|
Re: هل ماتت فينا روح الدهشة (Re: Magdi Is'hag)
|
الاخ/ مجدي اسحق
سلام يا زول
في البدء ما تفضلت بطرحه موضوع يستحق الوقوف عنده مليا, نظرا لاهميته العالية, و سوف احاول معك ما استطعت الي ذلك سبيلا , ان اناقش معك بعض الافكار التي احتواها هذا الموضوع الكبير.
(الحركات المسلحة ) التي تجاوز تعداها (كل) (الحركات المسلحة) في (تأريخنا الحديث):
هذا النوع من الكلام يقودنا بالضرورة الي تعريف الحركة اصطلاحا, فماذا يعني الدكتور مجدي بمفردة حركة ؟ و من ثم يمكننا ان ندخل في عملية كونها مسلحة او غير مسلحة, و مسلحة بماذا؟ هل هو السلاح التقليدي المعروف ام انه سلاح من نوع اخر؟
عملية جزم الدكتور مجدي حين قال ان تعداد هذه (الحركات المسلحة) تجاوز (كل) (الحركات المسلحة ) في (تأريخنا الحديث), عملية تحتاج الي وقفة!! من الناس و من الدكتور مجدي نفسه!! فهذا الكلام يجافي حقائق تاريخنا الحديث الذي استشهد به الدكتور مجدي, و سنعود لهذه النقطة بشيء من التفصيل. و لكنني اثرتها كفاتحة شهية لما يأتي من نقاش و حوار, نأمل ان نرتقي بمستواه.
الاسباب الذاتية و الموضوعية لقيام مثل هذه (الحركات المسلحة) علي حد تعبير الدكتور مجدي اسحق:
نأمل من الدكتور ان يشرح لنا هذا الكلام لمصلحة النقاش, فما هي الاسباب الذاتية لهذه (الحركات المسلحة) , اذا ما عرفنا بعض الشيء عن الاسباب الموضوعية لها؟
الخلط بين مفاهيم الكفاح المسلح كوسيلة و ليس غاية في حد ذاتها و ثقافة العنف:
نلاحظ ان الدكتور مجدي قد خلط خلطا بينا بين نقيضين لا يمكن جمعهما معا, فالعنف شيء و الكفاح المسلح كوسيلة للتغير و ليس كهدف شيء اخر يا دكتور مجدي اسحق, لذا نأمل منك ان تفك الارتباط بين هذين النقيضين لكي نواصل في الحوار. فلا اريد ان استرسل في ذلك, بذكر شواهد من تأريخنا الحديث و من التاريخ الانساني , كتراث مشترك بين بني البشر.
الانقاذ و ادخالها للسلوكيات الغريبة علي الحياة السياسية و الاجتماعية السودانية:
هذا الكلام غير صحيح البتة يا دكتور مجدي اسحق, فلم يكن للانقاذ هدف السبق في دخال هذه السلوكيات الغريبة, فقد سبقها اخرون في ذلك, و لكنها كانت اقبح من الذين سبقوها في ذلك, و سنعود لهذه النقطة لاحقا, بعد ان نسمع وجهة نظرك في ذلك, فما زالت ذاكرة الناس متقدة , و عيب كبير ان يؤرخ الناس لمثل هذه الاحداث المأساوية في السودان من الانقاذ, فالتاريخ لم يبدأ من هنا و لكنه بدأ من محطات كثيرة جدا سبقت الانقاذ
الانقاذ و محاولات الاغتيال:
كذلك هذه المحاولات لم تبدأ من عصر الانقاذ و لكن قمتها كانت في عهد الانقاذ الغيهب, فالتاريخ يقول ان هنالك اغتيالات تمت و ليست محاولات الاغتيالات التي تحدث عنها قلم الدكتور مجدي اسحق و يمكن لنا ان نسترسل اذا ما اراد الدكتور ذلك
بروز (ظاهرة الحركات المسلحة): هذا النوع من الكلام فيه اختزال كبير لهذه (الحركات) و فيه عدم تفصيل و عدم تعريف حتي لمصطلح ظاهرة, و يظهر هذه الحركات كأنها حركات مسلحة فقط!! لا حول و لا قوة لها غير حمل السلاح, لذا نأمل ان يعيد الدكتور النظر في قراءة هذا المصطلح الهلامي
السؤال الذي لم يبارح ذهن الدكتور مجدي اسحق طيلة (الاسابيع الماضية)!! و الله يا دكتور ان تصحو متأخرا خيرا من الا تصحو, لان عملية حمل السلاح كوسيلة لم تبدأ قبل سنة و لا سنتين و لا حتي عشر سنوات ناهيك عن الاسابيع الماضية!!
و اعني بهذا السؤال سؤال الدهشة الذي ذكره الدكتور مجدي اسحق, لان الدهشة الحقيقية يا دكتور مجدي هي الا يحمل هؤلاء السلاح كوسيلة للتغيير في السودان, بعد ان انفقعت مرارتهم من التلطيش و الاهمال بكل ما تعني هذه الكلمة من معني, علما بان الاهمال لم يبدأ من الانقاذ و لكنه تجلي في زمنها الرديء...و لكن متي كانت لنا دهشة حتي نقول عنها انها قد ماتت؟ هذا و الله كلام عجيب و غريب..
اللامبالاة في تقبل الحركات المسلحة: هذا الكلام يحتاج الي تفصيل و يحتاج من الدكتور مجدي اسحق ان يعيد قراءة التاريخ السوداني...
هل هذه الازمات خطرة حتي نبرر هذه الخسائر البشرية؟
و الله سؤالك يا دكتور مجدي اكثر من وجيه!!!
نواصل
الوطن و سوق تجار السلاح الطامعين:
القضية يا دكتور مجدي اسحق, ليست كونه الوطن اصبح مرتعا لسوق تجار السلاح الطامعين, و لكن القضية تتجلي في معرفة الجذور الحقيقة للازمة قبل الحديث عن بيع السلاح من عدمه, و لكن من هم الذين يبيعون السلاح للناس؟ اليست هي الدول التي بنت ترسانتها العسكرية الضخمة علي حساب بناء الانسان؟ وهي دول معروفة في التأريخ الانساني الحديث, اذ منها الدول التي سقطت سقوطا مدويا, لانها قامت
حب الوطن ...مقرون بالدهشة و القلق عند الدكتور مجدي اسحق:
نقدر تماما هدشتك العالية الدسم يا دكتور مجدي و لكن هؤلاء الناس لم يكتفوا بذلك, بل قدموا ارواحهم فداء للوطن, و لا يوجد اعز من النفس في هذه الدنيا, و الدهشة الكبيرة يا دكتور مجدي اسحق هو انك تعتبر دهشتك حبا للوطن , في نفس الوقت الذي تخلط فيه خلطا عجيبا بين الكفاح المسلح كوسيلة و ليس غاية في عملية التغيير و بين العنف, فيا دكتور العنف شيء و الكفاح المسلح شيء اخر مختلف من حيث النوع عن العنف
(عدل بواسطة برير اسماعيل يوسف on 12-30-2004, 01:03 PM)
|
|
|
|
|
|