دأب الناس على إلصاق تهمة خروج آدم من الجنة ،، ألصقوها بأمنا حواء و هي بريئة براءة تامة من تلك التهمة. أمر الله سبحانه و تعالى آدم ليسكن هو و زوجه الجنة ،، و يأكلا رغدا من حيث يشاءان ،، و لكنه حذرهما من شجرة واحدة ،، فإن أكلا منها سيكونان من الظالمين. إختلف المفسرون في كلمة ( الجنة ) التي سكنها آدم. البعض يقول أنها جنة المأوى التي في السماء ( إلا أن هذا التفسير خاطيء لأن جنة المأوى حرمها الله على إبليس و لا يجوز فيها عصيان ). البعض يقول أنها جنة خاصة بآدم و حواء خلقها الله لهما خصيصا. و البعض الآخر يقول أنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع. و البعض يؤمن بالتسليم في أمرها و أنها تدخل في علم الغيب . ثم وسوس إبليس لآدم ( ألا أدلك على شجرة الخلد و ملك لا يبلى ؟ ) و ما زال إبليس يعد الناس بأشجار الخلد و بالملك الذي لا يبلى. و آدم إنسان ،، نزعته البشرية يمكنها أن تجعله ينسى .
مد يده إلى الشجرة و قطف منها إحدى ثمارها المحرمة و قدمها لحواء ، و أكل الإثنان من الثمرة التي حرمها الله عليهما. قال تعالى ( و عصى آدم ربه فغوى ). القرآن ليس به نص يذكر حواء ، لكنه ذكر آدم و حمله المسئولية كاملة.
لم يكن هبوط آدم للأرض هبوطا مهينا ، و لكنه هبوط فيه الكرامة ( كما يقول الصوفيون ). ان الله يعلم بأن إبليس سيوسوس لهما و يغويهما.
و كانت هذه التجربة ضرورية لآدم و حواء ، فهو إثبات لعداء إبليس لبني البشر ، و أن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله و عداء إبليس.
إذن الإنسان ليس بمسير مجبور ، و الوقوع في المعصية لا تنفي حرية الإنسان و إختياره لطريقه. فآدم أخطأ و تحمل تبعة الخطأ الذي إرتكبه. ثم إستغفرا ربهما ، فعفا عنهما.
أرجو مواصلة الحوار في هذا الموضوع لنصل إلى قناعة تامة لهذه النقطة ( الغواية )
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة