|
Re: عزيزنا عمر الدقير: أيهما نسقط الإمبريالية (Re: بركلاوي)
|
( فإننا نشعر بالأسف بأننا لم نتمكن مع الآخرين كافة من الحفاظ على وحدة بلادنا على أسس جديدة ولم نسقط النظام في الوقت المناسب رغم إننا لم ندخر أي جهد في ذلك وكل ما فعلناه مدفوعين ولا نزال بالحب لبلادنا وأهلها ) .
الأخ الفاضل / ياسر سعيد عرمان لكم التحيات في كل محتويات مقالكم لم نجد مزية تخالف آلاف المقالات التي تتناول قضايا الوطن السودان ،، فهي مقالات تتناول جوانب متكررة بدرجة الغثيان ,, ولكن في الفقرة أعلاه نجدك أخيراً تحس بوخز الضمير.. ذلك الإحساس الوطني الضروري الذي يفترض في أي إنسان سوداني مثقف يملك النخوة والرجولة ،، ولا تهمنا كثيراً تلك الخلافات الفكرية والإيديولوجية والحزبية والنزعات العقائدية والاتجاهات السياسية بقدر ما تهمنا مقادير المضرة والمنفعة التي لحقت وتلحق بالوطن بأيدي أبناءها الذين يدعون الوطنية كذبا وزوراً .. وياسر سعيد عرمان إذا أجلسناه فوق الكرسي الساخن فإنه يتحمل الجزء الأكبر في عدم الحفاظ على وحدة السودان ،، فهو كان يناضل من أجل قضية قد انتهت خاسرة في نهاية المطاف ،، وأدت إلى تقسيم السودان ،، ومن المضحك جداً أن يبكي اليوم ياسر سعيد عرمان على وحدة مهدورة وهو في نفس الوقت مشترك في جريمة الإهدار !!.. ولا تنفع اليوم ملايين التبريرات والحجج والبكاء والدموع ،، والسودان قد قتل وطعن بأيدي أبناءه المثقفين ( الحادبين قولاً والمتناقضين عملاً وفعلاً ) ،، أمثال الأخ ياسر عرمان الذين يدعون البراءة وما زالت الخناجر تطاعن في الأكباد .. والوطنية الصادقة لا تكون بمجرد العناد والتمرد والحروب التي تهلك الأخضر واليابس ،، ولكن الوطنية الصادقة هي تعمق في الخطوات بالقدر الذي يبعد الأذية عن الوطن ,, وذلك بالنضال الواعي المتحضر الذي يحقق القدر المتاح الممكن من المطالب ،، ثم مواصلة النضال في إكمال باقي المطالب ،، دون إفراط في أذية الوطن ،، أما وقد وقعت الأذية فعلاً فلا يفيد الندب والنحيب ،، وكان الأجدى بالأخ ياسر عرمان وأمثاله المناضلين دون عقلانية في خطوات النضال أن يضعوا وحدة السودان في الأحداق ،، حيث كان السودان في وقت من الأوقات في أشد الحاجة لمساندة أبنائه الأوفياء .
يقول السيد / ياسر عرمان ( فإننا نشعر بالأسف ) ,, والضمير في ( إننا ) يجب أن لا يستثني أي سوداني خاض في قضايا السودان السياسية والاجتماعية في يوم من الأيام منذ استقلال البلاد .. وكان سبباً في ذلك الفشل الكبير وشريكاً في تلك الجريمة التي أشترك فيها الصغير والكبير من النخب السودانية المثقفة ,, ولا يعفى ذلك تلك القيادات المتتالية التي حكمت السودان وكانت سبباً آخر في تمزيق البلاد .
يوسف شريف
|
|
|
|
|
|