ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 01:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-21-2004, 05:32 PM

zoul"ibn"zoul

تاريخ التسجيل: 04-12-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم (Re: Ridhaa)

    This is another email from another non-member who can not post on the board

    -----------------------------------------------------------------------------------------------

    Dear/Wad Jaal
    Salamaat
    Thank you for the invaluable discussion on the role of the intellectual
    darfurians.I ppreciate it if you could post the attached article which
    was
    published in Sudanile.com in the said post.
    Kush

    سجال ثقافي في المسكوت عنه في قضية دارفور

    عبدالحفيظ حميدة
    [email protected]

    أصابتني هاء السكت في محنة دارفور وكان عزائي أن يسهم مثقفوا
    دارفور
    في تنوير وتثقيف العامة من أمثالنا بخلفيات القضية وأن يسعفونا بتحليل
    موضوعي
    يفك لنا طلاسمها ويحدد لنا أسبابها ومكنزيمات تطورها ومآلاتها وأتجاهات
    حلها
    ونهاياتها في ظل التحولات السياسية الراهنة التي ستحدد مصير ومستقبل
    السودان....ولكن أرتد لنا طرف الأمل في مثقفي دارفور وهو حسير إذ أسفروا
    عن وجه
    أثني ضيق في تحليلهم وطرحهم للأحداث ومما ضاعف من فجيعتنا فيهم هو أن
    أرتباطاتهم الجهوية قد غلبت علي حكمة حصائلهم الثقافية والمعرفية التي لم
    تسعفهم للأرتقاء الي مراقي الهم والحس القومي العام بل أرتدوا الي
    قبائلهم
    يجوسون خلال الديار أبتغاء الفتنة يزينون فعل التمرد ويحضون عليه
    ..وأستميح
    الدكتور فرانسيس دينق لأستعير منه عبارته الشهيرة بأن سبب مشكلة جنوب
    السودان
    هو المسكوت عنه..ويتطاول ظني في هذا المقام لأدعي بأن جزء كبير من مشكلة
    دارفور
    سببه المسكوت عنه في شخصية مثقفي دارفور..الذين أرجو أن يتسع صدرهم لتقبل
    قليل
    من النقد الذي ظلوا يمطرون بوابله ثقافة السودان المركزية التي تجردت في
    ظنهم
    الي ثقافة أستعلائية يفرضها أهل السودان الشمالي علي كيانات التخوم
    المهمشة..
    ولعل كل ما خطه يراع هؤلاء المثقفين لم يستطع أن يخاطب تطلعاتي كمواطن
    سوداني
    ينتمي الي الجزء الشمالي من الوطن وهي معيار حقيقي حول ما تدعيه حركة
    دارفور من
    قومية تستمطر الخير وتبتغيه لكل مواطني السودان كما ذكر رئيس حركة العدل
    والمساواة دكتور خليل أبراهيم الذي عاصرنا جزء من سنيه بجامعة الجزيرة.
    وعليه
    لم أجد وشيجة تربطني بعاطفة من التأييد للحركة أو ما يطرحه مثقفوها الذين
    تخندقوا في فرقانهم وبطون عشائرهم خائنين بذلك عهد المثقف الحقيقي الذي
    لا
    يستحق هذا اللقب إلا بتساميه فوق نعرات القبيلة والجهة. ولما كانت القضية
    في
    أعتقادي جهوية محضة لا علاقة للسودان القومي بها فأن مثقفي دارفور
    والمغامرين
    من سياسييها يتحملون وزر هذه المحرقة..ولا يظنن هؤلاء أن تراكم الغبن
    والظلم
    الذي يدعونه هو سبب أشتعال هذا التمرد بل هو نتيجة طبيعية لمغامرات
    السياسيين
    ونزوات المثقفين الذين لا يهمهم بكاء الثاكلات ونوح الأرامل وصراخ الأطفال
    ومعاناة النازحين والمشردين الذين أصبحوا ضحايا التطلعات العمياء منذ
    الهجوم
    علي الفاشر والمدن الأخري في العام الماضي.. إن ما تتمتع به دارفور من
    تنمية
    وأزدهار أقتصادي لم يحظ به كل الأقليم الشمالي ..وحسب الأحصاءات الرسمية
    فأن
    ولاية جنوب دارفور تعتبر الولاية الثانية بعد الخرطوم من حيث التعداد
    السكاني
    في السودان.. والسؤال البديهي هو أنه لولا وجود نسبة معقولة من التنمية
    التي
    تتيح الأستقرار لهذا التعداد السكاني الكبير فأن الهجرة والنزوح ستكون هي
    النتيجة الطبيعية للبيئة الطاردة في الأقليم ..وبمقارنة بسيطة فأن ولاية
    نهر
    النيل التي تضم أشهر مدن الشمال يبلغ جملة سكانها سبعمائة وخمسون ألف نسمة
    أي
    أقل من مليون..والأدهي من ذلك أن 90% من التعداد عبارة عن قوات نظامية
    ونساء
    وأطفال وشيوخ أي أن نسبة الشباب وهم القوي المنتجة في المجتمع تبلغ 10%
    فقط من
    جملة السكان. ولعل هذه المقارنة البسيطة تثبت بأن بيئة الأقليم الشمالي
    أكثر
    طردا للسكان وولاية جنوب دارفور أكثر جذبا لهم نسبة لأنعدام التنمية
    والخدمات
    في الأولي وتوفر نسبة معقولة من التنمية والأستقرار الأقتصادي في الثانية
    ...ولو أن مثقفي دارفور وساستها المغامرين في الحركة الآن نادوا بالتنمية
    العادلة والمتوازنة لكل أقاليم السودان لوجدنا مندوحة في أهتمامهم بشئون
    السودان القومية ولكن جنوحهم الي جهوية مقيتة وعرقية بغيضة تفرق ولا توحد
    تجعل
    محرقة دارفور الآن مشهدا رومانسيا لأنه لا يعلم ما يخبئ الغيب من كوارث
    سيشعلها
    هذا التفكير العدمي ..وتتمتع دارفور الكبري الآن بوضع أفضل في التنمية من
    غيرها
    من الولايات الأخري إذ تم أنشاء خمس جامعات أسهمت في بلورة حركة الوعي
    والتنمية
    الأجتماعية وتضاعف فيها التعليم العام طيلة السنوات الماضية الي أكثر من
    25 ضعف
    حيث قفزت النسبة من تسع مدارس ثانوية في آخر عهد الثمانينات الي أكثر من
    250
    مدرسة ثانوية في الوقت الراهن وهي نسبة لا يحظي الأقليم الشمالي
    بنصفها..أضافة
    الي وجود ثلاثة مطارات دولية ..كما ظل أهل دارفور يحكمون أنفسهم منذ
    أنتفاضة
    دارفور التي أطاحت بالحاكم الأسبق لدارفور الطيب المرضي وتم تعيين محمد
    أبراهيم
    دريج بن دارفور بديلا عنه بعد أن أقيمت له سرادق الأحتفالات ونحرت له
    الذبائح
    وهتف الهاتفون أن دارفور أعيدت الي أهلها ..ولكن فتي دارفور المشهور لم
    يحتمل
    لأواء الحكم ومسئولياته والأختلاط بأنفاس المساكين ففضل راحة الأغتراب في
    ألمانيا بدلا عن الصبر مع أهله الغبش لمقارعة كبد الحياة القاسية ومحاربة
    الفقر
    والمرض وزرع الوعي والتنمية فخرج من البلاد دون أن يكلف نفسه حتي عناء
    تقديم
    أستقالته الرسمية للرئيس نميري..وظل ساسة دارفور ومثقفوها يحكمون أقليمهم
    علي
    مختلف العهود ولكنهم فشلوا في توحيد أهلهم وقبائلهم وقيادة تطلعات
    مواطنيهم
    المشروعة نحو البناء والتعمير والتنمية..والأغرب في هذا الأمر أن أولاد
    دارفور
    نجحوا في مهام الحكم التي تقلدوها خارج أقليمهم وفشلوا في ذات المهمة مع
    أهلهم
    ..فأهل الشمال يذكرون قبل سنوات خلت بن دارفور الدكتور الحاج آدم الذي عين
    واليا علي الشمالية فنجح في مهمته وأحبه أهل الشمال وأعانوه في مهمته دون
    أي
    عقد وحساسيات عرقية ..وعندما صدر قرار نقله واليا علي ولاية جنوب دارفور
    ذهب
    وفد من أهل الولاية الشمالية الي الرئيس عمر البشير يرجونه أستبقاء واليهم
