دموع للبيع (2 ) بإمكاننا أن نصنع الفرق !! بقلم زهير السراج

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 11:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-28-2018, 05:50 PM

زهير السراج
<aزهير السراج
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 665

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دموع للبيع (2 ) بإمكاننا أن نصنع الفرق !! بقلم زهير السراج

    05:50 PM October, 28 2018

    سودانيز اون لاين
    زهير السراج -canada
    مكتبتى
    رابط مختصر

    مناظير الأحد 28 أكتوبر، 2018

    [email protected]



    * ما ان عانقت أعين القراء قصة الطالبة (تغريد) التى نقلتها لكم قبل يومين، حتى انهالت عشرات التعليقات والرسائل والمكالمات ترغب فى تقديم العون والمساعدة، وهو ما اعتدناه من هذا الشعب الكريم، رغم الكبت والقهر والظروف القاسية التى يعيشها منذ ثلاثين عاما عجفاء، أثرت على الكثيرين، ولكن بقيت الأغلبية على أخلاقها ومبادئها ونقائها، وتمسكها بالأمل فى انزياح الغمة العارضة والتغيير الى الأفضل!!

    * كنت قد حكيتُ على لسان( تغريد) الطالبة المتفوقة بكلية الصيدلة، الظروف القاسية التى تمر بها بعد وفاة أبيها المفاجئة فى حادث حركة، والذى كان يعمل سائقا بالخرطوم، ويحلم بأن تحقق ابنته الحلم الذى يعيشه بأن تصبح دكتورة صيدلية ويفخر بها امام كل الناس .. كان عندما يغمره هذا الشعور، يطحن نفسه ليوفر لها كل شئ ولا يجعلها تحتاج لأحد، ولكن جاء الموت واختطفه فجأة فى لحظة قاسية من لحظات الزمان الذى لا يرحم، وفقدت (تغريد) الحب والحنان والحضن الدافئ والاب الرحيم والعائل والسند .. !!

    * وأجد نفسى هنا أعيد ما قالته تغريد عن هذا الموقف الصعب الذى لا استطيع التعبير كما عبَّرت هى عنه: (كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي، تعبت شديد والحمدلله،  فقد حار، وبالذات الوالد، بالجد حار شديد، شهور وانا بحاول أستوعب الحاصل وماقدرت، والحمدلله هسة بديت اعود للواقع، بس ذكراهو عايشة جواى، وفى بالى وفكري وكل شي)!!

    * بعد فترة من الوقت قضتها (تغريد) مع أمها فى (سنار)، تماسكت بعض الشئ، وعادت الى فصول الدراسة بالعاصمة، ولكن لم يعد الوضع هو الوضع، وتغيرت الظروف، ولم يعد للأب الذى يقدم الحضن الدافئ، والأمن والأمان والحب والعون، وجود .. ووجدت تغريد نفسها فى مهب الريح القاسية التى لا ترحم، بدون عائل أو سند سوى (أُم) أرهقها المرض وهدها الحزن تعيش بعيدا هناك، وتحاول أن تفعل شيئا لابنتها بصنع وبيع المثلجات، ولكن .. !!

    * لم يكن أمام (تغريد) إلا أن تلجأ الى الإقامة والسكن مع خالتها فى الخرطوم، تلبية لرغبة والدتها، وهنا كانت المأساة الكبرى، فلقد عوملت من خالتها وكل أفراد الأسرة وكأنها (عدو)، وليست إبنة شقيقة وخالة، لا لسبب غير الغيرة من تفوقها الأكاديمى، ويا لها من غيرة تلك التى تجعل الخالة (الحنون) تطرد إبنة شقيقتها من المنزل ليلا وهى باكية جائعة، بعد إكالة الشتائم القاسية لها، لأنها تأخرت عن موعد عودتها من الجامعة لعدم وجود المواصلات !!

    * تقول تغريد (في يوم جيت من الجامعة، محاضراتي انتهت الساعة خمسة وكانت مواصلات مافى نهائى، واضطريت ارجع ماشة على كرعى وانا هلكانة من الجوع، وصلت البيت الساعة تسعة، ورغم التعب الشديد والجوع والدموع الكانت مالية عيونى وجارية على خدودى، ما خلونى وقعدوا يسمعوني كلام فارغ، وين كنتي، وانحنا ماعندنا كلام زي ده، لو انتي كدة تاني ماتقعدي معانا، خلي امك تقعِّدك في اي حتة .. وهم بيتكلمو وانا ببكي وجواي نار بتغلى .. أنا ماعارفة في خالات كده ولا خالتى نوعها براها)!!

    * قضت تغريد الليل على مضض فى بيت خالتها رغم الطرد الذى تعرضت له، وفى الصباح ذهبت الى الجامعة وهى لا تدرى الى اين تقودها قدماها وماذا تفعل، فأمسكت القلم وخطت هذه القصة الحزينة، التى ختمتها قائلة: (هسة انا ما عارفة اعمل شنو، اسيب القراية وأرجع سنار، ولا أحاول أشتغل، وأشتغل شنو، وأعيش وين مع الداخليات البقت بالشى الفلانى وأنا مصاريف وجبة واحدة ما عندى .. لا أملك غير آهاتى وأوجاعى ودموعى، ودعواتكم .. وأملى فى الله كبير)!!

    * عندما قرأت هذه القصة، وأعدت نشرها، انفتحت أبواب الأمل على آخرها، وجاءت التعليقات والرسائل والمكالمات من هنا وهناك، من داخل السودان، ومن كل بقاع الدنيا، تطلب نيل شرف تقديم يد العون والمساعدة لتغريد، ليس شفقةً عليها، وإنما واجب يجب ان يقوم به كل من بإستطاعته أن يفعل شيئا ..!!

    * إتصلت (زهراء إبراهيم) وهى شابة عصامية وصحفية وام لطفلين، تعرض إستضافة (تغريد) فى بيتها الصغير والتكفل بإعاشتها، وأرسل الشاعر (ابراهيم ابوناجى) المقيم بكندا يعرض استضافة تغريد مع اسرته فى الخرطوم، وقدمت الأستاذة نعيمة عجبنا عوض السيد نفس العرض، وتكفل الأمين دفينة بمصروفات سكنها وإعاشتها حتى تتخرج، وكذلك تقوى كمبال، والشاعر الشاب على ابراهيم شمو (وهو ليس على شمو المعروف)، ثم تدفقت العروض من كل حدب وصوب، من سارة ميزان، ومحمد ابوحسن، وعفاف عمر خوجلى، وآفاق حاج، والشريف الحامدابى، والزميلة الصحفية سميرة يوسف، واحمد سارجاث، وكثيرون طلبوا عدم ذكر اسمائهم، وتكرم كثيرون بالاقتراحات والتعليقات المؤيدة والمؤازة، التى تصب جميعها فى محاولة إسعاد وتغيير حالة إنسان فى لحظة إحتياج، وقد نكون كلنا ذلك الإنسان فى يوم من الأيام ..

    * وأُطمئِن الجميع، بأن كل المبادرات وصلت أو ستصل للإبنة (تغريد)، التى تيسر لها بعون من الله ومَن سخرهم لقضاء حوائج الناس، حل مشكلة السكن بشكل مؤقت، كما انها بصدد العمل فى إحدى الصيدليات بعد ساعات الدراسة لتدبير نفقات المعيشة، إن شاء الله، فشكرا لكم، ولمشاعركم النبيلة التى أثبتت أن الشعب السودانى بخير، لن تهزه أعاصير، ولن تهزم طبيعته الانسانية الراقية التى تملك القدرة على التغيير، محن !!


    * والتغيير ليس بالضرورة أن يكون لمجتمع أو وطن .. أو شئ أكبر حجما، حتى نسعى إليه ونتحمس له، فقد يعادل إعطاء قرش واحد لإنسان فقير، أو ساندوتش لجائع، تغييرا للعالم بأسره فى نظرهما .. شكرا لكم !!























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de