|
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري (Re: خالد الأيوبي)
|
أبيدجـــــان المدينـــة الأنثي .... 5
أجمل و أطعم و أشهي أكلـــة ، في مطعم شــعبي نرتــاده من حين لآخر ... صاحبته إمـرأه . كل طاقمه نســاء. هي و بناتها ، يطبخن الطعام و يخدمن الزباين بكل همة و نشـــاط و لطف. تضحك الأم - نسيت إســمها - و أنا أعاني مع كل جرعة أرشفها من شراب الجنجر الحادق ولا أستطيع مقاومة الألم في حلقي، فأقح بصوت عالي، ثم أعاود الشراب، فشراب الجنجر "الجنزبيل-لا يقاوم. تسألني و يترجم لي أحد الزملاء "أليس عندكم جنجر؟" عندنا ولكن لا نشربه هكذا .. قليلاً منه في القهــوة. تســــعد جداً عندما يترجــم لهـــا زميلي قولي : هذا أشهي طعــام آكلـــه في أبيدجــان
"أســيتا" فتاة مســلمة، في عقدها الثالث، موظفة في المنظمة في قسم التدريب، تدخل قاعة التدريب و تقف بكل ثقة أمام عشرات الرجال من الجنود و الضباط من ذوي القبعات الزرق، تحاضرهم عن عادات و تقاليد المجتمع في ساحل العاج وتجيب أعلي أسئلتهم. يحاورونها و يسألونها عن كل شئ .. بدءاً بالأكلات الشعبية و أنواعهــا ، مروراً بالمناسبات و الرقص والأغاني و إنتهــاءً بأماكن اللهو و صيد النســاء. فلا تتحرج أن ثجيب علي كل سؤال إجابات واضحة و مسئولة. في أيام الجمع تستبدل أســيتا الإسكيرت و البلاوز بالزي الشعبي المميز. فستان جميل بألوان هادئة يغطي كل جسمها، من أكتافها حتي قدميها، و عمامة كبيرة كعمامة ترباس بيضــاء مشغولة جوانبها بخيوط ملوبة تكسبها لمحة أنثويــة ، تغطي بها رأســها، و تحمل مسبحة في يدها تداعب حباتها كل حين، فتبدو كلوحة رائعــة رسمتها ريشــة فنان ماهر. تذهب أســيتا في جماعة من زميلاتها - كلهن في زي مشابه - لأداء صلاة الجمعة في المســجد. المرأة تســـير إلي جانب الرجل إلي المسجد. ولكنها تصلي في مكان مخصص للنساء. عشرات المساجد في أبيدجان تكتظ بالمصلين في يوم الجمعة. و تعود "أســيتا" بعد الصلاة لمواصلة عملها بكل نشاط.
دخلت إلي شركة الكهربــاء لمقابلة المسـئول بخصوص خطأ في حســابي، وكان المسئول أمرأة متوسطة العمر، وكان مكتبها مكتظــاً بأصحاب المعاملات و الشكاوي. لكنهم مصطفون بنظام. كل من يدخل يأخذ مكانه في الصف. لا تسمع لهم ضجيجاً ولا يرتفع لأحدهم صوت. لا أحد يخالف النظام أو يتجاوز من جاء قبله. و كل من يصل إليها يحييها بأدب: بونجور مدام لا ينادي أحد في أبيدجان إمرأة .. إلا أتبع مناداته بكلمة مدام أو مودموزيل. إستغرق و جوي قرابة الساعة كنت خلالهــا أتابع تلك الموظفـــة بكل دهشة و إحترام. عشرات المراجعين أمامها تستقبلهم واحداً واحداً ، يجلس علي الكرسي المعد له أماها، تستمع إليهم بكل إهتمـــام، تتفهم مشكلاتهم، ثم تطرح عليهم الحل. لم يعترض أحد و لم يرفع أحدهم صوته محتجاً، ولم تتوقف هي عن العمل لحظة طوال فترة وجودي. وكل واحد منهم - وكان أغلبهم من الرجال - عندما قبل أن يجلس يحييهــا : بونجور مــدام ، و عندما يغادر يشكرها : ميرسي مدام. التهذيب في التخاطب و التعامل سمة من سمات أهل تلك المينــة و لكن إحترامهم و تهذيبهم أمــام المـرأة أكثر و ضوحـــاً و أدعــي لإعجـــــابي.
و كنت هنــاك في عيد الأم ... ورأيت كيف تحولت الطرقـات إلي معارض لبيع الأزهـــار وباقـــات الورود. كميــة الزهــور المعروضة للبيــع في شــوارع أبيدجـــان .. أوحت لي بأن كل أم في تلك المدينـــــــة الأنثي قد تلقت في ذلك اليوم .. قبلـــة .. و وردة جميلـــة ..
.. وللحديث بقية
شـــارع .. في حي كوكودي (الذي غني له ألفـــا بلوندي ) ... في يوم عيــد الأم
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري | خالد الأيوبي | 08-25-05, 06:45 PM |
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري | إسماعيل التاج | 08-25-05, 06:57 PM |
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري | مبيوع | 08-25-05, 11:39 PM |
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري (2) | خالد الأيوبي | 08-26-05, 06:53 PM |
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري | خالد الأيوبي | 08-26-05, 06:54 PM |
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري | خالد الأيوبي | 08-26-05, 07:10 PM |
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري | خالد الأيوبي | 09-02-05, 11:01 PM |
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري | خالد الأيوبي | 09-17-05, 11:03 PM |
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري | salah elamin | 09-18-05, 01:20 AM |
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري | خالد الأيوبي | 09-18-05, 01:33 PM |
|
|
|