|
|
 Re: بيان من المجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية (Re: Ishraga Haimoura)
|
لم يتم الاتصال بالمجلس من أي جهة داخلية أو خارجية طوال تطورات هذا الأمر حتى يتسنى للمجلس إبداء الرأي من منظور بيئي وهو الجهة الحكومية المناط بها تنسيق كل الجهود لحماية البيئة بالبلاد ودرء المخاطر عنها، وهو يمثل الدولة في كل الاتفاقات الدولية المتعلقة بحماية البيئة. كما أن قانون البيئة (2001) يلزم كل المشاريع بتقديم دراسة الأثر البيئي قبل إصدار التصديق النهائي.
وفي سعيه لحماية الإنسان والبيئة انضم السودان إلى منظومة الدول الموقعة على اتفاقية بازل المتعلقة بنقل النفايات الخطرة عبر الحدود في عام 2002م وإلى جانب المواد المشعة والكيماويات السامة أدرجت الاتفاقية في الملحق 3 الفقرة 6 ضمن النفايات الخطرة، تلك المواد التي تحتوي على الكائنات الدقيقة وإفرازاتها السامة والتي من الممكن أن تتسبب في إصابة الإنسان والحيوان والنبات بالأمراض. يترتب على مصادقة السودان على هذه الاتفاقية الإلتزام بكافة بنودها فيما يتعلق باستقدام مواد خطرة أو تصديرها، وإعلام سكرتارية الإتفاقية وبقية الدول الأعضاء بذلك. من الواضح أن النفايات التي يزمع استجلابها من اليونان تحتوي على مثل هذه الكائنات الدقيقة، وعليه فإن إقدام السودان على استعمال هذه المخلفات سيعرض حياة الإنسان والبيئة إلى خطر كبير.
وقد اتضح أن هناك معارضة شديدة في اليونان من منظمات حماية البيئة ومنظمات المجتمع المدني لتصدير هذه النفايات البشرية للسودان ناهيك عن استخدامها محلياً، وبما أن الاستخدام المحلي لم يكن وارداً فإن السلطات اليونانية وجدت أن من الأسهل تصديرها لدول أخرى.
إن استقدام هذه النفايات قد ينطوي على مخاطر جمة ، فهنالك مؤشرات على وجود مواد مشعة فيها، كما أنها تحتوي على فلزات ثقيلة ، وهي سامة كما هو معروف، هذا إلى جانب محتوياتها من البكتريا والفطريات والكائنات الدقيقة الأخرى والتي قد تسبب الأمراض للنبات والحيوان والإنسان. إن جزء من هذه المخلفات يأتي لا ريب من مستشفيات ومراكز صحية مما يضاعف من أخطارها على صحة الإنسان. أضف إلى ذلك إن هذه الكائنات الدقيقة غريبة على بيئتنا ولا نعرف مدى تأثيرها على الكائنات الدقيقة والمكونات العضوية الأخرى الموجودة أصلاً في التربة في السودان.
إن السياسة الثابتة للمجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية تتمثل في الحرص على حماية البيئة والمواطن من أخطار النفايات القادمة عبر الحدود. من هذا المنطلق يرى المجلس أنه ليس من الحكمة استيراد مثل هذه النفايات التي يمكن أن تترتب عليها أخطار جسيمة على البيئة وعلى منتجاتنا النباتية والحيوانية وعلى صحة الإنسان على وجه الخصوص، كما يمكن أن تتمخض عنها آثار بعيدة المدى على البيئة في السودان.
د. صلاح حاكم
الأمين العام بالإنابة
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Ishraga Haimoura
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست