بشارات ونذارات: روح الأستاذ محمود محمد طه ومشروع السلام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.حيدر بدوي صادق( Haydar Badawi Sadig)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-18-2005, 07:39 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بشارات ونذارات: روح الأستاذ محمود محمد طه ومشروع السلام

    نحتفل هذه الأيام بذكرى استشهاد الأستاذ محمود محمد طه. وهي ذكري يجب أن تتشقق منها معانٍ كثيرة وكبيرة، ذات صلة مباشرة بحاضر ومستقبل السودان، والإسلام. فإن السلام الذي تطل علينا تباشيره في السودان سلام منقوص مادامت قوى الهوس الديني، التي تآمرت على حياة الأستاذ محمود - وعلى تجربته الفريدة في رفد الفكر الإسلامي والإنساني بمعانٍ جديدة- تحاول أن تفرض تعريفها هي للسلام والإسلام على رقاب الخلق في السودان، وبخاصة في الشمال.

    أنظر للمشهد السياسي والفكري في السودان اليوم فأستبشر. ولكن سرعان ما يرتد البصر نحو النذر، نذر التفسخ و التفكك الفكري والسياسي التي تضرب ضرباً مدوياً، مزعجاً، يتخلل ضربات طبول الابتهاج بالسلام - القادم لا محالة، إن عاجلاً أو آجلاً. سأحاول في هذا المقام أن أتناول بعض البشارات وبعض النذارات، من خلال قراءتي لتعاطي كلاً من الحركة الشعبية لتحرير السودان، والتجمع الوطني المعارض، والمؤتمر الوطني الحاكم مع مشروع السلام الذي مازال في مراحله الجنينية. أفعل ذلك من منظوري كجمهوري، تشرب منهج الأستاذ محمود وفكرته، ما أستطاع لذلك سبيلاً. وحتى أسهل على القارئ، فإني سأعطي قراءات مطغوطة، مختصرة، أرجو ألا تكون مخلة بما أريد أن أوصله للقارئ الكريم من معاني –في وقت تتدفق إليه فيه المعلومات والأراء تدفقاً مشتتاً، إلا لذوي اللب المجيدين لفنون التحايل على الحيرة.

    في البدء أتناول الحركة الشعبية باعتبارها أهم لاعب سياسي في السودان اليوم. أتوقف كثيراً عند تعليق الدكتور جون قرنق على من يسألونه عن قبوله لأن تحكم "الشريعة الإسلامية!" بالشمال، في حين يكون فصل الدين عن الدولة هو عمدة الحكم في الجنوب. كثيراً ما يعلق دكتور قرنق على ذلك بأنه لا يستطيع أن يقاتل من أجل الآخرين، لأن له قضاياه المحددة، وللآخرين قضاياهم التي يجب أن ينهضوا لمواجهة تحدياتها. ولا يغيب عن فطنة أي متابع بأن الآخرين المعنيين هنا هم قوى التجمع الوطني الديمقراطي على وجه الخصوص، والقوىالسياسية والمدنية الشمالية الآخرى على وجه العموم. وهنا بيت القصيد.

    لقد أنجزت الحركة الشعبية إنجازاً تاريخياً مجيداً بصمودها أمام قوى الهوس الديني، بأداوته التي لا يجيد غيرها. هذا الصمود المر، والمكلف، للطرفين الشمالي والجنوبي، كان العماد الأول لتفعيل القوى المعارضة الحية، والميتة، في مواجهة مشروع الهوس الديني المتزمت، ولتبيه العالم لخطورته. وغني عن القول أنه لولا هذا الصمود الوطني، ولولا الضغوط الخارجية، لما انصاعت قوى الهوس، صاغرة، للجلوس إلى طاولة المفاوضات. وههنا يكمن الانجاز التاريخي الفاصل للحركة الشعبية لتحرير السودان، وهو انجاز جليل، سيسجله التاريخ لها بأحرف من نور. وفي دخولها للمسرح السياسي الآن، وبخاصة في الشمال، بشارة كبيرة لتمارس المزيد من التفعيل للقوى الحية في المجتمع السودان الناهض إلى آفاق رحيبة، بحول الله وفضله. هذا من الزاوية الايجابية.

