كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
السودان : بناء ثقافة الديمقراطية..كيف؟
|
عشنا في بلاد الغرب وبالتحديد المملكة المتحدة وشاهدنا كيف أن سلوك الفرد السياسي والاجتماعي تجاه حرية الاختيار توجهه معطيات موضوعية جدا، فالشخص هناك حين يتوجه إلى صناديق الاقتراع يمارس حرية فردية تامة و لا يرغب في أن يسأله احد لمن ادليت بصوتك لان في ذلك استفزاز كبير لقدرته على الاختيار وحريته الشخصية، فالشخص هناك يختار ما بين برنامج وبرنامج وما بين برامج وبرامج وبكل وعي وإدراك لمصالحة الشخصية والوطنية انه يصوت لمن يحقق له الحاجيات المادية والمعنوية التي يحتاجها المرء في حياته من مسكن ومآكل وتعليم وصحة وامن واستقرار وطني ورفاهية تامة واعتبار ا جتماعي لشخصه ولوطنه بين الأمم الحزب الذي يطرح برامج واعية كهذه بما فيها الحفاظ على البيئة وكافة حقوق الإنسان والحيوان والنبات هو الذي تميل إليه قلوب الناس هناك....... ما السبب في هذا السلوك الاجتماعي الديمقراطي؟!! وما السبب في أن حكومات تلك البلاد تقف تماما محايدة بين مواطنيها وتنظيماتهم الاجتماعية سواء كانت قبلية أو مجموعات ضغط أو طوائف ما السبب في ذلك كله. إنها ما عرف بثقافة الديمقراطية التي انتظمت تلك المجتمعات منذ عشرينات القرن العشرين وأسست لثقافة حرة سعى بها الكتاب والفنانون والمثقفون والمعلمون والساسة وأهل ا لفكر ، عرضوها شعرا ونثروها نثرا ومثلوها مسرحا في المستشفيات و باحات المدارس ، في الطرقات وفي الحدائق العامة تخرج عليك فرقة كفرقة الفاضل سعيد تمثل أمامك مشهدا مدروسا ومخططا له أن يلهمك بفكرة أو سلوك حضاري مرغوب في سياق ثقافة الديمقراطية والاعتراف بالآخر المختلف في الرأي............. أو الدين أو العرق وحتى الجهوية. كيف يمكن أن يحدث هذا ، انه يحدث بالعلم ، واكتساب المعارف ونشرها في أوساط الجماهير والارتقاء بوعيها بموضوعية وعلمية ، يحدث بالتطور الاجتماعي التدريجي المدروس وليس بالقفز بالزانة على حقائق الواقع على نحو ما يرى المتطرفون يسارا او يمينا،يحدث حين يحدث تعاقد حقيقي بين المثقفين الحقيقيين سواء كان في منظمات المجتمع المدني الحكومية وغير الحكومية ............................................ فهلا تعاقد مثقفونا من اجل نشر ثقافة الديمقراطية الحقيقية ..لا ثقافة الاستقطاب والطوطمية سواء كانت يسارية أو يمينية............أخشى أن أقول تعالوا إلى ميثاق بين المثقفين وتثير الكلمة ما تثير ولكن تعالوا يدفع كل منا من موقعه من اجل مستقبل تقوم فيه دولة مؤسسات محايدة لا محسوبية و لا ظلامية في فكرها و لا دستورها دولة للجميع يحملها الجميع في حدقات العيون............. وأخر قولي انه لا طائفية في السودان بالمعني الفلسفي السياسي للكلمة...وان كانت هناك عصبيات مبعثها الجهل والتخلف الاجتماعي واعتصام البعض بالقبلية أو الطريقة الدينية وهذه مرحلة في سلم التطور نحو المجتمعات الأكثر تسامحا واندماجا قوميا وظيفيا بين مكوناتها وهذا ما دعوت له في كتابي " السودان إشكاليات الاندماج القومي" فطالبت أهل بلدي أن يتكاملوا تكاملا وظيفيا وليس بالضرورة تكامل عضوي أي عنصر قبلي او جهوي وغيره من الاطر الاضيف من نطاق وحيز دولة المؤسسات والقانون. . أخوكم / ابوساره بابكر حسن صالح
******************************************************************** مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام
|
|
|
|
|
|
|
|
|