أول امرأة سودانية ناشرة تصدر مجموعتي الشعرية الكاملة الثالثة

Quote: سناء أبو قصيصة Saturday, 16 May 2009 قصة أول ناشرة سودانية برغم قلة دور النشر بالسودان إلا أنها وبرغم تاريخها كواحدة من أبرز المهن المرتبطة بالتنوير والمعرفة اقتصرت على الرجال دون النساء , بيد أن الأسبوعين الماضيين شهدا دخول أول شابة سودانية لتجربة دور النشر, وثمة دهشة أبداها البعض وهم يلتقون سناء أبو قصيصة وهي تفتح دارها قرب مقر الاتحادي الأوروبي, ويوماً إثر يوم بدأت مساحات الأسئلة تقل، تاركة سناء غارقة بين رفوف الكتب وجهاز الكمبيوتر الذي تنهمك في العمل عليه لإنجاز طباعة أولى المخطوطات الصادرة عن دار مدارات للنشر وهو الاسم الذي اختارته لمشروعها .. فما هي قصة سناء أبو قصيصة مع النشر وهل يتحقق لها حلمها بالنجاح في سوق المعرفة ؟ تقول سناء:" إن علاقتها بالنشر تمثل بالنسبة لها رغبة أكثر من أنها مهنة"، وتضيف:" أنا عملت فترة طويلة في مجال النشر في الدور السودانية فكانت بدياتي مع النشر عندما كنت خريجة جديدة حيث عملت وقتها بجمعية بابكر بدري العلمية للدراسات النسوية بجامعة الأحفاد في مكتب النشر و المطبوعات، و التي كانت تصدر العديد من المطبوعات و الكتب"، وتشير الى أنها كانت تتولى مهمة القيام بمتابعة الطباعة آنذاك في مطبعة الحرية بأم درمان، بجانب متابعة كل مراحل إعداد المخطوطة بدءاً بمرحلة جمع المادة ومراجعتها وتصميم الكتاب أو الإصدارة و من ثم متابعتها حتى المطبعة، وصولاً لصدورها ككتاب أو مجلة، خصوصاً مجلة النساء وهي نصف سنوية"، وتكمل:" عقب ذلك عملت في دار عزة للنشر حيث كنت أتابع الطباعة في القاهرة، من ثم تسويق الكتب من خلال المعارض الدولية، و من هنا أحببت الصنعة "صنعة الكتاب" ثم بعد ذلك شعرت بأنه يمكنني أن أعمل في مجال الكتاب مستقلة بذاتي، و من هنا كانت مدارات للطباعة والنشر و التوزيع..", ويعد ارتباط سناء ابوقصيصة بالكتاب بأنه محبة أكثر من كونه تجارة، وتضيف:" كما ذكرت لك من قبل إن عملي في مجال الكتاب ليس هدفه الرئيس التجارة كما يتراءى للبعض و إلا دخلت السوق من أوسع أبوابه، ولكن مايدفعني نحو الكتاب أو مجال النشر عموماً هو المحبة للمعرفة والكتاب, و من هنا فكرت أن أرضي طموحي، وأن أحقق رغبة أكيدة في الارتباط بهذه المهنة"، ولا تخفي سناء بعض قلق تجاه الظروف الاقتصادية المرتبطة بسوق النشر، وتضيف:"نعم البعض يرى أن هناك كساداً بأسواق الكتاب، ولا أعتقد أن ذلك صحيحاً بدليل أنه ما زالت هناك دور نشر تعمل، بل ويزداد عددها ويتوسع نشاطها, كما لاتزال معارض الكتاب مستمرة وهناك مزيد من الرواد وهي في جملتها مؤشرات تدلل على اهتمام وإقبال متزايد على سوق الكتاب، لكن يمكن الإشارة - والحديث لسناء ابوقصيصة - إلى أن نتفق على أن هناك كساداً ناتجاً من قلة دخل المواطن فكما هو معلوم، فإن متطلبات الحياة من جهة و غلاء سعر الكتاب بالنسبة للقارئ العادي من الجهة الأخرى يؤديان الى عزوف أو تراجع ترتيب الكتاب كأولوية وبالطبع لا يمكننا هنا إغفال حقيقة أن أدنى سعر للكتاب ليس أقل من عشرة جنيهات وذلك صعب على المواطن لكن بأي حال من الأحوال لا يمكن أن نطلق عليه أو نسميه كساداً, مخاطر في سوق النشر سألتها عن ماذا ستضيف مدارات كدار نشر!؟ أجابت سناء بقولها:" إنها ستعمل جاهدة في أن تضيف مدارات أفكاراً و عناوين جديدة تزين أرفف المكتبات وعقول القراء, وأكملت:" في الواقع هناك أفكار كثيرة وأعمل جاهدة على أن ترى النور قريباً ومن الطبيعي أن لا أتحدث عن تلك الأفكار إلى أن ترى النور قريباً، و تتحدث عن نفسها بنفسها ويطلع عليها القراء، ووقتها سأنتظر تقييمهم و سوف أكون سعيدة بالرأي الآخر ، خصوصاً و أن مدارات تبدأ مسيرتها بانفتاح كامل تجاه الآخر ", وترى سناء ابو قصيصة أن دور النشر السودانية يمكنها أن تغطي ما ينتظره القارئ السوداني وكذلك المؤلف السوداني و غير السوداني، و،كملت:" إذا أردنا أن نتحدث عن واقع النشر في السودان فذاك حديث يطول، إذ إن من محاسن النشر داخل السودان أن يقلل رهق الترحيل و مشاكله الكثيرة جداً،ونكاليفه العالية، إضافة الى تجاوز مخاطر وصول الطرود, وبرغم تفاؤلها تجاه مستقبل سوق النشر والكتاب بالسودان إلا أن الناشرة سناء ابوقصيصة تقر بأن واقع النشر يعاني من مشاكل ومعوقات يجب الانتباه لها والشروع في معالجتها فوراً وتضيف قائلة:" إذا تحدثنا عن مشاكل النشر في السودان فهي كثيرة جداً و يطول الحديث فيها إذ أن هناك مشاكل فنية، ففي حال وجود المطابع تواجه- كناشر- بمشكلة العمالة المدربة والقادرة على الابتكار وتطوير الأداء، ومن الناحية الفنية أيضاً مشكلة فرز الألوان، بالإضافة الى مشكلة التدبيس- وتضيف- أضف إلى ذلك المظهر العام للكتاب إذ أن الألوان دائماً باهتة إضافة الى الأسعار المرتفعة للطباعة وهي ناتجة من ارتفاع أسعار مدخلات الطباعة، عموماً لدينا مشاكل يجب مواجهتها وفي مقدمتها مشكلة فنيي المطابع بهدف تطوير الطباعةوالنشر". تجمع من اجل المعرفة وعن العناوين المقترحة لدار مدارات النشر قالت سناء ابو قصيصة:" إن أولى العناوين التي تصدر عن دار النشر التي افتتحتها مؤخراً تتمثل في عدد من العناوين منها: معجم الفلاسفة المصور لمؤلفه محمد عثمان مكي العجيل للعناويين بجانب عناويين أخرى يجري إكمال الترتيبات الخاصة بها خلال الأيام القادمة خطتها قامات لها وزنها الأكاديمي والمعرفي، ومساهمتها في قضايا المجتمع، مثل د. عطا البطحاني، عبد الماجد عليش د. آمنه رحمة أ. سعاد عبد الرحمن و الشاعر التجاني حاج موسى وغيرهم. وفيما يخص اختيارها لمقر يقع بالقرب من جامعة الخرطوم قالت الناشرة سناء ابو قصيصة:" إنه موقع مقصود ولم يأتِ صدفة"، وأكملت:" أصابني الرهق جراء البحث عن مقر مناسب كهذا وهدفي من الاقتراب من الجامعة هو ليس الاقتراب من الطلاب فقط كما يتبادر الى الذهن عند الوهلة الأولى، بل لأن هذه المنطقة تكاد تكون منطقة تجمع بالنسبة لدور نشر، فمثلاً مدارات قريبة جداً من دار النشر جامعة الخرطوم، و عزة للنشر , مما يسهل على الجمهور التوجه لدور نشر في منطقة واحدة تقدم خدمةواحدة هي المعرفة، وإن اختلفت عناوين الكتب والإصدارات