|
Re: الاصولي الساحر في السجن..الترابي اقوى من الحكومة !!!! (Re: Napta king)
|
دوامة الاضطرابات السودانية لم تتوقف
الترابي أقوي من الحكومة
تقرير ــ أماني الطويل
بالتأكيد توقع د. حسن الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي السوداني اعتقاله في الأيام الأخيرة, ربما لأنه محسوب علي من يستخدم أساليب تحريض غير مسبوقة علي المستويين السياسي والشخصي لأعضاء الحكومة إلي الحد الذي وصفه الكثيرون بأنه تعبير عن مرارات شخصية أكثر من سعي وراء ضرورات وطنية, خصوصا أن المفاوض السوداني في نيفاشا يتعرض لضغوط شرسة من الراعي الأمريكي لهذه المفاوضات, كما يواجه نفس المفاوض تحديات صعبة فيما يتعلق بمستقبل منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب.* ولكن ماذا وراء اعتقال الترابي هل كان يحرض بالفعل ضد الحكومه أم كان ضالعا في التخطيط لانقلاب عسكري؟ مصادر سودانية قالت لـ الأهرام العربي إن الحكومة حاولت مجابهة التحريض السياسي من حزب المؤتمر الشعبي والترابي واصل لعبة التحريض حتي وصل إلي صفوف الجيش ولكن من دون التخطيط لانقلاب وهو ما يفسر فشل الحكومة في إلصاق هذه التهمة به بل والتراجع عنها بعد يوم واحد فقط من من إعلان تورطه في محاولة انقلابية والاكتفاء بتهمة نشر الفتنة تحت مظلة قانون الطواريء وهي اتهامات بطبيعتها مطاطة وقد تدخل الحكومة في مأزق من نوع جديد. وتشرح المصادر لعبة الترابي بالقول إن التحريض في صفوف الجيش السوداني خصوصا لدي المنتمين إلي إقليم دارفور قد يكون هدفه النهائي حالة عصيان عسكري لا ينفذ فيها الضباط الأوامر الصادرة إليهم خاصة المتعلقه بالعمليات العسكريه في درافور ويمهد هذا لتذمرات جديده داخل الجيش وهي التذمرات التي بدأت مع مسار مفاوضات نيفاشا وكشفها الترابي نفسه الذي ظهر وكأنه أقوي من الحكومة, ويكون بذلك قد حقق عدة أهداف شخصية منها أن يشفي غليل صدره من تلاميذه الذين قال عنهم إنهم يغيرون منه ويحرمهم كراسي السلطة التي أزاحوه من عليها عام1999 ولا يتورط مباشرة في التخطيط لانقلاب عسكري كأسلوب للوصول للحكم خصوصا أن الانقلابات العسكرية أصبحت آلية يرفضها الشارع السوداني والقوي السياسية فيه. ولعل الأخطر من التحريض في صفوف العسكريين هو ما تتناقله المجالس في الخرطوم من تسريب وثيقة إلي الكونجرس الأمريكي تدين عضوين هامين في الحكومة السودانية في محاوله اغتيال الرئيس مبارك وهي الوثيقه التي قد تسفر عن محاكمة هذين العضوين بتهمة ممارسة الإرهاب وقد تعرضهما لمحاكمة دولية بعد أن تكون الولايات المتحده قد طالبت برأسيهما أو علي أقل تقدير تستخدم هذه الورقه ضد المفاوض السوداني في نيفاشا. مصطفى عثمان وبطبيعة الحال ألصقت الدوائر الحكومية تسريب هذه الوثيقة بالترابي ولكن علي الحاج نائب الأمين العام لحزب الترابي نفي مسئولية حزب المؤتمر الشعبي عن تسريب هذه الوثيقة قائلا' إن هذا الأمر لن ينتهي إلي الكونجرس فقط ولكنه سيصل إلي مجلس الأمن'. ورغم هذا النفي إلا أن الدوائر الحكومية مازالت تلصق هذا الفعل بالترابي خصوصا أنه قال إن الولايات المتحدة ومصر تعرفان تماما من خطط لاغتيال الرئيس مبارك وأنهما حصلا علي معلومات بهذا الشأن متوعدا هؤلاء برد من الأطراف المعنية.
والسؤال هنا لماذا تورطت الحكومة السودانية في اعتقال الترابي علي الرغم من قرارها بالإفراج عنه قبل ستة أشهر فقط وعلمها أيضا أن الترابي سوف يمارس دورا تحريضا ضدها في ضوء المعرفة التامة بشخصية الرجل وهل يكون هذا الاعتقال هو عنوان للأداء السياسي الحكومي الذي يعتمد علي المعالجات الأمنية في هذه المرحلة. بطبيعه الحال يدافع دكتور مصطفي عثمان إسماعيل وزير الخارجية السوداني عن أداء حكومته فيما يتعلق بالموقف في دارفور ويقول لـ الأهرام العربي إن الخرطوم قد حرصت منذ البداية علي معالجة كل المشاكل سياسيا وليس أمنيا مشيرا إلي أنه فيما يتعلق بدارفور فإن القرار السوداني كان أن تنحصر هذه المعالجة في نطاق داخلي وفي إطار سياسي فقط وقال عثمان إن الحكومة ظلت عاما كاملا تتفاوض مع المتمردين عبر زعماء القبائل ولكن ظن هؤلاء أن ذلك ضعفا من الحكومة وبدأوا في الإغارة علي مناطق تقع تحت سيطرة الحكومة في دارفور بل أعلنوا دولة مستقلة بعدرفع علم علي واحدة من المحليات هناك وهو الأمر الذي أدي إلي شك المواطنين في دارفور بقدرة الحكومة علي فرض سيطرتها وعندما كانت الحكومة قاب قوسين من السيطرة علي مجمل الوضع في دارفور وتم التوصل إلي اتفاق' ابشي' بين الطرفين فوجئنا خلال45 يوما أن القبائل بدأت في تسليح الميليشات وطالبوا ببندين أولا تدويل مسألة دارفور وذلك بمشاركة طرف دولي في المفاوضات والبند الثاني المطالبة بحق تقرير المصير وقد رفضنا البندين وصدر بيان بذلك وعندما جاءنا البريطانيون والاتحاد الأوروبي طالبنا المتمردون عبر هؤلاء الالتزام باتفاق' أبشي' ولكنهم لم يعلنوا أي التزام بالاتفاق الذي سبق أن وقعوا عليه فكان لابد من عمل عسكري محسوب بالنسبة للحكومة واستطعنا استعادة كل المدن وأعلن الرئيس البشير إنهاء العمليات العسكرية ونادي بمؤتمر سياسي. ولعل أهم أسباب الضغوط الخارجية الانتهاء من التوقيع علي اتفاق السلام في السودان قبل الانتخابات الأمريكية حتي يستطيع الرئيس بوش أن يستخدمه كعنوان لنصر من نوع ما في منطقة الشرق الأوسط إزاء الفشل الذي حصده بالعراق كما أن سيطرة متشددين إسلاميين علي مفاصل الدولة في السودان تشكل هاجسا أمريكيا خصوصا في ضوء تردد أنباء سربتها المعارضة السودانية عن وقوع الخرطوم في مأزق مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بسبب تسريح عشرة مطلوبين سودانيين من سجن كوبر بالخرطوم وذلك بمعرفة نائب مدير جهاز الاستخبارات وهو الأمر الذي أسفر عن إعفاء الأخير من منصبه وضم مدير المخابرات الذي كشف عن تهريب المطلوبين وأعاد القبض عليهم مجددا. وعلي صعيد خارجي تسببت ضغوط الكونجرس الأمريكي وتأثيراتها علي الإدارة الأمريكية في حالة من الارتباك داخل الحكومة كما قالت لنا بعض مصادرها حيث أدان إدوارد رويس رئيس اللجنة الفرعية الإفريقية في الكونجرس أخيرا حكومة الجبهة القومية الإسلامية في السودان واعتبرها مسئولة عن جرائم إبادة في دارفور وبالتأكيد ترمي هذه الإدانة بثقلها علي مجريات المفاوضات الجارية في نيفاشا حيث تصر الحكومه علي تبعية هذه المنطقة لشمال السودان منذ عام1905 بينما تستند الحركة إلي وجود قبيلة الدينكا نقوك في هذه المنطقة*
|
|
|
|
|
|
|
|
|