|
Re: رؤية نقدية لمسلسل في انظار ادم الذي عرض اخيرا في السودان (Re: محمد ابو القاسم)
|
مسلسل فى انتظار ادم من حيث الفكرة حسب وجهة نظرى القاصرة دى فهو قد ناقش محاور عديدة من حيث مضمونها فأنها معالجة لبعض المشاكل المستعصية واولها مسألة الزواج , ابتداءا من الحب الغير منطقى والذى جسده الهادى الصديق ... الحب من طرف واحد او حب بالقوة والذى مارسه على الدكتورة هند راشد والتى بدورها قد غرقت فى الذكريات البعيدة وانتظار فارس الاحلام خارج الوطن .... وكذلك الحب عبر الاخوة بين بنت العمة وابن الخال ... وهى اشكالية قد وقعت فيها الاسر فترة طويلة دون مراعاة مستقبل ابنائها وكيفية تعاملهم وطريقة تواصلهم والتى تجسدت فى اخوة الرضاعة والحب الذى وقع بينهما وعند اكتشاف هذه الحقيقة المؤلمة تم تحويل مسار البنت الى دائرة الغيبوبة النفسية والتسبب فى شرخ العلاقة بين الاسرتين بين الاخ واخته كذلك تمت معالجة لقضية حساسة ومنتشرة بصورة تكاد تكون سريعة وبالذات فى اوساط الطلاب الجامعيين والفقراء والتى جسدها ايضا الهادى الصديق والذى استغل وضعه الاجتماعى كدكتور يمتلك الناصية الاكاديمية والمالية لينتقم من فقيرة تركت الدراسة لتعول وتساعد والدها فى تسيير شئون البيت فاستغلاها شر استغلال وتزوج بها عرفيا .... ايضا ناقش فرضية سيطرة الزوجة على زوجها ( بت عمسيب ) مما جعله يستشعر بعدم الامان والطمأنينة معها وتزوج سراً بأخرى ليتحول طريقه المتناقض بين اسرة مخفية واخرى علنية تحوطه دائرة الصراع والتنافس فى اثبات وجوديته ليضطره هذا المشكل الى فقدان الهيبة والتعامل حسب مزاج منطق القوة المفروض عليه مسبقا ... ايضا حاول معالجة مواصلة الدراسة بالنسبة للذين تركوها لظروف قضت على احلامهم وطموحاتهم باكرا ... بس التناقض الموجود فى هذه الجزئية من غير المنطقى ان يترك شاب وصل سن تؤهله الى معايشة ومسايرة الحياة ان يترك هذا الجاه والمال والبريق ويهرب الى منطقة نائية كى يتواصل مع الدراسة ومن الصفر ... والتناقض الثانى ودة موجود فى السودان لا يمكن ان يعيش شخص فى بيئة ( المفطوم بملعقة من ذهب ) ويهجرها الى بيئة لا توجد فيها ابسط مقومات الحياة الحديثة وذلك من اجل التعليم . كذلك تمت معالجة المهاجر الى بلاد العجم ( خالد ) والذى درس الهندسة فيها ومارس نشاطا تجاريا اهّله ان يكون من رجال الاعمال المرموقين , لكن المكتسب من هذه الهجرة لا يقارن مع المفقود , فمن اجل تكوين نفسه وتكوين اسرته ماديا واجتماعيا فقد السيطرة على ضبط النفس وحاول الاندماج بصورة فعلية فى المجنمع الغربى وتناسى او تجاهل الثقافة التى عاشها فى وطنه بغض النظر عن السلبيات فيها , فيمكن بالقليل من التروى ان تتم عملية توازن حضارى بين المجتمعات , ان يأخذ الشخص ما يليق وايجابى ويترك المتبقى لاهله فى سنبله .. لكن العنجهية التى مارسها خالد العائد من الهجرة مع زملاؤه وطريقة كلامه وحركاته تنم عن تخلف وعقدة نفسية صاحبته طويلا وظهر هذا فى محاولة تدمير خاله وسحب البساط من تحت اقدامه ... من سلبيات العمل الدرامى ( فى انتظار ادم ) الموسيقى التصويرية مزعجة جدا وطويلة مما تفقد المشاهد الربط بين فصول العمل ... كذلك عدم التفات المخرج الى عملية الاكشن وجذب المشاهد ووضعه فى قالب التحليل للقطة القادمة , كذلك حاول الدكتور النفسى ( الهادى الصديق ) تقليد العنصر المصرى فى اكثر من مشهد مما افقده المصداقية والتعامل مع المشهد على انه من صميم بيئتنا ... اما الاضاءة وهى مشكلة تلفزيون السودان الاولى ,, ففى هذا العمل كانت ممتازة جدا مقارنة مع اعمال سابقة ... ما زالت مسألة التصنّع موجودة فى الدراما السودانية .... فمسألة الشخصية غير المتكلفة دى الخروج منها صعب جدا .... وهذا من وجهة نظرى ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|