حتى لا ننسى وما أشبه الليلة بالبارحة -من الأرشيف -

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 12:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-23-2004, 05:15 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حتى لا ننسى وما أشبه الليلة بالبارحة -من الأرشيف -

    مسارب الضي

    لوجه من؟

    الحاج وراق

    كتب الطاهر ساتي بصحيفة الوان انهم انفصاليون لوجه الله، يقصد شخصه والتيار الانفصالي المتنامي وسط الاسلاميين والذي عبر عنه الطيب مصطفي في مقالة- سابقة نشرت في ثلاث صحف يومية في نفس اليوم خارجا علي قواعد النشر الصحفي لتأكيد دعوته الانفصالية، وقد اعتاد الاسلاميون علي مصادرة المناقشات بتاكتيكات شتي، من بينها طابع الادعاء المستمر بأن مواقفهم وآراءهم انما تعبر عن العناية الالهية، بما في ذلك موقفهم السابق مع وحدة السودان وموقفهم الحالي الزاعم بأن الانفصال لوجه الله.

    ومن الصعب الادعاء بمعرفة مناط رضا السماء، فالمؤمن الحق عليه ان يجهد خائفا وراجيا في مرضاة الله، فإن ذهب به التخرص الى ادعاء معرفة وثوقية بشأن السماء يكون حينئذ قد دخل في زمرة الاستكبار، وهؤلاء موعودون يقينا بقصم الظهر، اما الارض واحداثياتها وعلاقاتها فيمكن الحديث عنها بيقين اكبر وهنا ايضا تشكل الوثوقية احد اهم آفات المعرفة، وفي هذه الارض الغبراء فإن الراجح عندي انه ما من جهة سياسية لديها مصلحة في تقسيم السودان سوى اسرائيل، اذا فدعوة الانفصال انما هي لوجه الموساد، وما من عاقل يعتقد بأن الموساد من الخيرية بحيث يستقبل وجه الله.

    هذا من باب السجال حتى لا تصادر المناقشات السياسية ابتداءً.

    وبعيدا عن السجال، سواء لوجه الله ام لوجه الموساد، فإن افضل للبلاد مناقشة قضاياها السياسية بعقل مفتوح، بعيدا عن زعم الثوابت في السياسة، او ادعاء القداسة او رسم الخطوط الحمراء وهي كلها من تولين طرف منفرد مستكبر كثيرا ما يضطر الى تغيير لون دهانه الاحمر الى اخضر وبالعكس.

    السياسة علم المتغير والمتحرك، ليس فيها عجول مقدسة، وان كان هناك من قداسة فالاجدر بها وحدة التراب الوطني، ولكن حتى هذه في تقديري افضل أن تتأسس على الشك والتساؤل والفحص لتأسس علي الاختيار الحر لا على الفرض والاكراه.

    واذا وضع الاسلاميون وحدة البلاد نفسها موضع التساؤل فهم مطالبون ان يضعوا كذلك ما يزعم بانه من الثوابت على طاولة التقصي النقدي.

    وحجة الانفصاليين الرئيسية اننا في الشمال مختلفين عن الجنوبيين والافتراض المضمر وراء ذلك ان الاختلاف ظاهرة سلبية وان الايجابي هو التجانس الآحادي، وهذا الافتراض خاطئ بالمنطق وبالتاريخ.

    خاطئ منطقيا لان الخصب او النماء انما هو لقاء المختلف، خصب الافكار نتيجة لقاء الرأي والرأي الآخر، والحقيقة بنت المناقشة، وخصب الطبيعة لقاء الارض والسماء وخصب الحياة الانسانية لقاء الذكر بالانثى، والذين يبحثون عن الخصب في التجانس الآحادي انما يبحثون عن الخصب في المخنث وهيهات.

    يفكر العقل الانساني بالثنائيات والزوجية، الخطأ والصواب، الخير والشر، الظلام والنور، الموجب والسالب، الشرق والغرب، الشمال والجنوب.

    وعن ذلك ينص القرآن الكريم «ومن آياته خلق السموات والارض واختلاف السنتكم والوانكم» «الروم 30» «واختلاف الليل والنهار وما انزل الله من السماء من رزق فاحيا به الارض بعد موتها.. آيات لقوم يعقلون» «الجاثية 45».

    ولذلك يقول العارفون بضدها تتمايز الاشياء.. وعليه فإن العقل الآحادي الوثوقي الذي يرى لوحة الوجود بتشكيلة واحدة ولون واحد انما هو العقل العقيم، عقل اضل من عقل البهائم.

    بينما العقل الخصب يرى الوحدة والتناقض، الانسجام والصراع، ويرى وحدة النوع وتكاثر الاجناس، العقل الخصب عقل قلق تقض مضاجعه الوساوس والشكوك فيتقدم للاجابة على الاسئلة المقلقة فما أن يحلها حتى تنشأ اسئلة وشكوك جديدة، وهكذا يتقدم بمهماز الحيرة والشك.

    وكما العقل كذلك المؤسسات، المؤسسات القوية هي التي تحمل مدى واسعاً من التنوع والاختلاف دون ان تنكسر، والتنوع دافع الحيوية والقوة، اما المؤسسات الآحادية فانما هي المؤسسات الميتة، فالمقابر بلا صخب او اختلافات لان سكانها من الاموات.

    وليس مصادفة ان كلمة عبقرية اصلها اللغوي اللاتيني مشتق من genius بمعني المزج، وكل عباقرة التاريخ انما مزجوا بين اشياء كانت من اختلافاتها تبدو عصية على المزج.

    وهكذا الحضارات العظيمة العبقرية انما نشأت في المناطق التي تمتزج فيها تيارات ثقافية مختلفة ومتنوعة لقد مزجت الحضارة الفرعونية حضارات افريقيا والبحر المتوسط، مزجت اليونانية حضارة الشرق والغرب، وهل هي مصادفة ان الحضارة الاسلامية بدأت في مكة حيث ملتقى طرق التجار ومقر اصنام وثقافات القبائل العربية المختلفة؟ وقد شكلت الحضارات الاسلامية في فترات ازدهارها بوتقة انصهار عبقرية للثقافات العربية والفارسية والهندية والافريقية وذلك كان احد اسباب ثرائها وحيويتها، وعلى ايامنا المعاصرة الحالية فإن الولايات المتحدة الامريكية من اكثر البلدان تنوعا واختلافا وما من احد يمكن ان يشك في قوتها.

    إن اجمل الحدائق التي تزهر فيها الورود مختلفة الالوان، واقوى واصح واجمل الكائنات انما هي التي تثمر عن لقاء الاباعد.

    وهكذا فان الاختلاف نماء وحيوية والآحادية المتجانسة افقار وموات، والذين يريدون فصل الجنوب بزعم الاختلاف، سيقوم ذلك الى مفارقة مفجعة سيبدأون بفصل الجنوب، فيكتشفون كذلك اختلاف جبال النوبة، واختلاف الغرب، ثم الانقسنا ثم البجا وهكذا تكرر مقصلة الفصل حتى تفض الاسرة الواحدة نفسها، فالاسرة انما تقوم هي ايضا علي اختلاف الذكر والانثي وذلك بالطبع مصدر خصبها ولكن الفاشيين اذ يريدون الآحادية المتجانسة انما يريدون اخصاء العالم بالطغيان








                  

العنوان الكاتب Date
حتى لا ننسى وما أشبه الليلة بالبارحة -من الأرشيف - jini05-23-04, 05:15 PM
  Re: حتى لا ننسى وما أشبه الليلة بالبارحة -من الأرشيف - jini05-23-04, 05:20 PM
  Re: حتى لا ننسى وما أشبه الليلة بالبارحة -من الأرشيف - Elmosley05-23-04, 05:21 PM
  Re: حتى لا ننسى وما أشبه الليلة بالبارحة -من الأرشيف - jini05-23-04, 05:26 PM
    Re: حتى لا ننسى وما أشبه الليلة بالبارحة -من الأرشيف - osly205-23-04, 05:53 PM
      Re: حتى لا ننسى وما أشبه الليلة بالبارحة -من الأرشيف - Hussein Mallasi05-25-04, 06:11 PM
        Re: حتى لا ننسى وما أشبه الليلة بالبارحة -من الأرشيف - فرح05-25-04, 06:16 PM
  Re: حتى لا ننسى وما أشبه الليلة بالبارحة -من الأرشيف - AnwarKing05-25-04, 06:33 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de