السودان القديم وإسرائيل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 03:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-07-2020, 07:33 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان القديم وإسرائيل

    06:33 AM February, 07 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالله الشقليني-
    مكتبتى
    رابط مختصر





    السودان القديم وإسرائيل



    سمعنا الكثير منذ التقى البرهان بنتنياهو في أوغندا، وكثيرون بدأوا يتحدثون عن إسرائيل ، كأنها الطفل الضعيف ، متناسين أنها الغاصب الصهيوني ، وأنها تدعي لنفسها أنها الدولة الصهيونية أو اليهودية . وهي الدولة الوحيدة العنصرية في العالم.

    لن نتحدث عن أغراض البرهان الخاصة ، التي تهدف العفو من مجازر دارفور . فإسرائيل تنفذ يوميا مصارة الأراضي وتقتال الفلسطينيين ، في إرهاب مشهود بتلفزة العالم.

    سعى مبارك الفاضل ومن قبله تراجي التي كونت جمعية للصداقة بين السودان وإسرائيل، وخاب أملهما. نورد اليوم تاريخ الدولة الإسرائيلية ضد السودان بهدف تفتيته. وقد نجحت في بعض مساعيها وتنتظر آخر المطاف.

    ننقل بعض المقالات حول الدور الخفي لتفتيت السودان، بدأت بالجنوب وانتهاء بدارفور.
    ونواصل
    *

























                  

02-07-2020, 07:39 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان القديم وإسرائيل (Re: عبدالله الشقليني)



    وزير الأمن الإسرائيلي يكشف مخطط بلاده لتفتيت السودان!


    بقلم دكتور علي حمد إبراهيم ( السفير السابق بوزارة الخارجية)
    2009
    خمس سنوات مضت منذ أن فجرت مجموعات مسلحة في دارفور تمردا عسكريا فاجأ كل المراقبين المحليين والعالميين نسبة لقوة الهجمة العسكرية التي بدأ بها التمرد وهى قوة تفوق قدرات المتمردين العسكرية والتقنية بصورة جلية . ولم يمض وقت طويل حتى اخذت اصابع الاتهام تشير الى دور اسرائيل والمنظمات اليهودية في تفجير الاوضاع في الاقليم المنزوي في الاطراف الغربية من السودان والبعيد جغرافيا وسياسيا وثقافيا من اسرائيل، خصوصا بعد أن تجرأ بعض قادة التمرد بالحديث علنا عن دعم تلقوه من اسرائيل الى درجة الافصاح عن رغبتهم في فتح مكاتب اتصال فيها . وكان على هؤلاء السيد عبد الواحد المقيم في باريس والذى صار الوسطاء يخطبون وده وهو يردهم في تمنع ظاهري لا يعلم احد يقينا مدى الحقيقة والمصداقية فيه. من جانبها التزمت اسرائيل الصمت ولم تشأ تنف علاقتها بتفجير الاوضاع في اقليم دارفور أو الاعتراف بدورها في الذى يحدث في الاقليم ذي الثقافة الاسلامية المتجذرة لدرجة التزمت . فهو الاقليم الذى يشار الى اهله بأنهم حفظة القرآن كابرا عن كابر. ورغم صمتها وعدم بوحها ، الا أن اسرائيل اخذت تعلن من حين الى آخر عن تسرب مجموعات كبيرة من سكان اقليم دارفور الى داخل حدودها ، وانها اضطرت الى قبولهم كلاجئين اليها لا سباب انسانية. ويبدو الامر هنا كنوع من التمهيد للاعتراف بدورها في ما يجرى في الاقليم، لاسيما بعد ان تزايدت سخرية الساخرين من ادعائها بانها قبلت بعض المهاجرين من دارفور لا سباب انسانية . اذ تساءل مراقبون كثيرون لماذا غابت الانسانية عن الوجدان الإسرائيلي على مدى نصف قرن من الزمن ارسلت فيه اسرائيل الملايين من ابناء الشعب الفلسطيني الى المنافي البعيدة كلاجئين لا يحملون معهم غير مفاتيح منازلهم التي استولت عليها اسرائيل . ومع مفاتيح تلك المنازل حملوا صورها ومازالوا . ويبدو ان اسرائيل قد ادركت ان العالم قد اصبح قرية صغيرة فى زمن الانترنت هذا بحيث لم يعد ممكنا التخفي خلف الاعيب السياسة والسياسيين. ولابد ان هذا هو السبب الذى حمل وزير الأمن الإسرائيلي ، المستر آفي دختر، أن يحسم الجدل حول الدور الإسرائيلي في احداث دارفور ويكشف في محاضرة محضورة حكوميا واعلاميا القاها في يوم 4 يوليو من العام الحالي عن الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه كل من لبنان ، وسوريا ، والعراق ، وايران ، ومصر والسودان. وقام معهد ابحاث الامن القومي الإسرائيل بنشر نصوصها كاملة في الشبكة الدولية - الانترنت ليلتقط ناشط سوداني آثر تسريبات الجانب اليهودي من محاضرة وزير الأمن الإسرائيلي ، مركزا على ما جاء فيها عن استراتيجية اسرائيل حول السودان عامة وحول اقليم دارفور خاصة ، وكأن لسان حال ذلك الناشط السوداني كان يردد ما ردده الشاعر الأموي القديم :
    ارى تحت الرماد وميض نار وأخشى ان يكون له ضرام
    ولكن ماذا قال وزير الامن الإسرائيلي عن مخطط دولته تجاه السودان في ما ترجم من محاضرته الصريحة الى درجة الوقاحة:
    في بداية محاضرته سأل الوزير الإسرائيلي نفسه سؤالا لا بد انه كان يدور في خلد الكثيرين من مستمعي محاضرته وهو " لماذا التدخل الإسرائيلي في جنوب السودان في الماضي، والتدخل في دارفور في الوقت الحاضر ، رغم أن قدرة السودان على التأثير على الاوضاع في اسرائيل معدومة ، ومعدومة كذلك قدرته عل المشاركة الفعالة في قضية فلسطين؟

