احرقوا محل والدى التجاري ...............................

Quote: من ادين ؟ هل ادين صمتي علي تجهيلهم ، ام مقاتلتنا لهم ، او اذلالنا لهم ، ام ..... ان كنت ادين احد ، فأدين حكوماتنا التي تعاقبت علي حكم السودان حتي هذه الحكومة ، ادين مشاركتنا الجماعية بالصمت عل كل ما ارتكب بحقهم ، مما شوه اعماقهم ،‌ ماذا ننتظر ممن تركناه يترعرع في الشوارع و الازقة ؟ ماذا ننتظر ممن جوعناه لنشبع نحن ؟‌ما ننتظر ممن استعبدناه ؟ ماذا ننتظر ممن خدم منازلنا بما لا يسد رمقه ، وان تكرمنا عليه رمينا له بفضلات وجباتنا ، ماذا ننتظر ممن حرمناه الامن والطمأنينة لننعم بها نحن ؟ ماذا ننتظر ممن لا يعرف ماذا تعني الام او الاب ؟ ........... ان الشجب او الادانة او الاستنكار لأحق بها ما مارسناه نحن في حقهم .... هذا حصاد ما زرعناه اخي تولوس ، انها الحقيقة التي نهرب منها . احرقوا حصاد قطرات عرق طاهرة تقطرت لما يربو عن الخمس وعشرون عاما من جبين والدي قضاها في خدمة الدولة السودانية ، حصاد لقيمات قذفت له بها الانقاذ عندما القته هائما علي وجهه في العام 1991 . احرقوا بعض من حصاد عشرون عاما من الضيم قضيتها بين جهاز المغتربين والغربة ، ملاليم جمعتها بشق الانفس ودفعت بها لكريم اسرة خرجت من بين اصلابها . احرقوا متكأ ظهر استند عليه اخوتي حتي اخر العنقود في اكمال تعليمهم حتي الجامعي . احرقوا مصدر رزق تفرق بغير من علي الاهل والاصدقاء ، بين مريض لم يجد ما يداويه بالولايات ، او منتظر علي ارصفة السفر والارتحال ، او طالب قدم من ولايات السودان المختلفة يدفعه العشم في صلة رحم او حبل ود ممدود . اسف عميق يعتصرني ولكني لم اكن ناقم عليهم أليس هذا حصاد ما زرعه اولو الامر فينا و بمباركتنا ؟ اورثونا صحائف بالية ، فحافظنا عليها وحفظنا ما بها ، قاتلناهم قتال المعتدي الغازي وكثير من دمائنا نزفت جنوبا ووريت كثير من الاجساد دونما ان نشيعها او نلقي عليها نظرة وداع ، استعبدناهم بما فاق ما كان في دولة الجاهلية وكبلناهم بالاصفاد ، تعمدنا تجهيلهم والرمي بهم علي قارعة الطرقات ، ففرقناهم اشتات بداخل المليون ميل مربع حتي فاضوا علي ما جاورنا من دول ، تنعمنا بالوئام الاسروي حتي شببنا عن الطوق ، بينما حرمناهم النعيم الاسروي ودفئه فشوهنا ملامح تكوينهم الداخلي ، فعندما لاحت لهم بارقة امل في غد مشرق وحق لهم الحلم بالانسانية والحياة ، تعلقوا به ونسجوا كل احلام يقظتهم ومنامهم حوله ،‌ و فجأة انسرب ذلك الامل من بين ايديهم وارتحل الي حيث اللاعودة ، فعمي بصرهم عن حقيقة الاشياء ، اما بصيرتهم فقد اعميناها نحن ، فهل يحق لنا ان ننشدها ؟