يبدو أن اختيار رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية معتز موسى مسمى "الصدمة" لبرنامجه الاقتصادي، نتاج صراع داخلي لحكومة الظل لحزب المؤتمر الوطني، والتي ظلت تدير الشأن الاقتصادي من خارج المؤسسات الرسمية للدولة، تحت غطاء أن (75%) من النشاط الاقتصادي يقوم به القطاع الخاص، العبارة التي ظلت ترد في التقارير الرسمية للحكومة خلال العشر سنوات الأخيرة. فالمسمى يعبر عن خطاب داخلي، لمواجهة حكومة الظل التي جففت البنوك من النقود، وبلغ الصراع فيها مرحلة كسر العظم، ولم تراع فيه مصلحة الوطن أو المواطن... وإلّا أين ذهبت النقود؟.
أنشأت حكومة الظل مؤسسات اقتصادية وخدمية وإعلامية وأمنية تقهر بها من هو خارج منظومتها، كائن من كان، بل أن المتنفذين فيها يدخلون كشركاء أو أصحاب أسهم في أي وحدة خدمية أو اقتصادية تؤسسها جهات غير منتمية إليهم، وإن كان استثماراً أجنبياً، أو منظمة دولية، برضاها أو بغيره، ومن ثم يمارسون مهمتهم إن توافقوا مضت المؤسسة مؤدية رسالتها، وإلّا دمروها، وبكوا على أطلالها.
ترعى حكومة الظل هذه مصالح المجموعة فقط، ولا مكان للوطن والشعب إن تعارضت مع مصالحهم، ولذلك تحكمت على الأسواق، وعلى المؤسسات الخدمية، والإعلامية، وكل مؤسسة منها متممة لمهام المؤسسة الأخرى أو تكملها. فقد يمتلك شخص واحد أكثر من شركة تعمل في تعدين الذهب وتجارته، ونفس الشخص يمتلك مستشفى خاص، ومدارس، وجامعة، ومؤسسة إعلامية تمتلك صحيفة، وإذاعة، وقناة فضائية، ووكالة إعلانية. بجانب مكاتب استشارية مرخصة جمركية، وهندسية، وقانونية، وغيرها، من الأدوات التي تعينه على التحكم. وقد يظهر اسم الشخص في مؤسسة أو اثنتين، وتدار البقية بالوكالة؛ وعلى ذلك قس!
فمثل هذا الشخص عندما يكون في مواجهة أي جهة فإنه يستخدم كل هذه المؤسسات في مواجهة الخصم، ويصرعة، كما صرعت حكومة الوفاق الوطني في أعز شئ وهو العيش الكريم للمواطن، وعجزت عن توفير الخبز والمواصلات للمواطن، بل جردته من قروشه التي اكتسبها بيمينه وعرق جبينه، فيم أولئك يتمتعون بمباهج الدنيا ونعيمها، من غير أن يحسوا بالمعاناة التي يكتوي بها المواطن. ألم أقل لكم صدمة وانفصام؟!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة