الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 07:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-21-2004, 07:51 AM

محمد صلاح

تاريخ التسجيل: 12-07-2004
مجموع المشاركات: 1276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 (Re: فتحي الصديق)

    سلامات فتحي والحاضرين بالبوست
    هذه مقدمة لكتاب علاقات الرق في المجتمع السوداني (النشأة - السمات - الإضمحلال )
    لمؤلفه الاستاذ محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي


    تقديم :
    "يوم يُسترق الانسان يفقد نصف رجولته : - الاوديسا
    : أيما حر تزوج أمة ، فقد استرق نصفه : - عمر بن الخطاب
    : ما كان يسمى بالديمقراطية في اثينا – لم يمس مؤسسة الرق ، مما سمح للاغنياء الاستماع بثرواتهم دون قهر المواطنين الاحرار : - برتراند رسل
    رغبة جامحة ومقيمة ، اسبه بالهاجس تسكن الخاطر سنوات وعقودًا لمزيد من المعرفة بسودان 1500-1900 ، عصر التشكل والتكوين ، تأسيس دولة الفونج - العبدلاب ، وهزيمة المهدية ثورة ودولة . وما اكثر ما تكتفت الرغبة والهاجس في سؤال : أي مؤثرات وعوامل ومؤسسات اسهمت في كيمياء ذلك التشكل والتكوين ؟ وانبثقت عن السؤال فرضية مبهمةالملامح نوعًا ما ، نفترض ان من سائر المؤثرات والعوامل وهي كثر ، لعبت اربع مؤسسات دور المفاعل الناشط وهي :
    علاقات الارض
    علاقات الرق والاسترقاق
    الفكر الصوفي والطرق الصوفية
    الكيانات الاثنية والتكوينات الاجتماعية ونسق المعتقدات للقبائل النيلية وعلاقة النسق بمعتقد التوحيد .
    سواء صمدت الفرضية ، ام انتهت الى ما ينتهي اليه مقتفي الاثر عند حافة النهر ، فإنها دفعت بالاطلاع الموسمي والبحث المجتزأ في مراجع تاريخ السودان ، نحو وجهة وإطار وأوعزت من طرفخفي ان تحصيل وكسب المعرفة في مسألة ما ، لا يتقّوم بالاطلاع مهما اتسع وتنوع ، إنما وبالكتابة عنها وفيها . واقتربت بالذهن نحو اعادة اكتشاف المسلمات الرياضية الاولية ، عن اقرب مسافة بين نقطتين ، عندما ارشدته الى الوثائق : غزارة ومصداقية في المعلومة والحدث ، اختزال في زمن الاطلاع ، وايجاز في الكتابة – وهذه الاخيرة ذات اهمية خاصة في ظروف السودان ، لان المثل الدارج اكتفي بوصف القراءة ، القراية ام دق ، ونسى ان الكتابة هي الدق ذات نفسه .
    لماذا الوثائق ؟
    عدة دوافع :
    دافع ذاتي : محاولة لاستقصاء المعرفة من مصدرها الاول ، وبحث عن اجابة على اسئلة ظلت حائرة وبعضها غائم سائب ، وبعضها يستقصي تفسيرًا لوقائع ، ومنها ما استعصى عليه التعامل مع ظاهرات ماثلة تباعد بها الزمن عن جذورها ومنشئها .
    دافع ظرفي : وحدة الاعتقال ووحشة الاقامة الجبرية وتعزر بل واستحالة تبادل وجهات النظر والرأي مع المختصين والعارفين ، اختصارًا للوقت واقتصارًا للجهد وإرشادًا للافضل من المراجع ... اصبحت الوثائق البديل المتاح ، واضحى الحوار معها نصف المشاهدة ونصف المعايشة لعصرها ، وامسى نصها ضابطًا ومنظمًا للخلاصة والاستنتاج .
    دافع إجرائي : التحلل مؤقتًا ، او التخفيف قليلاً من مرجعية كتب الرحالة ، والجرعة الفائضة حتى الشرَق ، التي غصت بها كتابات تاريخ الخرطوم في عصوره المختلفة من مروي والمقرة وعلوة وسنار وقرّي والفاشر والبقعة ويامبيو والخرطوم ... مع خيار الصبر المؤقت على ظمأ جفاف الوثائق حتى تفيض وتنهمر يومًا ثمرة دفاقة .
    لكتب الرحالة دورها ووزنها المتعاظم طردًا وغيابًا مع غياب الوثائق ، لكنها ليست بديلاً عن وثيقة مهترئة الاطراف ترصعها الثقوب . فوثيقة واحدة تدفع بوهجها مدونات الرحالة الى المقعد الخلفي ، وتبقى لمدوناتهم ومشاهداتهم وانطباعاتهم ولستنتاجات المؤرخين منهم ، صفاء وعذرية النظرة الاولى والانطباع الاول للوافد الاجنبي الذي يلتقط ما يعتبره اهل البلد بحكم العادة عاديًا مألوفًا لا يثير انتباها ولا يستفز عقلا .
