|
Re: عنـــــــــصـريـــة الــفـلــســـطيـنيـيـن .. !! (Re: Tanash)
|
عنصرية الفلسطينيين على المستوى الشعبى :
شاب فلسطينى من أبناء "الفلسطينيين" "السود !", بينما كان يقضى مصلحة فى ادارة حكومية فى دولة خليجية, ناداه الموظف الخليجى, كالعادة حين يرون "الأساود": " أيوة .. يازول !؟", فجن جنون "الفلسطينى الأسود", و صرخ بغضب فى وجه الموظف : " كيف تنادى على يا .. زول !!؟", و احتدم الجدال بينهما مراوحا فى: " أنا زول ؟!.. أنا ما زول .. ما تقول لى زول !!",و يجيبه الموظف معتذرا : " ياخى معليش .. أنا كنت قايلك سودانى !", الى أن وصل الحوار حد الاشتباك بالأيدى, و جاء بقية الموظفين يفضون الاشتباك و يعتذرون للفلسطينى بأن الرجل لا يقصد شيئا, و تدخل الجمهور, و لكن لم يكن هناك مجال للاعتذار أو اثناء "الفلسطينى الأسود" عن غضبته المضرية. اذ يبدو أن ما ارتكبه الموظف كان عند هذا "الفلسطينى" مما يعتبر فى عرف "الفلسطينيين" أمر جلل و اثم عظيم !. فلم يرض الا بحضور الشرطة و فى الحال, و عندما وصلت الشرطة قال لهم "الفلسطينى": أنه يريد أن يفتح بلاغا ضد هذا الموظف لأنه سباه بكلمة .. زول !! .. و لم تجد الشرطة بدا من فتح "سين جيمها" محققة فى أمر " سبة الزول!". من لا يدرى مننا خلفية ما سماه "الفلسطينى", "سبة !", سيقول مستغربا : " و ما دهاه الفلسطينى .. اذ دعوه بالزول .. فما العيب فيها؟ فالزول هو من يغنى له فنانينا المنحدرين من أصول تركية: الزول السمح فات الكبار و القدرو .. كان شافوهو ناس عبد الله كانوا يعذروا, .. من فرط سماحته !!",... و لكن اذا علمنا أن لفظة " زول" للمناداة و الوصف, فى عرف ثقافة "العربان", يخص بها السودانى فقط دون غيرهم من سائر البشر, حاله فى ذلك حال "الهنود و البنقال" الذين يخصون بكلمة "رفيق", و "الصوماليين" بكلمة "وريا", و "الباكستانيين" بكلمة "خان", و لكن لا يخص "الشوام" بكلمة "زلمه", فالأخيرة لا تستعمل فى المناداة عليهم كما تستعمل الألفاظ عاليه فى مناداة أصحابها.
و اذا علمنا بالأضافة الى ذلك أن كل الألفاظ عاليه لاتحمل فى طياتها محمولات منحازة لونيا, ماعدا لفظة "زول" فهى ترتبط فى وعى و لاوعى "العربان" باللون "الأسود", و لما كانت لفظة "سودانى" فى هذا الوعى أيضا تشير الى "عبد" لأرتباطها بسبة اللون : "سود الله وجهك !" و ما لذلك من انعكاسات "لعنة حام" التوراتية فى ثقافة "العربان", فأن لفظة "زول" أيضا تشير استطرادا الى نفس المعنى.
و استشهادنا فى التدليل على انحيازات لفظة "زول" اللونية, هو مثال أن يسألك أحد "العربان" حين يشاهد شخص "أسود": "الماشى ده .. زول ؟!" .. فتيجبه بكل حسن نية : " لا أبدا .. ده صومالى", فيرد عليك من فوره و على فمه ابتسامة ماكرة : " ما برضو زول" !!؟ .. أى أيضا هو "أسود" .. مما يؤكد ارتباط لفظة "زول" فى و عى "العربان" باللون "الأسود" و ما يحمله من محمولات "السباب" فى ثقافتهم. بل حتى لو كان السودانى من "الأكثر بياضا!" فهو عندهم : "عبد أبيض!" .. كما حدث ذلك لعدد من أعضاء المنبر المقيمين هناك.
هذه العلاقة بين لفظة "سودانى" الموصوف "بالزول" و "سبة عبد" فى ثقافة "العربان" هى التى كانت تقف وراء غضبة "الفلسطينى الأسود" المضرية. و قد علم "الفلسطينى" بلفظة "زول" بارتباطها "بالسودانى" و بمدلولاتها العنصرية بعد قدومه الى الخليج. و لكنه كان على علم تام بمدلولات لفظة "سودانى" العنصرية المتداولة فى ثقافة "الفلسطينيين" حيث عاش و ترعرع بين "البيضان" و الذين شنفوا آذانه بسبه "السودانى", حتى انقلب على ذاته و تنكر للونه من فرط ما جلب له من مهانة و اضطهاد, فبدا يرى نفسه "فلسطينى أبيض !", و جاء الى الخليج و قد داس بحذائه على كل ما يذكره بلونه, فكان كما بعض "السود الأميركان" الذين يصنفون أنفسهم "بيضا" فأصبح مثلهم "White Minded" على وزن " Arabnised ", .. الى أن ناداه ذاك الموظف : " .. يا زول !" .. مذكرا اياه بما قد كان اعتقد أنه تخلص منه نهائيا, فأحيا فى نفسه تلك الشجون الحزينة المهينة, و اخرج من صدره ذاك الغضب المضرى و الثورة من أجل انتزاع كرامته "الفلسطينية!".
هذا, ودائما ما نسمع أحد الفلسطينين فى المقابلات التلفزيونية الأخبارية, يروى أنه قد أوقفه جندى اسرائيلى "أثيوبى - فلاشا" !؟ .. و تحديد عنصر الجندى الاسرائيلى غريب هنا, فالأصرار على تحديد موطن الأسرائيلى الأصلى نلاحظ أنه لا يحرص على ذكرها الفلسطينيين الا فى حالة الاسرائيلى "الأثيوبى - الفلاشا", فلا يقال مثلا اسرائيلى "مغربى أو مصرى أو عراقى أو يمنى أو روسى" و هم عماد الدولة الصهيونية. و لن نستطيع أن نفهم لماذا هذا الحرص فى حالة الاسرائيلى "الأثيوبى" فقط؟! الا اذا أدركنا أن اللون "الأسود" له انعكاسات عنصرية فى ذهن الفلسطينى, و أن لون البشر, بالذات "السوداء", بحد ذاته "هوية".
|
|
|
|
|
|