سـودانـيـون في معســكرات الذل !!!!!

Quote: الأستاذ الصحفي / خضر عطا المنان المحترم تحية طيبة .. وبعد أولا : اعتذر عن ازعاجك بهذا الموضوع . ثانيا : أنا من مدمني سودانيزأونلاين والمتابعين الدائمين لما تكتبه أستاذي خضر وما رأيته لديك من اهتمام بقضايا الوطن وما يلاقيه أهلنا هناك من عذاب في كل مناحي الحياة . ثالثا : ما جعلني أكتب اليك هو هذا العنوان : سودانيون في معسكرات الذل .. والذي جعلني أشعر وكانك تخاطبني من على البعد. رابعا : الشكر أيضا الى الأخ (ملامح) الذي وضع أيضا اليد على الجرح بما قاله عن لبنان وأوضاع السودانيين فيه .. والشكر أيضا كثيرا وكثيرا جدا للأستاذ (هشام مدني )والذي أبدى اهتمامه الكبير بقضيتي . أستاذي : خضر لقد دخلت الى لبنان عن طريق الميناء عام 1999م وتقدمت بطلب لجوء أملا في حياة تحفظ لنا الكرامة بعيدا عن الذل والمعاناة . في يوم 25/1/2003م قامت السلطات اللبنانية باعتقالي وتمت محاكمتي وكان قرار المحكمة حبسي لمدة شهر وغرامة قدرها (50,000) خسمين ألف ليرة لبنانية . يوم 18/8/2004م تم اطلاق سراحي بوساطة من مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان .. وتم تحديد موعد يوم الجمعة 27/8/2004 لمقابلة المسؤول في هذا المكتب . عند حضوري في الموعد المحدد فوجئت برفض طلب اللجوء الذي سبق ان تقدمت به اليهم سابقا.. وقد كان هذا الرفض صدمة كبرى بالنسبة لي جعلني أرى الحياة من حولي سوادا واصابني بالاحباط .. خاصة وأنه قدجاء بعد قضائي مدة 19 شهرا سجينا .. ولكن لاحساسي بعدالة قضيتي عاودت الاتصال مرة اخرى بمكتب الامم المتحدة في لبنان ولكن من دون فائدة .. خاصة وانني كنت اتعشم بان يشرحوا لي ماهي الشروط التي يجب ان تتوفر لأي شخص حتى تنطبق عليه صفة لاجئ . وهنا لابد أن أعرفك أستاذي خضر بأن مقابلات مهينة ومذلة قد تمت معي خلال فترة سجني .. حيث استجوابات تطول بالساعات .. كان اولها يوم 15/3/2003م وقد تمت داخل غرفة الزوار المليئة بهم وذلك بسجن ( رومية) وقد تعرضت لاستهزاء كثير من حرس السجن . في يوم 2/12/2003م تم استدعائي الى مكتب الأمن العام التابع لادارة سجن ( كريتاس ) وذلك بحضور كل أعضاء المكتب . يوم 6/12/2003م جرت معي مقابلة اخرى هذه المرة داخل صيدلية السجن وهذه ا لمقابلة بالذات تمت أمام مجموعة من الناس لا اعرفهم وقد جعلني ذلك مرتبك وغير قادر على التركيز او الاجابة على الاسئلة الموجهة لي من قبل المحققين . في يوم 27/5/2004م تم استدعائي مرة اخرى لمكتب الأمن العام وقامت احدى اللبنانيات باستجوابي لبعض الوقت ثم أعادوني للسجن مرة أخرى . وبنفس الصورة كانت المقابلة الاخيرة لي مع ادارة الأمن العام التابع لسجن ( كريتاس ) بتاريخ 14/8/2004م .. والتي بعدها بأربعة أيام تم اطلاق سراحي وتسليمي الى مكتب الامم المتحدة . أستاذي خضر ان الضغط النفسي والاحباط الرهيب الذي عانيته خلال فترة السجن جعلني أفقد الأمل في أي حل لمشكلتي حتى اعيش حياة طبيعية كبقية البشر . أنا الأن فاقد الاطمئنان حتى وانا خارج السجن .. حيث أنني مهدد في أي لحظة بالتسفير للسودان اذا لم تعمل الامم المتحدة على مساعدتي والبت في طلب لجوئي سريعا. كما أن هناك مسألة أخرى لابد من ذكرها وهي السلوك الذي كانت تتبعه معي اللبنانية الموظفة بمكتب الامم المتحدة كلما أجرت معي مقابلة حيث المعاملة بتعالي وغطرسة وفوضى وعجرفة تجعلك تفقد أي امل في قبولك كلاجئ .. خاصة وانها كانت دائما تردد عبارة ( الامم المتحدة لن تفعل لك شيئ أبدا) . عموما هذا اختصار لما الاقيه وما عانيته يا أستاذي وقد تقدمت بطلب آخر سلمته لمدير مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان بتاريخ الجمعة 17/9/2004م راجيا منه اعادة النظر في طلبي السابق وقرار رفضهم له.. ولكني لم أتلقى رد حتى الساعة .. وقد ذهبت يوم 5/10/2004م للاستفسار عن مصير طلبي الاخيرهذا الا أن الحارس الخارجي رفض السماح لي بالدخول رغم محاولاتي توضيح الوضع له فرجعت من دون أن أحصل على اجابة عن مصير طلبي .. وهذا ما جعلني ألجأ اليكم علكم عبر منبركم الحر تجدون لي مخرجا .. حيث لم يتبقى لي من أمل الا ما تقوم به أستاذي ومعك الأستاذ هشام في جنيف . أنا فعلا وضعي حرج للغاية ولا أريد اعادتي للسودان لاني مصيري هناك سيكون سيئ بحكم انني قد طلبت اللجوء في لبنان كما انني هنا في لبنان اعيش غير آمن وغير مطمئن .. واني افضل الانتحار هنا من العودة للسودان لاني اعرف ماذا سيكون مصيري هناك . والأن ليس لدي عمل ثابت او مصدر دخل للاعاشة وانما اعيش بمساعدة أخوة واصدقاء سودانيين طيبين واصيلين هنا ولكني اتمنى ان اعيش وانا قادر على اعالة نفسي ناهيك عن اهلي في السودان . لذا أرجو الاهتمام والمساعدة وأنا ليس لدي الا الانتظار لرد منكم . ولك كل الشكر والتقدير .