الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 11:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2008, 03:03 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! (Re: عبدالله عثمان)


    الحلقة الرابعة
    من أوراق الأستاذ/ محمود محمد طه داخل معتقلات مايو (4)
    الحدود والقصاص قوانين علمية ودستورية في قمة الانسجام مع الدستور الإنساني

    محمد الأمين عبد الرازق
    [email protected]
    قال الأستاذ عبد الخالق محجوب وهو يتجاذب أطراف الحديث مع الأستاذ محمود حول تجربة تطبيق الاشتراكية على الفهم الماركسي ، أنه لاحظ من متابعاته لإصدارات المكتبة السوفيتية بالخرطوم ، أن هناك حوادث سرقة وسطو بالاتحاد السوفيتي بالرغم من النجاح الذي حققته الاشتراكية في توفير حد معقول من الاحتياجات المادية لكل مواطن .. أوضح الأستاذ محمود في تعقيبه أن السبب في ذلك هو الخوف الموروث المترسب داخل النفوس والذي لا يمكن معالجته إلا بمنهاج الإسلام في مستواه العلمي ، فلا بد من إدخال الدين في الصورة وربط الدنيا بالآخرة ، الأمر الذي رفضته الماركسية ابتداءً.
    إن تهذيب عقل المعاش في اتجاه عقل المعاد ، هو موضوع المرحلة العلمية من الإسلام .. والإنسان في هذا المستوى محاسب على سريرته الداخلية ، قال تعالى: (إن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) ، أما في المستوى العقائدي فإن القاعدة هي الحديث النبوي: (إن الله قد تجاوز لأمتي ما حدثوا به نفوسهم ما لم يقولوا أو يعملوا) .. الخطاب هنا لأمة المؤمنين بصورة خاصة ، فإن الله قد خفف عليهم في التشريع لظروف حكم الوقت .. وعندما نزل قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) قالوا: أينا يستطيع أن يتقي الله حق تقاته يا رسول الله؟؟ فنزل قوله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) .. المستوى العلمي دعوة إلى جميع الناس على اختلاف معتقداتهم ليتوافوا على حكم الدستور وسيادة حكم القانون .. قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله وعمل صالحاً فلهم جرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) .. المستوى العقائدي يفرق الناس على قاعدة (كل حزب بما لديهم فرحون) والمستوى العلمي يجمع الناس كاجتماع الناس اليوم على العلم المادي .. ومن أوضح ما جاء عن المستويين قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله) هم مؤمنون ثم يندبهم إلى الإيمان من جديد ، فكأنه يشير بالإيمان الجديد إلى إيمان النبي الكريم القائم على العلم وليس على العقيدة .. قال تعالى: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله) والفرق كبير بين إيمان النبي وإيمان الأمة .. إن المستوى العقائدي من الإسلام الذي قامت عليه الشريعة السلفية للفرد ولتنظيم المجتمع باستثناء الحدود والقصاص ، قد خدم غرضه حتى استنفذه ووجب الانتقال منه إلى المستوى العلمي الذي كان عليه النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. والحدود والقصاص مستثناة لأنها في الأساس مأخوذة من العلم وليس من العقيدة .. ويمكن القول أن المستوى العقائدي عندما يوضع بازاء المستوى العلمي يكون في عداد العقائد السابقة ، لأن الالتزام به وتطبيقه غير ممكن عملياً ، وطاقة البشرية اكبر منه .. وقد أنذر النبي بذلك في الحديث: (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر ، وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه ، قالوا: اليهود والنصارى يا رسول الله؟؟ قال فمن؟) يعني من غيرهم .. والمعنى المراد من النذارة واضح ، وهو أن حركة التطور عندما تتخطى مرحلة معينة فإن أي محاولة للرجوع إليها تفرز انحرافات ، ولذلك ما نراه اليوم من دعاوى للإسلام أو المسيحية واليهودية ، إنما هو انحراف ، فهم يعتقدون أنهم أبناء الله وأحباؤه ، ويعتبرون كل من ليس معهم مجرد حطب للنار ، فينتهكون حقوقهم ويجورون عليهم .. قال تعالى: (قالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم؟ بل أنتم بشر ممن خلق) .. نكتفي بهذه الإضاءة في توضيح الفرق بين المستوى العلمي والمستوى العقائدي من ناحية المنهاج التربوي وقد تناولنا انعكاس ذلك على تشريع المجتمع في الحلقة السابقة.
