|
يمزقون الوطن ويسعون في ايقاد فتن أكبر ..ارفعوا ايديكم عنه
|
نقلا عن ايلاف الالكترونية وعذرا للزميل الاستاذ عثمان العمير على النقل غير المأذون ، لكن الموضوع أثار اهتمامي بشكل كبير
موفد " إيلاف" إلى الخرطوم: تعالت أصوات خلال الأسبوعين الماضيين في الخرطوم تطالب بتنظيم استفتاء في شمال السودان وأن لا يقتصر الأمر على الجنوب في حالة التوقيع على اتفاقية للسلام يتوقع أن تنهي أطول حروب القارة الإفريقية ، وأضحت بعض التنظيمات السياسية تطالب علناً بقيام دولتين في البلاد بعد فترة انتقالية.
وكانت الحرب في جنوب السودان اندلعت في صيف عام 1955 انطلاقاً من مدينة "توريت" واستمرت حتى مطلع السبعينات حين وقع نظام الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري اتفاقية سلام مع حركة " الانانيا" (تعني بلغة أهل الجنوب الحشرة السامة) بيد أن نميري المتقلب والذي كان يتقافز من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين خرق اتفاقية السلام تلك ، مما أدى إلى اندلاع الحرب من جديد في مطللع الثمانينات.
واقام تنظيم جديد يسمى " كيان الشمال" الثلاثاء الماضي ندوة حاشدة في قاعة " الشارقة " المجاورة لجامعة الخرطوم , وهي أعرق الجامعات السودانية ، تحدث خلالها بعض قادة التنظيم مطالبين أن لا يقتصر الاستفتاء الذي يفترض تنظيمه بعد ست سنوات على الجنوب ، وقالوا إن الشمال لابد أن يستشار في الأمر وأن الشماليين يرغبون بدورهم "بالتخلص وإلى يوم القيامة من أعباء الجنوب وابتزازه " على حد قول أحد المتحدثين.
ولأول مرة في تاريخ السودان يقتصر تنظيم سياسي في عضويته على القبائل السودانية التي تعيش شمال الخرطوم وأبرزها قبائل " الجعليين " والشايقية " و"الرباطاب" و"الدناقلة" و"المحس" و"الحلفاويين ".
تجدر الإشارة إلى أن جميع الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم البلاد ينحدرون من هذه القبائل بما في ذلك الرئيس الحالي عمر حسن احمد البشير باستثناء إسماعيل الأزهري أول رئيس سوداني الذي ينحدر من غرب السودان.
وتتضارب التكهنات حول موقف النظام الحالي ، الذي يدير البلاد بقبضة من حديد ، من تنظيم " كيان الشمال ". ويقول مطلعون إن التنظيم يحظى بدعم خفي من نائب الرئيس ورجل النظام القوي على عثمان محمد طه ، وهو ينحدر من قبائل " الشايقية " العربية التي تقطن منطقة "مروي" في الشمال ، في حين ذكرت مجلة " الخرطوم الجديدة " , القريبة من دوائر الحكم في عددها الأخير أن الرئيس البشير (ينتمي الى قبيلة الجعليين العربية في الشمال ) هاجم بشكل مبطن خلال لقاء مع قيادات الحزب الحاكم تنظيم " كيان الشمال " وتوجهاته.
ويضم تنظيم " كيان الشمال " مجموعة متعلمين وأطراً بارزة إضافة إلى عسكريين متقاعدين قاتل معظمهم في الجنوب.
وتحدث أحدهم في الندوة المشار إليها وهو الفريق متقاعد إبراهيم الرشيد فانتقد بشدة فكرة استمرار الشمال والجنوب في دولة واحدة وقال "إن حرب الجنوب أجبرت بعض الشماليين على العمل رعاة للجمال في دول الخليج لقاء راتب لا يتعدى 300 دولارً أو غسل الأطباق في مقاهي ومطاعم أوروبا ".
وطبقاً لمصادر مطلعة في الخرطوم فإن الحكومة كانت تنفق حوالى ثلاثة ملايين دولار يومياً على الحرب ، ورغم الهدوء الذي يعرفه الجنوب حالياً فإن الحرب في دارفور (أقصى غرب البلاد ) تكلف الحكومة المبلغ نفسه.
وكانت تقارير غربية وأخرى للأمم المتحدة أشارت إلى أن حرب دارفور تحولت إلى مأساة إنسانية وأنها تسببت في مقتل مئات الآلاف من الناس وأدت إلى نزوح حوالي 800 ألف لاجئ. وتقاتل القوات الحكومية هناك مدعومة من مليشيات للقبائل العربية تسمى " الجنجاويد " قوات التمرد التي تضم قبائل من أصول أفريقية تقودها حركتان هما " حركة العدالة والسلم " و " حركة تحرير السودان ".
وفي سياق ذي صلة طالبت حركة شمالية أخرى تسمى " منبر السلام العادل" إشراك المناطق التي تشعر بالغبن في غرب وشرق البلاد في المفاوضات الجارية حالياً في نيفاشا(كينيا). وذكر بيان أصدرته هذه الحركة ووزع على نطاق واسع في العاصمة السودانية إن هدفها هو " السعي نحو سلام عادل كحل لمشكلة البلاد وتجنب التوقيع على اتفاقية تهدر حقوق المواطن الشمالي ثم استفتاء السودانيين عامة في تقرير مصير السودان ".
وأصبحت مثل هذه الشعارات تجد قبولاً وسط الشرائح المستنيرة في البلاد ، ويقول شماليون إن أي استفتاء حول تقرير المصير في شمال البلاد ستكون نتيجته كاسحة لصالح انفصال الجنوب. ولأول مرة في تاريخ السودان تصبح النزعة الانفصالية هي الطاغية في الشمال بعد أن كان الذين يدعون إلى ذلك وعلى استحياء حتى ثمانينات القرن الماضي ينعتون " بالخونة ".
وكان النظام الحالي في بداية سنواته اعتبر أن حرب الجنوب " حرباً جهادية " من أجل تثبيت وحدة البلاد ، بيد أن ذلك "الجهاد" لم يعد له أثر الآن في مفاوضات نيفاشا.
|
|
|
|
|
|
|
|
|