أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 02:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-26-2005, 07:10 PM

خالد الأيوبي
<aخالد الأيوبي
تاريخ التسجيل: 01-17-2004
مجموع المشاركات: 751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري (Re: خالد الأيوبي)


    (2)أبيدجان المدينة الأنثي

    إلتقيت ب "آدمو" للمرة الثانية في الكافتيريا. شاب إفريقي من بلاد النيجر، مقيم في كندا حيث يعد لرسالة الدكتوراة في العلاقاات الدولية. مهذب، لطيف وودود ككل الشباب الأفارقة الذين جمعتني به ظروف عملي ضمن بعثة الأمم المتحدة. قدمني إلي مرافقه وهو من أبناء النيجر أيضاً، وجلسنا سوياً نتجاذب الحديث. وكمن تذكر شئياً فجأة سألني آدمو:
    قبل أن أنسي يا خالد أريد أن أسألك عن أغنية سودانية، هل أجد لها تسجيلاً عندك؟
    ما هي؟
    ولأنه لا يعرف في العربية حرفاً واحداً، فكان لا بد له أن يستعين باللحن ليخبرني بالأغنية، خفض من صوته وبدأ يغني :
    - أجينا .. أجينا .. أجينا .... بطريب الهوب أجينا ....
    فتدخل زميله مشاركاً: فيزابو.. فيزابو .. أجينا.
    هاجت بداخلي مشاعر جميلة ووجدتني أنضم إليهم بصوتي الأجش: مشينا .. مشينا .. مشيــنا.

    حدثاني عن أثرالأغنية السودانية علي ثقافتهم الموسيقية أيام الطفولة و الصبا و كيف كانا يحفظان و يرددان الأغنيات السودانية. ولم يكن المشهد الأخير من جلستنا تلك شاذاً أو مثيرا للدهشة بمقاييس أبيدجان. أن يضبط آدمو الإيقاع بالطرق علي الطاولة في الكافتيريا المكتظة بالزبائن بينما يردد مع زميله أغنية سيد خليفة:
    يا عنبية .. ياعنبية و يا عنبية يا عنبيييييية.

    أتاحت لي تجربة العمل مع الأمم المتحدة، علي الرغم من قصرها، فرصة التواصل مع شباب من مختلف الأجناس. أحدهم "باولو فيريرا" رفيق دربي طوال ثلاثة أشهر. من بلاد البرتغال ، يعيش في لندن ويتحدث خمس لغات حية. إستأجرنا شقة سكناها معا، بعد شهر من إقامتي بالفندق، إتفق مزاجنا علي كثيراً: أثاث بسيط إخترناه معا، وديكوراً صنعناه بأيدينا و"بمزاج" واحد. وإختلف قليلاً: كان يهوي الطبخ، عكسي تماماً.
    - "ومن يطبخ لك إذا؟" سألني.
    - "زوجتي"
    - وقبل الزواج ؟
    - "أمي"
    - ولكن ... و كيف .... و لماذا .. وعدة علامات تعجب !!!!!!
    حينها أحسست بالخجل أصالة عن نفسي و إنابة عن كل الرجال السودانيين المحترمين جداً.

    كنا برغم التحذيرالرسمي لنا كموظفين في الأمم المتحدة ، نهوي الإختلاط مع عامة الناس والإندماج في حياتهم الشعبية. كنا نتوكأ علي إجادته للغة الفرنسية وعلي معرفتي للعادات والتقاليد الإفريقية. وبرغم إختلافاتنا الثقافية أوجدنا لأنفسنا أرضية مشتركة للتعايش و التساكن. طلبت له النسخة الإنجليزية من "موسم الهجرة للشمال" عن طريق الإنترنت. فبهر بها – إن صح التعبير- وقال إنها واحدة من أروع ما قرأ. حاول كثيراً أن يثنيني عن قراري بالتوقف عن العمل في أبيدجان والعودة إلي أمريكا. و قد كان حزيناً عند الوداع كما كنت.

    بأبيدجان خليط من الجنسيات، فجانب العاجيون هنالك الكثير من المهاجرين من دول الجوار خاصة "بوركينا فاسو" و يعمل غالبيتهم في المزارع والأعمال الهامشية، وأكثرهم مسلمون. و من الجاليات العربية هنالك اللبنانيون و الموريتانيون. أول لبناني ألتقيه في يومي الأول كان يملك صرافة لإستبدال العملة، إكتشفت بعدها أنه إستغل عدم معرفتي وإشتري مني الدولار بأقل من سعر السوق، وأذكر أنه كان يردد "أهلاً .. أهلاً بإبن العرب .. والله أنا عاوز أروح السودان". والثاني يملك كافتيريا صغيرة جذبتني إليها كلمة "فلافل" مكتوبة علي لافتتها. رأي اللبناني عربة الأمم المتحدة الفارهة فزحم اللبناني أذني بعبارات ترحيب زائفة. ومثل صاحبه أخذ مني مبلغاً أكثرمن إستحقاقه. أدركت ذلك وأنا أقرأ الأسعار ولكنه كان قد "كتل قلبي" بلطافته الزائفة فلم أشأ أن أحرجه و"خليتو لي الله ".
    يمتلك اللبنانيون المصانع والشركات و العقارات والمحال التجارية الكبري، بينما يكتفي الموريتانيون بإمتلاك "الكناتين" الصغيرة في الأحياء، فتجد الواحد منهم يعمل و يسكن ويعيش في دكانه الصغيرفي ظروف تنعدم فيها أبسط مقومات الحياة الصحية. حال الجاليتين هناك كحال الأغاريق و اليمنيون في سودان الستينات.

    أثرت الحرب الأهلية كثيراً علي الحالة الأمنية في أبيدجان، فكان النزوح إليها سببا رئيسياً في تفشي حالات العطالة والسرقات و النهب. لذلك فإنك تلاحط أن كل الأبواب و النوافذ في المنازل و المحال التجارية مؤمنة بسياج حديد مثبت بقوة علي الجدران ولن تجد في كل أبيدجان منزلاً أو بناية بدون حراسة. و كموظفين في المنظمة لم يكن يتسني لنا أن نسكن في شقة أو منزل قبل أن يتم تفتيشه من قبل قسم "السيكيوريتي" والتأكد من سلامته من ناحية أمنية، وقد كانت من أهم شروط السلامة الأبواب و النوافذ المؤمنة.
    عندما ذهبت لإستبدال الدولارات في الصرافة بالمركز التجاري الكبير "سوكوسي". فتح لي صاحبها اللبناني بابًاً حديدياً مثل باب الحراسة وأغلقه علي من الخارج ب"طبلة" كبيرة فصرت مسجوناً في مساحة صغيرة لا منفذ لها إلا ذلك الباب الحديدي الموصد خلفي و نافذة حديدية مغلقة أمامي. و بعد ثوان فتحت النافذة وكان خلفها سياج من قضبان حديدية متينة، أطل اللبناني من خلفها و مد يده من بين القضبان و تناول الدولارت .. أولاً ، و عدها مرتين وثلاث، ثم ناولني المقابل بالفرانك العاجي و أغلق النافذة بإحكام وأختفي وراءها. وبعد دقائق فتح الباب الذي خلفي مرة أخري وأطلق سراحي من الحراسة ، بعد أن حكم علي سراً بغرامة قيمتهاعدة فرنكات أخذها دون مبرر ودون أن ينطق أمامي بالحكم ... "إن شاء الله ما تنفعو".

    قبل ثلاثة أيام من مغادرتي أبيدجان.... تم الإتصال بنا في الصباح الباكر بواسطة جهاز الراديو – اللاسلكي- وإبلاغنا بعدم مغادرة المنزل إطلاقاً. ولم تزد الرسالة عن القول بأن"الوضع الأمني سئ في الخارج" .كان وقع النبأ علي قاسيا جداً وأنا غاب قوسين من السفر والإلتقاء بأسرتي بعد طول غياب ..... وخرجت من باب الشقة أبحث عن تفاصيل .. من الحارس و الجيران .... فإلتقيت ب "ألفا بلوندي"

    كان ألفا بلوندي .... بشحمه و لحمه و شعره "البوب مارلي" منسدلاً علي جابني وجهه... يطل من بلكونة شقته ،،، فحياني بإنجليزية فصيحة:
    ( صباح الخير ... مستر علي.)

    من هو مستر علي ؟ هذا ما س
    جيب عليه لاحقاً .. أما الحديث عن ألفــا بلوندي .... فذو شجون


    ALPHA BLONDY
                  

العنوان الكاتب Date
أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري خالد الأيوبي08-25-05, 06:45 PM
  Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري إسماعيل التاج08-25-05, 06:57 PM
  Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري مبيوع08-25-05, 11:39 PM
  Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري (2) خالد الأيوبي08-26-05, 06:53 PM
  Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري خالد الأيوبي08-26-05, 06:54 PM
  Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري خالد الأيوبي08-26-05, 07:10 PM
  Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري خالد الأيوبي09-02-05, 11:01 PM
    Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري خالد الأيوبي09-17-05, 11:03 PM
      Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري salah elamin09-18-05, 01:20 AM
  Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري خالد الأيوبي09-18-05, 01:33 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de