعيش في عصر الكذابين المحترفين ، و نشهد التزييف تديره أجهزة إعلامية و الباطل تردده الأبواق الإذاعية ليل نهار و نقرأ التضليل يطبع على أنه علم و الانحرافات تروج على أنها نظريات ، و العمالة للدول الأجنبية تمارس على أنها شرف وولاء للأممية و الإنسانية ، و الكفر ينشر على أنه حرية و تفتح . من هنا فإن التعامل مع هذه الشبكات يحتاج الى مساحة معرفية واسعة بكل آلياتها وتقنياتها وما يبث أو ينشر بها من معلومات وأفكار وأيديولوجيات وانعكاسها على تشكيل الرأي و الوعي الجماهيري المعاصر ، فهي تقانة تحاول بما تنشره من مفردات ومساحات معلوماتية الى اغراق الوعي الانساني وشبكته العصبية بما يقود بالتالي الى إحداث سلوك مبرمج عبر النظريات النفسية وصولاً الى البرمجة الكاملة التي تسود جميع مكونات المجتمع ، وكأنما هدف هذه الحضارة التي اطلق عليها البعض حضارة الحاسوب والإنترنت هو اصطياد السلوك الانساني وجعله يعيش ضمن سلوكيات تجارية وإعلامية واجتماعية ونفسية محددة كما يري عدد من المراقبين. فغاية هذا الكتاب ليس اثبات دور شبكات التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام ، وإنما بيان الوسائل والأساليب والتكتيكات المتبعة في ذلك ، وهو بذلك يمكن أن يعتبر محاولة لتقديم بعض الملامح حول أساليب وآليات هذه الشبكات في تشكيل الرأي العام وكيفية اصطحاب ذلك في تعاملنا معها ، و يمثل أيضاً دعوة للتبصر بالمنهج العلمي في التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي بأدوات صحيحة، والتحقق من مصداقية ودقة وموضوعية ما ينشر عبرها من أفكار وأيديولوجيات، ذلك أن أية ظاهرة بشرية تحمل بين طياتها الكثير من الإيجابيات بمثل ما تحمل من سلبيات وبالطبع فإن ايجابيات هذه الوسائل كثيرة لكن الوصول إليها يحتاج إلي معرفة كيفية تحليل ما تحمله وتنشره من معلومات بأدوات صحيحة وسليمة ، فالكتاب قد يقع في دائرة الاهتمام بعملية التربية الإعلامية التي دعت إليها اليونسكو في ستينيات القرن المنصرم، وهي اتجاه عالمي يختص بتعليم أفراد الجمهور مهارة التعامل مع الإعلام الذي يعتبر الموجه الأكبر والسلطة المؤثرة على القيم والمعتقدات والتوجيهات والممارسات في مختلف الجوانب ، سياسياً و اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً ، وتعد التربية الإعلامية جزءاً من الحقوق الأساسية لكل مواطن في كل بلد من بلدان العالم وتوصى منظمة (اليونسكو ) بضرورة إدخال التربية الإعلامية ضمن المناهج التربوية الوطنية ،وضمن أنظمة التعليم غير الرسمية والتعليم مدى الحياة . وبهذا الفهم فإن التربية الإعلامية في رأي بعض الباحثين ليست ( مشروع دفاع ) يهدف إلى الحماية فحسب بل هي (مشروع تمكين ) أيضاً يهدف إلى إعداد أفراد الجمهور لفهم الثقافة الإعلامية التي تحيط بهم ، وحسن الانتقاء والاختيار منها ، وتعلم كيفية التعامل معها ، والمشاركة فيها بصورة فعالة ومؤثرة و بشكل ايجابي بعد امتلاك المهارات التي تساعد علي ذلك. وقد جاء الكتاب في أربعة فصول تناول الأول منها الأيديولوجيا والأيديولوجيا الإعلامية ، أما الفصل الثاني فجاء متناولاً شبكات التواصل الاجتماعي وأيديولوجيا هذه الشبكات ، فيما تناول الفصل الثالث الرأي العام المفاهيم والأنواع وطرق القياس ، أما الفصل الرابع فكان عن شبكات التواصل الاجتماعي والرأي العام.
إن الخصائص التي تميز شبكات التواصل الاجتماعي جعلت المؤلف يطرح تساؤلات مهمة حول المرجعيات الفكرية ومدي دقة وموضوعية المعلومات التي يتم تداولها في هذه الشبكات . وهو يري ان أهم ما يميز النظام الإعلامي الجديد هو انه متحرر من كل القيود والضوابط ، عكس نظام الإعلام القديم الذي يخضع لقواعد وضوابط تحكم مجاله وتراقب توازنه . كما أن الإعلام الحديث يتميز بتطور تقاني متنامي ساهم في تنامي الأهداف الإعلامية بشكل أدخل الفوضي ـ التي يعتبرها المؤلف ظاهرة كمية بالدرجة الأولي تتعلق بإنتاج المعلومات ـ وقد نتج عن هذه الفوضي ظواهر سلبية عديدة مثل التزييف والعمالة والولاء للأممية والإنسانية ونشر الكفر علي انه حرية و((تفتح)) أو انفتاح . ويري المؤلف أن التعامل مع هذه الشبكات يحتاج إلي معرفة واسعة بكل آلياتها وتقنياتها ومحتواها والايديولوجيات التي تحكمها وتديرها . كل ذلك بغرض معرفة الطريقة التي تستطيع بها هذه الشبكات تشكيل الرأي العام والوعي الجماهيري المعاصر . فهذه الشبكات ـ بما تملكه من امكانيات ـ تحاول إغراق الوعي الإنساني وشبكته العصبية بحيث يمكن بعد ذلك إحداث سلوك مبرمج عبر النظريات النفسية وصولاً إلي برمجة كاملة للمجتمع ، ويقول المؤلف في ذلك( وكأنما هدف هذه الحضارة التي أسماها البيض (حضارة الحاسوب والأنترنت) هو اصطياد السلوك الإنساني وجعله يعيش ضمن سلوكيات تجارية وإعلامية وإجتماعية ونفسية محددة ) يشير مؤلف الكتاب إلي أن هدفه ليس هو إثبات دور وتأثير شبكات التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام وإنما هدفه (بيان الوسائل والأساليب والتكتيكات المتبعة في هذه الشبكات ) . وبذلك يعتبر الكتاب للتعريف بأساليب وآليات هذه الشبكات التي تستخدمها في تشكيل الرأي العام . وهو يعتبر بالتالي دعوة للتبصير بالمنهج العلمي في التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي، والتحقق من مصداقية ودقة ما ينشر والأفكار والايديولوجيا المتضمنه فيها . ويورد المؤلف حقيقة أن شبكات التواصل الاجتماعي تحمل بين طياتها الإيجابيات والسلبيات . وكانت اليونسكو قد دعت في الستينات من القرن العشرين إلي الاهتمام بعملية ( التربية الإعلامية ) وهي اتجاه عالمي يتعلق بتعليم أفراد الجمهور مهارة التعامل مع الإعلام باعتباره الموجه الأكبر للقيم والمعتقدات والممارسات هذه التربية تعد جزءاً من الحقوق الأساسية لكل مواطن ، لذلك لابد من تضمينها في نظم التعليم غير الرسمية . وهي بهذا الفهم ليس فقط مشروع دفاع وإنما ( مشروع تمكين ) يهدف إلي إعداد أفراد الجمهور حسب التعامل مع هذه الشبكات وأمتلاك المهارات اللازمة . ويعتبر المؤلف أن هذا الكتاب يخدم أهداف هذا المشروع (مشروع التربية الإعلامية) الذي دعت إليه اليونسكو . جاء الكتاب في أربعة فصول : الفصل الأول بعنوان : الايديولوجيا والايديولوجيا الإعلامية قدم المؤلف في هذا الفصل عدداً كبيراً من المفاهيم المعّرفة للايديولوجيا سواء كان مصدرها الفكر الماركسي أو الفكر الرأسمالي ثك عرض تصنيفات مختلفة للايديولوجيا وحدد وظائفها ومن بعد ذلك شرح علاقة الايديولوجيا بقضيتين مهمتين هما ( العلم ) و ( الإعلام ) . الفصل الثاني : بعنوان : شبكات التواصل الإجتماعي يبدأ الفصل بالحديث عن الأنترنت والإعلام موضحاً الطفرة الكبيرة في نظم الإتصال بفضل المزاوجة بين (تكنولوجيا الإتصالات الفضائية) و(تكنولوجيا الحاسبات الإلكترونية) والتي قادت إلي ظهور شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ) بما تميز به من خصائص فريدة في مجال إنتاج المعلومات وتخزينها ونقلها والتعامل معها مما أسهم في توسيع معارف الإنسان . وقدم المؤلف في هذا الفصل عرضاً لنماذج من شبكات التواصل الإجتماعي ثم تناول علاقة الايديولوجيا بشبكات التواصل الاجتماعي باعتبار أن منشاها الأصلي يخضع لأعتبارات أيديولوجيه ، مثل الأفكار التي سيطرت علي عقول منشئيها أثناء إنشاءها ودلل علي ذلك بنشأه شبكة فيس بوك . فمنشؤها (مارك زوكربيرج) عندما أسس الشبكة عندما كان طالباً في الجامعة (23) وخشي أن يفقد أصدقاءه بسبب إدمانه علي الأنترنت فأسس الشبكة التي أتسعت لتشمل كل العالم بدلاً من أصدقائه فقط . الفصل الثالث : بعنوان الرأي العام بدأ فيه بالحديث عن اهمية الرأي العام وشرح العوامل المرتبطة بتنامي تلك الأهمية ومراحل نموه ، ثم قدم تعريفات عديدة معدداً عناصره وخصائصه وتقسيماته (أنواعه) والأدوات المستخدمة في تشكيل الرأي العام ، وعلاقة الرأي العام بالدعاية ، ثم قدم شرحاً لطرق قياس الرأي العام . الفصل الرابع والأخير : بعنوان شبكات التواصل الاجتماعي والرأي العام تناول المؤلف ـ تأثير وسائل الاتصال علي الرأي العام ـ أساليب تشكيل الرأي العام ـ شبكات التواصل الاجتماعي وتشكيل الرأي العام والتكتيكات المستخدمة وأوضح دورها في تكوين الرأي العام وعدّد أنواع الاشباعات التي تقدمها لمستخدميها كما بين المؤشرات التي يمكن استخدامها في تقييم دور شبكات التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام. يجمع الكتاب بين الفائدة الأكاديمية والاجتماعية والمتعة، بجانب ذلك فهو مفيد لكل مستخدم لشبكات التواصل الاجتماعي ولغيرهم، من واقع عدد المراجع المستفاد منها في الكتاب يعد كتاباً مهماً ومميزاً.

مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب

نبذة تعريفية تاريخية لحركة تغيير السودان منذ عام1950م-حتي 2015م 23-02-15, 03:36 AM, حركة تغيير السودان

لقاء بين وفد قوي الإجماع الوطني ـ أمريكا ووزارة الخارجية الأميركية 22-02-15, 02:57 PM, اخبار سودانيزاونلاين

السودان يمتلك باخرة مصرية بقيمة «7.6» ملايين دولار 21-02-15, 03:05 PM, صحيفة الانتباهة

تعيين البرفيسور أحمد محمد سليمان مديراً لجامعة الخرطوم 21-02-15, 03:04 PM, صحيفة التيار

قيادى بالجبهه الثوريه الجنرال حامد حجر يخاطب جماهير نداء السودان كندا 21-02-15, 05:54 AM, اخبار سودانيزاونلاين

الجيش السودانى: سنتصدي بقوة لبوكو حرام إن تسللت إلى دارفور 19-02-15, 04:43 PM, صحيفة التيار

مع اقتراب الانتخابات: الضغط في السودان من أجل تحويل الصحافة لنشرات حكومية 19-02-15, 04:39 PM, اخبار سودانيزاونلاين

الحزب الشيوعي المصري: مصر تواجه خطراً حقيقاً يتجسد في الإرهاب 19-02-15, 04:37 PM, جريدة الميدان

بيان مُهم حول مصادرة الصُحف إغتيال للرأي والحقيقة من الحِزب الإتِحادى الديمُوقراطى المُوًحَد 19-02-15, 04:34 PM, بيانات سودانيزاونلاين

قوى نداء السودان تدشن ارحل دوت كوم 16-02-15, 02:50 PM, اخبار سودانيزاونلاين

بالصور والفيديو :عشرات السودانيين يتظاهرون في العاصمة الألمانية برلين ضد نظام عمر البشير 15-02-15, 02:43 PM, احمد عبدالرحمن ويتشي

لجنة التضامن الحكومة رفضت منح تاشيرة دخول للخبير المستقل لحقوق الانسان 15-02-15, 02:37 PM, اخبار سودانيزاونلاين