    ويجيب الوزير الإسرائيلي على سؤاله بصراحة ووقاحة اكثر ويقول بالحرف:
    " اسرائيل سبق أن حددت و بلورت سياساتها واستراتيجياتها تجاه العالم العربي بصورة تتجاوز المدى الحالي والمدى المنظور .ورأى الاستراتيجيون الاسرائيليون وقتها أن السودان ، بموارده الطبيعية الكبيرة، ومساحته الواسعة ، وعدد سكانه الكبير، اذا ترك لحاله ، فسوف يصبح اهم من مصر والسعودية والعراق . وسوف يصبح قوة هائلة تضاف الى قوة العالم العربي. وذكر الوزير الإسرائيلي مستمعيه ببعض اسهامات السودان فى الماضي في المجهود الحربى العربي ضد دولة اسرائيل باعتبار نفسه دولة عربية تمثل عمقا استراتيجيا حربيا للجيش المصري. وقال ان السودان شارك في حرب الاستنزاف التي شنها الرئيس عبد الناصر ضد اسرائيل بين عامي 68 و 70 عن طريق ايواء سلاح الجو المصري ، وتوفير المجال لتدريب القوات البرية المصرية. وحتى لا يتكرر هذا كان على الجهات المختصة الاسرائيلية أن تحاصر السودان في المركز وفى الاطراف بنوع من الازمات والمعضلات التي يصعب حلها .
    ومضى وزير الامن الإسرائيلي في حاجة من لم يعد يخشى شيئا ، مضى يقول فى محاضرته أنه كان لزاما على اسرائيل ان تنزع المبادرة من يد السودان حتى لا يتمكن من بناء دولة قوية ومستقرة ، وكان هذا العمل بمثابة التنفيذ الفعلي للاستراتيجية الاسرائيلية التي تبنتها رئيسة الوزراء الاسرائيلية جولدا مائير منذ العام 1967 والخاصة بإضعاف الدول العربية واستنزاف طاقاتها في اطار المواجهة مع اعدائنا. وكشف الوزير الإسرائيلي عن بؤر ومرتكزات اقامتها اسرائيل حول السودان لكى ينطلق منها المخطط الإسرائيلي . قال الوزير الإسرائيلي ان تلك البؤر اوجدت في اثيوبيا ويوغندا وكينيا وزائير ، واشرف عليها قادة اسرائيل المتعاقبون من بن قوريون وليفى شكول وجولدا مائير ومناحم بيغن واسحاق شامير واسحاق رابين واريل شارون. وذكر الوزير أن اقامة تلك المرتكزات والبؤر في الدول المذكورة والمجاورة للسودان حتمه بعد السودان الجغرافي عن اسرائيل . ويرى الوزير الإسرائيلي ان المخطط قد نجح في اعاقة قدرة السودان على اقامة دولة سودانية قادرة على تبوء موقع الصدارة في المنطقتين العربية والافريقية.

    غير ان اخطر اعترافات وزير الامن الإسرائيلي حول السودان واكثرها استفزازا جاءت فى الشق الخاص بأزمة دارفور من حديثه. فالوزير يقول بالفم المليان " أن تدخلنا في دارفور وتصعيد الاوضاع فيها كان حتميا. فنحن نضع نصب اعيننا دائما خلق سودان ضعيف ومجزأ. كما نضع في اعيننا كذلك حق سكان دارفور وواجبنا الأدبي والأخلاقي تجاههم. ومضى الوزير الى القول ان الموقف الذى يعبر عنه بصفته وزيرا اسرائيليا ، تعبر عنه كذلك منظمات المجتمع الإسرائيلي. وقال لهذه الاسباب هم موجودون في دارفور لوقف الفظائع ضد شعبها ، ولتأكيد حقه في التمتع (بالاستقلال) وادارة شئونه بنفسه .وزعم الوزير أن العالم يتفق معهم في انه لابد من التدخل في دارفور .وقد ساعد الموقف العالمي - حسب زعمه - في تفعيل الدور الإسرائيلي واسناده كدور منفصل عن الدورين الأمريكي والأوربي ".
    ويكشف وزير الأمن الإسرائيلي فى محاضرته ان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق اريل شارون كان هو صاحب فكرة تفجير الاوضاع في دارفور حين يقول بالحرف ان اريل شارون " اثبت انه يمتلك نظرا ثاقبا وانه يفهم الاوضاع في القارة الافريقية .وقد تبين ذلك من خلال خطاب كان شارون قد تحدث فيه عن ضرورة التدخل في دارفور. وهذا ما تحقق بالفعل ، وبنفس الآلية والوسائل والاهداف التي رمت اليها اسرائيل. وطمأن الوزير الإسرائيلي مستمعيه بأن قدر كبير وهام من الاهداف الاسرائيلية تجد فرصتها للتنفيذ في دارفور الآن.
    الفقرات الماضية لابد انها تمثل أجرأ ما يمكن ان يتحدث به وزير أمن ، اسرائيليا كان ام غيره . وهى تعكس روح التحدي وعدم مبالاة اسرائيل بخصومها العرب . فها هو وزير الامن الإسرائيلي يذيع على الملأ اخطر اسرار التحرك الإسرائيلي ضد دولة عربية هي السودان ، البعيد جغرافيا عن اسرائيل . ربما كان هدف الوزير ومؤسسته التي يديرها هو اشاعة المزيد من الاحباط في نفوس الشعوب العربية بهذا الحديث غير المبالي والاستفزازي. والمثير للاستغراب. ولكن الشعور بالاستغراب سينتهى تماما عندما يطالع المستغربون ردود الوزير على اسئلة مستمعيه. ففي رده على سؤال من نائبه عن مستقبل السودان، اجاب الوزير اجابة خطيرة فحواها ان هناك قوى دولية تتزعمها الولايات المتحدة ومصر ترى " ضرورة ان يستقل جنوب السودان واقليم دارفور ". قلت ان اجابة الوزير هذ هي اجابة خطيرة. اذ انه من المعروف ان الولايات المتحدة لا تشجع اية انشطارات جديدة في افريقيا خوفا على الاستقرار الاقتصادي والتجاري والسياسي في المنطقة الغنية بالمواد الاولية التي تحتاجها الصناعات الامريكية. كما ان انشطار السودان سوف يغرى الأرومو في اثيوبيا لفعل الشيء ذاته، وسوف يفجر الاوضاع في يوغندا بين البوقندا اصحاب الارث الملوكي القديم الذين لم ينسوا بعد كيف كان صولجان الكباكا، وبين الاشولي القبيلة الحربية المشاكسة التي اضاع عليها عيدي أمين مجدها الذى حققته على يد فتاها ملتون أبوتي الذى حرر يوغندا ثم سلبه عسكر الكاكوا بقيادة عيدي امين سلطته لتبقى الضغينة الكامنة في النفوس انتظارا للفرصة المواتية. اما ادعاء الوزير بأن مصر هي واحدة من الدول التي تطالب باستقلال الجنوب ودارفور فهو قد يجعل القارئ لهذا التقرير يمدد رجليه كما فعل ابو حنيفة النعمان؟
    الامل والرجاء هو أن يقرأ ابناء دارفور هذا التقرير بعين فاحصة وعقل متدبر. وأن يطرحوا بعض الاسئلة الضرورية على انفسهم: و ان يتدبروا قول الوزير الإسرائيلي أن كل ما تحقق في دارفور هو بعض ما خططه اريل شارون ( وبنفس الآليات والوسائل)
    ودعونا نقول يحفظ الله السودان ، البلد والشعب ،من كيد اسرائيل التي لا تريد له ان يستقر. ولكن لابد من طرح الشق الآخر من السودان وهو كيف ولماذا نجحت اسرائيل في تنفيذ مخططها القديم في دارفور ذلك المخطط الذى ظل حبيس ادراج الصهاينة وصدورهم حتى وقت قريب. دعونا نوقد شمعة في الاركان المظلمة من حياتنا السياسية قبل أن نلعن الظلام. وليحفظ الله السودان من كيد نفسه ومن كيد اعدائه .

    وللإخوة في دارفور اقول ان هذا التقرير جارح لكرامة الامة الدارفورية قبل كرامة عموم امة السودان. فغدا قد تذهب الانقاذ التي نعارضها ، ولكن هل يبقى السودان ذلك هو السؤال الذى يضنيني الانتظار للحصول على اجابة شافيه عليه.

    ونواصل
    *
                  

02-07-2020, 07:42 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان القديم وإسرائيل (Re: عبدالله الشقليني)



    شلوت دولي في وجه اسرائيل .... بقلم: د. على حمد ابراهيم


    نشر بتاريخ: 07 حزيران/يونيو 2010

    اخيرا جدا حقّ لضحايا اسرائيل الكثر أن يشمتوا عليها وهم يشاهدون صرخة الضمير العالمي وغضبه ضدها بعد ان حركته اسرائيل بصلفها وغرورها وازدرائها لكل الاعراف السلوكية والقانونية. اسرائيل التي كانت ترتكب كل الفظاعات ضد من تتصور انهم خصوم يتجهمونها. ثم تمضى معربدة في كل المنتديات والفلوات ، سادرة في غيها تحت سمع كفيلها وحاميها العالمي ، الولايات المتحدة الامريكية دون ان تخشى لوما من الآخرين طالما أن الدولة القطب راضية عما تفعل . او متجاهلة لما تفعل . ولسان حالها يقول فليصرخ الجميع في الفلوات السياسية، من مجلس أمن ، وجمعية عمومية وجامعة عربية ، واتحاد أفريقي ، ومؤتمر إسلامي . فلتصرخ كل هذه الهياكل الهلامية . فالريح لا يأخذ شيئا من البلاط مهما عوى . ولكن غضبة الضمير العالمي وصرخته كانت مدوية بصورة غير عادية واسمعت حتى الذين في آذانهم وقر سميك. لقد رأت اسرائيل بأم عينيها ،كيف اندفق الشعور الشعبي العارم في طرقات المدن في كل ارجاء المعمورة ضد الصلف والغرور الإسرائيلي الذى سوغ وبرر للآلة العسكرية الاسرائيلية الغاشمة أن تتصدى بالرصاص والذخيرة الحية لناشطين مدنيين عالميين عزل يحملون مؤنا غذائية ومستلزمات طبية ومواد بناء لا تخفى تحتها صواريخ باليستية حاملة لرؤوس نووية ايرانية يمكن ان تصوبها حماس ضد دولة الفضيلة اليهودية التي اعتادت على ان تستغفل العقل الجمعي العالمي بمثل هذه الوساوس والترهات والتخيلات المريضة ، فيصدقها المستغفلون في هبل وسذاجة لا مزيد عليها ، ويسكت البعض من العالمين بالحقيقة من خوف ووجل سياسي يتوسد ضمائرهم وقلوبهم التي في الصدور . فغضب ربيبة اللوبي اليهودي الصاعق في واشنطن يجلب معه المضرة وكل ما لا تحمد عقباه للذين يقفون في طريق اسرائيل. كان هذا هو ديدن الأمور الثابت في كل مرة . إلا في هذه المرة التي بلغ السيل فيها الزبى حتى فاضت . ولم يعد ممكنا السكوت على عنجهيات اسرائيل بعد ان ظهر للقاص والداني ان ضوء الشمس لا يمكن أن تحجبه اصابع اليد المفرودة بالكذب والخداع والتمويه. أخلص اصدقاء اسرائيل الذين كانوا يسكتون عن باطلها وكذبها وبطشها بالفلسطينيين الابرياء بحجة حق اسرائيل الابدي في لدفاع عن نفسها ، لم يستطيعوا السكوت هذه المرة. ربما لأن ضمائرهم قد استيقظت فجأة ، ورأت الحق حقا فناصرته. وربما أن غشاوة قد ازيلت عن اعينها بفعل فاعل فبان لها الامر كما يبين شفق الصباح ويسمو فوق العتمة والظلام . ربما يكون هذا او ذاك. المهم هو أن جديدا قد حدث هذه المرة. و فوجئت اسرائيل بهذا الجديد كما لم تفاجأ من قبل . دعونا نبدأ الحديث من أوله:

    *
    البيت الابيض الامريكي، حارس أمن اسرائيل الدائم ، وداعم بطشها وغرورها، ومصدر قوتها وجبروتها العسكري والسياسي والدبلوماسي ، المنافح والمدافع الوحيد عن باطلها في كل الاوقات ، تحدث الى اسرائيل هذه المرة بلسانين . لسان للاستهلاك المحلى الامريكي ، فالموسم فى امريكا هو موسم انتخابات. ونتائج الانتخابات الامريكية يكتبها المال اليهودي الفاجر. ولأن هذا الواقع الانتخابي الامريكي الفاسد لا سبيل الى تغييره في عصرنا هذا ، فلا بد من مداراة الامر . والتحدث بلسانين مع ربيبة اللوبي اليهودي. وجلس الحليفان خلف الكواليس المغلقة. قال البيت الابيض أن ما حدث مع ناشطين عالميين يحملون ارزا ، وبطاطس ، واغطية ، وادوية ، ومواد بناء، لا يمكن قبوله ، ولا يستطيع احد ان يبرره مهما اوتى من بلاغة و براعة وقدرة على تلوين الاشياء بغير الوانها . لم يستطع حامى الحمى الاسرائيلية فى البيت الابيض السكوت هذه المرة، مثلما كان يسكت في كل مرة. فقد كانت الجلبة طاغية جدا بحيث لم يعد ممكنا تجاهلها .أو التظاهر بعدم سماعها . فقد اسمعت الصرخة الشعبية العالمية حتى من به صمم وبلم . واخترق صداها كل جدران الدنيا . واخترق الصدى كل ضمير حي. وكان لابد من أن يسمع " البيت " الذى تعود على أن لا يسمع في ماضيات ايامه. لقد سمع هذه المرة بالفعل . لقد سمع ورأى غليان الضمير الشعبي العالمي في كل ارجاء المعمورة وهو يقول لإسرائيل كفى . وكان لابد من أن يتحدث ساكنوا البيت الابيض عن ما حدث لركاب "مرمرة" العزل الا من غضب سلمى ، لا تسنده بنادق غير بنادق حق الجائعين الفلسطينيين فى غزة فى لحصول على الطعام والدواء والأمن من الخوف والعوز. صحيح ان صوت الناطق باسمه جاء مبحوحا ، ومتحشرجا ومترددا في بادئ الامر . كان يبحث عن كلمات حمالة لأوجه كثيرة تساعد على الزوعان من أي "شينة" اذا لزم الأمر . "فالشينة" دائما منكورة. لقد "تأسف" البيت الابيض لوقوع قتلى . ولحدوث موت. ولكنه لم يقل من قتل هؤلاء القتلى! ومن هم هؤلاء القتلى ! و اكتفى فقط بالمطالبة بتغيير اسلوب ممارسة "الحصار" حتى يكون حصارا ناعما ، يقتل بالتجويع، ودون لحاجة لاستعمال الذخيرة الحية مثلما حدث لناشطي "مرمرة" المنكوبة. ولكن ذلك لم يكن كافيا . فقد استمر غليان الضمير العالمي ضد اسرائيل وامريكا على حد سواء . ومرة اخرى جلس الحليفان يبحثان عن مخرج . اربع ساعات قضاها مبعوث اسرائيل الامني ، أوزى أراد ، مع مستشار الأمن الأمريكي، جيمس جونز، وهما يتحاوران، حول انجع الوسائل التي تحول دون اعاقة الخطط الامريكية- الاسرائيلية المشتركة لانزال عقوبات دولية جديدة ضد ايران بسبب حادثة مرمرة العارضة ! . فالهم هو تدمير قوة ايران العسكرية البادية وليس هو توفير الأمن والغذاء لجائعي وخائفي غزة ومرعوبيها. مثلما كان الهم ذات يوم هو تدمير قوة العراق العسكرية التقليدية اكثر من التأكد من خلوه من اسلحة التدمير الشامل التي يعلم اليانكي الأمريكي ان تلك الاسلحة لا يمكن البحث عنها في دويلة النيجر التي يموت بعض شعبها من مسغبة تأتى مع كل صيف. في ذلك الاجتماع سمعت اسرائيل تحذيرا من البيت الابيض تعدى الحدود المرعية بين الحليفين . لقد قيل لإسرائيل إياك ان تعودي الى مثلها مرة اخرى ، كأن تكرري الفعل ذاته مع بواخر ما زالت تمخر عباب البحر في طريقها الى غزة وعلى متنها ناشطون عالميون من حملة جوائز نوبل للسلام. فإن تفعلي فربما تكون تلك هي الخطوة الفاصلة في مراسيم طلاق قد يكون طلاقا بائنا . لقد سمعت اسرائيل نصيحة امريكية قدمت في لغة تهديدية قالت " اذا كانت اسرائيل تتصرف بما تمليه عليها مصالحها، فعليها ان تراعى ان مصالح امريكا لا تتضرر هي الاخرى نتيجة لتصرفات اسرائيل". الكاتب الأمريكي الكبير، ديفيد اجناتيوس ، وقف طويلا عند هذه الجزئية في مقاله الأسبوعي في صحيفة الواشنطن بوست في الرابع من يونيو الحالي مفسرا دلالات ذلك التحذير البعيدة. لقد حدث ذلك الطلاق البائن في الماضي غير البعيد بين بوش الكبير وبين اسرائيل . وكانت النتيجة ان بوش المطلق قد منع عن طليقته اسرائيل ضمانات القروض. فمضت الطليقة تتضور في الطرقات المالية من العوز والفاقة الى المال .

    الملمة السياسية التي فجرتها حادثة مرمرة لا يتوقع لها ان يصل تأثيرها الى ما يقرب حتى حالة الخصومة الناعمة بين اسرائيل والولايات المتحدة .ولكنها عمقت الخلافات المستترة التي ظلت قائمة بين المنظمات اليهودية الامريكية الكبرى منذ وقت طويل بسبب سياسة اسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني . في مقال محيط بتاريخ الثاني من يونيو الحالي في صحيفة الواشنطن بوست يقول الكاتب والمحلل السياسي هارولد مايرسون ان حادثة الباخرة التركية مرمرة عمقت الخلافات بين المنظمات اليهودية الامريكية حول سياسة اسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني. وتحديدا الخلافات بين اللجنة الامريكية – الاسرائيلية العامة ( ايباك) وهى الجسم اليهودي الاكبر و الاقدم والاشهر والاكثر والاقوى تأثيرا و نفوذا و الذى عرف اختصارا واشتهر باسم اللوبي اليهودي في واشنطن . وبين المنظمة اليهودية الكبيرة الاخرى في واشنطن و التي عرفت و تعرف باسم (المجموعة اليهودية الامريكية) . اللوبي اليهودي أو ( الايباك) هي المنظمة الاكثر تطرفا في مساندتها لكل المواقف الاسرائيلية محقة كانت المخطئة .وتقول صراحة انها غير محايدة في موقفها تجاه اسرائيل . في قضية الباخرة مرمرة اكتفت الايباك في موقعها على الشبكة الدولية بالقول ان مجموعة من الناشطين مع منظمة حماس هجموا على الجنود الإسرائيليين واصابوهم بجراح . ولم تشر الى القتلى الاتراك التسعة لا من قريب او من بعيد! اما منظمة المجموعة اليهودية الامريكية التي تدفع بقوة باتجاه حل الدولتين وتنتقد للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء لعجزهم المشترك في بلورة مشروع ناجز يحقق حل الدولتين. في تعليقها على حادثة الباخرة مرمرة انتقدت هذه المنظمة حصار اسرائيل لقطاع غزة والقت اللوم كله على عاتق الدولة اليهودية ووسعت بذلك من نطاق خلافها مع الجسم اليهودي الاكبر في الولايات المتحدة .لقد ارتكبت اسرائيل مئات الجرائم من شاكلة جريمة مرمرة في الماضي وواجهت نتيجة لذلك ادانات كثيرة من بعض اركان الدنيا . ولكنها المرة الاولى التي يوقعها غرورها وصلفها فى محنة حقيقية مع كل العالم . لقد تقاعس عن نجدتها معظم كتاب اعمدة الرأي والافتتاحيات فى الصحف والمجلات الامريكية على غير العادة. لقد استفزت اسرائيل العالم –كل لعالم ونالت بالمقابل غضب العالم- كل العالم. ونقول لإسرائيل شامتين : تعود ايام نحسك و تبقى . و تأخذين غيرها !
    http://www.sudanile.com/index.php/من...2-9-8-2/15418http://www.sudanile.com/index.php/من...2-9-8-2/15418-

    *
    ونواصل
    *
                  

02-07-2020, 07:45 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان القديم وإسرائيل (Re: عبدالله الشقليني)



    حقيقة الدور الإسرائيلي في أزمة دارفور


    المركز السوداني للخدمات الصحفية نشر في المركز السوداني للخدمات الصحفية يوم 07 - 07 - 2009

    إسرائيل عادت تعبث في غرب السودان كما فعلت في الجنوب حتى تتفاقم أزمة دارفور مصادر وزارة الدفاع الإسرائيلية أكدت أن إسرائيل هي المصدر الرئيس للسلاح المستعمل في دارفور!! توظيف العلاقات الدبلوماسية مع تشاد لتسهيل وصول الدعم العسكري واستقطاب قيادات المتمردين الاهتمام بدارفور يوفر غطاء لجرائم تجرى في فلسطين والعراق، ويهدف لتهديد العمق الاستراتيجي لمصر مخطط لتدريب وتأهيل اللاجئين السودانيين في اسرائيل واستخدامهم جواسيس علي الدول العربية الدور الاسرائيلي يستهدف الأمن القومي العربي وهو ما يتطلب حل الأزمة وتقديم المساعدات الإنسانية خدمة (smc) لا يمكن النظر إلي الاهتمام الإسرائيلي بدارفور كأحد المهددات للسودان رغم الدور الذي تقوم به في تصعيد مشكلة دارفور، ولكن الاستهداف في حقيقته موجه للسودان كدولة في عقديتها وموقعها الاستراتيجي ومكوناتها الاقتصادية والبشرية. ما يحدث في دارفور سبقه دور اسرائيلي كان كبيراً في الجنوب، ولكن الظروف والبيئة السياسية العالمية ما كانت تسمح له بالظهور ولا تقبل الإعلان عنه، فكان وجود أكثر من قطب ودولة مؤثرة في الأحداث العالمية مهماً. مع تأكيد وجود الدور الاسرائيلي وخطورته على الأمن القومي، لابد من الوقوف كثيراً لقراءة المبادئ الثلاثة الأساسية للحركة الاستراتيجية في البيئة الإقليمية حول إسرائيل التي طرحها (آفي ديختير) وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي في معهد أبحاث الأمن القومي، وقد ذكر في محاضرته ما يلي: خيار استخدام القوة العسكرية لحسم تحديات صعبة وخطيرة ومستعصية يتعذر حسمها بالوسائل الأخرى، وخلق الفوضى وإثارة الصراعات واستخدام قوى داخلية وتوظيفها لتؤدي المهمة بدلاً من التدخل المباشر. الخيار الثاني، التوظيف لجماعات أثنية وطائفية أو قوى معارضة، لديها الاستعداد للتعاون مقابل دعم تطلعاتها للوصول إلى السلطة. الخيار الثالث، تحديد تحالفات مع دول الجوار، على غرار حلف المحيط الذي شكله (دافيد بن جوريون) في منتصف الخمسينيات مع تركيا وإيران وإثيوبيا، في نطاق استراتيجية شد الأطراف لشل قدرات بعض الدول. ما يحدث في دارفور تنفيذ فعلى ومباشر للخيارات ما دون الخيار العسكري، فجماعات الضغط تتحرك في الولايات المتحدة وكل دول العالم، والعمل لاختراق وتوظيف جماعات الهامش وحركات الرفض المسلحة في دارفور واضح، لذلك الدور الإسرائيلي يمكن إيجاز آلياته ووسائله في توظيف منظمات الإغاثة والعمل الإنساني، والعمل من خلال مجموعات حقوق الإنسان، والمشاركة في بلورة مواقف بعض الدول الكبرى (الغربية) خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.. لذلك يلاحظ أن كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة أوباما من أصول يهودية. وكذلك توظيف العلاقات الدبلوماسية مع دول الجوار خاصة تشاد، لتسهيل وصول الدعم العسكري للحركات المسلحة، وإيجاد بيئة صالحة لاستقطاب قيادات الحركات المسلحة. ومن الخيارات الاستفادة من جماعات منظمات المجتمع المدني في بعض الدول الغربية (مراكز بحوث ودراسات وجمعيات اجتماعية وغيرها)، إضافة إلي التعاون الاستراتيجي مع بعض دول الجوار وبعض الدول الغربية لتحقيق بعض الأهداف. وقد أكد (آفي ديختير) أن رئيس الوزراء الصهيوني السابق آرييل شارون كان هو صاحب فكرة تفجير الأوضاع في دارفور، وقد تبين ذلك من خلال خطاب كان شارون قد تحدث فيه عن ضرورة التدخل في دارفور، وهذا ما تحقق بالفعل، وبنفس الآلية والوسائل والأهداف التي رمت إليها إسرائيل، حيث أن قدراً كبيراً وهاماً من الأهداف الصهيونية تجد فرصتها للتنفيذ في دارفور الآن. ولا يخفي علي أحد أن هنالك صلة وثيقة تربط بين عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان والكيان الصهيوني، وبرز ذلك من خلال زياراته المتكررة لها، والتي من أبرزها تلك التي التقى فيها عبد الواحد مع رئيس المخابرات الصهيونية اللواء مانير دجان ومسئول آخر في وزارة الدفاع، مما يعد مؤشراً قوياً على طبيعة الدور الذي يريد عبد الواحد ان تقوم به إسرائيل في دارفور خاصة والسودان عامة، وتصعيد الاوضاع أكثر أمام الحكومة، مروراً بالتنسيق بين حركات التمرد المتنامية حتى بلغ عددها (19) فصيلاً بالمقارنة بحركتين فقط في بداية التمرد عام 2003م، وانتهاء بكيفية تزويد تلك الفصائل بالسلاح. على ما يبدو فإن مسئولي أجهزة الأمن والاستخبارات في إسرائيل لقّنوا عبد الواحد دروساً في حب الكيان وخدمته، وهو ما بدا واحداً من تصريحاته التي كشف فيها عن مدى خضوعه التام لإسرائيل وتحالفه معها، حيث قال وبالحرف الواحد: (نحن يجب أن نصوغ تحالفات جديدة لم تعد مستندة على الجنس أو الجين، لكن على القيم المشتركة من الحرية والديمقراطية .. لذلك فقد فتحنا مكتباً تمثيلياً للحركة في إسرائيل، لمساعدة اللاجئين السودانيين الذين وجدوا في إسرائيل ملاذاً يحميهم من العنف الدائر في دارفور!؟) الصهيونية وأزمة دارفور.. محاولة للفهم دائماً ما يقترن الحديث عن العلاقات الصهيونية – الإفريقية بالإشارة إلى استراتيجية شد الأطراف ثم بترها، بمعني مد الجسور مع الأقليات وتشجيعها على الانفصال، ويفترض وفقاً لهذا التحليل إن إسرائيل تستطيع لعب هذا الدور بجدارة، ولا تجد صعوبة في شد هذه الأطراف، حيث تعاني العديد من دول القارة من أزمة اندماج وطني تعلو فيه الولاءات الأثنية على غيرها من الولاءات، وهو ما تمكنت إسرائيل من استغلاله أمثل استغلال، وسط تأكدها التام من أن الطرف الإفريقي غير معنى تماماً بحسابات الأمن القومي العربي، وان العلاقة التي تربطه بإسرائيل تقوم على تلاقي المصالح والأهداف لكلا الطرفين. وعلى هذا الأساس كانت إفريقيا مرتعاً طيلة عقود مضت للوجود الإسرائيلي الذي نجح في استغلال الإشكاليات الموجودة على مستوى الهوية العربية والإفريقية، ورفض سيادة الثقافة العربية – الإسلامية. وأن كان ذلك هو الواقع في إفريقيا بشكل عام فإن تل أبيب نجحت في تطبيقه كنموذج في دارفور التي تعد صورة مصغرة من القارة الإفريقية، بما تحويه من تعددية أثنية ولغوية ، تماماً مثلما كان الحال عليه في جنوب السودان، والتي تم توصيف الصراع فيها مع الشمال على أساس أنه حركة إفريقية في مواجهة حكومة عربية. وحينما تصاعد الوضع في دارفور أصبح يفسر على أساس أنه صراع بين العرب والأفارقة، وهو ما أتاح لإسرائيل الولوج وبقوة في تلك الأزمة. فخلال الحرب التي دارت رحاها في جنوب السودان نجحت إٍسرائيل في تسويق نفسها لدى الجنوبيين، مستغلة سعي حكومات الخرطوم المتعاقبة إلى سودان واحد رغم التنوع الذي يتمتع به السودان، وهو الأمر الذي جعل جون قرنق الزعيم السابق للجيش الشعبي لتحرير السودان والذي ينتمي لثقافة الدينكا الإفريقية، يعلن عن عدائه صراحة للعرب، وأكد مراراً على أن نظرة الحكومات السودانية ليست سوى نظرة قاصرة، وراح يبحث عن حليف قوى يدعمه ويشد من أذره، وبالطبع لم يجد أمامه أفضل من إسرائيل، التي راحت الأخرى تمد له يد العون طمعاً في تحقيق مآربها. ثم جاءت أزمة دارفور بعد أن اندلعت حركة التمرد المسلحة في دارفور منذ فبراير 2003م، لتواصل ماكينة الحرب الأهلية دورانها بعد مضي شهور معدودة على توقفها في الجنوب، فبعد عقد اتفاقية مشاكوس (سنة 2002م) والاتفاق على استمرار التفاوض في نيفاشا لعقد اتفاق نهائي، تم الإعداد على عجل لتحويل النزاع بين قبائل دارفور حول المراعي والمياه إلى حرب أهلية جديدة. وبدا واضحاً أن هناك من يعمل على عدم توقف الحروب الأهلية قبل تمزيق السودان، والتمكين تماماً للعدو الاستعماري والصهيوني في أراضيه الشاسعة، فبعد اتفاق وقف إطلاق النار وبدء الجولة الأولى للمفاوضات بين الحكومة ومتمردي دارفور في أديس أبابا تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، انطلقت تهديدات أمريكا وغيرها من الدول الاستعمارية وحملات وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية السائرة في ركابها متباكية على سكان دارفور وقتلاهم ونازحيهم الذين شردتهم الحرب، وقام الكونجرس الأمريكي بإصدار قرار اتهام بممارسة الإبادة الجماعية للأعراق الأفريقية في دارفور، مما دفع حركتي التمرد المسلحتين في دارفور، حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة للتشدد في المفاوضات و إفشالها انتظاراً لقرار مجلس الأمن 1556 في 30 يوليو 2004م. وكما فعلت إسرائيل في جنوب السودان عادت من جديد تعبث في غربه، أملاً منها في سكب مزيداً من الزيت على النار حتى تتفاقم الأزمة الدارفورية، سعياً من أجل تحقيق هدف ثابت وقوي يتمثل في تمزيق السودان ودعم تمكينها من أن يكون وطناً واحداً يعيش داخله جميع الفرقاء. البحث عن قرنق جديد ومن هذا المنطلق كان الدعم الإسرائيلي الواضح لبعض متمردي دارفور، حيث راحت تبحث لها عن قرنق جديد في دارفور، ولم تجد صعوبة في ذلك، إذ وجدت أمامها من يهرول باتجاهها سعياً للحصول على الدعم والتأييد بشقيه العسكري والإعلامي، وكللت ذلك بالإعلان عن فتح مكتب لحركة تحرير السودان – فيصل عبد الواحد محمد نور- خاصة وأن تلك الحركة ومن خلال قراءة برنامجها سنجد أنه مستلهماً من برنامج الحركة الشعبية لتحرير السودان، والمبني على أساس فكرة الوحدة والعلمانية والمساواة بين جميع المواطنين، بغض النظر عن الدين والثقافة والعرق. وبالفعل كانت إسرائيل ضمن ان لم تكن أحد أهم المحضرين على تصاعد وتيرة الأزمة الدارفورية، ونجحت في أن تستغلها من أجل تحقيق مصالحها وأهداف سياساتها الخارجية في ظل وجود هذه الأزمة، ومن ضمن الأدوات التصعيدية التي استخدمتها إسرائيل الترويج بأن الصراع في دارفور بين عرب وأفارقة، وأن الأفارقة يتعرضون لهولوكوست (محرقة) ، أو من خلال مسألة اللاجئين، لإضفاء بعد إنساني على سياستها تجاه الأزمة، وبهدف تقديم العرب على أنهم يسيئون معاملة الأقليات. وراحت تدعي كذباً بأنها تقف مع الدارفوريين لتخليصهم من العبودية في السودان، وذلك لكي تكرر تدخلها في العالم العربي من جديد، وتعيد ما فعلته في جنوب السودان ومع الأكراد في العراق. ويشير العديد من الباحثين إلى تلك الحركة القومية السوداء التي نشأت بين أفارقة المهجر وأوساط السود الأمريكيين، والرابط القوي بينها وبين الجماعات الصهيونية داخل المجتمع الأمريكي، وبروزها القوي كاتجاه مناهض للعرب، حيث وجدت قضايا مشتركة لها مع اللوبي الصهيوني الأمريكي، ويتضح ذلك من تصعيد أزمة دارفور سواء على المستوى السياسي أو الإعلامي. أهداف واضحة وثابتة ويرجع الخبراء الاهتمام الإسرائيلي بدارفور إلى عدد من الأسباب منها أنه يوفر غطاء لجرائم تجرى في فلسطين والعراق، كما يأتي في إطار مخططها لاحتواء إفريقيا، والانتشار فيها انطلاقاً من السودان، ومن ثم الضغط على مصر وتهديد عمقها الاستراتيجي. وتتجلى مظاهر هذا الاهتمام في قيام الصحف الإسرائيلية بفرد مساحات واسعة لنقل ما تقوم به ميليشيا الجنجويد، مع التركيز الدائم على أن هذه الميليشيا عربية للتأكيد على تأصيل العنف في المواطن العربي، وربط صفة العربي بالقتل وسفك الدماء، سواء في الذهن الغربي أو في الذهن الإسرائيلي في إطار دعم الصورة النمطية السلبية عن العربي في العالم، وأن هذه الميليشيا موالية لحكومة الخرطوم، وتحصل على الدعم العسكري واللوجيستي منها، والتركيز على أن المذابح تجرى من قبل العرب ضد الأفارقة، وهو ما يخالف الحقيقة. والمؤسف أنها وسيلة للتذكير بما تعرض له اليهود من مذابح، في إطار محاولات المنظمات المرتبطة بإسرائيل إبقاء الهولوكوست في الوعي الغربي. وتحرص الصحف الإسرائيلية على نقل قصص اللاجئين السودانيين الموجودين في إسرائيل، والبالغ عددهم نحو 300 لاجئ، منهم 70 من دارفور، موضحة كيف دفعوا الأموال لمهربين من البدو المصريين، لنقلهم إلى إسرائيل، وكيف يتعاطف هؤلاء اللاجئون مع ضحايا الهولوكوست من الإسرائيليين، ويقومون بزيارة النصب التذكاري لضحايا الهولوكوست في إسرائيل، وتأكيدهم أن الإسرائيليين سيقدمون لهم المساعدة، لأنهم سيتفهمون ما يجري لهم باعتبارهم تعرضوا لعملية إبادة جماعية مماثلة. كما تقوم إسرائيل بتهريب الأسلحة إلى متمردي دارفور، وهو ما تأكد بعد إعلان الكشف عن شبكة لتهريب الأسلحة تتخذ من الأردن ممراً لها، بالإضافة إلى صدور كتاب عام 2004م حول تهريب السلاح إلى إفريقيا، نقل عن مصادر تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية قولها: إن إسرائيل هي المصدر

    الرئيس للسلاح المستعمل في دارفور. وكذلك صعّدت إسرائيل من ضغوطها الدولية على السودان، حيث التقت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بعدد من السفراء الأفارقة في تل أبيب، في عدة مناسبات لمناقشة الجهود الإسرائيلية المساعدة في حل أزمة دارفور، بالإضافة إلى تخصيص مجلس الوزراء جلسات خاصة متفرقة لمناقشة الوضع هناك، وأعلنت وزارة الخارجية أنها بصدد التبرع بخمسة ملايين دولار لصالح من أسمتهم ضحايا مجازر الإبادة الجماعية في إقليم دارفور. وتضمن إعلان التبرع أن إسرائيل لا تستطيع أن تقف متفرجة دون تقديم المساعدة، بينما تحدث أكثر الأزمات الإنسانية حدة في العالم، حيث ستقوم إسرائيل بتحويل مبلغ 4 مليون دولار إلى 4 منظمات مساعدات حكومية، بينما سكان المليون الخامس على شكل مساعدات دوائية ومعدات لتحلية المياه، ستتبرع بها شركات إسرائيلية، وتقدم للاجئين السودانيين. وكانت إسرائيل قد تبرعت بنحو 200 ألف دولار أمريكي لمنكوبي دارفور على مدى السنوات الثلاثة الماضية، وينتظر أن تضع المساعدة الجديدة إسرائيل على لائحة أكثر 10 بلدان تقديماً للمساعدات إلى ضحايا دارفور، وهي القائمة التي تتصدرها الولايات المتحدة، ولا تضم حالياً سوى دولة عربية واحدة. الهجرة لإسرائيل.. علامات استفهام وإذا ما أمعنا النظر في مسألة تفاقم هجرة السودانيين إلى إسرائيل فإننا نجد أن الكثير من ذوي الاهتمام بالشأن الإسرائيلي يرجعون ذلك لعاملين رئيسيين، أولهما يتمثل في أنها نتاج طبيعي لإفرازات الظروف التي عانى منها البعض وما وصل بهم الحال من رغبة في ترك أوطانهم من ناحية، وفشلهم في تحقيق أهدافهم وطموحاتهم في مصر وتردي أوضاعهم فيها، لذا كان طلب الهجرة لإسرائيل من بين طلبات هؤلاء اللاجئين. أما العامل الثاني فيتمثل في إغلاق باب اللجوء أمام السودانيين سواء إلى الولايات المتحدة أو أستراليا أو كندا، وذلك بحجة انتقاء أسباب اللجوء السياسي بعد اتفاقيات السلام، وهو الأمر الذي دفع بعض المحللين للتعويل على هذين العاملين للقول بأن الدوافع الاقتصادية تمثل السبب الرئيسي من وراء ازدياد الهجرة السودانية في الآونة الأخيرة، اعتقاداً منهم ان إسرائيل ستفتح لهم أذرعها. وسواء كان العامل سياسياً أم اقتصادياً إلا أن المهم في هذا الشأن هو استكشاف أسباب الترحيب الإسرائيلي المثير للكثير من علامات الاستفهام بلاجئي دارفور، والذي تقف على رأسه الرغبة الإسرائيلية الجامحة في إشعال النار في الجسد السوداني خدمة للأمن القومي الإسرائيلي وأهدافه. ويشير المراقبون إلى أن استقبال إسرائيل للاجئين الدارفوريين ليس لمجرد البعد الإنساني، فإسرائيل بسياستها العدوانية في الأراضي المحتلة لا يمكن أن تتحول بين عشية وضحاها إلى دولة تدافع عن حقوق اللاجئين. ويشير البعض إلى أن حجم الوجود السوداني في إسرائيل رغم عدم وجود احصائيات دقيقة إلى ما يقرب من (8) آلاف سوداني، ومن الممكن القول إن إسرائيل وعبر هؤلاء اللاجئين وضعت نصب أعينها تحقيق عدة أهداف الهجرة السودانية، منها محاصرة الحكومة وسط معلومات عن تقارب سوداني – إيراني، وهو الأمر الذي تعتبره إسرائيل تهديداً لمصالحها في إفريقيا، كما يمكنها العمل على تقسيم السودان إلى دول عرقية متعددة بما يضمن إيجاد موطئ قدم لها في تلك الدولة ذات الموارد الوفيرة والموقع الاستراتيجي، وكذلك استخدام هؤلاء اللاجئين بما يحقق المصلحة الإسرائيلية من خلال تدريبهم وتأهيلهم لإرسالهم إلى الدول العربية للعمل لحسابها هناك، ولا يخفى على أحد كذلك سعى تل أبيب الدائم إلى إحداث وقيعة في العلاقات المصرية – السودانية، حيث تحاول أن تظهر إسرائيل وكأنها واحة للديمقراطية وحقوق الإنسان في مقابل الإساءة لمكانة مصر والتاريخ الطويل لعلاقات الطرفين باعتبار أن مصر هي معبر السودانيين إلى إسرائيل. طريق ممهد منذ البداية ويشار في هذا السياق إلى أن أكثر من مراقب للأحداث أرجع ملابسات التواجد السوداني – الدارفوري – المتزايد في إسرائيل، إلى التأكيد على أن طبيعة الصورة الذهنية لإسرائيل في جميع الأقطار العربية والإسلامية تجعل من المستحيل التسليم بفرضية أن يكون هذا التدافع تلقائياً، وأنه من غير المنطقي أن يقدم مواطن