|
اشعار.مهداة الي عموم البورداب.من د.تاج السر جعفرالخليفة
|
مرسوم الموات الأخير
لا شيء يعدل موتهم .. لا شيء يجعلنا نفكر لحظة في الالتفات إلي الوراء, فالمدينة أعلنت فوضى الكلام و أعلنت عن طعم غربتنا و ساقتنا الحكاية لانعدام الوزن - حتى منتهى الجوعِ ، الذي صلب الهياكل في الشوارع و اكتفى بالموت يشبعنا و تغنينا عن الفقر الشهادة ثم فوز بالجنان و بالصبايا من بنات الحور والولدان يااااااااااااااا كف عن الهراء و عن مراوغة القضايا كي نحدد ما بدأنا من حوار. لا شيء يعدل موتهم .. لا شيء غير الموت و التقطيع أشلاء و غير الذبح أو سفك الدماء, يعيدنا لحظيرة الإنسان كي نبني على أشلائهم بيتا ليجمعنا و تجمعنا الدماء , غزيرةً تبقى طقوس السفك كي تبقى الأغاني في الحناجر, تصدح الألحان أن نحيا الحياة كما نحب و نشتهي, تبقى الإدانة في الصدور و تنجلي حمّى الصراع المرّ, إذ لا شيء غير الموت يحسم قولنا بالحق أن الله كلفهم بجمع المال من فقرائنا, كيداً و تنكيلاً و أن الله كلفهم بتعذيب اللذين يحبذون العيش أحراراً و خارج مملكات الرب, لو يدري الإله بأنه ما عاد يزعجنا الكسوف و ذبذبات البرق و الرعد المدوي, كي نفكر أنه الخلاق أهدانا الحياة. لا شيء يعدل موتهم .. فالإنماء لغير أرض لا يؤكد انتماء للسماء و قدرة أعلى لبيع الجوع في الأسواق, لو تسري الأمور كما رأينا, يا بلادا تأخذ الألوان – تمسكها, و تمضي في الغياب,لتترك اللوحات –مطرحها, بلا لون و لا معنى يؤكدها و يصبغ جذوة الأفراح بالجدوى, نرتب ما علينا من دماء ثم نفتح مدخلاً للحكم يفهم أنه الفقر الذي جلب المتاعبَ والمصاعبَ خلّق الطبقات – باعدها- سقانا علقم السنواتِ قرقرنا مرارته ، وأسرى يحتفي بالليل والجندِ المسوّمِ ، يا بلاداً لا تُحاسِب سارقيها ، لا تُجادِلُ ، لا تُبالي إذ نطالبُ أنه لا شئ يعدل موتهم ، لا شئ يجعلنا نفكر لحظةً في الالتفات إلى الوراءِ ، وليس متفقُ عليه الصلحُ ، هذا الصلحُ يبطُلُ حين يجهضَ احتمال الحسمِ ، يختزل النضالَ إلى موائدَ من كذِب .
|
|
|
|
|
|