|
لماذا نكتب اصلا؟؟
|
ثمة من يكتب من اجل الكتابة/ واخر يكتب من اجل تفريخ... واستنسال نكد.. وزهج.. وحنق.. الاخر الغارق في اعاصير النكد..
وهذا يكتب لكي يورط اكبر عدد ممكن من القراء في نصوصه القوس قزحية/ والانسة في طرف النجيل تجتر كتابة ما تبقى لها من عصارة الحزن المقيم/ والفيلسوف يكتب حتى تتسع دائرة نبؤته/ والمعلم يكتب ليفيدنا بافكاره وتجاربه/ المغنى يذبح قيثارته في سادية موحشة... والغريب في الامر انها -اي القيثارة- لا تتالم فحسب!!! بل تعطيه لحنا مموسقا.
والشيخ يكتب ناصحا لنا ان الدنيا.. كل الدنيا.. لا تساوي عند الله جناح بعوضة.. والشاعر يكتب/ القافية وبالكاد يسيطر عليه...ا وهي جامحة مثل فرس يسابق الريح/
والقاص يقص... والراوي يروي لنا قصة العصفور الذي قرر ان يبوح بالجرح... والماء ينساب من اعلى الى اسفل.. والعكس مثل نهر العاص اللبناني.. والكل يريد ان يكتب.. او يتعلم كيمياء الكتابة...
والام تكتب بدموعها الحارة الصلصلية... ملحمة عودة ابنها الذي خرج كي يستبيح الاغتراب/ فاذا مناشير الاغتراب قد استباحت ابنها حتى الحلول.. والتجلي.. والزوجة/ تكتب لبعلها... ان ارجع الينا.. معلون ابو الغربة.. معلون ابو الدولار.. معلون ابو اليورو...
ذات مرة طرح القاص الفلسطيني رشاد ابو شاور سؤال في "القدس العربي" لماذا نكتب؟؟ وبعد مناظرات بينه وبين نصوصه وتجاربه توصل الى فلسفة نهائية تقول تعالوا نقرا اولا حتى نكتب..
على هامش اللقاء الصحفي الذي اجريته مع الروائي العالم "الطيب صالح" في بيروت يوم ٢فبراير عام ٢٠٠٢ في "صالة الصنوبر" بفندق الماريوت على شرف تكريم "دار رياض نجيب الريس"/ له ونشر الحوار كاملا في صحيفة "الكفاح العربي" اللبنانية بعد ذلك باسبوعين تقريبا/ سالته عن نصه الروائي الاخير؟؟ فاجاب قائلا لا يوجد نص اخير للروائي كما لا توجد القصيدة الاخيرة للشاعر..
ياسادة... يا سيدات.. هي بنا نكتب.. هيا بنا نفجر... ما تبقى لنا من خيوط الغربة.. او المنفى وما اقسى ان تكون غريبا في وطنك ما اقسى ذلك...
لكن بعيدا عن اعراض الاسهال الكتابي... والثقافي... التي بدات تتسع حمياته في منبرنا الحر.. ولكن قبل الكتابة تذكر انك سوداني الاخلاق.. والخلق.. والخليقة..
|
|
|
|
|
|
|
|
|