|
Re: عنـــــــــصـريـــة الــفـلــســـطيـنيـيـن .. !! (Re: Munir)
|
عنصرية الفلسطينيين على مستوى السياسيين:
.. و شهد شاهد من أهلها .. .. فيما يلى يقدم لنا العلم الفلسطينى البارز "ادوارد سعيد" شهادة تثبت ما يعتمل فى مخيلة السياسيين الفلسطينيين – المؤمل أن تتحرر فلسطين على أكتافهم ! - تجاه الانسان "الأسود" و انحيازاتهم غير المبررة ضده. و وجهة نظر "ادوارد" الاساسية حول استراتيجية عمل المقاومة الفلسطينية التى أدلى بها فى مقالته السديدة "استراتيجيات الأمل" و التى كشف فيها عن العقلية العنصرية للسياسيين الفلسطينيين, تتلخص فى قوله: [ .. ففى الأساس يجب أن نكسب صراعاتنا مع الصهيونية أولا على المستوى الأخلاقى, و من ثم يمكن خوضه فى مفاوضات من موقع قوة أخلاقى, آخذين فى الاعتبار أننا سنكون دائما أضعف عسكريا و اقتصاديا من اسرائيل و مؤيديها.
تبينت أهمية هذا بالنسبة الى للمرة الأولى عندما زرت جنوب أفريقيا فى أيار "مايو" 1991 , بعد اطلاق صراح "نلسون مانديلا" من سجنه و عودة قادة المؤتمر الوطنى الأفريقى الى الوطن , وسط التهيؤ للتحول السياسى الكبير الذى أدى الى الانتخابات الديمقراطية بعد أربع سنوات و انتصار شعار "صوت واحد لكل مواطن". و زرت مقر المؤتمر الوطنى الأفريقى فى وسط "جوهانسبيرج" , المنظمة التى كانت تعتبر , قبل أسابيع قليلة آنذاك , ارهابية و محرومة من أى شرعية. و أذهلنى الانقلاب الكامل فى الأوضاع . وعندما التقيت "والتر سيسولو", الذى أمضى ثلاثة عقود فى المنفى و كان الرجل الثانى فى المؤتمر الوطنى بعد "مانديلا" , سألته عن كيفية امكان تغيير كهذا, و كيف تمكن المؤتمر الوطنى من تحويل الهزيمة الى انتصار ؟ و كان جوابه : ( عليك أن تتذكر أننا هزمنا فى جنوب أفريقيا خلال الثمانينات , و تمكنت قوات الأمن من تدمير التنظيم , و كانت معسكراتنا فى الدول المجاورة تتعرض للهجوم الدائم من جيش جنوب أفريقيا, فيما كان قادتنا بين قتيل و مسجون و منفى . و أدركنا وقتها أن أملنا الوحيد كان التركيز على الحلبة الدولية , و تمكنا من نزع الشرعية عن نظام الفصل العنصرى . و قمنا بالتنظيم فى كل مدينة رئيسية فى الغرب , و شكلنا اللجان, و حركنا وسائل الاعلام, و عقدنا الاجتماعات و التظاهرات, ليس لمرة أو مرتين بل ألف مرة . و شكلنا التنظيمات فى الجامعات و الكنائس و اتحادات العمال و مجموعات رجال الأعمال و المهنيين ). و توقف برهة ثم قال شيئا لن أنساه ما عشت: ( كل انتصار أحرزناه فى "لندن" أو "غلاسجو" أة "أيوا سيتى" أو "تولوز" أو "برلين" أو "استكهولم" أعطى الشعب فى الداخل شعورا بالأمل و جدد عزمه على مواصلة الكفاح. و بمرور الوقت استطعنا فرض العزل الأخلاقى على النظام و سياسته العنصرية, و هكذا, على الرغم أننا لم نستطع أن نؤذيه عسكريا فى شكل مهم , فقد اضطر فى النهاية الى المجىء الينا ليطلب التفاوض . و لم نغير أو نتراجع عن برنامجنا , عن مطلبنا الرئيسى, و هو صوت واحد لكل مواطن ).
و يمكن أن أضيف الى هذا أننى قمت, بناء على تجربتى فى جنوب أفريقيا بتنظيم ندوة دراسية فى "لندن" ضمت كل الناشطين و المثقفين الفلسطينيين الذين عرفت, و من ضمنهم من أصبحوا لاحقا و زراء فى حكومة "ياسر عرفات". و دعوت سفير جنوب أفريقيا فى "لندن", و كنت التقيته أول مرة فى مكتب "نلسون مانديلا" ثم على الطائرة الى بريطانيا, لالقاء كلمة فى واحدة من الحلقات, و لبى الدعوة بسرور. و كانت الفكرة هى التأكيد للجميع, فى الأسابيع القليلة قبل مؤتمر "مدريد", أن علينا أن نركز من دون كلل على الحقائق نفسها فى ما أحاق بنا كشعب, و ان لا ننجر الى مناقشات حول السياسة المطلوبة أو استراتيجيات التفاوض مع الاسرائيليين و الولايات المتحدة و بذا ننسى الهدف الأخلاقى- السياسى المتمثل بعزل الاحتلال الاسرائيلى و الفضح الكامل للاشرعيته, و ذلك من خلال حركة شعبية واسعة متينة التنظيم فى أوروبا و شمال أميركا و العالم العربى و مناطق العالم الأخرى. و كان هناك بعض التحفظ حيال أقوال ممثل المؤتمر الوطنى الأفريقى عن تجربته الخاصة. و قال عالم سياسة فلسطينى شاب: ( نحن لسنا سودا ), معتبرا أن علينا الاجتماع الى الخبراء فى جامعات مثل "أكسفورد" و "هارفارد" خلف الأبواب المغلقة و ليس اضاعة الوقت فى محاولة لخلق حركات شعبية لمساندة حقوق الانسان الفلسطينى. و أذكر أننى قلت وقتها أن علينا قدر الامكان التأكيد على الواقع العيانى, أى الكلام عن الحياة اليومية تحت الاحتلال, و المهانات التى يتعرض لها الفلسطينيون على الحواجز الأمنية الاسرائيلية, و عن نسف مساكننا و قلع أشجارنا – و ليس الكلام الى السامعين و كأننا نفاوض على قضايا نظرية. و شعرنا, بقية منظمى الندوة و أنا, أننا أحرزنا بعض التقدم. لكن الغريب أننا فى اللحظة التى أعطتنا "مدريد" فرصة الكلام بدأنا نتكلم و كأن كل منا وزير الخارجية الأميركى "جيمس بيكر", و نسينا أن نستمد قوتنا من كوننا ممثلين لقضية أخلاقية أكثر مما نحن أعضاء فريق وفد ديبلوماسى. بالطبع فقد تغير الهدف بعد ذلك الى حد أننا, فى "أوسلو" و الفترة التى تلتها , لم ننسى قيمنا فحسب بل تاريخنا أيضا. أنا مقتنع بأن لا خيار لنا الآن سوى العودة الى خطاب المظلومين و أن نستخدم ما يفعله "نتنياهو" بنا كفرصة لتسليط الضؤ على العلاقة المباشرة بين سياساته و تاريخ السياسات الصهيونية تجاه الفلسطينيين.... ] انتهت شهادة "ادوارد سعيد ..
رحل هذا المثقف الفلسطينى الحصيف المكلوم فى قادة قضيته, و حل محل "نتنياهو" من هو أعنف منه: "شارون", بينما ظل القادة الفلسطينيين لا يعتبرون أنفسهم ممثلين لقضية أخلاقية, .. و استمر " شيخ ياسين" يلغم الشباب و الشابات اليافعين و يقذف بهم فى أوساط اليهود المدنيين ! .. لم يفهموا "استراتيجية الأمل" الأفريقية "السوداء" فى حكمة تمثيل القضية السياسية تمثيلا أخلاقيا, .. ذلك أنهم يعتبرون أن قضيتهم قضية "خير أمة أخرجت للناس!" تقاوم " شعب الله المختار!" .. بمعنى أنهم هزبر يواجه هزبرا !! ... فما دخلنا نحن أبناء "الأساود" مهيضى الجناح فى "صراع البيضان الأنداد!" .. !!؟
أدعو القارىء أن يتأمل اجابة "أولفر سيسولو" على سؤال "ادوارد" و بعدها فليطرح على نفسه الأسئلة التالية : ماذا قدم القادة الفلسطينيين من مجهود يمكن مقارنته بما قدمه زعماء جنوب أفريقيا على صعيد التضحيات و على صعيد التخطيط الاستراتيجى ؟ و أين الحكمة و الحنكة و الوقار الذى يكتسبه المناضل كل ما تقدم به العمر الذى نلمسه فى شيوخ النضال الجنوب أفريقى من ما نشاهده صباح مساء من مسخ القيادات الفلسطينية؟ أقول لهؤلاء الذين يزرفون الدمع على "شيخ ياسين", و الذين كرسوا تلفزيون "الأساود" "القومى" لمناحته, ماذا كنتم تنتظرون " لشيخ" كسيح كلما تفتقت عليه ذهنيته النضالية تفخيخ الشباب و تفجيرهم فى أوساط المدنيين ؟ و هل كنتم تنتظرون شيئا آخر غير أن تأتيه قذيفة تلحقه بهم ؟ ان كانت لديكم ثمة دموع تزرفونها و مناحة تنوحونها فتأملوا هذا :
نتاج جهادكم الموتور الملتاث .. الذى تتخفون من عقدة ذنبه بمناحة "شيخكم ياسين" .. يا أوضع خلق الله .. يا من لا يصلح معكم سوى الحرق و الاجتثاث ..
يتبـــــــــع ..
|
|
|
|
|
|