من دولة عربية أو إسلامية على السفر لإسرائيل، إذا لم يكن يعلم أن الطريق ممهد له وأن هناك سوابق ناجحة مأمونة لذلك الفعل. فالسيناريو الذي رسمته إسرائيل بإثارتها للأزمة بمنع المتسللين من الدخول إلى أراضيها والقيام بإيداعهم السجون، أمر لا يخرج عن كونه مسلسل هدفت منه إسرائيل إلى إعطاء القضية بعداً إنسانياً، ومن ثم ينتظر إلى الخطوة التالية التي ستتخذها باستضافة هؤلاء اللاجئين وغيرهم وفقاً للمعيار الإنساني، وكذلك يمكنها عبر ما يحصل عليه هؤلاء من أموال تتدفق بعد ذلك إلى أهلهم في دارفور، ستكون جواز مرور إلى قلوب أهل دارفور لتمويل مشروعات أخرى كثيرة تخدم الوجود الإسرائيلي في الإقليم، خاصة وأن هناك تواجد خفي من خلال المنظمات التطوعية التي تقدم المساعدات والدعم لأهل الإقليم، وهو الأمر الذي انتهى بعد طرد ممثلي تلك المنظمات من دارفور في أعقاب صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس عمر حسن أحمد البشير. وعد بفتح سفارة إسرائيلية والغريب في هذا الشأن التصريح الصادر عن الناطق الرسمي باسم حركة تحرير السودان حسن موسى، والذي أدعى فيه أن حركته تسعى لبناء دولة علمانية ليبرالية ديمقراطية في السودان، يكون فيها حق المواطنة لكل الشعب بما فيه أهالي دارفور، وان علاقاتها مع إسرائيل تقتصر على العلاقات الاجتماعية وليس السياسية، وان الشعب السوداني في دارفور أما نازح أو لاجئ في تشاد أو مصر أو ليبيا أو أي بقعة من بقاع العالم، وأن كل ما تقوله الحكومة السودانية عن العلاقة بين الحركة وإسرائيل أنما يراد به التغطية على الجرائم التي ترتكب في دارفور، مشيراً إلى وجود أكثر من 8 آلاف لاجئ سوداني من أهالي دارفور في إسرائيل لابد من التواصل معهم، وأعتبر ان مؤتمر الدوحة حول دارفور لا علاقة له بقضية دارفور، حيث أنه جمع القوى الإسلامية فقط، نافياً وجود أي ضغوط خارجية على الحركة من أجل استخدامها كورقة ضد الحكومة السودانية، وإفشال محادثات الدوحة بين حركات دارفور والخرطوم. وأقر موسى بأن حركة تحرير السودان ستقوم بفتح سفارة لإسرائيل في السودان لو تمكنت من السيطرة على الحكم، لكنه رفض الإجابة عن تساؤل عما إذا كانت الحركة تتلقى فعلاً الدعم من إسرائيل أم لا !!. تحرك سوداني مصري وفيما يتعلق بالتحرك السوداني – المصري للوقوف بقوة في وجه ما تدبره إسرائيل يشار إلى اتفاق الخرطوم والقاهرة مؤخراً على ترتيبات محددة لمعالجة قضايا اللاجئين السودانيين بمصر واللاجئين المتسلليين إلى إسرائيل عبر الحدود، وذلك عبر تبادل المعلومات وتكثيف الإجراءات الأمنية المتفق عليها بين الجانبين، وهو ما أكده المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية، الذي عاد وشن هجوماً عنيفاً على إسرائيل متهماً إياها بالوقوف وراء التدويل المباشر لقضية دارفور، مبيناً أن هذا الدور جاء الاعتراف به من أعلى القيادات الأمنية في إسرائيل، واصفاً وجود أي سوداني بإسرائيل بأنه تآمر على السودان وليس في مصلحة السودان، واكد الوزير أن دولة إسرائيل لا تقبل بالوجود القانوني إلا للصهاينة، وقد سلبت حتى أهل فلسطين أراضيهم، مضيفاً أن إسرائيل تمنع أهل الحق الفلسطيني في الإقامة بأراضيها فكيف تقبل باللجوء الإفريقي، كما كشف عن وجود (500) منظمة يهودية في الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تأجيج قضية دارفور، وتسوّق لها عبر استقطاب السودانيين من أبناء دارفور إلى إسرائيل، بمن فيهم عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان، لاستخدامهم لأغراض سياسية أصبحت غير مجهولة باعتراف المسئولين الإسرائيليين أنفسهم. ولا يعني ذلك سوى أن طبيعة الأهداف الإسرائيلية وبشكل عام كان ولا زال لها بالغ الأثر على الأمن القومي العربي وليس السوداني أو المصري وحده، وهو الأمر الذي يتطلب جهوداً غير عادية لحل هذه الأزمة، إدراكاً لهذا الخطر الذي تريد له إسرائيل أن يزداد، وهو ما يتطلب تحركاً فورياً وسريعاً من كل القوى الوطنية والعربية للخروج من المأزق الإنساني في دارفور.

    https://www.sudaress.com/smc/10411https://www.sudaress.com/smc/10411
    *
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de