الوزير على كرتى و فضيحة الكذب الصراح على قناة الجزيرة

Quote: القاهرة ـ الخرطوم: الشرق الأوسط نشب خلاف بين الولايات المتحدة وسفير السودان لدى الامم المتحدة، بشأن ما اذا كان السودان تراجع عن تحذير وجهه لعشرات الدول، من المشاركة بجنود في قوة للامم المتحدة لنشرها في دارفور. وحذرت بعثة السودان في الامم المتحدة، في رسالة غير موقعة هذا الاسبوع، من أن أي دولة تتعهد بالمشاركة بقوات ترتكب «عملا عدائيا يشكل تمهيدا لغزو». وأجاز مجلس الامن التابع للامم المتحدة، قوة حفظ سلام تتألف من 22500 جندي وشرطي في دارفور، الا ان السودان رفض هذه القوة بشكل متكرر. وبدأ مسؤولو الامم المتحدة في تجنيد قوات لهذه المهمة. وقال السفير الأميركي لدى الامم المتحدة جون بولتون، ان سفير السودان لدى واشنطن ومبعوثه لدى الامم المتحدة، أبلغا وزارة الخارجية الأميركية ورئيس مجلس الامن التابع للامم المتحدة، بأن الرسالة لم تعد تعكس سياسة الخرطوم. ولكن في نيويورك، قال عبد المحمود عبد الحليم محمد سفير السودان لدى الامم المتحدة، ان بلاده ملتزمة بمبادئ الرسالة. واردف قائلا للصحافيين: «لا يوجد عداء في الرسالة على الاطلاق، فالرسالة انعكاس واضح تماما لارائنا. هدفنا من ارسال هذه الرسالة هو الحوار وليس المواجهة. اننا لا نخوف احدا ونحن ضحية التخويف. لا يمكن ان نخوف الدول الاخرى». وفي الخرطوم، دافعت وزارة الخارجية السودانية امس عن الرسالة، وقال علي صادق، المتحدث باسم الخارجية إنه إذا كانت أية من الدول تعتقد أن بوسعها إرسال قوات إلى السودان، بدون موافقة الحكومة، فإن السودان يعتبر ذلك عملا عدائيا. وشدد صادق على أن الرسالة أكدت مجددا فقط على الموقف الثابت الذي يتبناه السودان منذ فترة طويلة حيال موضوع إرسال قوات للامم المتحدة إلى دارفور. وفي نفس الوقت، اعلنت الحكومة السنغالية امس ان رؤساء السنغال عبد الله واد ونيجيريا اولوسيغون اوباسانجو والغابون عمر بونغو سيتوجهون الى الخرطوم، لبحث الازمة الخطيرة في دارفور، مع نظيرهم الرئيس عمر البشير. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية السنغالية، تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة عنه، ان الرؤساء الثلاثة اطراف في «لجنة حكماء القارة الافريقية»، التي شكلت بمبادرة من الرئيس السنغالي. وتضم اللجنة واد منسق المبادرة، واوباسانجو بوصفه منسق الحوار السوداني بشأن دارفور عن الاتحاد الافريقي، وبونغو بوصفه عميد الرؤساء الافارقة. واضاف البيان ان «الوفد الذي تنتظره السلطات السودانية يعتزم المساهمة في الجهود التي يبذلها الاتحاد الافريقي لوقف المعارك بشكل تام، وارساء سلام شامل ونهائي في دارفور في اسرع وقت». من جهتها، قالت وزارة الخارجية السنغالية، في بيان منفصل، ان الرئيس الاميركي جورج بوش، اجرى محادثة هاتفية، يوم الجمعة مع الرئيس واد، الذي كان في ابوجا للمشاركة في قمة اقليمية حول ساحل العاج. وافاد البيان بان «المحادثة تناولت خصوصا قضايا السلام والأمن في افريقيا والتعاون الثنائي». واضاف ان «الرئيس بوش هنأ الرئيس واد بقيادته على الصعيدين الوطني والقاري». وفي القاهرة، أكد وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط، أن بلاده تعمل على ألا يصطدم السودان بمجلس الأمن والمجتمع الدولي، بما يعرضه للمزيد من الأخطار، مؤكدا انه لا يمكن للولايات المتحدة أو المجتمع الدولي أن يتدخل عسكريا أو محاولة فرض شيء على الأرض في دارفور. معربا عن خشيته من تصعيد الضغوط، بالشكل الذي يجعل حكومة السودان لا تتفاعل إيجابيا. وقال أبو الغيط، إن القاهرة طرحت مجموعة من الأفكار لحل الأزمة، منها مد تفويض عمل قوات حفظ السلام الأفريقية لثلاثة اشهر قابلة للتجديد، واضاف نجحنا أيضا في الاجتماع، الذي شاركت فيه مع مجموعة من الرؤساء الأفارقة في نيويورك، في الموافقة على اقتراح مصر زيادة القوة الأفريقية من 7500 إلى 12500. وفي عمان، استنكرت الامانة العامة لمؤتمر الاحزاب العربية، الضغوط التي تمارسها الادارة الأميركية على شعب السودان، خاصة في ما يتعلق بموضوع دارفور والمتمثل بمحاولة احلال قوات دولية بديلا عن قوات الاتحاد الافريقي. ودعت رئيس الولايات المتحدة الأميركية جورج بوش، في مذكرة ارسلتها له امس، بإعادة النظر في موقف الادارة الأميركية من ضغوطها المتواصلة على شعب السودان. مؤكدة دعم احزاب الامة العربية للموقف السوداني في تمسكه بالدفاع عن سيادته واستقلاله وكرامته الوطنية. وقالت: «اننا نرى في هذه الضغوط على السودان محاولة لغزو استعماري للسودان برمته واعتداء على استقلاله وسيادته وسلامة ارضيه ومواطنيه، مشيرة الى انه مع وجود قوات الاتحاد الافريقي فان هذه المحاولات المحمومة لنشر هذه القوات لا يمكن النظر اليها الا بان لها اهدافا تتناقض مع ما هو معلن». كما طالبت الامانة العامة للاحزاب العربية في مذكرة اخرى امين عام الامم المتحدة كوفي أنان بالوقوف امام مسؤولياته في توجيه جهوده نحو تعزيز قوات الاتحاد الافريقي وتمكينها من اداء واجبها