مذكرات بقرة مجنونة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-31-2024, 08:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-26-2004, 08:44 PM

rani
<arani
تاريخ التسجيل: 06-06-2002
مجموع المشاركات: 4637

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات بقرة مجنونة (Re: rani)


    اختلف الوضع هنا


    اختلف الوضع هنا
    المزرعة كبيرة ومجهزة، بالإضافة إلى وجود ثلاثمئة بقرة، كل شيء كان منظماً: البرنامج اليومي حسب الجدول الزمني من الصباح حتى المساء والحلب والمعالجة، صحيح كل شيء منظم ويسير بدقة ولكن ذلك يولد الكسل والملل بالإضافة إلى تأمين السلامة الغذائية والصحية للأبقار.‏

    مكثت سنتين هناك من تشرين الثاني 1981 وحتى تشرين الثاني 1983، الاهتمام بالصحة كان رائعاً جداً والبيطري يزورنا يومياً، علفنا نظيف وهو مزيج من المواد النباتية وبرسيم ونوع من البودرة يطلق عليها "البروتين الخاص" يمزجونه مع الأعلاف النباتية، طعامنا لا بأس به، متنوع ومقوي.‏

    في بعض الأوقات حصتنا من العلف لم تكن كافية ولا تشبع حتى لو أطلقنا الصراخ (مااااع). وإذا اعترضنا على ذلك لا يسمعون.‏

    إنهم غريبون هؤلاء البشر عملهم غير منطقي، مزرعة بهذه المساحة والإمكانيات فكيف يبقون بقراتهم جياعاً، هذه المزرعة التي تعتبر نفسها نموذجية وتطمح لأن تكون قدوة يقتدي بها بعض المزارعين بدقة العمل والنموذجية.‏

    ففي أحد الأيام جاؤوا بطعام كثير فكم كان لذيذاً هذا الشعير والبرسيم. شبعنا كثيراً وقد عوضونا عن النقص الذي حدث في الأيام الماضية. قلت من الممكن أنهم قد أعطونا حصة الصالة التي بجانبنا لأنها كثيرة. ثم ارتأيت غير ذلك قلت من الممكن أن يكون موظف تقسيم الحصص لن يأتي غداً وأعطانا حصة ليومين، حتى‏

    لا نبقى جياعاً غداً! قبيل الظهر رأيت غير ذلك وكان حدسي في غير محله، عرفت السبب أخيراً، السبب أنه قد أتى مفتش للمزرعة ولهذا قدموا هذه الحصص من أجله.! بعد ذلك خفضوا حصتنا من الطعام فشككنا قلت: إذا كانت هذه حصتنا لماذا أعطونا بالأمس كثيراً وإذا كانت مثل حصة الأمس لماذا خفضوا حصة بقية الأيام!؟‏

    صحيح، وصلت إلى نتيجة بعد الدراسة حول مسؤول المستودع والحصص، واكتشفت أن هذا الإنسان يسرق حصتنا ويبيعها إلى مزارع خاصة!‏

    عندما عرفنا ما حدث، كنا نعترض بصوت عال على شكل (ماع) عند وضع الطعام أمامنا، وكانت نظراتنا لها معان أخرى بالنسبة لهم. ولكن لم يأخذوا اعتراضنا على محمل الجد، بمعنى آخر إنهم يتصورون أننا لا نعلم أي شيء، ولأنهم هكذا يعتقدون بدأنا بالاعتراض أكثر وذلك بضرب إناء الطعام بأقدامنا، ولكنهم لم يفهموا ماذا نقصد وكانوا يتصورون أن الطعام يجب أن يجمع وأن يوضع في الإناء مرة أخرى. ولكن في اليوم السابع والثامن بدأ مسؤول الإطعام بتعذيبنا وضربنا بسبب أننا نعترض عليه ونقاومه ولهذا قررنا أن نفضحه بالصياح وقررنا أن نضرب عن الطعام.‏

    وعندما أتى مسؤول الطعام بالشاحنة قررنا أن نصرخ جميعاً في وجهه، عند رؤيته الوضع بهذا الشكل نظر إلينا بتعجب وذهب.‏

    أتى مع مسؤول المستودع لرؤية ماذا يحدث. قسم من البقرات سكت عن الصراخ وقسم آخر صرخ بصورة متقطعة وقسم أكل، لا أعرف لماذا نستسلم وقلت لبعض البقرات اللواتي كن بجانبي: (لا تسكتوا اصرخوا ماع، لأنهم عرفوا إننا نعترض!). أعدنا الكرة مرة أخرى.‏

    تقدم مسؤول المستودع إلى الأمام ونظر في أعيننا، بهذا العمل أسكت بعض البقرات عن الصراخ هل هذا كان من الخوف أم من الخجل؟ وبدأن يعملن أشياء لكي يبررن سكوتهن، ولكنهن لم يأكلن العلف. أنا وبقرة أخرى تابعنا الصراخ..‏

    قال مسؤول المستودع: (ماذا دهاكم؟! لماذا تصرخون؟!).‏

    كان كلامه هذا صدامي أكثر من اللازم ولهذا اعترضنا على قلة العلف برفس إناء الطعام بقدمنا! لنقول له لماذا هذا الشح؛ وقد وصلت الرسالة، نظر إلينا بازدراء وقال: (هذا كثير عليكم! إيه!).‏

    قال هذا وذهب، عندما رأينا أن عملنا لا فائدة منه نظرنا إلى بعضنا البعض أنا والبقرتان الأخريان وقد ضربنا الإناء وهي علامة الاعتراض.‏

    مسؤول المستودع خرج عن طوره وصرخ، ومن ثم ذهب وهو غاضب إلى الجرار، ليأتي بعصا كانت إلى جانب مقعده، ورجع بسرعة باتجاهنا. جمعنا أنفسنا، اكتشفنا أن البقرات التي كانت تقف إلى جانبنا قد هربت وابتعدت لرؤيتها مسؤول المستودع وهو يحمل العصا. زاد من تهديده لنا وقال: (ليس فقط إنكم معترضون بل مخربون أيضاً؟!) وبدأ يضرب البقرات واحدة تلو الأخرى، ومن ثم جاء نحوي ليضربني، عندما رأيته وهو بهذه الحالة وكان مستعداً للضرب قلت إذا ضربني سوف أضربه، ولكنه عرف ذلك من تقاسيم وجهي ونظراتي إليه، فقرر الذهاب. وقف ينظر إلي ليصرفني عن تصميمي بضربه إذا أراد الاعتداء ولكنني بقيت جاهزة لصده لأنني أعرف نواياه وقرأت أفكاره. رأى أنه لا فائدة من وقوفه وقد فضح أمره أكثر عندما بدأ الصراخ يتعالى من الآخريات على أعماله، لم يعرف ماذا يفعل بعد هذا الموقف، فاضطر أن يرجع من حيث أتى.‏

    بعد دقيقتين جاء عاملان ووضعا إناء العلف ونظرا إلينا نظرة ثاقبة ولكنها سخيفة ومعناها: (من الأفضل لكنّ أن تأكلن ولا شأن لكن بأمور أخرى) وذهبا.‏

    في الصباح التالي رأيت مسؤول المستودع ومسؤول تقسيم الحصص قد وقفا في إحدى الزوايا وهما ينظران إلينا ويتحدثان بصوت منخفض، أتى العاملان وقالا لهما: (أين)؟‏

    أشارا إلى بقرتين واتجها إلينا. إحدى البقرات أتت إلى جانبي وقالت: (ذهبنا إلى الزنزانة الانفرادية!) وكان توقعها في محله، ربطوا حبلاً حول رقبتنا وأخذونا نحن الثلاثة إلى مكان أعد للبقرات المريضات ولأن أكثر البقرات المشاغبات يؤخذن إلى هناك، عرف (بالزنزانة).‏

    في الطريق سمعت أحد العمال الذي كان بالأمس ينصحني، يقول لصاحبه: (يجب على أحد ما أن ينصح هؤلاء، أعزائي كلوا طعامكم ولا تتدخلوا في عمل أحد.!) وأضاف: (أي بقرة تضحي من أجل البقرات الأخريات تضع نفسها في مأزق!) وقال صديقه: (صحيح إذا كانت بقية البقرات تقف في وجهنا وتقف إلى جانبهن أو‏

    يمنعننا من حلبهم نقول طيب ولكن أنا لم أر شيئاً!.. أنت رأيت؟‏

    قال صديقه: (لا)!‏

    سمعت ما قالا ونظرنا إلى بعضنا البعض مع رفيقتي: ما يقولونه صحيح. جميع البقرات لم يصدر منها أية ردة فعل لم يواسيننا أو يصرخن بماع صغيرة وهي أقل ما يفعلن!‏

    في الفترة التي ذهب فيها أحد العمال لفتح باب الزنزانة أتيحت لي الفرصة لأتكلم عما يجول في خاطري مع البقرة الأخرى. تكلمنا عن بعض الأمور في الفرصة التي سنحت لنا ولأن باب الزنزانة فتح لم نستطع أن نكمل.‏

    بقينا سبعة أيام في الزنزانة، لا تحتاج إلى توضيح أكثر.‏

    جميعكم سمعتم من هذا أو ذاك أو قرأتم في الكتب والصحف حول الزنزانة.‏

    ولكن أقول قد مرت بصعوبة بالغة تلك الفترة. الجوع والوحدة والإحباط يأخذ مكانة في الذهن والتفكير.‏

    الإحباط يأتي من أنك كنت تتوقع أن تكون في حالة أفضل منهم وأقوى وأحق، ولكن عملياً ترى بأمِ عينك أنهم استطاعوا أن يضعوك في هذا المكان وهم يمرحون أحراراً! لماذا؟ لا أعرف ذلك حالياً؟!‏

    صحيح قررنا أنا ورفيقاتي عندما نرجع إلى الصالة أن نشتم البقية ونعاتبهن على موقفهن المتخاذل هذا.‏

    إحدى البقرات التي كانت تتكلم بوحي من كلام العمال الذين ساقونا إلى الزنزانة تقول: (كم أنا قليلة العقل لأنني اعترضت من أجل هؤلاء البقرات. اطمئنوا كما قال هؤلاء العمال حتى لم يكلفن أنفسهن أن يعلنَّ تأييدهن السطحي!) وبقرة أخرى قالت: (هكذا أصيح الآن، اللعنة على كل بقرة!) ولكني فكرت ملياً في تلك الحادثة خلال الأيام الماضية، فكرت في كل شيء قلّبت المسألة من جميع جوانبها، واعتقدت بعد ذلك بأنني لم أعترض أو أناضل لأجل كائن ما وإنما فعلت ذلك من أجل حقوقي ومصالحي ولهذا لا أتوقع من أحد شيئاً وأمنن الآخرين بذلك وعليّ إثبات صحة ما قلت وما فعلت فإنني مرتاحة الضمير وراضية عن نفسي ولا أملك ذلك الإحساس السلبي الذي يأتي من جراء الإحباط.‏

    عندما أطلقوا سراحنا ورجعنا إلى الصالة، البقرتان اللتان كانتا في الزنزانة لم تتكلما مع بقية البقرات وتولدت حالة من الخلاف بينهن، بعكسي أنا فلم أحس بهذه الحالة وإنما انتابني إحساس أكثر من الأول بعلاقتي معهن وأنني حتى الآن أحبهن أكثر من الأول وكلما أنظر إليهن وأرى ابتساماتهن أرى الحياة أجمل من ذلك وأنا لا أعرف السبب. إنني سعيدة معهن بهذا الانسجام وقد كسرت الحاجز الذي تولّد بعد رجوعنا، وبدأت علاقتي تتطور مع الأبقار الأخرى، بدأت الزيارات بيننا وبدأت الأحاديث تتواصل عن الزنزانة وكل المسائل التي تهمنا والتي كن يسألن عنها كنت أعطي رأيي بصراحة وإذا تكلمن عن بعض المسائل لا إرادياً نتطرق لما جرى في الزنزانة كن يواسينني ويبتسمن وهن يقلن: (هكذا الحياة)! الحق معهن فالأكثرية هكذا يقولون واقتنعت بما يقولون: (الحق مع الأكثرية!) وأدركت أن البقر اللواتي كن يعشن قبلي يعرفن الحياة أي واقع الحياة لأنهن كن يعملن أكثر مما يتكلمن، هن يعرفن كل شيء ولكن كانوا يعيشون وحياتهن مستمرة ولم تتوقف ولذلك من الممكن أن لا تصدقوا أن الإحساس الذي ينتابني حالياً أن أضحي من جديد في سبيل تلك الأبقار وحياتهن.‏