    ولكن من زاوية أخرى نرى بأن الحركة الشعبية تواجهها تحديات هيكلية وموضوعية مهولة. تحتاج الحركة، حاجة ماسة، إلى تنظيم نفسها، وتأهيل كوادرها، لتتجاوز عقلية الكيان المحارب إلى عقلية الكيان الفكري-السياسي-السلمي، الراعي لمنابر حرة، تصطرع فيها الأفكار و الرؤي الثقافية المتباينة. هذا هو السبيل الوحيد لتخليق استراتيجيات جديدة، تتجاوز مرحلة الصراع الدموي إلى مرحلة البناء الخلاق. وههنا تكمن نذارة. فالحركة تتجاذبها أهواء متلاطمة الأمواج. فهي تحتاج لترسيخ ثقافة الوحدة والسلام بين كوادرها العليا والفاعدية التي لا تثق، وبحق، في العقلية الشمالية، بكل ألوان الطيف السياسي فيها. لتصبح حركة وطنية تؤثر في الواقع السوداني من حلفا إلى نمولي ومن بورتسودان إلى الجنينة لابد للحركة من مواجهة هذا التحدي الكبير. فإن نجحت ستكون بذلك أول حركة سياسية تتمدد في هذه المساحة الواسعة، مساحة وطننا القاري.

    الفشل في هذا الباب يعني عملياً تفكك السودان. وتحدٍ آخر - من جملة تحديات آخرى، لا يسعها المقام هنا- هو التعامل الحكيم مع المتهافتين من الشماليين الذين يهرولون نحو الحركة الآن بعقلية المغانم، وبخاصة أولئك الذين لم ينبت الله لهم بنت شفة طيلة صراع الحركة المرير مع قوى الهوس الديني. بطبيعة الحال، لا يجب أن تصد الحركة من يؤيدها، ولكنها يجب أن تتنبه إلى الأطماع الذاتية لهؤلاء. فكم هدت مثل هذه الأطماع من بلد، وكم أذاقت أهلنا في السودان من مرارات!!! الاحتراز واجب ههما ممن يغلبون الوازع الذاتي على الوازع الوطني، رغم تسليمنا بأن هذين يتداخلان حتى عند الإنسان السوي.

    أدلف الآن للتجمع الوطني "الديمقراطي؟" لن يكون التجمع الوطني ديمقراطياً إن لم يقم بدوره التاريخي في مواجهة مشروع الهوس، الذي دس نفسه دساً في مشروع السلام الحاضر، ناقص التكوين. فقد أفلحت قوى الهوس أن تحتال على مشروع السلام، وعلى العالم، بإصرارها على عدم فصل الدين عن الدولة في الشمال. وههنا نذارة صارخة، لا بشارة معها. ولايؤكد تعجل التجمع بتوقيع اتفاق مع الحكومة دون مقاربة هذا الموضوع، والإصرار على حسمه، إلا كونه يشغل نفسه بعقلية المغانم، لا عقلية المبادئ. ربما كان من الأكرم لقوى التجمع أن تظل معارضة، وأن تحشد نفسها حشداً لمواجهة مشروع الهوس، مواجهة مدنية صميمة، بدلاً من جعل موضوع نسبة مشاركتها في الحكومة موضوعاً أساسياً في مفاوضاتها معها. فإن معارضة كيان حكومي والمشاركة فيه في نفس الآن لن يساهما إلا في المزيد من الإرباك، على الإرباك الحاصل للتجمع أصلاً.

    إضافة إلى ذلك، فإن التركيز على الغنائم على حساب المبادئ - التي ألزمت قوى التجمع نفسها بها في منابر متعددة- ينذر بانتاج سودان شائه، لا يختلف عن السودان القديم إلا في المقدار. وماذاك إلا لكون قوى الهوس الديني تضمر أن تحرك سلاح الإرهاب الديني متى ما تهددت مصالحها الدنيوبة المحضة –السلطة والثروة- بتحدي القوى السودانية المعارضة للهوس. وغني عن القول أن مصالح قوى الهوس تتناقض تناقضاً جذرياً مع مستقبل التنمية المنشود في البلاد، كما تدل التجربة الراهنة - التي خلقت طبقة ثرية مترفة، لا دين لها غير المال والسلطان- ومع مصالح طبقات آخرى تكدح كدحاً لتوفير أبسط مقومات الحياة، إن توفر لها هذا الحق أصلاً. يتوسد بعض هذه الطبقات الأرض ويلتحف السماء، كما في دارفورحاضراً، بفعل عقلية مصادرة الحق في الحياة نفسها. ولا يخفى على عاقل مبلغ الدمار الذي يساكن من تبقى لهم رمق في الشمال والشرق والغرب، في الوقت الذي يرفل فيه المترفون من المتهوسين وأشياعهم في الحرير!!! لعمرى، ما لهذا أستنت السنن، ولا تنزلت الأديان من لدن حكيم خبير.

    المهمة العاجلة التي تواجه القوى الشمالية قاطبة، بما فيه التجمع الوطني، هي الانخراط في جدل وطني عميق مع قوى الهوس حول مشروعها، وتأكيد إفلاسه في الفكر والمنهج. هذه المهمة العاجلة يجب أن تستهدي بفهم عميق للدين الإسلامي، ولتجربته الخصيبة، تاريخياً، ولواقعنا المعاصر وحراكه المتعجل النابض بالحياة القلقة. هذه الحياة المعاصرة، متسارعة نحو الدمار، إن لم تواجه مشروعات الهوس الديني في الشرق والغرب، مواجهة صميمة بمثل المواجهة المرتقبة لطغيان المشروع الرأسمالي وقدرته على تشويه إنسانية الإنسان - وهذا موضوع آخر ذا صلة، ليس هذا مقامه.

    قوى التجمع الوطني، والقوى الشمالية غير الحاكمة، قاطبة، وحليفها الاستراتيجي في السلطة –الحركة الشعبية- في السودان أمامها فرصة تاريخية لأن تثبت للعالم بأنه بالإمكان أن تنتصر روح الإسلام - المستمدة من روح الأديان جميعها- على الهوس بتفعيل المواجهة المدنية، بدلاً من المواجهة العسكرية التي "بدأنا" نخلفها وراءنا. ربما نكون بذلك أول دولة معاصرة تجعل من الحوار متكاً أساسياً للبناء -فنهدي للعالم نموذجاً جديداً يقفز بنا إلى طلائع الأمم التي تغري مشروع الموروث الحضاري الإنساني للهجرة إليه، بدلاً من تكريس مشروعات التهجير القسري لمن يحملون بذرة هذا المشروع!!

    ثم نعرج للمؤتمر الوطني، الذي أذاق البلاد والعباد مرارت الدمار والموت والقمع في كل ركن من أركان السودان، بما في ذلك كوادره الوسيطة والدنيا التي فتنت وخدعت من قادته باسم الإسلام. ما زال مشروع الهوس هو لحمة وسداة هذا المشروع الأساس للمؤتمر الوطني، فهو بغيره لا يملك غير عرض الثروة والسلطة، وهما عرضان مغريان لذوي النفوس الضعيفة التي لا تعبد غيرهما. وهؤلاء كثر - من كوادر المؤتمر الوطني، ومن الكوادر الشمالية الأخرى التي تسيطر عيلها عقلية المغانم وهي تهرول نحوه هرولة، كهرولة الكلب الأجرب الجائع!!!

    لوكان هناك أمل في أن يسمع أهل المؤتمر الوطني النصح لكنا له من الناصحين الخلص. ولكن المخادعون لا ينتصحون. وقد ظل المؤتمر الوطني يخادع حتى آخر رمق قبيل رضوخه بتوقيع اتفاق السلام. و تكمن في رضوخه بشارة، كتلك التي جعلت أبا سفيان يدخل الإسلام مرغماً، دون أن تكون فضيلة الأمان قائمة في حالة الدخول لديار المؤتمر الوطني، التي لم تتسع لعرابها وبانيها!!! ولا يأتمن من يتآمر على أبيه إلا غشيم طامع، لا يهمه في الحياة غير حطامها!! ألم يتآمر أهل المؤتمر على الترابي، صانع مجدهم الزائف، الزائل؟؟!!

    النذارة، كل النذارة، تكمن في كون قوى الهوس الديني، داخل المؤتمر الوطني، احتفظت لنفسها بعصاة غليظة ستستخدمها متى ما تهددت مصالح تلك القوى التي تعج بها ردهات المؤتمر الضيقة، مهما اتسعت في الحس والعدد، والعدة. هذه العصاة هي الزعم بأنهم حداة الشريعة الإسلامية -التي لا تصلح لإنسانية القرن العشرين، بمثل ما تصلح له أصول الإسلام، وروحه الحقة، كماعاشها الأستاذ محمود محمد طه في اللحم والدم، وأجملها في فكره الخصيب في عديد المؤلفات. مواجهة المزايدة بالشريعة لا تكون إلا بفهمها فهماً واعياً، وفهم متطلبات العصر ومعايشته، وفهم أصول الإسلام فهماً عميقاً به نبطل أدوات مشروع الهوس الديني. هذا هو التحدي الذي يواجه القوى الحية داخل المؤتمر الوطني، وداخل التجمع الوطني "الديمقراطي!" وهو تحدٍ جليل، كبير، وخطير.

    هذا ما من أجله وهب الأستاذ محمود للشعب السوداني وللإسلام حياته، ومماته –الذي لم يضف على حياته إلا مزيداً من الحياة، لأنه لم يكن إلا ملحمة استشهادية جديدة تؤكد بأن قوى القهر لا بد مهزومة أمام عزم الإنسان الحر!! نظرة عابرة حولنا تدلنا على مكانة الإنسان الحر، الأستاذ محمود، في التاريخ، وعلى مكانة المتآمرين عليه في الحاضر وفي المستقبل!! فكر الأستاذ محمود سيكون المشروع الأساس، و المحرك الفاعل، في مواجهة مشروع الهوس في السودان، وفي العالم الإسلامي، في المستقبل القريب، بواسطة الجمهوريين، أو بواسطة غيرهم من الأخيار، أو بكليهما معاً. وهو مشروع قد بدا يلفت الأنظار إليه في كل أرجاء العالم بوتائر متسارعة، لو كان قومي يعلمون!! أما مشروع الهوس الديني فلا مكان له اليوم، وهو مهزوم إن عاجلاً أو آجلاً. ولن يكون ذلك إلا بحراسة البشارات، وتصفية فضاءاتنا الفكرية من النذارات والمرارات، ليكون الجدل العام نظيفاً مبدعاً خلاقاً، يفضى بنا إلى رأي عام يخلص المتهوس من الهوس، ليبقى الإنسان!!!
                  

العنوان الكاتب Date
بشارات ونذارات: روح الأستاذ محمود محمد طه ومشروع السلام Haydar Badawi Sadig01-18-05, 07:39 AM
  Re: بشارات ونذارات: روح الأستاذ محمود محمد طه ومشروع السلام فتحي البحيري01-18-05, 08:44 AM
    Re: بشارات ونذارات: روح الأستاذ محمود محمد طه ومشروع السلام Haydar Badawi Sadig01-19-05, 07:19 AM
  Re: بشارات ونذارات: روح الأستاذ محمود محمد طه ومشروع السلام مريم بنت الحسين01-19-05, 10:54 AM
    Re: بشارات ونذارات: روح الأستاذ محمود محمد طه ومشروع السلام Haydar Badawi Sadig01-20-05, 09:01 AM
  Re: بشارات ونذارات: روح الأستاذ محمود محمد طه ومشروع السلام kamalabas01-20-05, 10:58 AM
    Re: بشارات ونذارات: روح الأستاذ محمود محمد طه ومشروع السلام Haydar Badawi Sadig01-21-05, 05:14 AM
  Re: بشارات ونذارات: روح الأستاذ محمود محمد طه ومشروع السلام nada ali01-21-05, 05:24 AM
    Re: بشارات ونذارات: روح الأستاذ محمود محمد طه ومشروع السلام Hussein Mallasi01-21-05, 02:11 PM
      Re: بشارات ونذارات: روح الأستاذ محمود محمد طه ومشروع السلام Haydar Badawi Sadig01-22-05, 09:35 AM
        Re: بشارات ونذارات: روح الأستاذ محمود محمد طه ومشروع السلام Haydar Badawi Sadig01-22-05, 11:56 AM
          Re: بشارات ونذارات: روح الأستاذ محمود محمد طه ومشروع السلام Hussein Mallasi01-23-05, 04:39 AM
  Re: بشارات ونذارات: روح الأستاذ محمود محمد طه ومشروع السلام adil amin01-23-05, 06:51 AM
    Re: بشارات ونذارات: روح الأستاذ محمود محمد طه ومشروع السلام Haydar Badawi Sadig01-23-05, 07:15 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de