"إنتا رايح ولا جاىّ"؟ فلسفة الزي الأنصاري : ال"على الله" و "جناح أم جكو"

Quote: كثيرا ما يوجه سؤال للسودانيين عن هذا الجلباب "جناح ام جكو" ولمن لا يعرفها هي الجلابية السودانية ذات الجيوب الخلفية والتي يلبسها أنصار المهدي - أذكر حينها أني كنت أتنقل من مدينة لأخرى وحتى يحين موعد السفرية جعلت أتجاذب أطراف الحديث مع الإخوة المسافرين - كعادتي دائما ، أقلل به عناء السفر- وأذكر أنه كان من بينهم إخوة يمنيين ، سألتهم عن حبهم للتجارة والتنقل فذكروا :أن كثرة تنقلهم هذه من دعاء أسلافهم " اللهم باعد بين أسفارنا " فتفرقوا أيدي سبأ. وعن عشقهم للعمل طوال اليوم دونما راحة ، وعن مدى استيائي من الدوامين - وهم الذين ابتدعوه في السعودية ( وهي فترتين للعمل صباحية ومسائية تأخذ جل وقتك وتجعل منك آلة ليس إلا إذ لا وقت لإجتماعيات أو حتى وقت للقراءة). وحدثتهم عن إذا ما احتاجت والدتي رحمها الله لحاجة بعد الظهر أ لاّ مجال لدي إلا للذهاب لدكان "اليمني" حينها - حيث ينام معظم أصحاب المحلات في تلك الفترة للراحة). فقالو لي : أن هذا من كسل السودانيين ، ألستم من يخيط الجلباب بجيبين حتى لا يتعب في لبسه - يعنون بذلك جلابية جناح أم جكو- ، فأثاروا حفيظتي "التلفيقية" مستعينا بسابقة الدبلوماسي السوداني والذي كان " مشلخ " حينما سأله مستضيفوه مالذي فعل بوجهك هكذا فقال لهم : أن هذا من فراسته حينما تعارك مع أحد الأسود وقتله في الغابة . فقلت لهم : أن هذا الجلباب يلبس دلالة على الكرم وليس الكسل كما تزعمون ! فقالوا : كيف ذلك ؟ قلت : بم يعرف الكريم عندكم ؟ أليس هو من ينفق حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه ؟ قالوا : بلى . قلت : تجاوز السودانيين حدود الكرم بلبسهم هذا الجلباب . قالوا : وكيف ذلك ؟ قلت : يلبس الواحد منا هذا الجلباب ويضع الصدقة في الجيب الخلفي ثم يمشي في الأسواق حتى لايعلم من أخذ الصدقة منه . ثم من بعد أن أنطلت عليهم القصة ذكرت لهم أن هذا الجلباب كان يلبس عند المناداة للحرب أيام المهدي لسهولة لبسه كما هو معروف في التاريخ . ياسين عمر صديق

(عدل بواسطة othman mohmmadien on 12-21-2005, 10:53 AM)