    إن الربط بين الدنيا والآخرة على قاعدة الحديث النبوي(الدنيا مطية الآخرة) إنما بشكل الأساس الذي ترتكز عليه حركة تطور الفرد الروحية .. وهذه المسيرة توجه بالتربية وتحكم بالعقوبة وفق القوانين الدستورية .. والقانون الدستوري هو الذي يحقق حين يطبق مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة ، في آن واحد .. فما هي مصلحة الجماعة؟ وما هي مصلحة الفرد؟ .. الجواب إن مصلحة الجماعة هي استتباب الأمن وإقامة المجتمع الصالح الذي يقوم على الدعامات الثلاث الاشتراكية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية .. عندما تحقق هذه الأرضية فإن الفرد يجد الفرصة في تحقيق حريته الداخلية وكمالاته في تجديد حياة فكره وحياة شعوره في انطلاق نحو الحياة الكاملة ، فالإنسان الكامل هو الابن الشرعي لمجتمع الكامل .. إذن مصلحة الفرد في المرحلة هي أن يتربى ويضبط نفسه بحيث لا يتعدى على حريات الآخرين حتى يكتمل البناء الاجتماعي المنشود من أجل مستقبله هو .. من اجل ذلك جاءت العقوبات في الإسلام لتعين الفرد على الانضباط واحترام القانون الدستوري .. والمجتمع البشري له حدود كحدود ملعب كرة القدم .. القانون هو الذي يجعل لعبة كرة القدم ممتعة وجذابة ، وإذا أخرجنا القانون من الصورة تصبح فوضى لا قيمة لها .. وكذلك المجتمع البشري فإن حياة الناس لا يمكن أن تكون نامية ومتطورة إلا إذا حكمت بالقانون الدستوري الذي يكفل الحقوق الأساسية ، في حرية الرأي والتفكير لجمع المواطنين على قدم المساواة ، ويعاقب كل من يتعدى على الحريات .. وكما أن هناك قدر من الأخطاء يمكن أن تعالج داخل ملعب كرة القدم بالعقوبة ، فإن هناك حد إذا وصله اللاعب فإنه يطرد خارج الملعب تماماً .. هذه الصورة تنطبق على المجتمع البشري ، فإن للمجتمع حدود إذا وصلها المتعدي فإنه يطرد خارج الحياة البشرية بعقوبة الموت .. إن الحكمة من هذه العقوبة النهائية هي أن هذا الشخص استهان بالتجربة البشرية كلها التي وصلت إلى هذا المستوى من التطور بالدماء والعرق والدموع ، فكأنه أراد إرجاع الناس إلى الحيوانية مرة أخرى .. وهو على ذلك غير جدير بالبقاء فيها ، فبهذه العقوبة تتحقق مصلحة المجتمع ومصلحة الفرد نفسه بتطهيره مما لحق به من الجريمة التي ارتكبها وإرساله إلى الحياة الأخرى بكفاءة عالية ما كان يمكن أن تتحقق بغير هذا الأسلوب .. المشكلة أننا نتفهم مصلحة المجتمع ولكننا لن نفهم أين مصلحة الفرد وقد فقد حياته إلا إذا استقر في أذهاننا معنى واضح للحياة الأخرى ، حياة ما بعد الموت .. هذه هي النقطة التي يجب أن نركز عليها .. أن حياة الإنسان تتكون من حلقات: حلقة أرحام الأمهات ، الحياة الدنيا وحلقة ما بعد الموت .. ولا يمكن لإنسان علمي أن يفصل بين هذه الحلقات وهو يتناول أي شأن من شئونها ، وذلك لأنها تؤثر على بعضها تأثيراً واضحاً .. فمثلاً طريقتنا في الحياة واختيار زوجاتنا تؤثر مباشرة على حياة الجنين في رحم أمه وتحدد تركيبته الوراثية ومن ثم تؤثر على حياته بعد الولادة كذلك.