    محاولة ،مجرد محاولة ، لتجميع وتعبئة واستثمار الموارد الذاتية لمراجع التاريخ ، دون انغلاق او عزلة ، ودون اضفاء مسحة ايدلوجية على المصدر المحلي من وثائق وآثار وروايات تغدق عليها ما ليس لها .
    دافع اعلامي : تهوية وثائق تاريخ المجتمع السوداني ، بإطلاق سراحها وفك إسارها من الاضابير البلدية التقليدية والمحدثة ، ونشرها على اوسع نطاق ، رغبة في ان يطمئن الناس الى مصادر تاريخهم ، وأملاً في ان يطلع عليها نابهون مغمورون من ابناء السودان وما اكثرهم ، فيستنطقونها بلغة جديدة ورؤى جديدة ، وخطاب جديد في التاريخ مبرأ من التكرار العقيم ، وتطوعًا ونافلة للتفكير عن اهمال حقها على المجتمع واسهاما في تجديد شبابها وحمايتها من البلى في مناخ جاف حار مترب اغبر . وفوق ذلك التطلع الانساني المشروع في اللحاق بركب عصر ثورة المعلومات ، عصر ثورة الحافظات والناسخات الالكترونية والميكروفلم ، وخزن المعلومات والوثائق واسترجاعها ، لتحرير الاجيال الصاعدة من الباحثين السودانيين من عنت ورهق وسائط واساليب القرون الوسطى المخيمة على مراكز ومواقع التوثيق والبحث في الخرطوم
    <ان يتزود المؤلف بنظم المعلومات ،تؤازره خلال عملية التأليف ، حيث اصبح كم المعلومات والمعارف التي يحتاجها لصنعته من الضخامة بحيث تعجز الذاكرة البشرية والاساليب اليدوية عن ملاحقته .. فورية استرجاع المعلومات والمعارف كتبويب عناصر المعلومات وإعادة ترتيبها ومزجها > مجلة ابداع ، عدد 12 ، ديسمبر 1992 ، القاهرة
    دافع منهجي : تجاوز شعار صيغ عفوًا وفي انفعال رغم نبل المقصد ، شعار اعادة كتابة تاريخ السودان : اليس من الاصوب والافضل والاوفق والاقرب لمنهج التاريخ استبعاد الشعار اياه ، وكل شعار اخر والمضي قدمًا نحو تكثيف البحث والعطاء في شتى ميادين تاريخ السودان ؟ وحصد ما ثبت انه افتراء وتقويم رواية ذات عوج يعوزها السند وتقديم اسباب جوهرية على اخرى ثانوية احتلت مكانًا ليست مؤهلة له ، وتفنيد باطل الحجج وواهن الاستنتاج وتمهيد مضمار الاجتهاد يرتاده كل باحث يغوص الى اعماق لم يسبرها من سبقوه ويعيد النظر في مسلمات احاطوها بقدسية وجلال لدواعي راحة البال ويتفحص وثائق وآثار ومكتشفات ما توفرت لهم ، وينهل حتى يرتوي م نمنابع اسهامات الفكر الانساني ، مع العصمة من الادعاء والتعصب وكنه صاحب السطر الاخير في تاريخ السودان . ومن شعائر تلك العصمة التحلي بإحدى فضائل المؤرخين الثقاة الذين اختتموا رواياتهم ومدوناتهم بتعويزة التواضع : والله اعلم – فمن لم يقلها ، اصيبت مقالته!



