|
Re: كلام الطير في جدة غير .. (Re: عصام دهب)
|
و لأن حكاوي الطير لا تنتهي فهي متداولة هنا في المجالس و المواقف تنكيتاًو تبكيتاً و أحياناً ( شمارات )، يتخذها البعض عبرة فيستفيد و البعض الآخر يضيف إليها من ( البهارات ) ما يتناسب و ذائقة مستمعيه، ( فالكرنتينة ) و ما أدراك ما هي بعالمها و ( عوالمها ) واستقلاليتها و تحررها الذي يجعل كل شيء فيها متاحاً، مدينة من الدفء تكاد تجزم أنها اقتطعت من جسد أمناالسمراء، يمارس فيها الجميع حياتهم كما هي، غالبيتهم من مخالفي أنظمة الإقامة الذين يسمونهم ( متخلفين ) لكنهم لا يأبهون لتسمية أو حتى حكومة فمن يجرؤ على مساءلتهم أو تكدير صفوهم. و يروى فيما يروى أن واحداً من ( شفوتنا ) أقام في ( الكرنتينة ) لسنوات حتى أضحى من معالمها و على الرغم من كونه لا يحمل حتى بطاقة إثبات شخصية إلا أنه كان جريئاً لدرجة تذهل غيره من مخالفي نظام الإقامة ، يقضي نهاره جائلاً بحكم وظيفته التي أخترعها لنفسه ( بتاع كلو ) بينما ليله أغلبه مثل ليل الكرنتينة التي لا تنام . و على كثرة الحملات و المداهمات التي تشنها السلطات المختصة لضبط المخالفين إلا أن صاحبنا ولخبرته بتضاريس المنطقة ودروبها و دهاليزها و مسالكها كان دائماً في مأمن من أي ( كشة ) ، و في تجواله خارج نطاق الكرنتينة كان كثيراً ما تشاهده و هو بجلباب ناصع البياض و ( غترة ) مثل جلبابه في لونها عليها( عقال ) لامع السواد فتحسبه ( مواطناً ) لا محالة ، و احياناً يستبدل ( الغترة )( بشماغ ) زاه بلونيه الأحم و الأبيض المميزين فتقطع الشك بأنه من أحفاد أولئك الذين أستوطنوا أو( أستوطنوهم ) في هذه البلاد منذ قرون . في ذلك اليوم غفل صاحبنا حينما دخل إلى أحد المطاعم لتناول إفطاره ، خلع ( شماغه ) و ( عقاله ) و وضعهما إلى جانبه و قبل أن يشرع في تناول إفطاره داهمت فرقة من الجوازات المطعم ،، إثنان من العساكر دلفا إلى داخل المطعم و شرعا في مساءلة المتواجدين عن ( هوياتهم ) فأيقن صاحبنا أنه ( مكشوش ) لا محالة .. لكنه فجأة تماسك ،، وقبل أن يداهمه ذلك العسكري بالسؤال عن هويته هب صاحبنا واقفاً و الشرر يتطاير من عينيه و هو يحدق بكل جرأة في ذلك العسكري المسكين .. أخذ ( شماغه ) ووضعه على كتفه و حمل ( عقاله ) في يده و زمجر بلكنة ( مواطن ) غاضب : ( و الله صرنا أجانب إلين ما يسألونا عن الهويات !! ) هكذا قالها بعين حمراء قوية و بلكنة ( جداوية ) صرفة و هو ينسل خارجاً من أمام العسكري الذي وجد نفسه في حرج أمام هذا ( المواطن ) فلم يملك المسكين إلا أن يقول لذاك المواطن ( يا بوي الله يرحم والديك محد سألك حنا بندور على حقون العُمرة ) أما صاحبنا فقد تجاوز بمكره و حيلته و شماغه وعقاله الذي هو في يده بقية العسكر الواقفين أمام الباب و الذين أفسحوا له الطريق دون مساءلة .. وهل يساءل ( مواطن ) شفت مثله عن هوية ؟؟ و كان الله أراد .. أواصل
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
كلام الطير في جدة غير .. | عصام دهب | 09-21-04, 08:33 AM |
Re: كلام الطير في جدة غير .. | عصام دهب | 09-21-04, 09:54 AM |
Re: كلام الطير في جدة غير .. | على اسماعيل | 09-21-04, 10:26 AM |
Re: كلام الطير في جدة غير .. | عصام دهب | 09-21-04, 11:10 PM |
Re: كلام الطير في جدة غير .. | قرشـــو | 09-21-04, 11:31 PM |
Re: كلام الطير في جدة غير .. | عصام دهب | 09-22-04, 00:30 AM |
Re: كلام الطير في جدة غير .. | عصام دهب | 09-22-04, 07:57 AM |
Re: كلام الطير في جدة غير .. | عصام دهب | 10-03-04, 09:40 AM |
Re: كلام الطير في جدة غير .. | الطيب برير يوسف | 10-04-04, 01:48 AM |
Re: كلام الطير في جدة غير .. | عصام دهب | 11-25-04, 02:27 AM |
Re: كلام الطير في جدة غير .. | willeim andrea | 11-25-04, 05:02 AM |
Re: كلام الطير في جدة غير .. | ود الشيخ | 11-25-04, 06:14 AM |
Re: كلام الطير في جدة غير .. | معتز تروتسكى | 11-25-04, 12:11 PM |
|
|
|