|
Re: الصحيفة البالوعة تهلل لمقتل البرتقالة وتسوق هذا المستوي من البذاءة (Re: musadim)
|
الأخ العزيز مُصادِم،
شكراً لك لرصدك مثل هذي التُرُّهات التي ما فتئت بعض الصحف، سودانيةً كانت أو غيرها، تفجعنا بها آناً بعض آن، كأنا في حاجة إلى المزيد من السخف الإعلامي علاوةً على سخف حكامنا وغزاتنا وغواة الهوس "الفكري" فينا .... أستغرب ولا أستغرب صمت ما يسمى "مجلس الصحافة السوداني" تجاه هذا البؤس "الإعلامي"، والذي يوازي مباركة مصادرة الصحف كلما تناولت موضعاً عدّته أجهزة الدولة الأمنية، التي لا تحصى ولا تعد، تجاوزاً لخطوطها الحمر، التي هي الأخرى لا تحصى ولا تعد ..... أذكر حين قرأت قبيل شهور وعلى الصفحة الأولى لجريدة "الحياة" اللندنية خبراً عن قيام جهة ما تسمي نفسها مقاومة ما بجلد وضرب عدد من العراقيين والطواف بهم عراة إلا من سراويلهم في شوارع مدينة "الفلوجة"، وذلك بدعوى أنهم يتاجرون في الخمور وأفلام الجنس ..... وصاحبت الخبر صورة بعض هؤلاء المغضوب عليهم يُطافُ بهم على عربة على أعين الناس وهم على الحالة التي وصفت وقد كبلت أيديهم وعُصبت عيونهم، في صورة أخرى من صور "أبو غريب"، إلا أنها بأيدي "عراقية" هذه المرَّة .....
من أعطى مثل هذي الجماعات حق توزيع صكوك الغفران أو الإدانة على من تشاء من العراقيين .... من هم أصلاً...؟! أما يكفي العراقيين قهر وجبروت صدام حسين لما يزيد عن ثلاثة عقود، ثم مجيء الأمريكان، هؤلاء الغزاة الذين كانوا يملكون أن يزيحوا صدام دون أن يزيحوا العراق عن الوجود (دون أن يكونَ لهم الحق في ذلك، فذلك للعراقيين وحدهم الذين كانوا سيزيحونه، عنيت صدتم، كما أزاحت شعوب كثيرة في هذه الأرض جلاديها وطغاتها)، ولكنهم – أي الأمريكان - أرادوا زوال العراق .... لأجندة قد نعلم بعضها، ولكننا نجهل لا شك أكثرها .... أما يكفي العراق جنون ذاك وأولئك حتى يهجم عليه هؤلاء بكل ظلاميتهم ليسوموا العراقيات والعراقيين قتلاً وتنكيلا ....؟! أي مستقبل قاتم ينتظر العراق لو دان الأمر لهؤلاء الظلاميين لتكون "حدودهم" ولغتهم هي القتل ولا شيء سوى القتل، واستباحة دم العراقية والعراقي لو عزفتْ عوداُ أو تمايلتْ طرباً أو احتستْ كأساً أو .... أي مجنون سيبارك هذا الذبح الوحشي للرهينة الكوري مثلاً أو سواه، أو هذي التفجيرات العمياء التي أودت وتودي بحياة العشرات والمئات من العراقيين والعراقيات .....؟!
أما مثل هذي الصحيفة التي ذكرت، فالمرء لا يدري ماذا يقول، أخشى أن يكون هو المناخ الصحفي الذي يسود السودان منذ مجيء الإنقاذ وإلى الآن ..... ماذا قال فضيلي جماع، لا فُضَ فوه /
"ولا جثةُ الكلبِ ترشحُ مِسْكاً فمن أين يأتي الهشيمَ العسل ...؟!"
هي صحيفة غاية في السقوط، لا ريب، تفلحُ في صياغة عناوين بارزة ساقطة لتسترعي انتباه الطبقة دون الوسطى (من حيث التأهيل العلمي والثقافي) .... عناوين الجريمة ورش بهارات "الأخلاق"، وما إلى ذلك ... دون أن يفتح الله عليها أن تحلل لماذا الجريمة، وأين موقع الدولة منها، وأين هي جرائم الدولة لا الأفراد .... دون أن تسأل نفسها كيف لا تتصاعد معدلات الجريمة في السودان وقد أفقرت الإنقاذ أهله ودفعت بهم للجريمة دفعا ... بل، أليست الإنقاذ نفسها جريمة كبرى في حق الشعب السوداني ....؟!
|
|
|
|
|
|
|
|
|