    الحاج آدم في منصبه..وعندما حالت دواعي عملية دون قبول التماسهم نقل الحاج
    آدم
    واليا علي ولاية جنوب دارفور ففشل في مهمته وأتهم من قبل أهله في الولاية
    بالجهوية والعنصرية مما أفقده ميزته التي عرف بها كأحد أنجح الولاة في ذلك
    العهد..ويصدق هذا المثال أيضا علي دريج الذي نجح في منصب زعيم المعارضة
    داخل
    البرلمان في الستينات بينما فشل حاكما علي دارفور بعد ذلك.. والسؤال هو
    لماذا
    ينجح أولاد دارفور في مناصبهم التنفيذية خارج أقليمهم ويفشلون في قيادة
    أهلهم
    في دارفور؟ و لماذا يقبل أهل الولاية الشمالية بحكم أحد أبناء دارفور
    واليا
    عليهم ويطالبون ببقاءه ويرفض أهل دارفور أن يعين أي شمالي واليا عليهم
    ويفسرون
    ذلك بأنه أستعمار داخلي من أهل الشمال..الأجابة علي السؤال الأخير ترتبط
    بشكل
    كبير بشخصية المثقف في دارفور الذي عمق من هذه القطيعة الثقافية بين
    دارفور
    وبقية أجزاء السودان خاصة النيلي منها كما سيرد ذكره لاحقا..لماذا يتمرد
    قطاع
    من أهل دارفور وهم أفضل حظا من التنمية مقارنة بالشمال بينما يبدوا أهل
    الشمال
    أكثر قدرية وهم يسلمون قيادهم لكل الحكومات المتعاقبة دون أن تصدر منهم
    كلمة
    أحتجاج واحدة وهو مما دفع الدكتور رياك مشار في زيارته الي الشمالية بعد
    توقيع
    أتفاقية الخرطوم للسلام للقول: ما الذي يمنعكم من التمرد وأنتم تعانون من
    كل
    هذا الأهمال ..وقال مداعبا أهل الشمالية: لو كنتم جنوب مدينة كوستي
    لأدخلتكم
    الغابة.لعل التفسير الوحيد والمقبول هو أن أهل التخوم الشمالية أكثر حرصا
    علي
    وحدة السودان وقوميته من أهل التخوم الغربية..ولعل دارفور تعد المنطقة
    الأولي
    في السودان من ناحية الصراعات القبلية وعلي الناس أن يحصوا كم حربا وقعت
    بين
    القبائل هناك وكم بلغ عدد الضحايا والخسائر المادية و مؤتمرات الصلح التي
    عقدت..أنها بلا شك أكبر من كل ضحايا وخسائر الصراعات القبلية في جنوب
    السودان.
    والمؤشر الأهم في ذلك أن مثقفي دارفور لهم القدح المعلي في أذكاء نار
    الصراعات
    القبلية في دارفور وأصبحوا خصما علي حركة الوعي والتنمية الأجتماعية التي
    يفترض
    أن يقودوا مشاعلها ..ولعل دور زعماء الأدارة الأهلية والنظار في نشر
    التسامح
    وتحقيق الصلح بين القبائل في دارفور أكبر من دور المثقفين رغم أن زعماء
    الأدارة
    الأهلية ممن ينسبون الي القطاع التقليدي فيما ينسب مثقفوا الأقليم الي
    الحركة
    الحديثة التي تحمل لواء الحداثة والتنوير والوعي مما يستوجب عليهم محاربة
    الجهل
    والعنصريات لا تدعيمها وتغذية صراعاتها.
    بقراءة عجلي للتاريخ فأن معظم مشروعات التنمية الكبري التي تمت في دارفور
    قام
    بها مسئولون من خارج أقليم دارفور..فالطيب المرضي الذي أنتفض ضده أهل
    دارفور
    لأنه من كردفان حقق معدلات كبيرة من مشروعات التنمية في دارفور إذا قيس
    بما
    حققه الزعيم وأبن المنطقة دريج..كما عرفت مدينة نيالا أكبر مشروعات
    التحديث في
    عهد المحافظين أحمد عبدالقادر في سبعينيات عهد نميري والمهندس الحاج عطا
    المنان
    في عهد الأنقاذ الراهن..ولعل ذلك يقدح في ذهن المتأمل المقدمات التالية:
    أ- يفشل المسئولون من أبناء دارفور في حكم أقليمهم بينما ينجحون في حكم
    أقاليم
    السودان المختلفة والقيام بالمسئوليات القومية الأخري.
    ب- تحققت معظم مشروعات التنمية الكبري في دارفور علي يد حكام من خارج
    الأقليم.
    ج- يري أهل دارفور أن حكمهم بواسطة حكام من خارج الأقليم أمر غير مقبول
    ونوع من
    فرض الوصاية عليهم من قبل الشمال.ونوع من الأستعمار الداخلي كما برز في
    أدبيات
    المثقفين المعاصرة.
    هذه المقدمات تقود الي حقيقة واحدة وهي أن مثقفي دارفور لم يقوموا بدورهم
    في
    ترقية حركة الوعي الأجتماعي والسياسي في دارفور بل أوغروا صدور الأهالي
    علي كل
    من هو قادم من الخارج..وسار علي أهل الشمال المستوطنيين في مدن دارفور
    المختلفة
    لفظ الجلابة وأم بربتي أمعانا في أشعارهم بأنهم مازالوا أجانب في
    دارفور..رغم
    أن دارفور عرفت من خلال عوامل الولاء السياسي بأستيعاب ودعم القادم من
    الخارج
    مثلما حدث في ترشيح البك عبدالله خليل في دائرة أم كدادة حتي كتبت الصحف
    ..أم
    كدادة ما ذنبها...هناك حقيقة في النسيج السيسيولوجي للسودان وهو أزياد
    ظاهرة
    الزينوفوبيا أي كراهية الآخر كما أشار لذلك الدكتور فتح الرحمن القاضي في
    مناطق
    التماس والتقاطعات الثقافية وهي منطقة تمور بمغذيات طبيعية لهذه
    الظاهرة..ولكن
    الأدهي والأمر أن دارفور والتي لا تعتبر منطقة تقاطعات ثقافية ولكنها مصهر
    للثقافات المتنوعة بدأت تعاني من بروز هذه الظاهرة ..وقد جنح مثقفوا
    دارفور في
    رسم المعادلة الجديدة بتغذية ظاهرة الزينوفوبيا بين دارفور و السودان
    النيلي
    مدعين أن دارفور تعاني من أضطهاد وتهميش ثقافي وتنموي في محاولة لأستنساخ
    مشكلة
    جنوب السودان وتوسلوا لذلك بأتباع تكتيكات حركة التمرد بجنوب السودان حذو
    النعل
    بالنعل ودخلوا كل جحور الضب التي دخلتها الحركة الشعبية من قبل. ونسي
    هؤلاء
    المثقفون أن دعوتهم لأزالة المظالم السياسية والتنموية التي يدعونها قد
    سلكوا
    لها مسالك العطب فبدلا من أن يتوسلوا لمطالبهم طرق العدالة السلمية جنحوا
    الي
    حمل السلاح ومعادة السودان النيلي زاعمين أنه سبب تهميشهم وأضطهادهم وأنهم
    عاكفون علي محاربة ثقافة المركز حتي النصر المجهول ..وظلت أبواق دعايتهم
    تصرخ
    أن العنصر العربي يخطط ويعمل لأبادة القبائل الزنجية في دارفور بمساندة
    ودعم من
    السودان النيلي..
    لقد سود مثقفوا دارفور الصحائف في الترويج لحركة التمرد ونشطوا في أستصراخ
    المجتمع الدولي للتدخل والأدانة والتنديد وهي محرقة خططوا لها وعقدوا لها
    التحالفات الداخلية والخارجية واشعلوا شرارتها الأولي وكانوا سينالون كثير
    من
    الأحترام لو أنهم أثبتوا طرحا أصيلا خاصا بهم لقضيتهم ولكنهم أستسهلوا
    أتباع
    تكتيكات وبرامج حركة التمرد بجنوب السودان وتصوير محرقتهم التي أشعلوها
    بأنها
    معركة بين القبائل العربية والزنجية ووجدوا مقابلا للمراحيل الذين ركزت
    عليهم
    دعاية حركة التمرد بالجنوب والصقت بهم تهم الرق ..والآن فأن الجنجويد يتم
    أستخدامهم لنفس المهمة لأثارة المجتمع الدولي وتحريضه للتدخل في دارفور.