    الجميع عرف أن مسؤول المستودع ومسؤول تقسيم الحصص لصّان، ويبيعان حصتنا من العلف إلى المزارع الخاصة. الأبقار عرفت بالسرقة في جميع الصالات وما يدور من تبانٍ بين الاثنين تحدث الناس عن يوم السبت وأهم الأعمال التي ستقام في هذا اليوم. صدقوني لا أعرف أي يوم هو السبت؟ ولكن عندما أصبح يوم السبت عرفت (إضراب) ودخل جميع المسؤولين والعمال إلى هناك وقفت في الزاوية وكنت أنظر إلى ما يحدث مثل البقية رأيت مسؤول توزيع الحصص ومسؤول المستودع يتحدثان فيما بينهما بمعنى يقول له عن إحدى البقرات، سأل مسؤول المستودع بصوت منخفض: (هذه التي عرفت كل شيء؟!)‏

    وسمعنا مسؤول توزيع الحصص يقول له: (نعم وجميع الأمور من صنعها!)‏

    وسمعته يقول أيضاً: (نعم أقرأ ذلك من عينيها!)‏

    وسمعت ذلك يقول: (يجب أن تتأدب!)‏

    في اليوم التالي عرفت أن الكلام لم يكن عن بقرة أخرى بل كان عني لأنهم جاؤوا وأخذوني إلى الزنزانة الانفرادية، وبدأ التعذيب. ولأنني عرفت أن الإضراب قد نجح وأفشيت الأسرار وزادوا حصتنا من العلف، لم ينتابني الزجر والتعذيب وقد تغيرت طرق التعذيب، وأحسست بأن طريقتهم في التعذيب قد تغيرت فهم يعذبونني نفسياً.‏



    مثلاً في أحد الأيام جاؤوا ليخيفوني، قالوا لي: (قفي هنا في الشمس لتتنفسي! وقد وقفت بالرغم عني. ورأيت إحدى البقرات وهي تصرخ وتقاوم عندما جاؤوا بها من الصالة، وضعوها على الأرض وقطعوا رأسها أمام عيني! عندما ذبحوها قال لي مسؤول تقسيم الحصص: (سيأتي دورك!).‏

    يفعلون ذلك ليخيفوني وأعتبر من ذلك ولا أتدخل في عملهم، والحقيقة أنني لم أتدخل في عملهم، ولكنني خفت، لأن منظر الذبح وبالأخص لإحدى بنات جنسي لم يكن منظراً جميلاً.‏

    نعم هم فعلوا ذلك من أجل تعذيبي نفسياً، وقد عرفت فيما بعد أن تلك البقرة مريضة وحتى لا يكون لحمها غير مأكول قرروا ذبحها ليبيعوا لحمها ويربحوا من ذلك، ومن الممكن أن تكون مريضة ويجب قتلها ولا يستفاد من لحمها ليقولوا للمسؤولين ذلك بتقرير منهم؟ كانوا يريدون بيع لحمها بعيداً عن أعين الجميع ويضعون المبلغ في جيوبهم، ماذا ستكون نتيجة هذا العمل، ومن هو الشاري ومن هو الذي سيتناول اللحم، ليس هذا مهماً عندهم، المهم هو المبلغ الذي سيكسبونه من بيع لحمها. لا أعرف. ومن الممكن أن يكون هذا الكلام بسيطاً وبسبب حادثة ما سياسية أو اجتماعية في المزرعة سيأتون في المرحلة الأولى نحوي ويأخذونني إلى الزنزانة الانفرادية.‏

    صحيح إذا سألوا لا تقولوا إنني هنا. هل سمعتم؟‏



    نواصل.....









                  

العنوان الكاتب Date
مذكرات بقرة مجنونة rani01-22-04, 09:35 AM
  Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-22-04, 04:13 PM
    Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-22-04, 09:10 PM
      Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-23-04, 05:31 PM
        Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-24-04, 09:29 PM
          Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-26-04, 04:34 AM
            Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-26-04, 08:44 PM
              Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-27-04, 08:59 PM
                Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-29-04, 04:29 PM
                  Re: مذكرات بقرة مجنونة rani02-05-04, 08:12 AM
                    Re: مذكرات بقرة مجنونة rani02-10-04, 06:35 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de