|
Re: السـودانيون مهجريا مآزق العودة ومآزق البقاء احمد محمود/امريكا (Re: jafar hashim)
|
الاخ احمد محمود اثار في هذا المقال الهام خواطر وددت ان اثيرها املا في القاء المزيد من الضوء لا غبار علي الهجرة الاختيارية حيث يقع علي صاحبهامواءمة حياته وترتيب اوضاعه من منظور فلسفته الخاصة و تبنيه برنامجا يستوعب مواعينه. النزوح الداخلي الذي تم داخل السودان منذ الثمانينات بسبب الجفاف و التصحر كان ضغطا اقتصاديا حادا دفع بامواج السكان قسرا بحثا عن الحياة حيث تركوا خلفهم اراض بورا وضروعا جفت وسواما نفقت. كما نزحت الافواج الاخري بسبب الحرب في جنوب السودان ومنطقة جبال النوبة و جنوب النيل الازرق منذ 1983 وحتي قبل وقف اطلاق النار بين الحركة و نظام الجبهة قبل عامين. وعلي الرغم من نزوح هؤلاء نتيجة حرب ضروس دفعتهم اجبارا بحثا عن ملاذ فان اطراف المدن هي التي فتحت فراغاتها لهم في شكل السكن العشوائي وحتي في مساكنهم البائسة طاردتهم حكومة الجبهة بالبلدروزرات واليات الهدم والتكسير وليست باحداث دارالسلام في التسعينات و ما اعقبها وحتي احداث سوبا الاسبوع الماضي ببعيدة عن الاذهان حيث ارتبط النزوح الداخلي بالموت والقتل عندما تاتي سلطات امن الجبهة وبوليسها وجيشها مدججا بالسلاح لازالة السكان و العشش عن وجه الارض!! و هناك كثير من الدراما المآسوية الت صحبت تجربة النازحين داخليامن معاناة طاحنة افتقدوا فيها الي ابسط مقومات الحياة حتي مياه الشرب النقية. ومن بعد سقط شهداؤهم من النساء و الاطفال و كبار السن من اجل شبر في ارض هي امهم وملاذهم البديل قسرا لديار تركوها خرابا.اما الذين قادهم بعض الحظ الي نزوح خارجي تعدوا الحدود ولاذوا الي دول مجاورة كخطوة اولي الي عتبات ما يعرف لدي الامم المتحدة ب" اللجوء السياسي" وهؤلاء ايضا اضطروا قسرا وللسببين المشار اليهما آنفا كليهما او احدهما. و يصحب عملية اللجوء لمسات انسانية مشهودة وترغيب في اقتناص الفرص التي تتوفر لهم لتطوير امكاناتهم العلمية او في مجال العمل الا ان درجة هضم اللاجئين لعملية اعادة توطينهم او تأقلمهم ولا اقول انصهارهم في بيئة جديدة ومختلفة او حنينهم الي وطن طردوا منه قسرا تتباين وتختلف. وبهذا الوصف يمثل اللاجئون السودانيون المتواجدون بالعالم الاول سواء اكان باوربا او امريكا او كندا او استراليا او او نيوزيلندا او او.... يمثلون قطاعا اجتماعيا وثقافيا يكبر و يتنامي خارج الوطن. ولاول مرة في تاريخ السودان يصبح الاجئون السودانيون رقما لا يستهان به في سجل المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة . ويحتاج منا الي افادات خاصة بتجاربهم في تلك الاصعدة حتي نتمكن من توصيف موقعهم او ادراجهم بين رحا مأزقي العودة او البقاء او دونهما ن مازق!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|