    إن طرح مثقفي دارفور لمشروع التمرد الجديد وألحاقه بطرح المناطق المهمشة
    الذي
    أبتدرته حركة التمرد بالجنوب يصعد من ظاهرة الزينوفوبيا ضد السودان النيلي
    الذي
    هو الأمتداد الثقافي والطبيعي لحضارة أهل دارفور..والغريب إن دارفور في
    سياقها
    الثقافي والحضاري أكبر أرتباطا بالسودان النيلي من مشروعات التهميش التي
    ترعاها
    حركة التمرد بالجنوب..فكيف سيتم أعادة صياغة هوية أنسان دارفور بعد نزعها
    من
    سياقها الحضاري وزرعها صناعيا في مشروعات التهميش الجديدة..ولماذا أرتضي
    مثقفوا
    دارفور أن يطروحوا ما يرونه من تظلمات ونداءات لتحقيق العدالة الأجتماعية
    في
    أطار مشروع التمرد الجنوبي الذي يعني المغالاة في كراهية الآخر في السودان
    النيلي الذي تصوره هذه الذهنية بأنه شيلوك اليهودي في رواية تاجر
    البندقية.
    ولأجراء بعض المقاربات في قضية السلطة فأن أهل دارفور حكموا السودان أكثر
    من
    بعض أهل المناطق الأخري مثل الجنوب والشرق.ولعل حكم الخليفة عبدالله
    التعايشي
    الذي لم يطل كثيرا يمثل خير شاهد في هذا الأطار فبدلا من أن يسير الخليفة
    عبدالله في الناس بسيرة المهدي التي ألف بها قلوب الأنصار من مختلف
    القبائل سار
    فيهم بسيرة الحجاج بن يوسف وأستعان عليهم بأهله وعشيرته الذين أتي بهم من
    غرب
    السودان لمناصرة حكمه..مما أدي لهجر الزراعة والتسبب في مجاعة سنة ستة..و
    لو أن
    حكم الخليفة أستمر ولم يحدث الغزو البريطاني لصيرها ملكا عضوضا وعهد
    بالأمارة
    من بعهده لأهله وعشيرته خوفا من مؤمرات أهل البحر كما كان يدعي.إن أكبر
    مشاركة
    لمثقفي دارفور في السلطة بعد عهد الخليفة عبدالله تمت في عهد الأنقاذ
    الراهن
    فقد حصلوا علي أكثر من خمس المناصب في مجلس الوزراء وعدد من المناصب
    الوزارية
    الدنيا كوزراء دولة ورئاسات المصالح والمؤسسات الحكومية الأخري وسبق وأن
    نالوا
    تمثيلا جيدا في حكومة الصادق المهدي أثناء الديمقراطية الأخيرة ممثليين عن
    حزب
    الأمة والجبهة الأسلامية ..كما برز دورهم في الأنقاذ من خلال مشاركتهم
    وأنخراطهم في عضوية الحركة الأسلامية.. عرف عن كوادر دارفور السياسية في
    مؤسسات
    الأنقاذ نشاطها في أجهزة الأمن ومفاصل السلطة ..ولعل الممارسة التي أشتهرت
    بها
    الكوادر السياسية من أبناء دارفور في الجبهة الأسلامية وحزب الأمة هو
    أصرارها
    علي أسناد المناصب الحزبية علي أسس جهوية خاصة في وسط تنظيمات الطلاب..وقد
    عرفت
    هذه الممارسة داخل أروقة التنظيمات الطلابية لحزب الأمة والأتجاه الأسلامي
    بالجامعات إذ تتجمع كوادر دارفور الطلابية وتمارس الضغط الجهوي لفرض
    مرشحيهم في
    المناصب التي يريدونها...والشاهد علي ذلك أن معظم رؤساء أتحاد جامعة
    الخرطوم
    الذين مثلوا الأتجاه الأسلامي وحزب الأمة جاءوا من دارفور..بمن فيهم رئيس
    أتحاد
    جامعة الخرطوم الحالي.
    إن قضية السلطة تمثل وعيا مركزيا في تفكير متعلمي ومثقفي دارفور فقد ظلوا
    يطلبونها ويسعون اليها بشتي الطرق في أيام طلبهم بالجامعات وبعد تخرجهم
    والتحاقهم بالخدمة العامة..ومما يشير الي ذلك هو أن عدد السياسيين الذين
    أنتجتهم دارفور يفوقون ما أنتجته كثير من أقاليم السودان مجتمعة ولعل
    السبب
    الأقرب لذلك هو أستتباب ثقافة الملك والأمارة نتيجة للسلطنات التي قامت
    في
    دارفور في دارمساليت بقيادة السلطان بحر الدين ودارفور بقيادة السلطان علي
    دينار وغيرهما من السلطنات الأخري هذا أضافة الي نظام الأدارة الأهلية
    القائم
    علي تراتيبية السلطة من نظار وشراتي وغيرهما.
    إن مدن دارفور المختلفة عرفت تاريخيا بالتجارة البينية وأزدهرت مدن مثل
    نيالا
    ومليط والفاشر بالتجارة مع دول الجوار مثل ليبيا وأفريقيا الوسطي وتشاد
    ..هذا
    أضافة الي أحتكار أهل دارفور لتجارة الماشية التي أنطلق العاملين فيها الي
    مصاف
    المليونيرات خاصة مع أزدهار حركة التصدير الي الخارج..وكان من نتاج ذلك
    أنشاء
    مسلخ حديث في نيالا لمباشرة تصدير اللحوم مباشرة عبر مطار نيالا الدولي
    الي
    الخارج.
    يحتكر أهل دارفور التجارة في سوق ليبيا ومعظم أسواق مدينة أمدرمان الشعبية
    أضافة الي تجارة الماشية والضان في العاصمة مما أفرز طبقة من الأغنياء
    أستحوذوا
    علي أفضل المناطق في مدن أمدرمان بكدهم وعرقهم المستحق ولعل أقل تقدير
    يشير
    الي أن أكثر من 36% من التجارة الحرة في العاصمة يسيطر عليها أهل
    دارفور.ففي
    مجال الأثرياء برزت من أهل دارفور شخصيات عظيمة تميزت بالأحسان والعطاء
    القومي
    مثل الراحلين آدم يعقوب وبن عمر. كما خرجت علينا الأنباء أن 50 محاميا من
    أبناء
    دارفور بالعاصمة أسسوا تجمعا لممارسة الضغط السياسي في قضية دارفور.كم
    تملك
    بقية الأقاليم الأخري من الأثرياء في مقام الراحل آدم يعقوب وهل تملك
    خمسين
    محاميا يتمتعون بالأستقرار والصيت المهني في العاصمة..إن هذه الحيثيات
    التاريخية والمعاصرة التي تؤكد مشاركة أهل دارفور في الثروة القومية
    والسلطة
    وتمتع أقليمهم بمعادلات تنمية تفتقر اليها معظم أقاليم السودان الشمالية
    تدحض
    الي حد كبير الأدعاء بالتهميش .
    إن أكبر آيات النقد المسكوت عنه في شخصية المثقف الدارفوري الذي نتهمه في
    هذا
    المقال بتعميق كراهية الآخر في مشروع التمرد الجديد ضد السودان النيلي
    خاصة
    أولئك الذي نالوا حظهم من التعليم الجامعي والذين عرفوا بتطلعاتهم
    السياسية
    والأجتماعية ..هو أنقطاعهم عن مجتمعاتهم التي أتوا منها وأستعلائهم
    الثقافي
    عليها . والشاهد علي ذلك أن القليل منهم من يعود الي أهله بعد التخرج
    للخدمة في
    مجتمعه المحلي.. وأشتهر مثقفوا دارفور بطول المكث في العاصمة والتطلع
    لبناء
    مستقبلهم المهني في البندر دون أجهاد النفس بالهجرة الي الريف مجددا
    للأسهام
    ولو بجزء يسير من وقتهم في مشروعات الوعي والتنمية الأجتماعية في
    مناطقهم..والأدهي والأمر أن الشمال الذين يتهمونه بالأستعلاء الثقافي
    وممارسة
    الأضطهاد عليهم نشطوا في مصاهرته والزواج من حسناواته مترفعين من الأرتباط
    ببناتهم في الأرياف ومصاهرة مجتمعاتهم التي أتوا منها طلبا للرفعة
    الأجتماعية
    في الشمال.. ولعل خير شاهد في هذا الصدد هو زواج الدكتور خليل أبراهيم
    زعيم
    حركة العدل والمساواة من مدني بعد معركة أجتماعية طويلة شهدنا بعض فصولها
    ..