    وحياة ما بعد الموت ، تاركة آثار واضحة على حياتنا الحاضرة ، وكل المصائب التي نعاني منها إنما تأتي بسبب الخوف من الموت بالجوع أو بالمرض أو بالكوارث ، هذا الخوف يجعلنا نؤذي بعضنا البعض فتضطرب حياتنا في جميع اتجاهاتها .. إذن هناك علاقة وثيقة بين هذه المراحل لا يمكن تجاهلها تجعل مراعاتها في وضع القوانين أمراً مقبولاً علمياً .. أقول هذا وفي ذهني مطالبة الأستاذ محمود بأن نضع الإشراف على الأطفال قبل الولادة تحت قانون وزارة الصحة حتى يضبط هل من يريدان الزواج خليقان بأن ينجبا أطفالاً أصحاء أم لا؟ وإذا لا يمنع الزواج بالقانون .. ولذلك إن من يقترف جريمة الحدود يعاقب بالعقوبة المحددة لأن فيها مصلحته هو في الحياة الأخرى ، ما بعد الموت وقد كانت عنده الفرصة الكافية لينتفع بالتربية نحو تلك الحياة ، والعقل يمكن أن يقتنع ويؤمن بذلك ريثما يوقن طالما أن الإطار العام يقبل ذلك بموضوعية .. من أجل ذلك قلنا في عنوان هذه الحلقة أن الحدود والقصاص قوانين دستورية وعلمية في قمة الانسجام مع الدستور الإنساني .. إن من يقطع حلقات الحياة المتصلة هذه ، ويركن إلى الحياة ما بين الولادة والموت فقط ، يقع في غفلة حقيقية ، فهو علماني وليس علمياً .. ونحب أن نؤكد نقطة هامة هي أن هذه القوانين الدستورية في الحدود أو في غيرها لا تفرض على الناس قسراً وإنما تشرع بالحجة والمنطق والإقناع .. هذا هو أسلوب المرحلة العلمية وقد ورد ذلك .. فإذا أجيزت في البرلمان تصبح قوانين سارية المفعول وألا تطرح في الحوار الموضوعي لإيجاد مزيد من القناعة بها ..
    جاء في كتاب (أسس دستور السودان – محمود محمد طه) حول موضوع الحدود والقصاص ما يلي: (وينتج من هذا أمران: أولهما أن القرآن اشتمل على دستور للفرد في المكان الأول ودستور للجماعة في المكان الثاني .. وثانيهما أن القرآن نسق تنسيقاً متسقاً بين حاجة الفرد الذي هو غايته ، وحاجة الجماعة التي هي وسيلته ، فلم يقم هنالك تعارض يوجب التضحية بأيهما ويمكن أن يلتمس هذا التنسيق الدقيق في تشريع الحدود حيث قد بلغ أقصى اوجه ، والله تعالى يقول: (وتلك حدود الله فمن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) وأن توهم المعتدي جهلاً أنه قد ظلم غيره .. ولذلك فإن إقامة الحد عليه إنصاف لنفسه من نفسه في المكان الأول ، وإنصاف لغيره من نفسه في المكان الثاني .. وكذلك يلتمس هذا التنسيق الفريد في قوانين القصاص .. والله يقول: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) فهي حياة للفرد المقتص منه بنفي أوهامه وتنشيط ذهنه وتوسيع خياله ، وهي حياة للجماعة المقتص لها بحفظ نظامها واستتباب أمنها ..) إلى أن يقول: (يتضح من هذا أننا نتمسك بالتوحيد ، ونستقي منه تشريعنا الفرعي بالقياس على تشريعي الحدود والقصاص ، حتى يجيء متسقاً في اتجاه موحد لحاجة الفرد وحاجة الجماعة ، ونستسقى منه تشريعنا الأساسي (الدستور) بتمثل روح القرآن) .. انتهى النص ..
    هذا وقد نقلت الأخت بتول مختار يوم 16/9/1984م سؤال إلى الأستاذ داخل المعتقل حول مسألة الحدود فحواه أن فيها قسوة شديدة بالفرد ، أن تقطع يد زول مثلاً .. فهل ممكن تكون في تربية تغني عن ذلك ؟ رد الأستاذ: (مثل هذا الكلام يرد كثيراً ، وأننا نحن المسلمين تكون عندنا أفكار فيها بتر الأيدي في الوقت البتكون فيه جمعيات للمعوقين لتساعدهم ، .. لكن المجتمع البتكون فيه الحدود ، ما بتكون فيه أي مشكلة تجعل الفرد يتعرض للسرقة ، مجتمع اشتراكي وديموقراطي والفرد كل حاجياته مكفية ، فإذا سرق بعد ذلك يبحث هل هو مريض أو محتاج؟ ويستفاد من التطور في درء الحدود بالشبهات ، وبعد ذلك إذا سرق يقطع ، لأن الحياة ليست هذه الحياة الدنيا فحسب ، وإنما في الدنيا العذاب قصير) وضرب مثل: (إذا كان في امرأة بتدافع عن ابنها وهو دائماً يعمل مشاكل مع ناس الفريق ، وهي تدافع عنه أيضاً ، نفس الشيء إذا الناس أهملوا في العقوبة هنا سينال الناس عقوبة أشد) .. ثم حكى قصة سيدنا عمر عندما أقام الحد على ابنه وكان ابنه يطلب الرفق فيقول له أبوههذا رفق بك وأنا أريد أن أجعل حقك هناك في الآخرة أخف من هنا).. انتهى
    ماذا قال الأستاذ محمود عن قوانين الحدود والقصاص ، في آخر كتاباته (ديباجة الدستور) إذن اقرأ:
    23) وأشد القوانين انضباطا قوانين الحدود، و القصاص.. و آية انضباطها مقدرتها علي التوفيق بين حاجة الفرد، و حاجة الجماعة .. هذه المقدرة عجزت عنها جميع الفلسفات البشرية القديمة ، و المعاصرة .. و اظهر ما يظهر هذا العجز في الفكرة الماركسية .. و هي عندما عجزت عن التوفيق بين حاجة الفرد إلى الحرية ،و حاجة الجماعة إلى العدالة ، اتخذت من عجزها فضيلة ، فادعت ان الجماعة أهم من الفرد ، فهزمت بذلك الغاية بالوسيلة.. و عجز الرأسمالية في هذا المجال ظاهر أيضا .. و يمكن القول بان إفلاس الحضارة الغربية ،الآلية المادية الحاضرة ، إنما يرجع إلى انعدام المذهبية التي تملك القدرة علي التوفيق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، و حاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة.. ان حاجة الفرد، بدون ادني ريب ، إنما هي إلى الحرية الفردية المطلقة .. و في النظم السياسية التي تقوم عليها الحضارة الغربية الحاضرة ، بشقيها ، فان الحرية الفردية المطلقة تعتبر فوضي ، و ما ذاك إلا لانعدام التربية التي ترتفع بالإنسان فوق مستوي القوانين ــ ترتفع به إلى مستوي الأخلاق التي هي قمة القوانين .. الحرية الفردية،عندنا، في الإسلام ، علي مستويين : الحرية النسبية ، و هي ان يفكر الإنسان كما يريد ، و ان يقول كما يفكر ، و ان يعمل كما يقول ، علي شرط ان يتحمل مسئولية قوله ، و عمله ، أمام القانون الدستوري.. و الحرية المطلقة ، و هي ان يفكر الإنسان كما يريد ، و يقول كما يفكر ، و يعمل كما يقول علي شرط ان يكون فكره، و قوله، و عمله ،برا، و خيرا، بالأشياء ، و الاحياء..
    و القانون الدستوري،هو الذي حين يطبق، يحقق، في آن معا، حاجة الفرد، و حاجة الجماعة.. فلا هو يضحي بالفرد لمصلحة الجماعة ، و لا هو يضحي بمصلحة الجماعة في سبيل الفرد .. و لان المعلم واحد ، كما سبق ان قررنا ، و ان الأعراف البدائية ، الساذجة، البسيطة ، التي نشأ عليها المجتمع البشري ، حين نشأ ، بتقييد القوة الجنسية ، و بتقييد شهوة التملك ، و التي هي بدايات الحدود عندنا ، في الزنا ، و القذف ، و السرقة ، و قطع الطريق ، قد كانت دستورية ، فى معني التوفيق، بين حاجة الفرد، يومئذ ، و حاجة الجماعة.. لقد كانت عقوبات المخالفة لهذه الأعراف عنيفة ، اشد العنف ، و أقساه ، و لكن هذا العنف ، و هذه القسوة، قد كانت حاجة الفرد ، في المكان الأول ، ذلك لان الفرد قد كان حيواني النشأة ، غليظ القلب ، جافي الطبع ، ضعيف العقل ، لا يكاد عقله يسيطر علي نزوته ، و رعونة نفسه ، فكان غرض هذا العنف به، و القسوة عليه ، ان تقوي إرادته فيسيطر علي نفسه ، و يكبح جماحها .. و بهذا يسلك مسلك البشر ، و يتجافي عن مسلك الحيوان.. هذه حاجة الفرد ، في المكان الأول ، و ان لم يدركها .. ثم ان المجتمع قد كفل له حقه في الأمن ، و في التماسك ، في معني ما كف أفراده عن مخالفات أعرافه ، أو كادوا..
