في كتابه (مفهوم النص دراسة في علوم القران) الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب الصادر عام 1993 و تحت عنوان بين التفسيرو التأويل ص252 اورد الدكتور نصر حامد ابوزيد هذا التوضيح النقل بتصرف احسب انه لا يتلف المعني و لا يشوهه الدلالة اللغوية: اختلف العلماء حول اصل كلمة تفسير هل هي من (الفسر) ام من (السفر) اولا الفسر هو نظر الطبيب الي الماء و التفسرة هي البول الذي يستدل به علي المرض ثانيا سفر لها دلالات عديدة مركزها الانتقال و الارتحال و يتفرع من هذه الدلالات دلالة الكشف و الظهور كما في كلمتي مسافر و سفير و الاخير هو الرسول المصلح بين القوم من هذا المنحي تتفق دلالة الكلمتين في مبدأ الكشف عن مختبيء عن طريق وسيط و هما التفسرة او الشخص الذي ينجز السفر من كشف عن وجوه المسافرين و يظهر ما كان خافيا من اخلاقهم . و لقد قال بهذا الكلام كل من الزركشي في البرهان في علوم القرآن اما التأويل اولا لقد وردت كلمة تأويل سبع عشرة مرة في مقابلة مرة واحدة لكلمة تفسير و هذه يدل علي ان كلمة تأويل كانت اكثر استخداما عند العرب اوان نزول القران من كلمة تفسير خاصة فيما يتعلق بتأويل او ـاويل الاحاديث التي تعني الاحلام او الرؤي لان التأويل يعطي عادة لحديث شخص عما رآه من منام كما ورد في الاية الكريمة ( قالوا اضغاث احلام و ما نحن بتأويل الاحلام بعالمين) و الاية التالية تعطي دلالة اخري لمعني كلمة تأويل وهي ( لا يأتيكما طعام ترزقانه الا نبأتكما بتأويله قبل ان يأتيكما..) و هذه الدلالة الجديدة هي الاخبار عن حدوث امر ما قبل حدوثه و يري الدكتور ابوزيد ان معني التأويل هو العودة الي اصل الشيء سواء كان فعلا او حديثا او الوصول الي الغاية او المغزي من شيء او حديث و عملية التفسير تحتاج لوسيط و هو ما ينظر اليه المفسر فيصل الي ااكتشاف ما يريد حين ان التأويل لا يحتاج الي هذا الوسيط بل يعتمد احيانا علي حركة الذهن في اكتشاف اصل الظاهرة و يواصل الدكتور ابوزيد كما ورد في ص263 و الكلام للمؤلف : ان التفسير هنا يبدو خاصا بالجوانب الخارجية للنص مثل العلم بأسباب النزول و القصص و المكي و المدني و الناسخ و المنسوخ و هي علوم نقلية لا مجال فيها للاجتهاد سوي ترجيح الروايات او محاولة الجمع بينها . و يبدو من خلال هذا الحصر علما يجمع كل العلوم الممهدة للتأويل الذي يعني جهد المؤول في صرف النص (الاية) الي ما تحتمله من معاني هذه دعوة مني للتفاكر حول مفهومي التأويل و التفسير ما يمكن ان نعتمد عليه من كتابات العلماء الاوائل مثل الباقلاني اعجاز القران بهامش الاتقان لعلوم القران للسيوطي و الزركشي البرهان في علوم القران و الزمخشري الكشاف عن حقائق التنزيل . كان التأويل مجالا تجلت فيه الايدولوجيا و الموقف الاجتماعي لبعض الفرق الاسلامية لان التأويل هو علم الدراية و التفسير هو علم الرواية و هذه الدراية تتبع باستمرا ر عقلية المؤول و هي نتاج معقد للوضع الاجتماعي و ظروف الصراع الاجتماعي الذي يعيشه المؤول
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة