|
دعوة لتنقية أدب الحزب الشيوعى السودانى...بقلم على العوض ..هولندا
|
دعوة لتنقية أدب الحزب الشيوعي السوداني
بقلم على العوض – هولندا-
دون التاريخ للحزب السيوعي السوداني قدرته الخلاقة على التوثيق ونشر ارائه وافكاره عبر الكلمة المكتوبة، ففى خلال عمر الحزب والذى تجاوز الخمسين عاماً نشر عبر البيان والمنشور والمقال العديد من ارائع وافكاره وفى كل المنعطفات السياسية والفكرية، وبذلك كون مخزون ارشيفى هائل يُمكن أي راغب فى الدراسة والبحث الولوج لقلب حركة الحزب السياسية والفكرية، ومرد ذلك لان حركة الحزب السياسية والفكرية قادها بعض من مثقفى الاربعينات والخمسينات ممن كانوا مدركين لأهمية فن الكتابة فى العمل السياسي، وبهذا تمايز الحزب الشيوعي عن رصفائه فى الحركة السياسية السودانية.
وبعد مسيرة أكثر من نصف قرن لهذا النشاط الحيوى والتى تخللتها الكثير من المعارك السياسية والمساجلات الفكرية والعقبات والصعوبات والتحديات والتضحيات والتى تركت بصماتها بقوة على أدب الحزب الشيوعي، تصبح مراجعة هذا الادب وتلك المنشورات والمطبوعات ضرورة تحتمها رياح التغيير التى عصفت بكثير من المرتكزات التى أنتجت هذا الادب والمتغيرات الدولية والوطنية التى القت بظلالها على النهج الجديد فى الرؤية والتفكير، فلقد تسرب الى ادب الحزب الشيوعي الكثير من المصطلحات والتوصيفات التى آن اوان إعادة النظر فيها وتصحيحها بشكل يقذف الى مزبلة التاريخ ما تجاوزه الزمن واكد الواقع العنيد خطله ومن تلك المصطلحات والتى اعتقد انها تحتاج للمراجعة وادارة الحوار حولها ، مصطلح الديمقراطية الجديدة والذى طفح فى بعض ادبيات الحزب الشيوعي كالدمل وهومصطلح هلامي وغير واضح الدلالات وفى تقديرى معادٍ حتى النخاع للديمفراطية التعددية ومُفرخ للشمولية السياسية والفكرية.
كما لازم مصطلح الانتهازية السكرتير الاسبق للحزب الشيوعي الزميل المرحوم عوض عبدالرازق فى جل وثائق الحزب التى تناولت فترة قيادته للحزب، وبالرغم من عدم وجود اى مساهمات له فى وثائق الحزب الحالية، مما يُوحى بإستبعادها،- فالتاريخ دوماً يكتب بأقلام المنتصرين- الا ان بعض الافادات توكد ان كل خطيئته انه طرح فكرة ان تتشكل نواة الماركسيين السودانيين داخل الاحزاب الاتحادية والتى كانت تقف فى الصف الوطنى المعادى للاستعمار ، وبغض النظر عن الإختلاف او الإتفاق مع هذه الاطروحة، الا انها تظل فكرة وليدة زمانها ومكانها ولكنها حُملت ما لا طاقة لها به، كما ان طرحها لم يكن لمنفعة شخصية لذات نبيلة قدمت المرتخص والغالى فى سبيل الاشتراكية، ولهذا لا اتردد وبالصوت الجهير فى ان اطالب باسقاط هذا المصطلح عن السكرتير الاسبق للحزب الشيوعي السوداني الزميل عوض عبد الرازق واعادة الاعتبار له ووضعه فى مكانه المشرف فى لوحة التاريخ كمناضل من اجل العدالة الاجتماعية.
وزُينت بعض ادبيات الحزب الشيوعي باتهام للدكتور منصور خالد بانه عميل للمصالح الامريكية فى السودان. صحيح ان دكتور منصور خالد وقف مع انقلاب مايو وقدم لها الخدمات واعواد المشانق تتدلى منها اجساد كوكبة من ابناء السودان الوطنيين ودافع عنها وهى تتجه صوب تحقيق المصالح الامريكية والغربية، وبالتالى يمكن فهم الاتهام فى سياق الصراع السياسى والتصنيف الصمدى لأهل اليمين واليسار، ولكن بالنظر حالياً للربوة التى يقف عليها الدكتور منصور خالد نجده باذلاً الجهد الفكرى والعملى من أجل حقوق الشعوب السودانية المهمشة والمضطهدة، ولم يغمد سيفه فى معركة الحداثة والاستنارة، ودفع بالعديد من مؤلفاته للمكتبة السودانية لفتح ثقرة لترى الجماهير السودانية من خلالها الحقيقة، كما ان الرجل اصبح رقماً فى العملية السياسية جعلت الحزب الشيوعي يتحالف معه لحقيق برنامج التجمع الوطنى الديمقراطى. وبهذا يصبح الاستمرار فى هذه التهمة غير متسق وتجليات الواقع.
ولنا عودة
|
|
|
|
|
|
|
|
|