    ولا يخفي أيضا زواج علي الحاج ومحمد الأمين خليفة من أسرة السناهير
    الكبيرة
    بأمدرمان..ومثقفوا دارفور أيضا متهمون بأنهم الأكثر زواجا من الأجنبيات في
    بلدان الغرب الأروبي..مما يشير الي أنهم يعانون من عقدة الأستعلاء علي
    مجتماعاتهم المحلية...
    لم أقصد بهذه السجال توجيه أي تجريح ثقافي لمثقفي دارفور..ولكن حاولت أن
    أثري
    النقاش الدائر في هذا الصدد بالحديث عن المسكوت عنه في قضية دارفور
    أنتهاجا
    لمدرسة الرباطاب التاريخية التي يجلس علي قمتها الشيخ بابكر بدري بسفره
    التاريخي حياتي .. وهي مدرسة كما يقول الدكتور عبدالله حمدناالله تكشف
    المستور
    ولا تستر العورة في الصلاة ورشح لها من المعاصرين المفكر محمد أبوالقاسم
    حاج
    حمد.. ولما كانت كل المشروعات في السودان تنادي بالعودة الي منصة التأسيس
    كما
    يقول الدكتور منصور خالد نأمل أن يتحمل مثقفوا دارفور هذا النقد كما يراه
    بعض
    أهل الشمال ..فأن أحتملوه وفندوه بموضوعية فذلك رجاء المثقف للمثقف وأن
    طاش
    سهمهم وأوسعونا قذفا من القاموس المعروف فأن رجاءنا فيهم لم يخب.
                  

العنوان الكاتب Date
ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم Ridhaa12-19-04, 11:55 AM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم محمد الامين احمد12-19-04, 12:14 PM
    Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم Mohamed Suleiman12-19-04, 12:33 PM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم محمد الامين احمد12-19-04, 12:37 PM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم zoul"ibn"zoul12-19-04, 03:26 PM
    Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم عبدالغني بريش فيوف12-19-04, 03:57 PM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم zoul"ibn"zoul12-19-04, 04:03 PM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم Ridhaa12-19-04, 08:41 PM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم Ridhaa12-19-04, 09:44 PM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم ود شاموق12-19-04, 10:58 PM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم Ridhaa12-19-04, 11:35 PM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم Mahathir12-19-04, 11:44 PM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم Ridhaa12-20-04, 00:10 AM
    Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم على اسماعيل12-20-04, 03:00 AM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم البحيراوي12-20-04, 03:51 AM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم Ridhaa12-20-04, 08:23 AM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم adil rahman12-20-04, 12:55 PM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم zoul"ibn"zoul12-20-04, 07:38 PM
    Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم Mohamed Suleiman12-20-04, 09:07 PM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم Deng12-20-04, 08:14 PM
    Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم ادم الهلباوى12-20-04, 10:22 PM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم البحيراوي12-20-04, 10:22 PM
    Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم ادم الهلباوى12-20-04, 10:32 PM
      Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم على اسماعيل12-20-04, 11:57 PM
        Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم اسوتريبا12-21-04, 08:02 AM
        Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم Mohamed Suleiman12-21-04, 08:12 AM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم zoul"ibn"zoul12-21-04, 05:25 PM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم zoul"ibn"zoul12-21-04, 05:32 PM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم Bashasha12-21-04, 05:55 PM
    Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم fasil dousa12-22-04, 03:53 AM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم Deng12-22-04, 05:56 AM
    Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم Mohamed Suleiman12-22-04, 08:38 AM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم قاسم المهداوى12-22-04, 06:06 PM
    Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم ابنوس12-22-04, 08:44 PM
      Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم على اسماعيل12-23-04, 01:30 AM
  Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم zoul"ibn"zoul12-27-04, 09:17 PM
    Re: ماذا قدم مثقفي ومغتربي وتجار غرب السودان لاهاليهم Mohamed Suleiman12-28-04, 00:32 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de