|
Re: حوار في قناة العربية عن ماساة دارفور فماذا قال النظام وماذا قالت الحركة (Re: عبدالعظيم عبدالله)
|
دارفور المشهد ما قبل الاخير
ما كان يخشاه النظام ها قد تحقق.. الولايات المتحدة الامريكية تلقي بثقلها على ازمة دارفور وفرنسا. ايضا والمانيا بينما الامة العربية الامر برمته لا يعني لها شيئا. وسواء كان كولون باول قد جاء لوجه الله او لوجه الانتخابات الامريكية فقد سبق السيف العزل صحيح ان النظام كان اجتهد في توفير المعونات الانسانية وحاول ترطيب الاجواء وذلك عبر توفير بعض مقومات الحياة في بعض اجزاء دار فور لكن كل هذا حدث بعد ان تناقلت وكالات الانباء العالمية كلها تقريبا فضائح الجنجويد وهو ما لم تستطيع الحكومة السودانية تنفيه بصورة قطعية بل اعملت البعد الدبلوماسيي في مساة دارفور.
ان النظام منذ بداية الازمة لم يكن جادا في لملمة.. وضبضبة الوضع... وذلك بان يستمع لحملة السلاح وينظر في مطالبيهم لكن بدلا عن ذلك قام النظام بوصمهم باللصوص تارة.. وبقطاع الطرق وخبراء النهب المسلح تارة اخرى.. وبحملة السلاح اخيرا.. وفي الوقت الذي كان النظام يتفاض مع حملة السلاح بدارفور سواء كان في تشاد او غيرها/ كانت الجنجويد تحرق الحرث والنسل وتعيس في الديار فسادا... النظرة العرقية الدونية التي انتهجها النظام هي اس البلاء وهي التي اوصلتنا الى ما هو عليه نحن عموم السودانيين.
اضف الى ذلك ان القاموس السياسي السوداني الذي حكم السودان منذ الاستقلال قد عاهد نفسه ان لا يتعامل الا مع الذي يحمل السلاح.. وينتهج سياسة صفع.. وضرب.. المركز.. صحيح ان ازمة دارفور بدات قبل ميلاد الانقاذ.. ولكن الصحيح ايضا ان النظام دشن الجنجويد.. وامدهم بالسلاح.. والمال.. والعتاد.. والدعم اللوجسيتي.. اهل الطويلة.. وقريضة.. وكتم.. وغرب الفاشر.. وغيرها.... من المناطق الاخرى... ناشدو النظام بحق الله.. وبحق القران الذي يتلى في خلاوي تلك المناطق.. وبحق الممالك الاسلامية التي قامت في دارفور.. ان تلجم الحكومة الجنجويد وشرها.. وان تتقي الله... ولكن لا حياة لمن تنادي.. وعندما هدد البيت الابيض الامريكي حكومة السودان بانه سوف يتخذ و-سيتخذ في الحقيقة تدابير محددة تجاه اسماء معينة- نجد ان الانقاذيين تسابقوا لدارفور من نائب الرئيس.. الى الرئيس.. الى كل اركان الحكومة.. وسارعت -الحكومة السودانية- بتفكيك سلاح الجنجويد ولكن بعد ان دفن الموتى.. واحرقت القطاطي.. والمحاصيل.. واغتصبت النسوة.. وهي امور تجعل ابليس يستحي ويتواري خجلا..
الان وزير خارجية العالم كولون باول بالخرطوم.. ومعه كوفي انان.. وكلهم همهم كما قالوا دارفور وبغض النظر ما اذا كانوا جاءو لاعلان شهادة وفاة لتلك الخدمات التي يتباهى بها النظام تجاه المتضررين بدافور/ او جاءو لاجل تسليم الخرطوم قائمة الجنجويدين /او لاي اعتبارات اخرى... بات التدخل الاجنبي بغرب/ وجنوب السودان/ مسالة وقت ليس الا.. وقد تنباءنا بذلك قبل ثلاثة اشهر في مقالاتنا المنشورة سابقا في عدد من الصحف الالكترونية.
ان زيارة كوفي وكولون باول وبكل صراحة هي نذير شؤوم لهذا النظام... التبريرات التي ساقها النظام بخصوص محاولات اجنبية لاجهاض ما تم الاتفاق عليه بنيفاشا.. هي تبريرات غير موضوعية.. لان نيفاشا ذاتها هي البنزين الذي اشعل نار الوضع في دارفور.. وذلك لاستجابة النظام لمطاليب الحركة دون الرجوع للشعب.. دون استشارة البرلمان.. دون كشف ماذا يدور في نيفاشا للسودانيين.. شرقا او غربا.. جنوبا او شمالا.. وفي ظل غياب الدور النقدي الحقيقي لمؤسسات المجتمع المدني بالسودان.. وفي ظل تعامي الكثيرين من مثقفي الاقاليم.. او الولايات.. الاخرى بالسودان.. عن الحقيقة ونصح النظام وكل من يتسبب في تهجير.. وذبح العزل.. نجد ان الضحية تضامنت مع نفسها.. والالم عانق الالم.. والحزن بات يشوبه الغموض والترقب..
واخيرا زيارة كولون باول وكوفي انان هي المشهد ما قبل الاخير لوضع اللمسات الاخيرة لكيفية التدخل الاجنبي العسكري في السودان.. وهو امر لا نرضاه ولكن ايضا لا نرضى ان يموت ابرياء في دارفور باسلوب هلكوستي.. لا يوجد وقت كافي في دار فور...
محمود الدقم-from: sudanjem.com
|
|
|
|
|
|
|
|
|