الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (1)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 12:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-10-2004, 05:46 PM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (1) (Re: Hani Abuelgasim)

    الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (3)

    سلطنا في مقال الاسبوع الماضي أضواءاً على البعد الفكري للحركة الاتحادية، بمعاونة الورقة التي قدمها د. مضوي الترابي في هذا الشأن في 93م (قبل تواليه بمعية زين العابدين الهندي). حيث استعرضنا المشاريع الاصلاحية التي قادها جيل الاصلاح في الحزب عقب ثورة 64م (ثورة أكتوبر) والتي هدفت بشكل أو بآخر لإرساء وتطوير مظاهر المجتمع المدني في البلاد الأمر الذي من شأنه بالطبع أن يوسع مواعين الطبقة الوسطى التي تعتمدها الحركة الاتحادية كرصيد جماهيري وحزبي يدفع البلاد نحو اصلاحات اجتماعية، ثقافية، اقتصادية وسياسية ..

    تزامنت هذه الخطط مع برنامج سياسي بدأ بمؤتمر المائدة المستديرة لدراسة ومعالجة قضايا التنوع الديني والاثني والثقافي والعلاقة بين المركز والهامش وقضايا الثروة والسلطة ومحاولة الوصول إلى صيغة تراض وطني National Consensus يصاغ على إثرها دستور دائم للبلاد وقيام جمهورية رئاسية تؤدي الى استقرار سياسي ليتم بذلك اكمال برنامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية المدروس بعناية شديدة في ظل توازن القوى السائد بين الأمة والاتحادي الذي لم يمكن أي من الحزبين من الحكم منفردا لتنفيذ برامجه (نشير إلى أن أول حكومة وطنية «حكومة الأزهري» الاتحادية استطاعات أن تحقق البرنامج الوطني في ذلك الوقت (53-56م) بالسودنة والجلاء والاستقلال هذا بالطبع تم بتأييد بقية القوى السياسية لهذه الخطى التي كما أسلفنا لم يكن ثمة خلاف حولها في ذلك الوقت، ولكن حكومة الأزهري (الاتحادية) ما لبثت أن أسقطت بتحالف السيدين، علي المرغني وعبدالرحمن المهدي بعد حوالي السنة والنصف من الاستقلال مما أعاق الحزب عن تنفيذ برامجه التي طرحها) .

    كان الاخوان المسلمون في تلك الفترة بقيادة الترابي على انسجام تام مع السيد الصادق المهدي وشكلوا حينها رصيدا استرتيجيا لحزب الأمة وكان من المؤمل أن يشكل اليسار (نظرا الى التقارب بين التيارين مقارنة بعلاقة اليسار مع حزب الأمة) وحزب الشعب الديمقراطي (نظرا للتنافس التاريخي بين قيادات الطائفتين) ليشكلوا رصيدل للوطني الاتحادي ومرشحه للرئاسة الزعيم الخالد اسماعيل الأزهري في انتخابات الرئاسة بعد اجازة الدستور الدائم المقترح حينها لكن قضية حل الحزب الشيوعي ألقت بثقيل ظلالها على الوضع السياسي، فنسق اليسار بقيادة الشيوعي السوداني مع الشعب الديمقراطي الذي كان يقوده الشيخ علي عبدالرحمن الضرير، أدى ذلك لاختلال موازين الوسط الليبرالي الذي يمثله الحزب الوطني الاتحادي وبدا الأمر وكأنه في مصلحة التحالف اليميني الذي يقوده حزب الأمة ويضم جبهة الميثاق أو الاخوان.

    أدى هذا لأن يدفع الزعيم الأزهري إلى الاندماج مع الشعب الديمقراطي في نوفمبر 1967م وتكوين الاتحادي الديمقراطي لتجد الطائفية السياسية طريقا لها لتتسلل عبره إلى الوسط الليبرالي، رغم ما قام به الشهيد الخالد حسين الهندي وكادر الشباب وقتها والقيادات الجديدة كان كفيلا بمحاصرة النفوذ الطائفي والتقليدي في مناطق نائية آيلة للاندثار والانكماش بعوامل التعرية والزمن والوعي. ورغم أن الحزب حصل في انتخابات 68م (بعد الاندماج) على 101 نائبا من أصل 212 وحصل على نسبة 46.3% إلا أن أغلب المحللين السياسيين يعزون ذلك إلى القرارات الاستراتيحية وسياسة الحزب الوطني الاتحادي في حكومة ما بعد أكتوير التي حققت للحزب وبالتالي الوسط الليبرالي بعدا جديدا وجيلا جديدا ليس انتمائه للحزب انتماءا عاطفيا، منهم قادة الاصلاح الليبرالي في الحزب اليوم داخل وخارج السودان فهم أنفسهم من دعم الاصلاح في مؤتمري الاسكندرية أول التسعينات ومن ثم حسب تقديري قادة الاصلاح الحالي في الهيئة العامة وحركة الاصلاح والتحديث والحركات الاصلاحية المختلفة بالحزب (المعارض).

    ما ذكرناه هنا على عجالة – والحديث هنا للدكتور مضوي – كان محاولة أولى للخروج بالبلاد من زقاق التاريخ إلى الطريق السريع للتقدم وكان انقلاب مايو ببعده الداخلي والخارجي فكان العربة السريعة المندفعة التي دهمت هذا التفكير الاستراتيجي وأجهضت الحلم الكبير حيث رجع إلى البلاد مناضلها الأول في عهد نميري الشهيد الخالد حسين الهندي، رجع جثة هامدة في 82م ورجع الحلم نفسه بعد الانتفاضة جسدا ممزقا ومسخا مشوها بعد أن آل بوضع اليد لمن لا علاقة لهم به.

    حارب الاتحاديين نظام مايو منذ قيامه وحتى سقوطه في 85م دون هوادة أو ملل لم يصالحوه ولم يؤيدوه ولم يشتركوا معه في مهيضته ليس لأنه اغتصب منهم حكما، فتداول السلطة السلمي أمر تربوا عليه لكنهم حاربوه لأنه قتل لهم بلدا وحلما كنا قريبين من تحقيقه وحول حلم شعبنا الوردي إلى كابوس مزعج، وكما فعل الحكم الدكتاتوري الأول والثاني يفعل الثالث، معتمدا على بهتان الذاكرة الجماعية السريع ويظهر المغامر الجديد بحلم جديد ويستبد بالذين مازالوا في زقاق التاريخ مقابل تأكيده لهم باستعادة الفردوس المفقود أو الوصول إلى الفردوس الموعود ويرحب أهل الزقاق فيرحبون ويقبلون الصفقة (يالسخرية القدر!!)...

    لقد عادت جماهير الحزب عقب الانتفاضة إما محطمة ومنهكة من سجون النظام وإما مثخنة بجراح المنفى بعد أن غيب الموت ربان سفينتنا وقائدنا الوطني الشجاع قبل الانتفاضة بثلاث سنوات ليجدوا أن من بايع وهادن النظام على قمة هرمهم الحزبي وأفرزت الانتخابات الديمقراطية جمعية تأسيسية 60% من أعضائها كانوا من المايويين وفي حكومة الصادق المهدي الثالثة 21 وزيرا من 30 كانوا وزراء مركزيين أو اقليميين في الحكم المايوي وهو أمر طبيبعي فوليد اليوم هو جنين الأمس. وتكون لدينا في الاتحادي الديمقراطي في غياب المؤتمر العام والأجهزة المؤسسية مكتبا سياسيا ضم 160 عضوا بعد أن بدأ بعد الانتفاضة بـ 50 عضوا يمكن الاعتراف لهم بشرعية تاريخية أو شرعية نضاليه (أو حتى بشرعية التراضي التي ابتدعها علي محمود حاليا) أما الباقون وكما يقول مضوي لم نجد لهم سجلا في أدابير الحزب وسجلاته في الاحياء ولجان المدارس أو الجامعات ولا ندري حتى هذه اللحظة من أين أتوا ومن الذي جاء بهم ليمسكوا بزمام الأمور في حزب عملاق في غياب أهله وبناة تاريخه المشرف وإمعانا في إهانة جماهير الحزب الذي لم يصالح أو يهادن أي نظام قهري قام على أرض الوطن استنارت قيادة وضع اليد الطائفي فيه بما يلي من الأمثلة ..
    • أحمد عبدالحليم .. فيلسوف النظام المايوي .. مستشارا لراعي الحزب
    • خلف الرشيد .. مسيس القضاء في عهد نميري .. مستشارا للمرغني.
    • المرحوم الفريق يوسف أحمد سعيد . مستشارا عسكريا للحزب .
    • د. حسين أبوصالح .. قاد الفريق الوزاري للحزب عقب استقالة الأمين العام عن حقيبة الخارجية.

    لذلك كان الذي رأيناه من نواب الحزب ومستشاريه ووزرائه ليس هو الحزب الاتحادي الذي عرفه الناس أهدافا وفكرا ورموزا وأداءا مما حدا بزين العابدين (أميننا العام .. قبل تواليه) بالقاء مقولته المشهورة «الحزب الاتحادي خرج في مايو 69م ولم يعد حتى هذه اللحظة» ونحن نصححها لتصبح «الحركة الاتحادية خرجت في نوفمبر 1967م ولم تعد حتى هذه اللحظة» إلا أن الجماهير ظلت موجودة في قواها الحديثة وفي مجتمعها المدني وفي مراكز الزراعة المستقرة وفي ربوع الوطن المختلفة تنظر إلى هذه المهزلة التي سميت بإسمها مرار 67م، 85م، 97م زين العابدين الهندي، 2004م اتفاق جدة، مؤتمر المرجعيات ..

    انهارت 5 حكومات في الديمقراطية الأخيرة لم تسقط إحداها بانقلاب عسكري عدا الأخيرة ولم يسقطها غزو أجنبي أو كارثة أو صوت ثقة برلماني بل سقطت لأن جماهير الوسط الليبرالي المسيطرة حقيقة على قوى الانتاج ومناطق الوعي وقفت بمنأى عن كل هذا ولم تستطع كل حكومات الديمقراطية الثالثة تحقيق أهداف الانتفاضة الرامية إلى كنس آثار مايو لأن وزرائها ورجال برلمانها كانوا رجال مايو أنفسهم بدءا من الذين تبؤوا قمة الهرم في مكتبه السياسي أو اتحاده الاشتراكي أو حلفوا يمين الولاء له أو أرسلوا له برقيات الولاء بمناسبة أو بدون.

    لقد نبه الجناح الأصلاحي الذي كان يقوده زين العابدين الهندي إلى خطر انهيار النظام في أبريل 89م من داخل الجمعية التأسيسية (البرلمان) في اللحظة التي بدأت فيها جماهير الحزب صحوة سميت بصحوة القواعد اكتسحت فيها جماهير الحزب انتخابات اتحاد المزارعين في المناطق المروية والآلية ومسيطرة على معظم النقابات المهنية واتحاد أصحاب العمل ومكتسحة بالكامل اتحاد العمال المركزي وبدأت مؤتمرات الحزب في الأوسط وكردفان والشرق مقدمة وجه الحزب الذي عرفه به أهل السودان ..
    • كانت انتفاضة السكر في أواخر ديسمبر 88م فقدانا حقيقيا لشرعية النظام الجماهيرية.
    • مذكرة القوات المسلحة .. فقدانا لهيبة الحكومة المدنية ..
    • ميلاد حكومة القصر خارج رحم البرلمان فقدانا للشرعية التشريعية وانتهاء دورها ..
    • وانقلاب 30/6/89م لسرية نصفها مدنية والباقي من أسلحة فنية غير قتالية في القوات المسلحة ووقوف الجماهير من كل هذا موقف المتفرج هو انهيار حقيقي لنظام ولد مشوها تستت في ذلك عدم وجود أحزاب حقيقية في السلطة لأن دور المجتمع الفاعل تم احتواله في دور الدولة فقط ودور الدولة تم اختزاله في اجتماع يعقده السيدان في غياب الاجهزة وتغيب الادارة ..

    استعرضنا هنا شيء من الملامح التاريخية التي من شأنها أن تعين القارئ على فهم مبررات ودوافع أصحاب التيار الاصلاحي في الحزب منذ 85م وإلى منتصف التسعينات .. وفي حلقتنا القادمة نستكمل مشوارنا مودعين في هذه الحلقة دراسة د. مضوي الترابي التي كنا قد أشرنا اليها في الحلقة الثانية من هذه السلسلة ..

    ... ونواصل ...

    هاني أبوالقاسم محمد
                  

العنوان الكاتب Date
الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (1) Hani Abuelgasim06-21-04, 01:22 PM
  Re: الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (1) Hani Abuelgasim06-29-04, 01:56 PM
  Re: الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (1) Hani Abuelgasim07-02-04, 03:25 PM
  Re: الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (1) Hani Abuelgasim07-10-04, 05:46 PM
  Re: الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (1) Hani Abuelgasim07-15-04, 10:30 AM
  Re: الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (1) Hani Abuelgasim07-15-04, 10:42 AM
  Re: الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (1) Hani Abuelgasim07-15-04, 11:07 AM
  Re: الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (1) Hani Abuelgasim07-15-04, 11:20 AM
  Re: الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (1) Hani Abuelgasim07-15-04, 11:27 AM
  Re: الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (1) Hani Abuelgasim07-15-04, 11:35 AM
  Re: الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (1) Hani Abuelgasim07-19-04, 04:45 PM
    Re: الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (1) معتز تروتسكى07-19-04, 07:34 PM
  Re: الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (1) Hani Abuelgasim07-22-04, 05:21 PM
    Re: الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (1) معتز تروتسكى07-23-04, 10:40 PM
  Re: الحزب الاتحادي .. زقاق التاريخ .. ورحاب المستقبل (1) ودقاسم07-23-04, 11:29 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de