    إطلاق الشعار على عواهنه ، على حل شعره وحبله على الغارب قد يؤدي الى حرق الكتب مصادرة الكتب ، إزاحة مراجع ومصادر عن ارفف المكتبات واقراص الحافظات ، واحلال مصادر ومراجع واقراص رسمية ، معقمة ،مجازة ، مستأنسة ... حتى تدور عليها الدوائر وتزاح هي الاخرى يوما
    ذاك ما كان من امر رغبة المعرفة ومنهج الوثائق . فماذا عن التوثيق والتعليق على مؤسسة علاقات الرق والاسترقاق في هذه الصفحات ؟
    الوثائق هي الاصل والمتن ، حتى في مواضع غيابها كما في مروي ، او حضورها الضنين في ممالك النوبة المسيحية ، او اطلالتها اليتيمة كما في الفونج والفور – فهو غياب آني لحضور آجل ،مثلما ترك علماء الفلك مساحات سماوية شاغرة لكواكب ما كانت قد اكتشفت يومها ثم رصدتها اجهزة التلسكوب الحاذقة في المساحة – النبؤه
    اما التعليق فهو الحواشي على المتن والتفريع عن الاصل وفي حالات ، جهد إضافي للاستيعاب بصوت عال كشقاء التسميع في المدارس ، وفي حالات اخرى اقرب الى الحشو والتطفل على النص والمعنى
    لكن ،ما من بحث يستقيم على عوده وتستقر اركانه ، عن علاقات الرق والاسترقاق في المجتمع السوداني ، إن لم يتخذ من عهد التركية 1821- 1885 ،محورًا له فهي الذروة، التي دفع محمد على باشا تلك المؤسسة نحوها ، ولا تتضح الصوره على السفح من الجانبين ، الا بتسلق واعتلاء القمة . فما فعلته تجارة الرقيق والاسترقاق عبر الاطلسي في غرب افريقيا ، فعلته التركية في السودان
    وفي الحالتين كان الاسترقاق واستحواز الرقيق الهدف الاستراتيجي الاول ،تخضع له وتليه في الاهمية اهداف اخرى كالتنقيب عن الذهب او اكتشاف منابع النيل .... ، والفيصل هنا الوثائق ، لا تحليل وترجيح المؤرخين ، او نفاق محمد علي ومن خَلَفَه في العرض امام قناصل الدول الاوربية . قال الباشا(وبعضمة ) لسانه ، في رسائله لابنيه: المقصود الاصلي من هذه التكلفات الكثيرة والمتاعب الشاقة ليس جمع المال كما كتبنا اليكم ذلك مرة بعد مرة ، بل الحصول على عدد كبير من العبيد الذين يصلحون لاعمالنا ويجدرون بقضاء مصالحنا .. والهدف من ارسال قوة كافية جيدة العدة والعتاد لتلك المناطق هو الحصول على عبيد يصلون الى معسكرات اسوان بسلام ....فالعبيد الملائمون للجندية تعادل قيمتهم قيمة الاحجار الكريمة بل اكثر قيمة ....
    بعد الاطلاع على ما تيسر مما كتبها المؤرخون السودانيون والمصريون والبريطانيون وبعض الاوربيين عن التركية ، ومراجعة مجلدات < تقويم النيل > وتصفح كراسات في ارشيف دار الوثائق القومية تحوي عناوين ورموزًا وروؤس مواضيع وثائق التركية من دار الكتب بالقاهرة ، واستنساخ النص الكامل لوثيقتين – دفتر معية – للباحثة سلمى فضل بشير في محفوظات الدار ، اكتملت قائمة الوثائق الاساسية الضرورية عن التركية .
    أُسقط في اليد ! وثائق فترة التركية ليست متوفرة في دار الوثائق القومية في الخرطوم . اين ؟ اكثرها في دار الكتب وعابدين في القاهرة ، بعضها في مكتب المستعمرات في لندن ، بعضها في ارشيف السودان في جامعة درم .
    ليس في ذلك ما يثير الدهشة .
    أثار الدهشة ان السلطات المختصة بدار الكتب في القاهرة ، منعت الاطلاع على وثائق التركية ، والتركية واقعة تاريخية حدثت في السودان ! ويعجز العقل عن اكتنا ه السر معرفة السبب . أهو أمني؟ ام هو سياسي؟ ام للصيانة والجرد السنوي !
    ليست هذ ه بشكوى . فالشكوى سلاح العاجز . ولاهي برجاء يُرفع لسلطات دار الكتب او السلطة التي خولتها تلك السلطات و المخولة لكل سلطة في مصر منذ عهد الفراعنة . إنها ملاحظة عتاب . مبثوثة للمؤرخين المصريين قاطبة ، والمعنيين منهم بفترة التركيةخاصة مشفوعة لواقعة يعلمها او سمع عنها بعضهم : ان الوثائق الدامغة التي استندت اليها مصر في نزاعها مع اسرائيل حول ملكية ارض طابا ،قدمتها لمصر دار الوثائق القومية في الخرطوم ، وعن طيب خاطر بماس الغشامة! كان الواجب الوطني ، والعرف الوثائقي تجاه وثائق تاريخ السودان ، يحتم يومها الارتقاء بقيمة الرهان وسعر المساومة : هذ ه بتلك .
    وثائق التركية في مكتب المستعمرات وجامعة درم ، على اهميتها ، ليست عوضًا لوثائق التركية في دار الكتب في القاهرة . ولا تغني عنها المقتطفات ، وبعضها مطول في العديد من المؤلفات العربية والانجليزية عن التركية . لذا تأجل الفصل الخاص بالتركية عن هذه الصفحات ، ليصدر عندما ترفع دار الكتب حظرها .
    في سياق التقديم ، لا يضير طرح بعض ملاحظات وإشارات :
    الاولى : وجهات نظر متباينة حول طابع الرق والاسترقاق لعلماء وباحثين – من فرنسا والولايات المتحدة – بعضهم مؤرخ وبعضهم عالم اجتماع وانثربولوجيا . وما كان لوجهات نظرهم ان تثير الاهتمام في هذا المنحى ، لولا ورودها في كتاب ل. كابتيني عن تاريخ دار مساليت – ص 4-6 وتداخل النسيج الاجتماعي بين ذلك الجزء من الوطن ومجتمعات وسط وغرب افريقيا .
    وجهة النظر الاولى تلخص في ان مفهوم الرق في افريقيا يختلف عنه في اوربا . وهذا بدهي وطبيعي . لكن هذه البدهية تحولت الى مرتكز نظري ، يكاد يمحو عن الرق في افريقيا طابع التملك والامتلاك ، طابع القهر والفقر ، ويكاد يقول ان الرقيق الافريقي يكاد يتقبل علاقة الرق طوعًا وُعرفًا ، إن لم يسع اليها بظلفه . وتسوغ ذلك بفرضية ان في افريقيا ساد عرف ( حق السيادة على الناس ) ، واصبح حق امتلاك الناس جزءًا لا يتجزأ من نسق علاقات القرابة والزواج ،جزءًا من علاقات اجتماعية تتضمن ذلك الحق . وانه اذا كان نقيض الاسترقاق في اوربا وامريكا هو الحرية ، فإن مفهوم الحرية في افريقيا لا يعن ياستغلال الذات ، بل الانتماء بمعنى العضوية في جماعة محلية . فالشخص المملوك كان بلا انتماء عندما دخل محيط الجماعة التي استرقته ، او امتلكه احد افرادها . لكنه وبالتدريج يمتص يستوعب في نسق القرابة kin- group - في الجماعة التي استضافته او آوته . وهكذا تستمر عملية استيعاب الرقيق في العشيرة والقبيلة . ولهذا لم تعرف افريقيا عصيان الرقيق .
    تأخذ وجهة النظر الثانية على الاولى ، ان فكرة الامتصاص والاستيعاب تعزل ظاهرة الرق عن واقعها التاريخي ، وتتغافل عن القاعدة الاقتصادية للعلاقات الاجتماعية . وتنادي وجهة النظر الثانية بالتعامل مع ظاهرة الرق في افريقيا في اطارعلاقات انتاج استغلالية ، والنظر للرقيق كوسيلة انتاج في يد المالك ، والرقيق كطبقة ، والنظر في تكلفة امتلاك الرقيق في توزيع الثروة والسلطة ، ودور الرقيق كمصدر للعمل ، وتقول بأن انتاج عمل الرقيق كان يوجه للسوق وليس للاستهلاك الذاتي .. وتخلص الى ان الرق في افريقيا كان نمط انتاج عبودي – slave mode of producution
    اجتزأت وجهة النظر الاولى نمطًا من انماط الاسترقاق في افريقيا ، او في بلد افريقي بعينه ، في فترة تاريخية بادءة من تطوره ،وعممته على كل مجتمعات القارة في كل مراحل تاريخها . لا جدال في ان بعض البلدان او المجتمعات الافريقية مارست ظاهرة استيعاب وامتصاص القبائل والعشائر للارقاء خاصة في مناطق التماثل الاثني ، وعرفت مجتمعات دار مساليت ، بحسب ما اوردته كابتيني في كتابها ، ايواء الهوامل والمقاطيع واعتبرتهم من مواليها . لكن مجتمعات دار مساليت تاجرت في الرقيق ، باعت فيهم واشترت، بما في ذلك مواليها . والمرجع كابتيني مرة اخرى ، ووثائق الفور والمهدية . ففي المجتمعات العشائرية البدوية ، ونسيجها الدقيق في علاقات القرابة ، يكاد الفارق يتلاشى بين الارقاء والهوامل والمقاطيع .
    من جانب اخر ، لم توفق وجهة النظر هذه ، عندما قابلت بين مفهوم الحرية في اوربا ومفهوم الحرية في افريقيا وانتقصت من الثاني ، ان لم تنسخه تماما . فالفرد في الكيان العشائري القبلي حر بانتمائه لذلك الكيان ، يجد ذاته يحقق ذاته ، تكتمل ذاته ، بانتمائه ذاك ويعبر عن ذاته بعد بالقدر الذي يعبر فيه عن الكيان ، شاعر القبيلة ، فارس القبيلة ، ... ضو القبيلة ، ود القبيلة ، بت القبيلة . لهذا يثور لشرف القبيلة ويذود عن حماها ، وتحميه البيلة وتنتصر له وتفديه ان وقع في اسر او استرق . فمفهوم الحرية تطور وتعددت دلالاته مع تطور المجتمع الانساني ومعه تعددت دلالات الذات والانتماء- المواطن الامريكي او البريطاني او الالماني المختطف في بيروت ، لا يقتصر مصيره على اسرته ، او على المؤسسة التي يعمل بها او اوفدته في مهمة ، بل تتبنى قضيته الدولة ، وهو الفرد الموغل في فرديته وذاتيته في مجتمع تمثل حرية الفرد واستقلال الذات احدى قيمه الحضارية ... وابتعد اصحاب وجهة النظر هذه عن وقائع تاريخ الرق والاسترقاق في افريقيا عندما نفوا عنه عصيانات الرق تأسيسًا على فرضيتهم الهشة - هامش (4) ..ه
    استنتاج وجهة النظر الثانية ، ان الرق والاسترقاق كان نمطًا للمجتمع العبودي او اسلوب الانتاج العبودي لم تؤسس له ولم تقدم له بوقائع وشواهد وتحليل . إنما طرحت آليات وادوات مهج التحليل والتفسير الطبقي التاريخي مجردًا لكن ما قيمة وجدوى وفاعلية هذا المنهج بالذات وهو ناقد بطبعه ، إذا كان إعماله مسخرًا لاثبات ودعم رؤية مسبقة ؟
    مازالت علاقات مؤسسة الرق والاسترقاق الافريقة بعيدة عن الدراسات الباطنية متعددة التخصصات العلمية . فهي ظاهرة تاريخية اجتماعية ذات خصوصية وتفرد . ولايجوز دغمها في دراسات تجارة الرقيق عبر الاطلسي ، عبر الصحراء ، عبر البحر الاحمر ، او إلحاقًا بها ، وكأنها احد آثارها الجانبية

    : الثانية
    افاض علماء الاجتماع والتاريخ في دراسة وتحليل ونشوء علاقات الرق وتطورها وتعدد اشكالها في العالم القديم ، مصر الفرعونية ، فارس ، الصين ، اثينا ، روما ، ... لكن باستثناء النموزج الكلاسيكي الروماني قلما تابعت الدراسات تحلل وتفسخ واهتراء علاقات الرق في النمازج الاخرى . وما كان متوقعًا من القرون الوسطى ومفكريها العناية بظاهرة التحلل والتفسخ تلك وهي الاخرى تجري تحت اقدامهم . فالقرون الوسطى في ذاتها ما زالت طلاسم والغاز تنتظر الحل . لكن بدءًا بالقرن الخامس عشر وحتى السابع عشر ، تركزت الدراسات على تجارة الرقيق في ادق تفاصيلها . وبحلول الربع الاخير للقرن الثامن عشر وطوال القرن التاسع عشر احتلت المقدمة حملة مناهضة تجارة الرقيق والاسترقاق ، وما فرضت من اتفاقيات ومعاهدات ومواثيق ، تسندها مبادئ ومؤثرات الثورة الصناعية والثورة الفرنسية . وأطلّ القرن العشرون على سياسات تصفية الرق في المستعمرات ، والصراع ضد التفرقة العنصرية ومن اجل الحقوق المدنية ومواجهة الاستعمار الاستيطاني .. وهكذا غمرت موجات الصراع المتدافعة الطابع المميز لنشوء علاقات الرق والاسترقاق في افريقيا ، قبل ان تستنزفها تجارة الرقيق الاوربية ، وتحيطها الدول الاستعمارية الاوربية بالحدود السياسية الادارية على الخارطة . ومرة اخرى غمرت موجات النضال الوطني ، الطابع المميز لتفسخ وتحلل علاقات الرق والاسترقاق ، واندفعت في زمرة ظاهرات آثار ومخلفات الاستعمار . فطفا على السطح طابعها السياسي ، وغاص طابعها الاجتماعي والسيكلوجي والاقتصادي .
    شح الدراسات والمعلومات - دون تعميم شاطح يتخطى محدودية الاطلاع والمعرفة - حول تفسخ وتحلل علاقات الرق والاسترقاق ، على النطاق العام ، وفي افريقيا بصفة خاصة ، وفي السودان على وجه التحديد ، افرز إشكاليات وتساءلات عدة مثل :
    تثجمع نظريات علم الاجتماع على اختلاف منطلقاتها الفلسفية ، على ان الرق والاسترقاق ، كعلاقات اجتماعية - اقتصادية ، كطبقة ، لم يتحول الى آلة رافعة للانتقال بمجتمعات الرق الى درجة اعلى ، الى علاقات اجتماعية جديدة في مسار المجتمع الانساني . هذه حقيقة تاريخية متفق عليها . فالارقاء قادوا العصيان والتمرد الغاضب الاهوج المدمر ، ولم ينظموا ويقودوا وينجزوا ثورة تؤسس سلطة سياسية ونظاما اجتماعيا جديدا على انقاض القديم . لم يرتق الرقيق للوعي بذاته كطبقة ، كقوة اجتماعية ذات مظالم ومصالح مُصح عنها في نسق محسوس ، مرتبطة بحركة ولو بطيئة ، بتنظيم ولو هلامي ، يتجه نحو الهدف ، واستنباط الوسائل الملائمة لبلوغه . لم ينف الرقيق ذاته ليعيد تشكيلها في كيان جديد ، يعيد وفق رؤاه صياغة المجتمع . وحتى عندما توفرت له مقومات التنظيم والحركة ، كما في ثورة الزنج ، او ظاهرة المماليك المتفردة في مصر ، اعاد إنتاج علاقات الرق والاسترقاق : بشّر قادة الزنج اتباعهم باسترقاق الملاك وتسري الحرائر . واستجلب المماليك ، عندما استولوا على السلطة ، الرقيق من القوقاز وافريقيا ، وظلوا طائفة مغلقة معزولة حتى مزبحة القلعة

    كل هذه الحقائق معلومة ولا جدال حولها . لكنها تثير التساؤل: لماذا؟ إنها نتيجة ، فما هو السبب ؟ ما هي العوامل الموضوعية والذاتية التي قعدت بتلك الطبقة والعلاقات والمؤسسة ان تنمو نحو علاقات ارقى ا وافضل ؟ لماذا كان مصيرها التحلل والتفسخ
    ( disinitegration) .
    عرف التاريخ تفوق ارقاء ، كأفراد افذاذ ، حرص شيخ المؤرخين محمد عبد الرحيم ان يحصر نماذجهم في التاريخ العربي الاسلامي ، وفي السودان خاصة . ومن الانصاف للرجل وإسهامه ، انه حاول معالجة ظاهرة الرق في شمولها : عند قدماء المصريين والهنود والفرس والعبرانيين والصينيين واليونايين والرومان والمسلمين ، خلال رحلته الى مصر – منتصف الثلاثينيات – بحثًا عن مصادر ومراجع في محفظات دار الكتب المصرية ، لتاريخ السودان بعد فتح محمد علي باشا حتى بداية القرن العشرين :" جمعت ما وجدته منثورًا بأمهات الصحف من اخبار السودان السياسية والحربية والاقتصادية والادبية التي يرفعها إذ ذاك حاكم السودان ومديرو المديريات ...؟ ( العربوية في السودان – محاضرة – القاهرة 23 فبراير 1935 ) .
    على ان صعود احد الارقاء لموقع هام في السلطة ، لا يستند الى قاعدة الارقاء كقوة اجتماعية ، مثل اعتلاء شيخ قبيلة لذات المنصب تحيط به وتحميه القبيلة ، ويرث المنصب ابناؤه او من تختارهم القبيلة . ففي حالة الرقيق لا يرث المنصب بعده ابناؤه او من يختاره الارقاء . فقد رفعته للمنصب إرادة مالكه الحاكم ، السلطان ، الخليفة ، الملك ، رفعته ثقة الملك في طاعة مملوكه ، حق المالك في توظيف مواهب مملوكه التي يعتبرها امتدادا لموهبته . وقد يرفعه مالكه الحاكم للمنصب نكاية في الاقربين او درء شرهم ومهما علا شأن المنصب يبقى الرقيق رقيقًا ، وإذا عتقه يبقى رقيقًا معتقًا ،مشلولا عن تخطي الحاجز الزجاجي السميك المنسدل بين المالك والمملوك ، بين من كان مالكًا و اعتق ، ومن كان مملوكًا وعُتق .
    إعادة الرقيق إنتاج علاقات الرق في حالات عصيانهم وتمردهم ، سلبتهم الوعي بالدعوة لتصفية الاسترقاق . تبنى تلك الدعوة مصلحون اجتماعيون من صفوف الملاك ، وعوا مأساة الرق انسانيا ، او ادركوا بحدس شفاف ان عمل الرقيق فقد جدواه الاقتصادية ، او تلمسوا بقرون استشعار حساسة تحت الرماد وميض نار الانفجار . ولم يتوجهوا بخطاب دعوتهم الاصلاحية للارقاء ، بل للملاك .
    الثالثة : لماذا صمت ثوار 1924 عن مشكلة الرق في السودان ؟ لماذا صمت بعدهم بخمسة عشر عامًا مؤتمر الخريجين ؟ فثورة 24 لم تكن فقط ذاك المشهد البطولي في طابور المدرسة الحربية والصدام العسكري بين استبالية النهر وموقع كبري النيل الازرق . كانت سلسلة من احداث ومشاهد في جمعيات سرية وبرامج سياسية ومراسلات للصحف المصرية ومنشورات سياسية ومظاهرات ... وكانت الفترة 1918 –1924 فترة حرجة فرضت على إدارة الحكم الثنائي رفع مسألة الرق الى اعلى الصفحة في اسبقيات جدول اعمالها . وكان في القيادة الوطنية السياسية للثورة ،بشقيها المدني والعسكري ، من انحدر من سلالة ارقاء . وكيف يُفسر صمت مؤتمر الخريجين واتفاقية 1936 وثيقة الصلة باتفاقية الحكم الثنائي ، وكانت سنوات 36 –38 سنوات تصفية كشف الحساب في مذكرات السكرتير الاداري والحاكم العام ، متابعة لحصيلة السياسة التي احتلتها مذكرة كتشنر في مطلع القرن حول الرق في السودان . وكان الاحساس بالمشكلة حيًا ، ولو بأثر من آثارها ، كمشروع ملجأ القرش كإجراء مقابل لنشاط مؤسسات التبشير لايواء الايتام والمشردين واللقطاء من اطفال الارقاء في غالبيتهم . وتفجر الاحساس شعرًا وغناءً ...
    ارابعة : هل اندثر فلكولور الرقيق مع ما اختاره له الملاك من اسماء كاوية كالرقمة في ذراع الدابة والشامة على جنب البعير ؟ فمازال فولكلور الملاك محفوظًا متداولا كتابة وشفاهة ، وبعضه مذاع : ( دفع الفرخة للمشاطة ) ، بئس الدافع والمدفوع والمستلم ! حفظت بعض الوثائق اسماء بذيئة ومسيئة للملاك اطلقها الارقاء على قراهم وريفهم والمستوطنات . وتواصلت تلك الاسماء حتى عهد قريب في القسم الجنوبي لمشروع الجزيرة . وتحفظ بعض الروايات اغاني واهازيج ومقاطع رجز ساخرة من قاعدة الميراث – الوارث يرث من حيث يبول – وهجاء جارية لاخرى بعيوب سيدتها . لكن لا وثائق ولا روايات موثوقة تنقل مشاعرهم ، انينهم وحنينهم ومصيرهم ، أم تراها حبيسة الصدور تتناقلها الاجيال خلسة ، تشع بها العيون حقدًا وأسى ، ولا تنطق بها الالسن خجلا ومذلة !
    الخامسة : عُوفي جسد المجتمع السودان يمن علاقات مؤسسة الرق والاسترقاق في شكله الاجتماعي الاقتصادي الملموس . لكن مخلفاتها النفسية والثقافية والسلوكية تثقل كاهله ، ولا عزاء في انها مخلفات الماضي . فرب مخلفات أشد وطأة من ضغوط الحاضر :
    وقد ينبت المرعى على دمن الثرى .. وتبقى حزازات النفوس كما هي
    والمجتمع السودان يليس العنزة الفاردة في معاناة مجتمعات اخرى في افريقيا وقارات أخر ، نعيش مرارة مخلفات الماضي . تكفي الاشارة الى مجتمع يتمتع بديناميكية تطور مشهودة ، كالولايات المتحدة الامريكية ، ظل يعاني قرابة قرن ونصف – ومايزال – بين اعلان ابراهام لنكلن ، وحركة الحقوق المدنية في الستينيات ، لتسقط عن اللغة المكتوبة مسبة ( Nigger ) ) وتحل محلها ( African American ) دون ان تعادلها (Ieish American او Euro American ) .
    كانت وقفة جريئة ، سياسيًا وادبيا ، تلك التي اقدم عليها عبد الخالق محجوب لمواجهة مخلفات الماضي وتجاوزها ، في فقرة من خطابه أمام مؤتمر المائدة المستديرة لحل مشكلة الجنوب ، في مارس 1965 :
    " وكنا نأمل لو شملت تلك التغيرات مفاهيم بعض إخواننا هنا ، الذين يسموننا احفاد الزبير . ونحن نقول لهم بصراحة ووضوح : نعم نحن احفاد الزبير باشا ، فنحن لا نتهرب من تاريخنا . ولكننا ننظر اليه نظرة موضوعية ناقدة . وفي غير مرارة نستمد منه الدروس ونستقي منه العبر . فتجارة الرقيق كانت مدفوعة من المستعمر الاوربي ولمصلحته ، وهي عار علية في تلك العهود وعار على كل من نفذها . هذه حقائق بسيطة للذين يعرفون التاريخ . ولكننا نذّكر من لا يرون سوى الجانب المظلم من تاريخنا العابر ، ان إخواننا الافريقيين نقوا بالآلاف بل وبالملايين لزراعة القطن في الولايات الجنوبية المريكا .. فأحفاد الزبير يتغيرون ويتطورون مع الزمن وهم يبنون السودان الحديث ..... "
    تجاوز الزمن ربع القرن على هذه الفقرة المشبعة برياح اكتوبر . وتفاقمت أزمة المجتمع السوداني عما عُرف وحُصر آنذاك في مشكلة الجنوب لتصبح ازمة ومشكلة السودان بكلياته : هويته ، وحدته ، نظام حكمه ، ثروته ، ثقافتة ، مكانته في العالم المعاصر ... وتراكمت على مخلفات الماضي ، بكل ثقلها ، رواسب وافرازات الامس واليوم في الحاضر اللئيم . وشمخ التحدي واستأسد . وبات على ابناء السودان ان يواجهوا التحدي بذات الشموخ والجسارة – أبناء السودان من حيث هم كذلك : احفاد الزبير واحفاد من استرقهم الزبير ،مواطنون سودانيون أباة تجمعهم وتوحدهم مواطنة لا يحد منها ولا ينتقص فيها فارق عرق ، او جنس ، اودين ، لا يستشعرون مذلة من انكسار الرقيق ولا مكرمة من زهو المالك ، يعقدون خناصرهم لتحرير الانسان السوداني من عُقدة ورواسبه ، يردون اغترابه الجسدي واستلابه الروحي ، يصارعون حتى يصرعوا مخلفات الماضي في العنجهية وفي مركب النقص ، في المباهاة بالحسب والنسب وفي الحقد والانتقام المؤجل ، في النسيان المخدر المريح وفي الذاكرة القلقة الواخزة ، في الاستعلاء وفي الاحتقار المكتوم ، في الوقار المنافق وفي الاستهتار الصلِف ، في الثقة الزائفة وفي الشك المرتاب .
    تلك مهمة جيل ، وجيل معطاء ، يحمل الرسالة عن وعي بثقلها ، لا ظلومًا ولا جهولا : " جيل العطاء لعزمنا حتمًا يذل المستحيل وننتصر
    وسنبدع الدنيا الجديدة وفق ما نهوى
    ونحمل عبء ان نبني الحياة ونبتكر "
    محمد المكي ابراهيم
    فلا يتوهمن جيل العطاء ان مهمة الابداع سهلة ، وطريق الابتكار سالكة ، إنها شحنة من التوتر والعناء والفعل – الفعل الآمر في رؤى التجاني
    " فتَخير وصِف وصّور رؤى الوحي .. وصُغ واصنع الوجودَ المغاير "

    الخرطوم : اكتوبر 1993



    محمد إبراهيم نقد - باحثًا
                  

العنوان الكاتب Date
الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق10-14-04, 11:37 AM
  Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق10-14-04, 11:45 AM
  Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 Omer Abdalla10-14-04, 01:28 PM
    Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق10-14-04, 03:19 PM
      Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق10-14-04, 09:56 PM
  Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 راشد يحى مدلل10-16-04, 01:21 AM
    Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق10-16-04, 01:49 AM
  Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 Omer Abdalla10-16-04, 06:14 PM
    Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق10-17-04, 08:51 AM
  Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 Omer Abdalla10-17-04, 09:46 AM
    Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق10-17-04, 12:56 PM
      Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق10-17-04, 01:22 PM
        Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق10-18-04, 11:16 PM
          Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 bunbun10-18-04, 11:24 PM
            Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق10-19-04, 01:42 AM
              Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 nassar elhaj10-19-04, 02:46 AM
                Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 bunbun10-20-04, 00:52 AM
                  Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 bunbun10-20-04, 01:22 AM
                    Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق10-20-04, 02:39 AM
                Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق10-21-04, 03:16 AM
                  Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق10-28-04, 03:27 PM
                    Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 مجدي شبندر10-29-04, 09:43 AM
                      Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق10-29-04, 08:15 PM
  Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 Omer Abdalla10-29-04, 05:03 PM
    Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق10-29-04, 08:29 PM
  Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 haleem10-30-04, 04:07 AM
    Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق10-30-04, 11:36 AM
  Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 أمير تاج السر10-30-04, 01:10 PM
    Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق10-31-04, 02:09 AM
  Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 Ishraga Haimoura11-02-04, 11:29 AM
    Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 malamih11-02-04, 02:24 PM
      Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق11-03-04, 01:57 AM
    Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق11-03-04, 01:44 AM
      Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق12-12-04, 00:53 AM
        Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق12-15-04, 09:18 AM
          Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق12-21-04, 03:15 AM
            Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 Tumadir12-21-04, 03:30 AM
              Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق12-21-04, 03:36 AM
                Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 محمد صلاح12-21-04, 07:51 AM
  Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 الجندرية12-21-04, 08:04 AM
  Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 صديق الموج12-21-04, 08:58 AM
    Re: الكتب السودانية0000اهداءات ومقدمات000 فتحي الصديق12-21-04, 09:37 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de