"سندي وودز مان".. الصبيَّة حارسة البحر.. "صور للفضوليين"

Quote: تسبير الأرض بالطباشير 16 -7 -2005م (1) كاظم الزعيم ولد أجدع بكتير من التظنو فيهو،.. في قامة العشم وأطول شوية،.. أنا وهو كنَّا صغار، وأمَّاتنا كانوا زي كبابي الشاي، كملت لينا أم، وفضلت لينا واحدة،.. كاظم كان حبيب لبنات كتيرات، أقوليهو، يا ولد إنت منتهي خالص،.. يقول لي، وترقرق ضحكتو، أبداً يا محسن، دا هو الحب المبتدي خالص، كأنو بتزقلت عليّ،.. يخت الأورغ قدامو، نقول نعزف، يطير الكروان الكان جُوَّة الأورغ،.. وصورة آخر حبيبة لكاظم علي الجدار، تشق صدرها نافورة، ننزغم بعيد من حليب المطر،.. يقول هو: أورغن بدون قلب، ياخي الله ينعل تاريخك،.. ياخي أنا جعان،.. وعشاؤنا يكون كليلة أمس، والفول يقصِّر لدى نفس الموقع من الرغيفة،.. أوكي، هاك سَفَّة،.. ليه ح تبقى عشاء يعني؟ أهو بتطمم بطنك شوية،.. ليه ياخي؟ لأنو إحساس الشبع أصلاً بشبه الطُمام،.. يا خي بطِّل،... يغني: من جديد جيت تاني تكسر... صمتي بالنظرة الخجولة يا أمل عمري القبيل... يا سنين عامرات فصولها ماقدرت... أنساك من زمان... بس ضاعت أحلام الطفولة الحنين الجيتني بيهو جاني في لحظات ندم يا زمان ضيع صبانا وكل أشتات العشم من جديد جيت تاني كيف تبني فيني الانهدم بعد داك يقول لي: شفت "النخلي" دا خطر كيف؟ والأخطر "خالد الصحافة"! والأخطر منهم "مصطفى سيد أحمد" اللَّحنها! طيّب يا كاظم غَنِّي من كلماتك إنت؟ أبدأ أنا أدق على الطربيزة: تتا تا تراتا تا... تاتا تراتتا... الدنيا ياما تعلمّك،.. تتا،.. ياخي أقيف، أنا أشتر منك يا محسن ما قابلني،.. أضحك أنا،.. يدوزن هو الليل: بَكَّاني صمتك، وهَدَّ حيلي الانتظار،.. بَكَّاني ترحل في البعيد.. ولسه ما كمل الكلام بيناتنا.. ما طلع النهار والأورغن يعير ويعير، يشق جنائن وظلال ناس ورحراح موية وسواقي، والنخيل يزفزف هنا وهناك بتمرو،.. يزفزف النخيل بتمرو لامن تَطْعَم الريح، دا غنا شنو الطاعم دا؟ في 1997م... أُعتقلنا -أنا وهو ود. عمر السنوسي،.. يخرج هو قبلنا، ثم أتبعه أنا فعمر،.. أنا أطلع عيني ورمانة جداً، وبها خدش خطير، لأرسب في الجامعة،.. يهاجمني المثقفون –لمحاضرات سابقة ألقيتها عن سقوط المادية من خلال النسبية- في الوقت الذي تتشدد فيه حملات الاعتقال ضدي،.. أقوم بتمزيق ثلاث مجموعات من كتابتي، "ساندرا"، و"مسرحية قصيرة"، و"أطلس"، شعرت باليأس الذي جعل "مكسيم جوركي" يجرِّب الانتحار،.. فيهديني "كاظم الزعيم" قصيدة جميلة، من زمان كان يخلط أوراقي بأوراق عشيقاته، ربما لذلك يزيدني أرطالاً من الحب فوق ما أستحق،.. يكتب لي: لِسَّاك مجََّدع في العتامير الحريق أنساك مزعزع وصاري في طرفك طريق إلاك موزَّع شكليش تلاقيلك رفيق؟ في العتمة ضلك منكرب سابقك علي الشمس الطشيش ضهب المداخل والرمض وَهَن الخطيوات الدويش رهق احتمالك للمشي زامَل عذاب كونك تطيش صحرا قدامك... وراك حسرة تملالك عمر.. ويضيع عشم إنك تعيش شكليش تلاقيلك رفيق والضلمة فاتحالك سما العبرة سادالك طريق والجرح قدامك رمى قدرك تشيل.. ما فِضِل منَّك علي طول الطريق والسكة في عيونك عمى تسكن تفاصيلك تضيق تعرف ملامحك تسأما تتناطى للحرف الشليق والحزن في جوفك سما وخوفي عليك ... خوفي من غربة أو طولة مشي وانسكنت بلا وطن يدي المسافرين الهوية ويدي لى جسدك وشي وانتظرت براك قطار في سكة لا جابت غريب لا مرة صافَاها المشي يا ضل مساماتك عليك رقراق غباين واحتدام تحتك مشاويرك نجيع ومغموتة في كفك غمام لملم فضاءاتك هزيع واحزم مواعيدك ... قيام وشكليش تلاقيلك رفيق؟ الضلمة فاتحالك سما العَبْرَة سادالك طريق الجُرح قِدامك رمى وقدر تشيل ما فضل منَّك علي طول الطريق والسكّة في عيونك عمى تسكن تفاصيلك تضيق تعرف ملامحك تسأما تتهاوى في داخلك غريق والحزن في جوفك سما اليوم، وهو بأستراليا يراقب الهجمة على محسن خالد يزيدني أرطالاً أخرى، وألحاناً جديدة،.. كتب لي: حد ما غناك أدَّى العصافير وجهتا وشََّق المزامير بالنحيب ندّيك من فيض الأماني المفرطة وهجعة من زمن المغنين الحبيب نقسم معاك خبز الطريق .. شمس الأماني الفالتة والعِِرفة للزول الغريب حنشتهي الحزن المعاك… وضحكة صافية نحتحتا في صيف سنينك والمظنَّات القبيل داخراكا من آآآآخر شتا ما نحن ذات المُفْلِتين من ليل سفين ذات اللي كايسين الغُتا من ريح دروب… ومظنّات متخنجرة جايانا ما عارفين متى؟ نحن اللي واقفينلك… تعال فالدنيا ما خاتالنا بال عكس المشارق وجهتا يا صاحي ما شالك خيال الحق بصيرتك وألفتا على ضو نضيف ما تمشي في الشارع الختا من كونك هزمت الاحتمال مشيت …. شهِّيتني طعم الأغنيات السافرت خلفك تَرِح وأديتني من غيبتك سكات زمن الكلام الما سَمِح ما كنت يا صاحب تقول أو أقلّو إنك تقترح سفرا مسافاتو بتطول وانا راضي لو خطوك ملح لكن برااااااك غنيت بلاي خليتني لى حزنا بضوقو ملح ملح مشيت لوَّحت مد القدرة ما شالت إيديك رجعت نداءاتك … أسف ومتاح .. سبورة لى حصة قدر أشَّرت لكَمِّين قطار.. عندك المجهول .. وقف الكع وطوِّح في مداك تحتك الموية وقفاك.. سهم الكايسك هدف الكع ... سماك ما حمل الغيوم تتشابى لي محض الصدف كان تستريح من حزنك الرامي الفسيح ويسكت الجرح الفصيح ويطيب غناك... الكم …. نزف الكلمات هي حربنا ضد الحرب،.. (2) أقول لي كاظم ويقول ليّ،... العهود بيانتنا مرعيّة،.. خلاص عمرنا انملص من سنينو جلد ثعبان،.... وصنقر من جديد فوق دَكَّة ورق،... قريب إن شاء الله، تذهب إلى البحر فيصطحبك،.. بوسعك أن لا تذهب معه يا كاظم، ممكن تستغل انشغالو وتتعرَّف علي حقل، وتجلس لتسرِّح للقنقر شَعَرَاتو،.. يضحك هو، ويقول مزوِّغاً عينيه بعيداً كبورتريه جيفارا الشهير: قُرى كلها فترانة، وقاعدة، مستنية النهر يقول: محكمة،.. خلينا نطلع من هنا ياخ، أقول أنا،.. وأتاريها كانت الفُرْقة بتتاوق من ضِلَف الباب، ضِلَف القلوب، من كل فَرَق،.. بعد سنين (الفُرْقة) تضحك مننا، وننهرها اللديحة: يا بت روقي،.. (3) في يوم ما، الشمس فيه تكون قرييييبة، تمدلها إيدك، وتنفضها -"حَيْ"، تَشَّتني،.. أحلى القلم جيفارا،.. وأثوَر جيفارا القلم،.. هسي الليل دا بتقرطع كدا ساي يا كاظم؟ قصدك شنو يا مان؟ لا.. بس ما محتاج إسبرين نبلعو معاهو؟ ونضحك ويخجنا الضحك، زي مشينا.. وزي الأنا خجّيت العبّار جُوّه جردل المريسة،.. أقوليك، الساعة كم؟ الساعة تندمس في مكانك دا! ونص.. تمام مواعيد الطوارئ... وخيل السواري،... يا زول النوم رحمة،.. عارفو رحمة، لكن هو ذاتو النوم بكم كأس؟ حزين حزين، يا صديقي حزين، لدرجة تقوم تشتِّر حزنك بالشراب من المغارب للصباح.. والسَكَر يجَلِّي رأسك،.. ونبدأ نكضب علي الروح بالخيال، الدنيا الوهم دي تتلاصف من فَرَق القزاز،... ياخي المحشي دا خليهو يقاصد البيرة الباااردة دي،... وتضحكوا،.. يجاريني كاظم، في درب حندكة النفيسة بالغادي منها،... إنت عارفني ما بشرب، قول لي دي شية مبوِّخة،.. ماهو إنت ذاتك ما صاحبي، إنت صاحب روحي، وطاهر زيها،.. أيوة يا صاحب روحي، أنا بضرب نصك في العرقي، ولا تهم، ماهو القعدة كالآتي: الشية بالكانون، والعرقي بالجالون،.. وقاه قاه قاه،.. وكمان تتخيلوا مشيتكن في الشوارع، وتشوفوا البنات في مشيتن... وبدل طَق طَق.... كعب عالي البنات،... تسمعوا الصوت chـررر chـررر، كَبْ الشراب في الضلام،.. المزيد من الشراب، المزيد من إحالة الذات والواقع نحو العدم الوجودي، هرباً من العدم المعيش، المزيد من الشراب لتثوير الشارع بالسكارى،.. عسى ولعلَّ يموتون دون ألم أو يُفتح لهم باب القصر،.. أمَّا أوهامات كضابة يا كاظم! يا زول إنت مالك؟ أنا مالي كيف؟ النوم بقه غالي، والسكر أغلى منو، يعني ملوة الحلم تطلع بكم؟ ونضحك نص الليل،.. يا محسن إنت في الحلم بكم، وألا في جارنا "حسن" –بتاع الكارو- العرّس بالدين!.. وقاه قاه قاه، تتبعّج بطون الضحك الفاضية،... وووه، بالجد يا كاظم، ونضحك، ليه الجابرو شنو؟ أمانة عليك يا محسن دا سؤال، هسي الليل دا إنت وتلاتة حصين بتقطعوهو ساي كدي... بدون ريحة بنية وراكم وألا قدامكم، مش عندك مقطع يا محسن، بقول: المرأة ريح المضارب وسمعة القبيلة،.. أسألو أنا، أها ريح المضارب دي بكممممم؟ ونشيل الكوراك مع بعض،... أورررروووووووووووووك... دي غااااالية،.. أنسَ المضارب والفريق يا صاحبي، خلينا طاشين كدي،... طاشين "ملح"، كما يتشافَه ملونو الجزم بالأورنيش،.. طاشين "مجاناً"، كما كان يُكتب في دفتر التموين أيام الإنجليز،.. في يوم ما، الشمس فيه تكون قرييييبة، تمدلها إيدك، وتنفضها -"حَيْ"، تَشَّتني،.. أحلى القلم جيفارا،.. وأثوَر جيفارا القلم،.. (4) لغتك مجنونة يا كاظم وبتحنن كيف!؟ هسي تركيبة (شكليش) دي نجرتها كيف؟ أسمع يا كاظم طويل إنت وألا طويل الشعر؟ كدي أقيف علي حيلك وأتعابروا،... يضحك: بنطلع قَدَرا قَدَرا،.. أيووة، طيب ليه بتكتب لي أنا (تتناطى للحرف الشليق)، يعني أنا أقصر من قامة الكلام السمح،.. يقول هو، يا عوير، إنت محسنك الشايلو جواك دا أظنو ما صاحبك كويس، وإلا كان عرفته إنو محسن خالد الكلام البجي للناس في سُرَّتها دا، ما دايرو، داير كلام شمعدان ومدقوق في السقف، يتناطلوا مناطة، مرات تجيبو، ومرات تنقلب عليك طربيزة الطلوع، بس ما عمرك بتجيب أقلّ من دا،.. أضحك أنا، غايتو أكلتني حنك شاعر،.. أيووة يا مستهبل، أتمسكن، يقول هو،.. والله يا كاظم إنت أشطن مني، والدليل عدد البنات البريدوك،.. أبداً يا محسن البريدوك إنت أكتر، لكن إنت متوحش،... ياخي أنا طيُّوب، البنات هم المزاجن غريب، بت النشيشيبة ديك، الحلييوة، لو بتذكرها.. تأكلني حنك حبيبة، وإنت تاكلني حنك شاعر، ومحمد شمس الدين يأكلني حنك دجال، هسي أنا في أطيب مني؟ يقول لي، والله إنت عارف غير تقرأ وتكتب ما شايفلك أي نجاح، ويشيلنا الضحك.. منذ الطفولة وأنا أُخبئ قطاري في الدولاب،.. رحيلي الذي من البلاستيك، ألعب به كل يوم،.. كأنك يا كاظم لعبت معاي بقطار اللعبة دي،.. يقول: برضك يا قطار شايت في اتجاهين،.. أُكمل له: محطة تخرتنا من حضن ناس،.. ومحطة ترمينا في حضن أحباب تانين،.. يجيبني هو، هذه هي اللعبة، لكي تصبح أنشوطة الحنين المؤلم متدلية من يات ثقب في السماء،.. ويمشى رأسك مشنوقاً تحت السموات كلها،.. نقول: أو يا قطار تووووت، تقلع جذورك من حضن... تنسى ثمارك معلّقاً فوق جذع حبيبات كالشجر،.. أنت تنام وتذهب، ومن بعدك الحبيبة تُثمر طفلاً،.. عموماً الطفل يوثّق للرحيل لا للرجل،.. خلينا يا صاحبي كاظم نَسَبِّر الأرض بالطباشير، قصيدة منك، قصة مني، تنقلب الأرض سبُّورة،... أحبك لو تسبِّر الأرض بالطباشير،.. يضحك هو، والنيل نعمل فيهو شنو؟ ياخي النيل خليهو إن شاء الله يبقه أستاذ وألا ألفا، منعول أبوهو،.. أمممم، ياخي النيل غائب، ما تقطع فيهو، لا تأكل لحم أخيك ميتاً،...