    24) ان الكبت قد بدأ من يومئذ.. و الكبت يعني السيطرة علي الشهوة، فلا تعبر عن نفسها في انطلاق بلا قيد ، كما يفعل الحيوان .. و إنما تعبر عن نفسها من خلال شريعة الحرام ، و الحلال.. و يضعف عقل المعاش عن السيطرة علي نزوة الشهوة ، ليحتاج إلى التقوية ، و ذلك بالتربية ، و بالعقوبة ، حين تعجز التربية عن بلوغ المرام .. و لقد جاء التعليم ، و جاءت شريعة العبادة ، و جاءت شريعة المعاملة ، في القرآن، لتروض الشهوة حتى تسير في مراقي الإنسان ، وتتجافي عن دركات الحيوان ، قال تعالي:
    (( أ تل ما أوحى إليك من الكتاب ، و أقم الصلاة.. ان الصلاة تنهي عن الفحشاء ، و المنكر ، و لذكر الله أكبر.. و الله يعلم ما تصنعون..)) .. و الفحشاء هنا تعني الزنا.. و المنكر يعني كل ما ينكره الشرع ، و من أعلاه القذف ــ قذف الآخرين بالزناــ و من أعلي المنكر أيضا السرقة ، و قطع الطريق.. من انتفع بصلاته امتنع عن الفحشاء ، و المنكر.. و من لم ينتفع تعرض للحدود.. و حد الزنا للمحصن الرجم بالحجارة علي رأسه حتى يتهشم.. و للبكر الجلد مائة جلده .. و حد السرقة اختلاسا ، و خفية ، قطع اليد اليمني .. أما حد الحرابة ، و هي الخروج علي الحاكم ، و قطع الطريق ، و إخافة السابلة في الطريق العام ، خارج المدينة ، و قتل النفوس ، و أخذ الأموال ، فهو درجات : فان أخاف الطريق ، و قتل ، و لم يأخذ المال ، يقتل .. و ان أخاف الطريق ، و قتل ، و اخذ المال ، يصلب.. و ان أخاف الطريق ، و لم يقتل ، و لكنه اخذ المال، يقطع من خلاف ــ اليد اليمني و الرجل اليسري .. و ان أخاف الطريق ، و لم يقتل ، و لم يأخذ المال ، ينفي من ارض وطنه ، لمدة يقررها القانون .. و لقد تبدو، لأول وهلة ، هذه العقوبات قاسية ، عنيفة ، و لكنها ليست كذلك ، في حقيقة الأمر ، و إنما هي حكيمة ، كل الحكمة ، حيث وفقت توفيقا تاما ، بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية الطلقة ، و حاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة .. و يجب ان يكون مفهوما بان هذه الحدود لا تطبق إلا من أجل إصلاح الفرد ، في المكان الأول ، ثم إصلاح المجتمع في المكان الثاني ، و ذلك لان ، في الإسلام ، الفرد هو محط نظر الله إلى الوجود ــ الفرد هو الغاية ، و كل شيء عداه هو وسيلته لتكميل نفسه ، و تطويرها ، و ترقيتها في المراقي لتلاقي الله .. القرآن ، و الإسلام ، و إرسال الرسول ، و تشريع التشريع، الغرض منه الإنسان .. المجتمع وسيلة الإنسان .. و لقد رأينا ، في أول النشأة ، كيف ان الله قد هدي الإنسان لاختراع المجتمع .. (( و أنزلنا إليك الذكر ، لتبين للناس ما نزل إليهم .. و لعلهم يتفكرون ..)) لعلهم يتفكرون التفكير المستقيم الذي يخلصهم من جهالة عقل المعاش ، و من قلقه ، و من خوفه ، و من شطارته ، ليصلوا إلى عقل المعاد، و اتزانه ، و شجاعته ، و ذكائه..
    25)بالتخلص من عقل المعاش ـ قل بتهذيب عقل المعاش ــ نتحرر من الخوف ، و نفض الكبت الذي رسبه فينا جهلنا بالبيئة ، التي عشنا فيها طوال الحقب السوالف من عمر الحياة علي هذا الكوكب.. يقول تبارك و تعالي عن الجبال : (( ألم نجعل الأرض مهادا* و الجبال أوتادا؟؟)) "أوتادا" ثبت بها الأرض .. و قال تعالي في ذلك ( و جعلنا في الأرض رواسي ان تميد بهم ، و جعلنا فيها فجاجا سبلا ، لعلهم يهتدون.. )) و هذا أوضح في تثبيت الله الأرض بالجبال .. و قد جعل الله العقول في ارض البنية البشرية كالجبال في ارض الكوكب ــ فهي لتثبيت البنية أيضا .. الجبال هي عقل المعاش .. و قد جاء التشريع ، و الرسول ، و القرآن ، من اجل تهذيب عقل المعاش ، و تطمينه من الخوف العنصري ، الذي هو الأب الشرعي لكل آفات السلوك.. و لقد جسد الرسول القرآن فعاشه في جميع حركاته ، و سكناته .. فتحرر من المخاوف التي يسوقها عقل المعاش ، فكان لا يخاف الرزق ، من أين يجيء ، و كان ينفق ما يزيد عن حاجته الحاضرة ، و كان يأخذ من الدنيا زاد الراكب ، وزهد في كل شيء عدا الله ، فتحرر من حب الادخار ، و حب السلطة، و حب التعالي على الناس، و من استرقاق العناصر إياه ، فاخلص عبوديته لله ( قل ان صلاتي ، و نسكي ، و محياي ، و مماتي ، لله رب العالمين، لا شريك له .. و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين ..)) هكذا كان ، و نحن نرفع نموذجه للناس ليهذبوا عقول معاشهم ، و يفضوا إلى عقول معادهم علي نحو ما فعل..

    26) ثم ان الذي لا يهذب ، بعبادته على المنهاج النبوي ـــ النموذج الحي ــ عقل معاشه ، فانه يحتاج إلى العقوبة لتسد ثغرات التربية التي لم تفلح فيها عبادته .. فان لم يتفق له ، بمحض الفضل ، هذا التهذيب بين العبادة ، و العقوبة ، فانه قد أضاع حياته الدنيا ، و ذهب لحياته الأخرى بغير زاد.. و الدنيا دار مسئولية ، و لكنها مؤجلة ، و الآخرة دار مسئولية ، و لكنها مباشرة ، و ناجزة ( و في الآخرة عذاب شديد ، و مغفرة من الله ، و رضوان .. و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور..)) فمن هذب عقل معاشه فجعله عقل معاد بممارسة العبادة وحدها ، أو بممارسة العبادة و العقوبة ، معا ، فقد ذهب إلى الله و له (( مغفرة من الله و رضوان )).. ومن أضاع فرصة مهلة الحياة الدنيا ، فله " فى الآخرة عذاب شديد " .. و يقول تعالي عن عقول المعاش التي لم تهذب في مهلة الحياة الدنيا (و يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * لا تري فيها عوجا و لا امتا * يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له ، و خشعت الأصـوات للرحمــن ، فلا تسمـع إلا همسـا !!)).. و هم لا يتبعون الداعي إلا بعقل .. و هذا هو عقل المعاد ، و قد خلصهم الله ، بالعذاب الشديد ، من عقول معاشهم التي أهملوا تهذيبها في الحياة الدنيا .. و من نسف العقول ــ عقول المعاش ــ في الآخرة ، جاءت حكمة الرجم بالحجارة، حتى يتهشم الرأس، لمن يتورط في الزنا ، و هو محصن ، أي متزوج ، و قد سلفت له تجربة في معاشرة النساء .. فان كان غرا غير مجرب ــ بكرا ــ فانه يجلد مائة جلدة ، ليقوي الألم عقله ، حتى يسيطر علي نفسه ، حينما تتهالك علي اللذة الحرام .. فلسفة الألم تبدو معقولة في حق البكر، لأنه سيعيش ، بعد المائة جلده ، لينتفع ، في باقي حياته ، من التجربة .. و لكن ما بال المحصن الذي يفقد حياته بالرجم ؟! ما الذي أفاده ؟؟ سيدخل حياته الأخرى ، و هو مطهر ، قد نسف عقل معاشه هنا ، مما يغنيه عن نسفه في الآخرة .. و معلوم ان عذاب الدنيا قصير ، و نعيمها فان .. و عذاب الآخرة ابدي، و نعيمها سرمدي .. و لذلك فقد استيقن هذا أصحاب عقول المعاد ، فطلبوا ان يرجموا ليدخلوا حياتهم الأخرى مطهرين : ماعز ، و الغامدية ، اعترفا للنبي بالزنا ، و طلبا ان يطهرا ، و قد طهرا ..
    و قال النبي الكريم عن الغامدية أنها قد تابت توبة لو قسمت علي أهل الأرض لوسعتهم ))

    27) و عقل المعاش هو الذي يخيف الإنسان من الرزق ، من أين يجيْ؟؟ و يعده الفقر ، و يأمره بالسرقة ، فيسرق .. و لو كان عقل معاشه مهذبا ، حتى أفضى إلى عقــــل المعاد، لتحرر من خوف الرزق بعلمه ( ان الله هو الرزاق )) و بعلمه ( و علي الله فليتوكل المتوكلون )).. و هذا العلم هو الذي جعل النبي يدعوا ربه ( اللهم اجعل قوت آل محمد الكفاف )).. لم يكن يخاف ألا يرزقه الله الكفاف ، و لكنه كان يخاف الغني الذي يمد لعقل معاشه في الوهم .. و معلوم ان حاجة الله إلى العباد عقولهم ، و من اجل ذلك خلقهم في نشأة وسط ، لا هم بالأقوياء الذين يحلون مشاكلهم الحياتية بعضلاتهم ، فتتأخر عقولهم ، و لا هم بالضعاف ، الرخوين ، الذين لا يستطيعون ان ينهضوا لمطلق مناجزة ، او مصاولة .. هذه النشأة الوسط أعانتهم على حل مشاكلهم بعقولهم ، و بأيديهم ــ يخططون بعقولهم ، و ينفذون بأيديهم خططهم تلك فتتطور عقولهم في المراقي .. و السارق يهمل عقله ، و يحاول ان يــحل مشكلتـه بيده .. و لما كانت اليد وثيقة الصلة بالعقل فان حكمة الله اقتضت تعطيل اليد لينشــط العقل، أو قل : ليتهذب عقل المعاش .. و اكثر من هذا يقال عن قطع الطريق لأنــه محاربة للسلطان ، و إخافة للآمنين ، و سطو علي أموال الناس .. و الغرض ، وراء كل العقوبات ، هو تهذيب عقل المعاش عند المعاقب ، أو إرساله للحياة الأخرى و هو مطهر ، حين تبلغ العقوبة به اجتثاث حياته.. و إنما شدد في أمر الزنا للمحصن ، اكثر مما شدد علي السارق ، و قاطع الطريق ، لان الغريزة الجنسية هي الحياة كلها ، و لكن حب الملكية ليس غريزة ، و إنما هو التواء للغريزة ، سببه الخوف علي الرزق الذي يسوله وهم عقل المعاش .. أما حد السكر فهو ، كما سبقت إلى ذلك الإشارة ، اقل الحدود الخمسة انضباطا .. و هو إنما يقع علي السكر ، و ليس علي مجرد الشرب ، و الحكمة فيه ان الشارب إنما يهرب من واقعه لأنه لا يعجبه ، و يغرق عقله بالخمر ، ليعيش في دنيا من صنع خياله المريض ، و عقله المعطل بالخمر ، حتى ان شاعرهم قد قال :-
    فإذا سكرت فإنني * * رب الخورنق و السدير
    و إذا صحوت فإنني * * رب الشويهة و البعير

    فهذا الهروب من الواقع حالة مرضية ، و المطلوب من العاقل ان يتواءم مع واقعه ، مع أعمال عقله لتغييره للصورة التي يطمح إليها .. فمن اجل كرامة الفكر جاءت العقوبة بالجلد ، حتى يرده الألم للواقع ، فانه ليس مع وقع الألم فرصة لخيال مريض .. و هكذا تصان مصلحة الفرد ، و مصلحة الجماعة ، فى آن معا ، مصلحة الفرد بتهذيب عقل المعاش .. و مصلحة الجماعة بجعل أحد أفرادها فردا منتجا ، و نافعا لمجتمعه .
    28) هذه هي الحدود.. و هي شديدة الانضباط.. هي دستورية، في قمة الدستورية.. و لقد قلنا ان دستورية القوانين تعني مقدرتها علي التوفيق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة ، و حاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة .. و تلي الحدود في هذا المضمار قوانين القصاص.. و لقد قلنا ان القصاص يقوم علي المعاوضه ـ من اتلف شيئا عليه ان يصلحه ـ عليه ان يعوضه ـ و هي ، بمعني أوسع ، تقوم علي ان تعامل الناس بما تحب ان يعاملوك به .. و هذه قاعدة تربية عظيمة النفع للفرد ، و للمجتمع.. و لقد قلنا ان تشاريع الحدود يمكن ان تنطوي تحت كلمة القصاص ، بمعني المعاوضه ، ذلك بان الحدود أيضا معاوضه .. و قلنا ان الحدود اشد انضباطا من القصاص ، ذلك بان القصاص يمكن فيه العفو ، كما تمكن فيه الدية .. و لكن الحدود إذا بلغت الحاكم ، فليس فيها إلا إقامتها .. و القصاص إنما تجيء دستورية قوانينه من مقدرته علي الجمع بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة ، و حاجة المجتمع إلى العدالة الاجتماعية الشاملة .. فمثلا من قلع عين إنسان لا بد ان يكون ضعيف التصور لمبلغ الألم الذي يلحقه ، بقلع عين أخيه الإنسان ، لأخيه الإنسان .. قد يكون ضعف التصور ناتجا من غضب استولي عليه ، فأخرجه عــن طوره، و عطل عقله ، فلم يسيطر علي رعونة نفسه .. و قد يكون ضعف التصــور ناتجا من ضعف عقل المعتدي ، و من قصر خياله ، فرأت حكمة التشريع ان تضعه في موضع المعتدي عليه ، فتقلع عينه ، ليذوق الألم الذي قصر خياله عن تصوره .. هذه التجربة توقظ عقله ، و تخصب خياله ، و تحي ضميره ــ تورثه حياة حية ــ و لذلك فقد قال ، تبارك و تعالي ، عن القصاص ، و هو يشمل الحدود ، كما سلفت الإشارة ( و لكم في القصاص حياة ، يا أولى الألباب ، لعلكم تتقون ..))و يجب ان يكون واضحا ، فان الحدود ، و القصاص ، لا تقام الا علي خلفية من العدل ــ العدل الاقتصادي ، و العدل السياسي ، و العدل الاجتماعي ــ و إلا علي بعث للتربية بإحياء منهاج العبادة ، التي تعين الأفراد علي أنفسهم ، ثم لا تجيء العقوبة ، حين تجيء ، إلا لتسد ثغرات الممارسة في العبادة ، حتى يعان الفرد الذي قصرت به عبادته بالعقوبة ليبلغ مبلغ يقظة العقل ، و حياة الضمير ، و توقد الذهن.
                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:38 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:41 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:43 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:49 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:50 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:51 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:52 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:53 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:54 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:56 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:57 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:58 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:01 AM
                                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:02 AM
                                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:03 AM
                                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:04 AM
                                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:14 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:06 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:08 AM
  رد Mohamed fageer04-02-08, 04:30 AM
    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:05 PM
      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:07 PM
        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:08 PM
          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:09 PM
            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:10 PM
              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:11 PM
                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:12 PM
                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:14 PM
                        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:15 PM
                          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:16 PM
                            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:23 PM
                              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:39 PM
                                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:47 PM
                                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:44 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:59 PM
                                      Re: رد عمار محمد حامد04-02-08, 07:21 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 00:40 AM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:30 AM
                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:34 AM
                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:36 AM
                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:38 AM
                                            Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:40 AM
                                              Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:45 AM
                                                Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:46 AM
                                                  Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:49 AM
                                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:52 AM
                                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:58 AM
                                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:03 AM
                                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:07 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 07:23 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:34 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:35 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:36 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:37 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:39 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:40 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:41 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:42 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:46 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:47 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:48 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:49 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:50 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:52 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:53 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:54 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:55 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:56 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:02 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:04 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:06 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:08 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:09 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:10 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:11 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:12 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:13 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:14 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:15 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:16 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:17 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:18 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 03:33 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:06 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:44 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:04 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:05 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 11:34 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 03:19 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 00:31 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-06-08, 04:51 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de