|
|
 Re: وداعا الإسطورة مارلون براندو (Re: jini)
|
اصابة الهدف .. يجمع بين ثلاثة من عمالقة السينما
بقلم: محمود الزواوي
يجمع الفيلم الجديد «اصابة الهدف» بين ثلاثة ممثلين متميزين هم مارلون براندو (77 سنة) وروبرت دينيرو (57 سنة) وادوارد نورتون (31 سنة). ويصف مخرج الفيلم فرانك اوز ابطال فيلمه بأنه اعظم ممثلي اجيالهم. ويضيف الناقد السينمائي الامريكي جيف فايس الى ذلك قوله «ان بإمكان هؤلاء الممثلين الثلاثة ان يقرأوا دليل الهاتف بصوت عال او ان يستخدموا نصاً سينمائياً ضعيفاً ليقدموا عملاً سينمائياً جيداً.
الا ان حقيقة الامر هي ان هؤلاء الممثلين المتفوقين تعاملوا مع نص سينمائى جيد من اعداد الكاتبين السينمائيين كاريو سالم وداني تيلور لتقديم فيلم جيد يحظى بإعجاب النقاد ويلقى تجاوباً جماهيرياً كبيراً، وهو اقل ما يمكن ان نتوقعه لفيلم يقوم ببطولته افضل ما عرفته هوليوود من مواهب في التمثيل. ويضم ابطاله الثلاثة ممثلين يجمعان بينهما اربع من جوائز الاوسكار، بينها جائزة لكل منهما عن القيام بدور زعيم المافيا دون كورليوني في فيلم «العراب» (1972) لمارلون براندو وفيلم «العراب ـ الجزء الثاني» (1974) لروبرت دينيرو.
يتعلق فيلم «اصابة الهدف» بموضوع سينمائي قديم هو عمليات السرقة الضخمة التي توفر مادة سينمائية دسمة لما تشتمل عليه من اثارة وتشويق ومطاردات. وقد انتشرت شعبية هذا اللون من الافلام بشكل خاص في فترتي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، الا انها قديمة قدم السينما الامريكية نفسها. فقد كان اول فيلم روائي امريكي قصير، وهو المعلم السينمائي «حادث السطو الكبير على القطار» (1903) من هذا اللون السينمائي.
يدور فيلم «حول حادث سرقة صولجان ملكي قديم قيمته 30 مليون دولار من مقر الجمارك بمدينة مونتريال الكندية. وتضم عملية السرقة فريقاً مؤلفاً من ثلاث شخصيات رئيسية بينهم مخطط عملية السطو وهو رجل مسن وغريب الاطوار اسمه ماكس (الممثل مارلون براندو) يعرض على صديق حميم متخصص في فتح الخزانات الحديدية اسمه نيك (الممثل روبرت دينيرو) سرقة الصولجان الفرنسي النفيس الذي يعود الى القرن السابع عشر بعد ان يكون الاخير قد اعتزل حياة الاجرام وتفرغ لادارة ناد ليلي ناجح يملكه في المدينة بإلحاح من خطيبته مضيفة الطيران ديان (الممثلة انجيلا باسيت) التي تريد ان تتزوج منه وتعيش حياة مستقرة بعيداً عن حياة الاجرام. ويوافق نيك على تنفيذ العملية، على ان تكون اخر عملية سطو يشارك فيها قبل ان يعتزل حياة الاجرام نهائياً. مع انه يدرك انه يقوم لأول مرة بخرق قاعدتين دأب على التقيد بهما على الدوام، وهما ان ينفذ عمليات السطو بمفرده دون شركاء والا ينفذ اية عملية في المدينة التي يعيش فيها لكي يظل بعيداً عن الشبهات.
والشخصية الثالثة في الفريق هو شاب متهور ومغرور اسمه جاك يعمل في مبنى الجمارك (الممثل ادوارد نورتون) وقد امضى عدة اسابيع في تحري ودراسة معالم المبنى من الداخل بكل تفاصيله من انظمته الامنية الى موقع الصولجان الملكي. وعلاوة على ذلك فإن هذا الشاب يخفي هويته الحقيقية ويعمل تحت اسم مستعار ويتظاهر بأنه مصاب بمرض الشلل المخي. مما يكسبه تعاطف الحراس ويسمح له بالتجول بحرية تامة في المبنى الذي تفرض عليه حراسة مشددة.
وعندما يعلم الشريك المسن ماكس ان موقع الصولجان الذي ينوون سرقته على وشك ان يتغير، يعمل على الاسراع في تنفيذ الخطة، دون ان يطلع شريكه نيك على بواطن الامور. كما ان لدى اللص الشاب جاك هدفاً اخر وهو ان يظهر لشريكه الاكبر والاكثر خبرة من هو اللص الاكثر براعة ودهاء.
وتتخلل عملية السطو ـ كما هو متوقع ـ الكثير من المفاجآت التي تنطوي على عناصر الاثارة والتشويق والتوتر التي تشد المشاهد حتى اللحظات الاخيرة من الفيلم.
وقد نجح المخرج فرانك اوز وكتاب سيناريو فيلم «اصابة الهدف» في تقديم عمل سينمائي يؤكد سرعة الايقاع وتطوير شخصيات الفيلم والتركيز على التفاصيل بدلاً من الاعتماد على المؤثرات البصرية واساليب المونتاج المصطنعة. كما تستخدم حركات الكاميرا في الفيلم لتشويق المشاهد بدلاً من ارغامه على تقبل الاحداث.
ومع ان المخرج فرانك اوز البريطاني المولد تخصص في اخراج الافلام الكوميدية كفيلم «بوفنجر» و«محل الرعب الصغير» و«في الداخل والخارج» بعد ان اقترنت شخصيته بتقديم اصوات شخصيات الرسوم المتحركة والعرائس كشخصية «مس بيجي»، فقد نجح في الانتقال بسلاسة الى الاعمال السينمائية الجادة في اول فيلم يقدمه من هذا اللون السينمائي، اي فيلم «اصابة الهدف». وحافظ على تقديم عمل فني رفيع المستوى يليق بأبطال فيلمه الثلاثة الذين ترك لهم مساحة كبيرة للابداع الفردي، مدركاً انه يتعامل مع مجموعة نادرة من المواهب التي يندر ان يجتمع مثلها في فيلم واحد.
ومع ذلك، فقد واجه انتاج فيلم «اصابة الهدف» المشكلات التقليدية التي يتعرض لها اي فيلم يظهر فيه الممثل مارلون براندو الذي امضى الثلاثين سنة الاخيرة في مناكفة وتنغيص حياة المخرجين وغيرهم من العاملين معه بمطالبة المستحيلة وسلوكه الغريب واساليبه التهريجية.
ومع ان الممثلين الذين يصعب التعامل معهم موجودون في هوليوود منذ ايامها الاولى، ولم يختلفوا في اي وقت، فإن مارلون براندو يمثل حالة خاصة متطرفة بمزاجه المتقلب وشخصيته غريبة الاطوار. وقد اصطدم مارلون براندو مع المخرج فرانك اوز في الايام الاولى لتصوير مشاهد فيلم «اصابة الهدف» ورفض وجوده معه في نفس الموقع اثناء تصوير تلك المشاهد، مما ارغم المخرج على توجيه اللقطات التي ظهر فيها مارلون براندو من موقع اخر بمساعدة الممثل روبرت دينيرو الذي ناب عنه. واصر مارلون براندو ـ على سبيل المثال ـ على الظهور بدون ملابس اثناء تصوير المشاهد القريبة التي تسلط فيها الكاميرا على الوجه، والتي لا يظهر فيها جسمه، معللاً ذلك بارتفاع درجة الحرارة في موقع التصوير. الا ان تعاون زملائه الممثلين ـ وعلى رأسهم روبرت دينيرو وادوارد نورتون ـ اسهم في تسهيل المهمة وفي تقديم فيلم رفيع المستوى.
ورغم السلوك غير اللائق للممثل مارلون براندو، فإن اداءه في فيلم «اصابة الهدف» يعد واحداً من افضل ما قدمه في تاريخه السينمائي الذي يمتد نصف قرن. ولعل موهبته الفذة في التمثيل وكونه اعظم ممثلي عصره يعلل سبب عودة المخرجين والممثلين اليه لاستخدامه في افلامهم رغم سلوكه غير السوي ورغم بدانته المتزايدة خلال السنوات الاخيرة.
ولا يقل اداء الممثلين روبرت دينيرو وادوارد نورتون في الفيلم عن مستوى اداء مارلون براندو، وهو شيء طبيعي عندما يلتقي ثلاثة ممثلين بمثل هذه المواهب الفياضة في فيلم واحد.
وتجدر الاشارة الى ان دور روبرت دينيرو كان قد عرض اصلاً على الممثل مايكل دوجلاس، كما عرض دور ادوارد نورتون على الممثل بين افليك اللذين اعتذرا عن اداء هذين الدورين. اما قيام مارلون براندو بدوره في الفيلم، فلم يكن موقع شك في اي وقت. بل ان كاتب السيناريو الرئيسي للفيلم كاريو سالم يؤكد انه كتب الدور وهو يفكر في مارلون براندو بالذات بحيث يكون هذا الدور مناسباً له.
وقد بلغت تكاليف انتاج فيلم «اصابة الهدف» 70 مليون دولار دفع منها 15 مليون دولار كأجر للممثل روبرت دينيرو و 3 ملايين لمارلون براندو لقاء عمله لمدة ثلاثة اسابيع، مما يؤكد المكانة الفنية لهذا الممثل الموهوب الذي تجاوز، السابعة والسبعين سنة من العمر. وحصد الفيلم الاكثر من 37 مليون دولار خلال الاسبوعين الاولين لعرضه، وهو بين الافلام الخمسة الاولى التي تحقق اعلى ايرادات في دور السينما الامريكية. ويعرض فيلم «اصابة الهدف» حالياً في قرابة 2200 من صالات العرض الامريكية.
ويقدم فيلم «اصابة الهدف» قصة سينمائية مشوقة تستهوي قطاعاً عريضاً من جمهور السينما، كما انه يقدم لقاء نادراً بين اثنين من عمالقة ممثلي هوليوود هما مارلون براندو وروبرت دينيرو اللذان ينضم اليهما في الفيلم ممثل موهوب اخر هو ادوارد نورتون الذي لا شك في اننا سنراه في الكثير من الاعمال السينمائية المتميزة على مدى سنين عديدة في المستقبل.
المصدر: بيان الثقافة - جريدة البيان الأحد 14 جمادى الآخرة 1422هـ 2 سبتمبر 2001 -العدد86
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
 وداعا الإسطورة مارلون براندو | jini | 07-02-04, 05:01 PM |
| Re: وداعا الإسطورة مارلون براندو | Raja | 07-02-04, 05:21 PM |
| Re: وداعا الإسطورة مارلون براندو | Rawia | 07-02-04, 05:48 PM |
| Re: وداعا الإسطورة مارلون براندو | jini | 07-02-04, 05:56 PM |
| Re: وداعا الإسطورة مارلون براندو | Rawia | 07-02-04, 06:02 PM |
| Re: وداعا الإسطورة مارلون براندو | Raja | 07-02-04, 06:08 PM |
| Re: وداعا الإسطورة مارلون براندو | Ahmed Elmardi | 07-02-04, 06:30 PM |
| Re: وداعا الإسطورة مارلون براندو | Raja | 07-02-04, 06:21 PM |
| Re: وداعا الإسطورة مارلون براندو | Raja | 07-02-04, 06:22 PM |
| Re: وداعا الإسطورة مارلون براندو | Raja | 07-02-04, 06:33 PM |
| Re: وداعا الإسطورة مارلون براندو | Raja | 07-02-04, 06:50 PM |
| Re: وداعا الإسطورة مارلون براندو | Adil Osman | 07-02-04, 07:13 PM |
| Re: وداعا الإسطورة مارلون براندو | أحمد أمين | 07-02-04, 07:47 PM |
| Re: وداعا الإسطورة مارلون براندو | Raja | 07-06-04, 05:31 AM |
|
| |
Raja
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست